2021/08/30

الانتماء والولاء التنظيمي وعلاقتهما بالرضا الوظيفي

 بتصرف. عبدالله بن علي القرزعي


الثلاثاء ١٤٤٢.١٠.٢٧

معلوم أن قيم الموظفين  و أهدافهم الخاصة في أي منظمة عندما  تلتقي  مع أهداف وقيم المنظمة تتحقق مصالحهم و أكبر قدر ممكن من جودة الأداء والإبداع والنتائج والنمو وازدهار المنظمة وتطورها.

ولذا من المهم التذكير تباعا  بأهمية الانتماء التنظيمي والولاء التنظيمي كونهما يؤصلان العلاقة بين العاملين ومنظمتهم حيث يسود العلاقة جو من التعاون والألفة والتكامل بدلا من التنافر وشيوع صراعات العمل السلبية.

الانتماء التنظيمي:

الانتماء يعني الانتساب ويتعداه للاستثمار المتبادل بين الفرد والمنظمة باستمرار في هذه العلاقة التعاقدية.

ويترتب عليه أن يسلك الفرد سلوكا يفوق السلوك الرسمي المتوقع منه والمرغوب  وصولا لرغبة الفرد في إعطاء جزء من نفسه من أجل الإسهام في نجاح واستمرارية تقدم المنظمة؛ كالاستعداد لبذل مجهود أكبر والقيام بأعمال تطوعية وتحمل مسؤوليات إضافية.

 الولاء التنظيمي:

يعني القرب والمحبة؛ وهو أعمق من الانتماء ويمكن أن يقال عنه أيضا أعظم درجات الانتماء ويمكن أن نعرفه على أنه:

 العملية التي يحدث فيها تطابق بين أهداف الفرد وأهداف المنظمة.

ويعد  اعتقاد قوي وقبول من جانب الفرد لأهداف المنظمة ورغبة في بذل أكبر عطاء ممكن لصالحها  مع رغبة قوية في الاستمرار في الانتساب  للمنظمة والفخر بذلك .

ولذا نلاحظ تزايد جهود المنظمات لكسب ولاء أفرادها والمحافظة عليه وبذل المساعي لزيادته لديهم.

إن عملية غرس قيمة الولاء في نفوس الموظفين هي مهارة يمكن تعلمها واكتسابها وهي مهارة بمقدور المسؤولين في أية منظمة تنميتها وتطويرها حتى تغدو أمرا طبيعيا تلقائيا ومكونا شخصيا عند منسوبيها  دون تكلف.

 ويمكن كسب ولاء الفرد بتهيئة الظروف المحفزة على تحقيق الذات في بيئة عمله وصولا لتحقيق غايات المنظمة.

 وهناك أربعة عوامل تساعد على  تهيئة بيئة العمل  لكي يظهر الموظفين ولائهم للمنظمة بشكل طبيعي وتلقائي:

 الأول:

تبني المنظمة جملة من  المبادئ والقيم تميزها عن غيرها مايعزز شعور الأفراد بالفخر بانتمائهم لها.

 الثاني:

 تهيئة وتمكين نماذج قيادية مؤثرة ومطورة داخل المنظمة كنماذج مثالية يقتدي بها.

 الثالث:

 بناء نظام واضح للحوافز المعنوية والمادية  والتي تهدف إلى رفع الروح المعنوية ودافعية العمل والإنتاج .

 الرابع:

إيجاد جو تنافسي شريف علمي وفق معايير واضحة  تمكن أي فرد أن يحقق طموحه بالعمل للترقي والتمكين.

أما عن  العلاقة بيـن الرضا الوظيفي  والانتماء التنظيمي والولاء التنظيمي

 الرضا الوظيفي

  متغير حركي يتغير بتغير خبرات الموظف بالعمل وبتغير خصائصه الذاتية.

ويعتبر مقياسا أقل ثباتا يعكس غالبا  رد الفعل السريع لجوانب معينة في بيئة العمل.

  الانتماء التنظيمي

 الاستجابة الإيجابية تجاه المنظمة بصفة عامة و الارتباط بها ككل.

فالمشاعر الخاصة بالانتماء التنظيمي تنمو ببطئ ولكن بثبات بمرور الوقت بالنسبة لعلاقة الفرد بالمنظمة.

   ويرى البعض أن الانتماء التنظيمي سببا للرضا الوظيفي وليس نتيجة له.

أما  الولاء التنظيمي  يرى أنه كلما  ازداد  عند  الموظفين

 قل معدل دوران العمل

  انخفضت نسبة الغياب و التأخر عن الدوام وإنجاز العمل

كما أن الولاء  يعزز الرضا الوظيفي؛ وتغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

أي أن الولاء مسبب للرضا.

ومهم أن نعي أن  الولاء ليس هدف بحد ذاته وإنما وسيلة لتحقيق أهداف المنظمة وتحسين أدائها.

إن الهدف من الرضا هو كسب الولاء والهدف من الولاء هو تحسين الأداء.

ختاما....

كلما كان الولاء تنظيميا للكيان كلما تمكنت المنظمة من التقدم المستمر..

وكلما كان الولاء للأشخاص تعرضت المنظمة لمزيد من عدم الثبات في أدائها ونواتجها.

وعلى ذلك يمكن القول

بأن الولاء لكيان المنظمة ورسالتها وقيمها؛

وأن الاحترام والتقدير لقادة المنظمة.

دمتم بخير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق