باتت حياتنا اليوم أكثر تعقيداً وصعوبة ؛ أما لماذا ؟
اعتدت أن لا أعزوا المشكلات لسبب واحد لأن القراءة الشخصية لمسببات المشكلات ضيقة ورتيبة وهي تعبر عن زاوية الرؤية الشخصية لصاحبها فقط …
عليه فقد لاحظت مؤخراً في أداء العمل أصناف من الناس على صنوف شتى ومنهم :
أولاً : الإيجابيون ؛ المنتجون ؛ المستمتعون والمندمجون في العمل ؛ ويتحلون بالصفات التالية :
- لغة إيجابية تفاؤلية ..
- القدرة على التمييز بين أصل الأمر وبين عوامل محيطة به ..
- منتمون لأعمالهم محبون لها ..
- يقدرون ما يقومون به من أعمال ..
- عند مواجهتهم صعوبات وعوائق .. بتفائل تجد تفكيرهم منصب على الحلول والبدائل ..
- تحل المعضلات الكبيرة بتوفيق الله ثم بأيديهم وبعقولهم وسواعدهم كأفضل ما يكون ..
- لا يقفون عند صغائر الأمور ؛ فالمهم لديهم حل المشكلة ..
- لا يهمهم إلى من ينسب النجاح ..
- لا يستغرقون بهذا عملي ؛ وهذا عمل غيري ..
- لا يتداولون الشائعات ؛ ولا يقفون عند كل ما هو سلبي ..
- لغتهم ومنهجهم منتج ..
- يستمتعون بالانجاز ؛ ويتحرون النجاح ويلتمسوا أساليبه ومناهجه ..
- يعتبرون ما يقدمونه خدمة واجبة عليهم ..
- منكرون لذواتهم أمام مصالح العمل والمستفيدين ..
- لا ينتظرون كثيراً الشكر من الأخرين ؛ فهم بحق يعون معنى وقيمة احتساب العمل لوجه الله وكيف يجب أن يكون ..
- هم في المحصلة النهائية كوكبة من الاتجاهات والمعتقدات والقيم الإيجابية الخيرة ..
- من غنم منهم وبهم يجد استقرار نفسي عجيب في العمل معهم ..
فهنيئاً لهم ما أفضوا إليه من منهج حياة ؛ واستقرار نفسي ؛ ورضا روحي .. هم بلورات مضيئة في ذاتها مضيئة للأخرين ؛ عمروا الأرض بالخير ؛ فعمر الله بعزته وقوته حياتهم بالسكينة والرضا ..
فلله درهم من مسلمين بحق .. وهنيئاً لنا بهم ولمن رباهم ..وكم تتوق نفسي لأتمثل سلوكهم قدوة لي ..
ثانياً : الإيجابيون بعض الشيء ؛ المنتجون بشروط ؛ ويتحلون بالصفات التالية :
وهؤلاء صنف عجيب في العمل فانتاجيتهم تتعلق :
- بمزاجهم المتقلب والمرتبط بعوامل مختلفة…
- بمدى التحفيز الذي يحافظ تباعاً على مستوى الأداء…
- بشروط بيئية في العمل فهم لا ينتجون إلا وفق معطيات محددة…
- واثقون من أنفسهم ويعرفون امكاناتهم وما يمكن أن ينجزوه أكثر من غيرهم ….
- مساومون بعض الشيء ويربطون العمل والإنتاج بالحوافز …
- لهم طرق شتى في تعطيل العمل في حين لم تتوفر مطالبهم ...
- لا يقبلون تقويم عملهم بصدر رحب …
- عند الأخطاء يجدون ألف سبب لتخليص أنفسهم من مسؤوليتها ....
- يتطورون بمزاجهم ؛ ويحددون ما يريدون العمل فيه وما لا يريدون ….
- يرصدون بدقة ماقاموا به من أعمال ….
وهؤلاء الصنف من الناس من الصعب الاتكال عليهم وبناء خطط معهم لأن الأصل في انتاجيتهم ليس حجم العمل ؛ بل يرتبط الانتاج لديهم بمزاجهم المتقلب.
وهم رغم انتاجيتهم المعقولة إلا أنهم كمن (يعبد الله على حرف) تشوهها المساومة والمزاجية المفرطة ؛ وتباعاً يتم تهميشهم عند عدم الحاجة لهم فينقسمون حينها لقسمين :
- إيجابيون يحاولون استعادة مكانتهم .
- سلبيون محبطون وينضمون لقائمة معوقي العمل ؛ ومثيري الفوضى.
وبشكل عام يحتاجون لقادة يقرأون جيداً نفسياتهم ويخصونهم بوقت لاستعادة نشاطهم وإعطائهم الاهتمام اللازم ؛ والحكمة في ذلك حتى لا نخسرهم في مقابل إضافتهم للجزء المعطل في المنظمة.
ثالثاً : السلبيون ؛ المحبطون ؛ المعوقين للإنتاج والعمل :
وهؤلاء لهم صفات غريبة متناقضة ومنها :
- جزمهم بأنهم وحدهم الأذكياء في المنظمة باعتبارهم لا يقومون بعمل واضح ..
- انتهاجهم الكذب وكثرة المبررات والأعذار …
- تعلقهم في أي سبب يؤدي إلى تخلصهم من العمل …
- تجنيبهم أنفسهم المسؤولية …
- إيهامهم الناس بأنهم قادرون ولكن باختيارهم لا يريدون الانجاز …
- حبهم للشائعات وتداولها ونسجها وإشاعتها …
- تجنبهم الظهور خوفاً من التكليف بأعمال …
- اعراضهم عن فرص التطوير وإشاعة أنهم ليسوا بحاجة لها …
- امكاناتهم محدودة ولديهم القدرة للتعلم بيد أنهم لا يرغبون ذلك … فتعلم جديد يعني عمل جديد !!!
- غالباً ما يأخذون العمل ككل (مكمل ثانوي للدخل) وتجدهم يمنة ويسرة وفي أوقات العمل ينصرفون لأعمالهم الخاصة …
- يعتبرون مجرد حضورهم للعمل إنجاز !!!؟؟
- لا تتداخل أعمالهم الخاصة مع شؤون العمل فقط ؛ بل تقضي عليه ويستثمرون تواجدهم وخروجهم لقضاء أعمالهم الخاصة !!!
- عندما يقع (الفأس في الرأس ويتعرضون للعقاب) يهاجمون الكل و(يفجرون في الخصومة) ويستغلون الوقت في اقامة دعاوى وشكاوى لا طائل منها …
- يكثرون مقارنة أخطائهم بأخطاء الغير فالتنافس لديهم (من أكثر من من في الأخطاء ) ..!!
- يؤمنون بأن الحق مع (الأعلى صوتاً) لا مع (الأجدر حجة) وفق التعليمات والتنظيمات ولوائح العمل …
- قضيتهم الأساسية هي (من المحق ومن المخطئ) وليس (من يعمل ومن ينتج وما تحقق من أهداف )…
- عند خسارتهم قضاياهم يحبطون كثيراً ؛ وتبدأ ممارسات خاطئة أخرى رغبة في الانتقام واثبات براءتهم !!
- عالة على المنظمة فهم (حشفاً وسوء كيلاً)…
- يصدق فيهم بأنهم (يخربون بيوتهم بأيديهم ) وينقلب عليهم (سحر الساحر) فما استثمروا ذكائاتهم وإمكاناتهم فيما يفيدهم وينعكس ايجاباً على العمل ؛ وبركة ما يتقاضونه من مال نظيره !!!
هؤلاء الصنف من الناس مع دعواتنا لهم بالهداية ؛ إلا أن بسماتهم المزيفة تخفي خلفها حرقة وألم وقل بركة في المال وغيره ؛ فهم يدعون المتعة والسعادة الغائبة عنهم … وتثبت لهم الأيام تباعاً (نتاج فعالهم) …!!
اللهم إنا نسألك أن :
ترينا الحق حقا وترزقنا اتباعة …
وأن ترزقنا قولاً يتبعه عملا …
وأن تجعل عملنا متقبلاً مشكوراً مبرورا …
وأن تجعله وقفاً لنا عندك …
وأن تنفع به الاسلام والمسلمين …
وأن تبارك لنا في مارزقتنا من مال وولد وصحة …
والله الموفق ؛؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق