2018/02/23

شَرْنَقَةٌ … فخر مسرح عنيزة التاريخي

كتب . عبدالله علي القرزعي  


الأربعاء 1438.03.25
شَرْنَقَةٌ :
جمع : شَرَانِقُ . [ ش ر ن ق ]. ( مصدر شَرْنَقَ ). :- خَرَجَتِ الفَرَاشَةُ مِنَ الشَّرْنَقَةِ :- : الغِلاَفُ الْحَرِيرِيُّ الَّذِي تَنْسُجُهُ دُودَةُ القَزِّ حَوْلَهَا فِي طَوْرٍ مِنْ أَطْوَارِ حَيَاتِهَا .
افتتحت أول مدرسة حكومية نظامية بعنيزة ابتدائية المؤسس رحمه الله في عام 1356 هجرية .
وكان قبلها أن أسس المربي عبدالله السالم القرزعي مدرسته بنظام الكتاتيب عام 1325 التي توقفت لسفره ثم عادت 1338 بعد عودته من الزبير واستكمال تعليم أبناءه صالح وعبدالرحمن هناك ، بعد وفاة الأب عبدالله، تولى ابنه المربي صالح تطوير المدرسة لتكون شبيهة بالمدارس النظامية حيث يدرس فيها القراءة والكتابة والقرآن الكريم و الحساب والجغرافيا والتاريخ والخط ويمارس فيها أنشطة تربوية مصاحبة ، بعد وفاة المربي صالح العبدالله السالم تولى أخيه عبدالرحمن شؤون المدرسة حتى بداية الخمسينات الهجرية ، وتزامن ذلك مع مدرسة أخرى بعنيزة أنشأها رفيق دربهم المربي صالح بن صالح الذي لحق التعليم النظامي الحكومي عام 1356 بمدرسة العزيزية وما بعدها.
المدهش في الأمر أن أول العروض المسرحية بعنيزة كان مابين عامي 1348و1350 أي قبل بدء التعليم الحكومي النظامي !!
عن ذلك تحدث المخرج والمؤلف والممثل المسرحي الكبير أ. علي عبدالعزيز السعيد الذي قال :
أن المسرح ليس جديداً على محافظة عنيزة، موضحا أنها قدمت أول مسرحية مدرسية في تاريخ المملكة قبل أكثر من 89 عاماً، وقدمت مسرحيين ساهموا في بدايات الحركة المسرحية السعودية.
وقال السعيد في حديث لـ «الشرق»: شهدت عنيزة عرض أقدم مسرحية مدرسية في تاريخ المملكة، بين عامي 1348 و 1350 من خلال المدارس الأهلية قبل تأسيس المدارس الحكومية 1356، وكانت بعنوان «مناظرة بين جاهل ومتعلم»، مثّل فيها إبراهيم المحمد الواصل، و إبراهيم العلي الصويان -رحمه الله-.
وذكر أن عنيزة شهدت في مطلع السبعينيات الهجرية ظهور الموهبة التمثيلية العبقرية عبدالعزيز الهزاع، الذي ساهم في تأسيس الحركة الدرامية السعودية بشكل عام، سواء في مجال المسرح أو الإذاعة والتليفزيون، بالإضافة إلى عدد من أبناء عنيزة الذين ساهموا مساهمة فعالة في بدايات الحركة المسرحية في المملكة، مثل الإخوة حمد وأحمد ومحمد العبدالرحمن الهذيل، وحمد المزيني.
وأشار السعيد إلى أن عنيزة حاضرة نجد شهدت في أواخر الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات الهجرية تنافساً مسرحياً شديداً بين ناديي النجمة والعربي من خلال الحفلات المسرحية التي تقدم فيهما، فبرز عديد من المواهب والكفاءات التمثيلية التي لا يزال أهالي المحافظة يذكرونهم بإجلال وتقدير.
وفي عام 1417 تأسست فرقة عنيزة المسرحية ، وتم إنشاء الفرقة باسم “فرقة عنيزة المسرحية”، وبدأنا بإنتاج أول عمل مسرحي لهذه الفرقة،
وكان عنوانه «القوس قبل الغوص». وفي عام 1418 تم توأمة الفرقة مع أنشطة إدارة التعليم في عنيزة، بهدف تنمية المسرح التربوي المدرسي؛ حيث رغبت الإدارة في ألا يقتصر نشاطها المسرحي والثقافي على المحيط المدرسي فقط، ورأت أن ينفتح هذا النشاط على مجتمع عنيزة ، وأن يمتد عطاء الفرقة إلى فضاءات أوسع، منوها بمشاركات الفرقة في تمثيل المحافظة والمنطقة في الفعاليات المسرحية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، في أربعة مواسم متتالية بمسرحيات «استراحة دوت كوم»، «عليهم عليهم»، «أرنب نط»، و»العصفور»، وبمشاركتها في مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل في تونس 2003م، الذي عرضت فيه مسرحية «أرنب نط».
واختتم السعيد حديثه بقوله إن المسرح في عنيزة لم يقف عند ذلك الحد، بل إن فرقة عنيزة المسرحية أصبحت في عام 2009م أول فرقة مسرحية سعودية تحصل على تصريح رسمي من جمعية المسرحيين السعوديين، وسعى أعضاء الفرقة لافتتاح فرع للجمعية في عنيزة، فكان لهم ذلك؛ حيث افتتح أول فرع للجمعية في المملكة، «وحصلنا على مقر لفرع الجمعية من مركز صالح بن صالح الاجتماعي؛ حيث وفرت الأمانة العامة للجمعية الخيرية الصالحية كافة التسهيلات لنا»، بل وزادوا في ذلك أن تبنوا تكاليف الأعمال المسرحية التي أنتجتها الفرقة… انتهى.
المتأمل لما سبق سيستوعب جيدا البعد التاريخي للنشاط الطلابي و للحركة الثقافية و المسرحية في عنيزة ومؤسساتها التربوية ، وحجم الوعي الثقافي لمجتمعها قبل تأسيس العمل التعليمي الحكومي ، والعمل المؤسسي الثقافي.
اليوم
بعد أن شارك تعليم عنيزة في تأسيس المسرح المدرسي التربوي ، وعلى مدى عقود كانت له مشاركات دورية في المنافسات المسرحية على مستوى المملكة.
في الفترة 1439.03.23 وحتى يوم 25 شرفت وزارة التعليم ممثلة بالإدارة العامة للنشاط الثقافي عنيزة باستضافة نهائيات المسرح المدرسي على مستوى المملكة والذي تأهل لها 10 إدارات تعليمية.
احتضنت عنيزة بكل الحب أبناء الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ووسطه على مدى 4 أيام كانت التنافسية فيها بعروض مسرحية تربوية رائعة ، وفعاليات مصاحبة ضمن برنامج “عيش السعودية” .
ولأن ثقافة التميز المؤسسي قد تبناها مدير تعليم عنيزة منذ توليه قيادة الإدارة ، وقدم دعما ملموسا لأهمية لغة وثقافة التنافسية في مؤشرات الأداء ككل والتميز فيه …
عكف المبدع المخرج المسرحي إبراهيم الفراج مشرف النشاط الثقافي على بناء وصياغة فكرة مشاركة عنيزة في هذا المحفل الكبير ، لتكون حبكة معبرة عن تاريخ عنيزة في النشاط ككل والمسرح بوجه خاص وثقافة الجودة و التميز التي أضحت فكرا يبنى عليه كافة الممارسات بالادارة.
عمل الأستاذ إبراهيم تحت قيادة رئيس النشاط الواعد خالد العبود وفريق العمل ، منذ وقت مبكر واجتمعت رؤية الجميع على مشاركة نوعية فارقة .
وبعد ولادة الفكرة الإبداعية من المربي الفراج صاغ سيناريو العمل وحبكه فنيا واخراجيا ، وانتخب له طلاب موهوبين من مدارس عنيزة بتعاون كبير من قادتها ورواد النشاط فيها .
تكاملت أضلاع الإبداع ديكور العمل ، واضاءته ، ومؤثراته الصوتية ، والملابس … والأهم ضبط الأدوار من قبل الطلاب .
فكان أن تأهلت “شرنقة” من المرحلة الأولى بالخرج لنهائيات التنافسية بعد أن كون فريق العمل بدراسة دقيقة من المبدع الفراج وانتقى مستشاريه الخبير أ. علي لسعيد والمبدع أ. عمر الصائغ ومعاونه إخراجيا أ.عبدالله السليم .
في ختام المنافسات توجت عنيزة بالمركز الأول على مستوى المملكة ثقافيا ومسرحيا وكان ذلك تتويجا ليس فقط ل ” شرنقة ” بل للتاريخ الذي استعاد أمجاد عنيزة ومجدها بعد إتقان لغة وثقافة الجودة والتميز والمشاركات النوعية التي تضيف …
وبالمحصلة خرج تعليم عنيزة من ” شرنقة ” الممارسات التقليدية المعتادة ، للغة (عصر المعرفة) الذي لامكان فيه لمن يجتر أفكار الماضي ويعطل إبداعات ولغة الحاضر !؟ فكان التتويج امتداد لما سبق و سيتبعه -بإذن الله- المزيد من تحقيق الأهداف في ميدان تربوي ، ومجتمع واع لتنمية مستدامة للوطن الغالي.
كل الشكر والامتنان للإدارات التي شرفتنا بمشاركتها ، وفرق العمل بتعليم عنيزة التي عملت ليل نهار على مدى أسبوعين لاستضافة مشرفة ، وعناية خاصة بالمشهد الثقافي.
ولأهالي عنيزة والجهات التي شاركت باستضافة الوفود بفعاليات ” عيش السعودية ”
والشكر خاص لمن شرف عنيزة باحتضان أبناء الوطن الغالي وكالة وزارة التعليم لشؤون تعليم البنين بوزارة التعليم ممثلة بالإدارة العامة للنشاط.
دمتم بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق