2010/06/30

الفراغ العاطفي ... أبرز مشكلات أنوثة المرأة


كتب . عبدالله القرزعي -
لا يختلف اثنان على حاجة المرأة الملحة في مختلف مراحل حياتها إلى العاطفة كأمر هام وفطري ؛ وتأثيرها إيجاباً على عطاءها متى ما أشبعت حق الإشباع.
والعاطفة ليست كما يفهم البعض و حصرها في الألفاظ العذبة فقط !!!
بل مفهومها أبعد بكثير من ذلك ؛ ومن معانيها الرائعة ما جاء في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته أمهات المؤمنين وبناته رضي الله عنهم جميعاً ؛ معكم أًبحر في مفاهيم وردت عنه عليه الصلاة والسلام في التعامل مع الأنثى على وجه الخصوص وأذكر من ذلك :

• العاطفة .... تختلف عن التعاطف ؛ فالعاطفة تشير إلى إعطاء الأنثى حقوقها قبل مطالبتها بواجباتها.
• العاطفة ... تعني توفير الحماية للأنثى وعدم المساس بكرامتها ؛ وتدنيس أنوثتها ؛ وهضم حقوقها ؛ وامتهان كرامتها.
• العاطفة .... تعني المشاركة الوجدانية في لحظات السعادة والحزن ؛ والمؤازرة النفسية أوقات الضعف.
• العاطفة ... تعني الاهتمام دون الحاجة للفت الانتباه ؛ ومعرفة ما يجب تجاه الأنثى ككيان.
• العاطفة ... تعني التغافل عن الهفوات البسيطة ؛ وليست الغفلة التي تصل للإهمال.
• العاطفة ... تعني القبول ؛ فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاؤون التوابون.
• العاطفة ... تعني تحقيق الذات ومنح فرص إثباتها لتحيا بالعطاء والمنح والأخذ بتوازن.
• العاطفة ... تعني تربية الحواس والعقل والفؤاد ؛ على تقدير المواقف وحل المشكلات لااختلاقها.
• العاطفة ... أن تَسمع وتنصت ؛ قبل أن تُسمع وتطلب ؛ فقد خلقك الله بلسان واحد وأذنين لتنصت أكثر من أن تتحدث!!
• العاطفة ... تعني تقدير الظروف والإمكانات والقدرات وعدم التكليف بما لا يستطاع ولا يطاق.
• العاطفة ... تعني عدم تصيد الأخطاء واحتسابها وإضمارها لاستخدامها عند الحاجة.
• العاطفة ... تعني الحب الوجداني الصادق الذي يحرك العقل والقلب والجوارح لتمنح بسخاء ورضى وعدم أنانية ؛ وهو يختلف عن أنواع الحب الأخرى.
• العاطفة ... ليست ولن تكون في يوم احتساب ما تعطيه وتنفقه وتمنحه وكأنك في صفقه تجارية بين ربح وخسارة.
• العاطفة ... ألا تكون صخرة عاتية في وجه مشاعر رقيقة مرهفة ؛ أمرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بالرفق بها وعدم كسرها ؛ وتقويمها بعقلانية وهدوء.
• العاطفة ... أن تثق وتمنح الصلاحية ؛ وتتمسك بالمسؤولية والرقابة والضبط كما فرضها الله على قوامتك.
• العاطفة ... تعني الرعاية والتعاهد والتقويم بحلم وصبر.
• العاطفة ... تعني أن تقترب كل وقت لتكون ظل عن شموس المخاطر.
• العاطفة ... ألا تفجُر ؛ وتبرر أخطاؤك دوماً ولا تعترف بها وكأنك مبرأ منها.
• العاطفة ... أن تتحقق وتتوثق قبل أن تطلق أحكامك ؛ وتستبدل العقاب المتفرد بنظام العواقب (ثواب وعقاب) ؛ وأن تفكر وتتأنى قبل إيقاع العقاب.

تظل مشكلتنا الكبرى في كيف نفهم ونتفهم مقاصد الشريعة ونتمثلها في سلوكنا...
ما أجمل أن نكون كما يجب ... ممتثلين لأمر الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ نابذين كل عادة تؤصل الجفاء والقسوة التي بها تذبل أنوثة المرأة وتجف زهور بساتينها وتجدب.
خاب وخسر من هجر فؤاد كل أم وبنت وأخت وزوجة له ؛ وتسبب في خواء فؤادها وسط تلاطم أمواج عاتية.
وأجزم بما جاءت به تجارب المتقدمين والمتأخرين أن :
"خير سبيل للاتفاق والتعايش مع المرأة في مختلف مراحلها هو إشباع تلك الحاجة النفسية التي توازي الحاجات الفسيولوجية من غذاء وهواء ونوم ؛ وبها يبنى سدود منيعة نصون بها المرأة ونجعلها أكثر اشراقاً وعطاءً ؛ خاصة وهي تمثل نصف المجتمع وتنجب النصف الأخر وهي بذلك أمة بأسرها"
اللهم ارزقنا امتثالاً بالدين وتأسياً برسولك الكريم عليه الصلاة والسلام ؛ ونبذ عادات الجاهلية الأولى الموضوعة والتي مازال لها بقايا من ممارسات إلى يومنا الحاضر.

والله الموفق ؛؛؛

2010/06/27

العين والحسد ... بين الحقيقة والوهم


كتب . عبدالله القرزعي -
وصلتني رسالة بريدية – جزى الله من أعدها وأرسلها خيراً- أسرد لكم مضمونها ثم أعلق عليها ...
مفاد الرسالة بيان علامات لمن يعاني من صرع الجآن و المس بأنواعه والتلبس و السحر وتسلط الشياطين ..... فقد تكونون مصابون وعلم ذلك عند ربي ؛
ومن علامات ذلك ما يلي :
• ضيقة صدر من غير سبب (أنا طفشانه أو طفشان بس ما أدري وش السبب)
• تنمل في الأطراف (الأيدي، والأرجل)
• نزول دموع فجاءه من غير تثاؤب أو حزن
• عدم النوم السريع (قلق،أرق)
• بالنسبة للمرأة عدم انتظام الدورة الشهرية لديها
• برودة أو حرارة في الأطراف ماكانت موجودة سابقاً
• صداع
• نفره من الزوج أو العكس
• تغير رائحة الفم أو مرارة إن لم تكن عضوية
• تغير النفسية عند الدخول إلى البيت
• ألم في الظهر في أعلى الأكتاف أو في وسط الظهر أو في أسفل الظهر
• انتفاخ البطن حتى ولو كان البطن خاوي مره وغالباً بعد الأكل يقول الواحد منا (ليتني ما أكلت)
• تقفيل المزاج فجاءه
• الضعف في العبادة من ناحية الصلاة وقرأه القرآن فهناك نساء ورجال كانوا محافظات ومحافظين على الصلاة فجاءه أحسوا بالفتور
• البكاء من غير سبب
• حب العزلة والوحدة
• نبضات متفرقة في بعض أنحاء الجسم
• الذهاب للعمل سواءً الرجال والنساء إذا كان بتثاقل ؛ وإذا ما كان موجود في السابق فنضع علامة
• الاشتياق للزوج والعكس إذا خرج من البيت
• التعرق الغير طبيعي من غير سبب إذ لم يكن طبع فيك

*نأتي من ناحية الرؤى فلها دلالة بإذن الله بتشخيص الحالة هل أنتم مصابون أم لا
البعض يرى إن الرؤى لا تقدم ولا تؤخر والبعض الآخر لا يعترف بذلك :
• هل ترى أنك تسقطين أو تسقط من مكان عالي من جبل أو عمارة أو درج وتتكرر هذه الرؤية
• رؤية الحشرات
• رؤية الفيلة ــــ والجمال ـــ وبعض الحيوانات لها رموز ومنها الهوام
• هل ترين أو ترى إن هناك من يطاردك من قبل نساء معروفات أو غير معروفات وكذلك رجال معروفين أو غير معروفين وكذلك من الحيوانات
• الطيران في الهواء
• هل رأيت إنسانا ما قام برميك برصاص عن طريق (رشاش ـ بندق ـ مسدس) أو بطعنك بسهم أو سكين
• أو إنسان ينظر لك عبر نافذة أو عبر فتحة خلسة أو نظره بريبة
• أو يقوم إنسان ما بضربك في مكان ما في جسمك
• أو مشاهدة بيوت قديمة كنت تسكنها أو شياطين
• أو مشاهدة أن بيتك (محيوس) يعني غير مرتب
لا ننس أمر واحد ومهم جداً أن الشيطان يريد أن يفسد على ابن آدم ثلاث أشياء في حياته:1- دينه.
2- بيته.
3- رزقه
ثم اتبعت الرسالة برابط الرقية الشرعية الصوتية من القرآن الكريم وهي نافعة بإذن الله.
تعليقي :
أجزم بأن كل من قرأ تلك الأعراض قد شعر يوماً ما بواحدة أو أكثر منها وقد يكون في فترات متعددة ؟؟ بل أنها أمور اعتدت على معظمها شخصياً منذ أن ( قلت حركتي ؛ وزاد وزني ؛ وهجرت ممارسة الرياضة ) !!!
أحتج وبقوة شديدة على تداول مثل تلك المعلومات والتوسع فيها والجزم بها !!
وبقدر يقيني بأن العين حق كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بقدر إيماني التام بأهمية التوكل على الله عز وجل وأننا لا نملك من الأمر شيء ؛ وواجب علينا وحق... التعبد لله وذكره وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ؛ مع أهمية تربية أنفسنا وأطفالنا على الأوراد وتوديع كل شيء لله عز وجل والتسليم بأنه المانع الحافظ المدبر.

التفسير الشرعي للعين والسحر غالباً ينقصه الكثير من التفسير الصحي العضوي والتفسير النفسي ؛ ويالتالي يكون التشخيص في كثير من الأحيان خاطئاً وعليه يعتمد العلاج الذي لن يفيد ببنائه على تشخيص خاطئ !!!
ولتتضح الرؤية أكثر أذكر بأن هناك عوامل تسهم بدرجة كبيرة في كثير من الأعراض المذكورة وقد تستمر لفترة مادام مسبباتها موجودة ؛ أسرد منها مايلي :
• العشاء المتأخر والنوم مباشرة = كوابيس + حموضة + عسر هضم....
• ضعف الحركة والسمنة = آلام متنوعة في كافة أنحاء الجسم ....
• البرنامج اليومي الروتيني = الملل والسآمة ....
• الغفلة في العبادات والأوراد = فراغ روحي ونفسي ....
• تصنيف الناس والإيمان بنظرية المؤامرة = قلق وخوف وفقد أمن وسوء توافق أجهزة الجسم ....
• ممارسة عمل لا نحبه ولا نميل له = ضغط نفسي يؤثر على كافة أعضاء الجسم وأدائها مهامها...
• محاولة الوصول دوماً للاتفاق مع الكل وعدم الرضا بالتعايش إن لم نحصل على الاتفاق = نزعة نحو عدم الرضا عن كل ما حولنا والعزلة....
• العادات الغذائية وعادات النوم وأساليب التعامل مع الناس السيئة = التعرض لأعراض كثيرة ....
النتيجة النهائية
أن الله عز وجل خلق ورزق وحفظ وتولانا في كل أمورنا ؛ ونتعبد له بعبادات لاتزيد في ملكه شيء ؛ فالله غني عن العالمين ...
• فهل توكلنا عليه حق التوكل !
• وهل عبدناه حق العبادة !
• وهل شكرناه حق الشكر !
• وهل امتثلنا لأوامره وانتهينا عن زواجره !
ومع كل ما سبق قال تعالى : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ...) الآية
إنها رحمته التي وسعت كل شيء علما ... فتبارك الله في علاه.
والله الموفق ؛؛؛

2010/06/26

فتاوى مثيرة .... لم تحق حقاً ولم تزهق باطلاً


كتب.عبدالله القرزعي -
فقدت الأمة الإسلامية في آخر عشر سنوات كوكبة من أبرز علمائها الربانيين ؛ ولله في خلقه شؤون فقد تتابع فقد الأمة لهم في أصعب الظروف والمحن حيث التغيرات والمستجدات باتت متلاحقة ومتتابعة ؛ ما يتطلب وجود فتاوى شرعية تؤصل للناس عقيدتهم والتمسك بدينهم وتسيير أمور حياتهم وقضاياهم الملحة.

مؤخراً ظهرت جملة من الفتاوى التي أثارت جدلاً واسعاً بين أوساط المجتمعات الإسلامية ؛ وبغض النظر عن من أتى بها ومكانته وعلمه تبقى الأسئلة الأهم والأكثر إلحاحاً :

في مجتمعات مسلمة تعاني من الفقر ؛ والبطالة ؛ وضعف العمل المؤسسي ؛ وضعف الخدمات التي تلامس تربية أجيالهم ؛ وصحتهم ؛ وأمنهم النفسي ؛ والغذائي ؛ وتعاني ما تعانيه من قهر وإذلال واحتلال وغزو على كافة الأصعدة ......

• هل بات يهمها مثل تلك الفتاوى ! التي لم تحق حقاً ولم تزهق باطلاً ؟
• هل لامست تلك الفتاوى هموم المسلمين واجباتهم وحقوقهم ؛ ومستقبل حياتهم وأجيالهم ؟
• ما المردود الذي جنته الأمة وشعوبها من نفض الغبار عن فتاوى خلافية ؛ وتغليب الأراء التي لم تكن اعتادت عليها وتربت بين ثناياها؟
• هل باتت الفتاوى المثيرة للجدل هي ما ينقص الناس ويعبر عن حاجاتهم ؟
• مع الظهور المضمون عبر وسائل الإعلام المختلفة المكفول هذا اليوم لكل من هب ودب ؛ هل بات هذا الظهور يعني بعض من مصدري تلك الفتاوى ؟
• هل حلت جل قضايا الأمة الملحة ؛ لتكون هذه الفتاوى حاضرة في هذا التوقيت بالذات؟
• هل بات إشغال الناس عن ثوابت دينهم وعقيدتهم بفتاوى خلافية هو ما سيملأ حياة الناس وعبادتهم لله على بصيرة ؟

اليوم باتت الأمة المكلومة أحوج ما تكون لمن يعيدها لثوابتها ؛ ويفيقها من سباتها العميق !
اليوم أصبحنا نرى من لا يدينون بديننا يذودون بدوافع إنسانية عن قضايا الأمة ! ونحن نتداول تلك الفتاوى الخلافية التي لن تقدم حلولاً لأمة انصرفت عن غاياتها !

اسمحوا لي أن أعبر لكم بكل شفافية بأن من أهم أسرار ركون أمتنا في سهادها العميق ؟؟؟ هو من غابت عنهم الرؤية والروية وتلمس حاجات المسلمين ؛ وباتوا يشغلون الناس عن غايات خلقهم وعبادتهم لله على بصيرة وعمارة الأرض بالخير.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ؛ وقيض لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك.

والله الموفق ؛؛؛

2010/06/22

هل أنت قائد أم مدير


فرسان الحياة - د. علي شراب
مفارقات قائد ومدير قد تشعل لديك فوارق ذات ممارسات ابداعية في المستقبل
لتحميل العرض فضلا اضغط هنا

اكتشف التميز عند أبنائك


استراتيجيات تربوية رائعة لاكتشاف التميز عند الابناء

لتحميل العرض اضغط هنا

فجر الابداع عند أبنائك


استراتيجيات رائعة لإثارة الإبداع عند الأبناء

لتحميل العرض اضغط هنا

فن التعامل مع الأبناء


اضاءات هامة في فن التعامل مع الأبناء

لتحميل العرض اضغط هنا

2010/06/19

تباين توقيت اختبارات الأبناء وقدرة الأسرة على تهيئة أجواء مناسبة


كتب – عبدالله القرزعي -
منذ أن حل التقويم المستمر في الصفوف المبكرة 1420هـ وصولاً إلى كامل سنوات المرحلة الابتدائية 1429هـ ؛ تباين توقيت الاختبارات في الأسر التي لديها أبناء في مراحل التعليم العام والجامعي .

هذا التباين جعل الأسرة تواجه صعوبة في إدارة أوقات أبنائها أثناء الاختبارات حيث ينتهي طلاب المرحلة الابتدائية من الدراسة والتقويم قبل المراحل الأخرى ؛ وفي حين ينطلق الأطفال للاستمتاع باللعب وبداية الإجازة ؛ تبدأ الاختبارات لإخوانهم في المراحل الدراسية الأخرى في نفس الأسرة ما يجعلها تواجه عائق التنسيق داخل المنزل لتوفير وتهيئة جو المذاكرة لمن يستعد لأداء الاختبارات.

ومع ما يواجه طلاب وطالبات المراهقة المبكرة (المرحلة المتوسطة) من رغبة في الانطلاق واللعب واجترار بعض متطلبات مرحلة الطفولة كإخوانهم ؛ تواجه الأسرة حرجاً في عدم تقديرهم للمسؤولية وقيمة الوقت الذي يجب أن يستغل في المذاكرة والاستعداد للاختبارات ؛ كما يعاني من هم في المراحل الأخرى من إزعاج الأطفال أثناء اللعب.

أعحبني تبني بعض دور تحفيظ القرآن النسائية وروضات الأطفال حكومية وأهلية برامج مسائية لأطفال المرحلة الابتدائية فترة اختبارات المتوسط والثانوي والجامعي ؛ وفيه تضطلع تلك المؤسسات بدور اجتماعي هام تجاه الأسر وتقدم حلاً ممتازاً لصرف الأطفال عن المنزل واستغلال أوقاتهم بما يفيد ؛ ومساعدة الأسرة في تهيئة جو هادئ لباقي أبنائها ممن يؤدون الاختبارات.

بقي أن نركز على ما يقدم خلال أسبوعين للأطفال وأن تكون تلك البرامج محفزة وجاذبة وتقدم لهم كل مفيد وجديد ؛ فالأمر يتعدى كونه تجميع للأطفال فقط ؛ حيث أن طاقاتهم وإمكاناتهم تحتاج لاستغلال أمثل وبالتأكيد يجب أن يكون مختلف عن ما تقدمه المدرسة.

تبقى المشكلة لدى الأسر التي لا تتمكن من إلحاق أبنائها في مثل تلك البرامج ؛ وعليه أقترح ما يلي :

1. تعويد الأطفال على احترام خصوصية الغير وعدم التجول داخل المنزل.
2. إشراكهم في تقديم الدعم والمساندة وتقدير المسؤولية تجاه من يستعد لتقديم الاختبار ؛ ومن ذلك اللعب بهدوء وفي أماكن محددة .
3. جمع جميع الأبناء من خلال فسح مشتركة ليلتقي الجميع في جو يسوده الود والمرح ؛ وتقديم المشروبات وبعض الوجبات الخفيفة.
4. مهم جداً مساندة الأم بالذات لأبنائها الذين يستعدون لأداء الاختبارات ومن ذلك تنظيم أوقاتهم وإدارتها بحزم .
5. تبقى أهمية دور الأب في مراقبة النظام والانتظام ؛ وفي بعض الأوقات صرف الأطفال لبعض الوقت ليتسنى توفير جو هادئ ومناسب للمذاكرة.
6. وقبل كل شيء مهم أن نكون عودنا الأبناء على المذاكرة أولاً بأول خلال العام لتبقى فترة الاختبارات عبارة عن تركيز للمعلومات فقط.
7. جميل أن يربى الأبناء منذ الصغر على التكيف مع الأجواء المتاحة قدر المستطاع وتحمل مسؤولية المذاكرة وترتيب الوقت.

أسأل الله الكريم أن يوفق جميع أبنائنا وبناتنا للنجاح في الدنيا والأخرة.

2010/06/17

الكوري الشمالي (تاي سي) نصف رغيف خبز... ودموع بألف معنى
























كتب. عبدالله القرزعي -


كوريا الشمالية ... التي أنهكها الفقر ؛ وأحياها الإباء والشموخ ... ولله الأمر من قبل ومن بعد.
كوريا الشمالية ... يعيش فيها 24 مليون نسمة اقتسموا رغيف الخبز وصبروا وتصابروا في سبيل أمة أبية كريمة قوية ذات سيادة.
كوريا الشمالية .... تمسكت بخيار الكرامة والقوة بامتلاكها السلاح النووي وسط إحاطتها بأعظم القوى العسكرية والاقتصادية الصين واليابان وكوريا الجنوبية ...
كوريا الشمالية ... التي لم تقهرها العقوبات والحصار -بعد أن عرضها لمجاعات ومآسي - لم تخضع ؟؟!! وفضلت أن تموت كالشجر واقفة شامخة في ظل من يريدون طمس هويتها؛ ولا يسمحون لغيرهم بأن يكونوا أقوياء !!
كوريا الشمالية ... أمة في وطن ووطن في أمة ؛ ومواطنين أثمن وأنفس من الألماس.


بعد غياب 44 سنة عن كأس العالم لكرة القدم تمكن المنتخب الكوري الشمالي من التأهل لنهائيات 2010م في جنوب أفريقيا .
ومع أول ظهور لها أمام منتخب البرازيل في أولى مبارياتها .... حدث الحدث الأهم في البطولة حتى الآن ؟؟؟ أتدرون ما هو :


جونغ تاي سي ( 26 عاماً ) مهاجم الفريق الكوري يجهش بالبكاء بمجرد أن بدأ يردد النشيد الوطني لوطنه وارتفع علم بلاده خفاقاً في هذا المحفل العالمي !!!
جونغ تاي سي والذي ولد في ناغويا اليابانية خُير بين أحد منتخبي العمالقة بقارة آسيا وهما اليابان أو كوريا الشمالية إلا أنه قرر التوجه إلى وطنه الحقيقي الذي يعاني من العزلة العالمية ... ليمثله في 23 مباراة دولية ويحرز 15 هدفاً .
جونغ تاي سي ..... ذرف دموع ليست كأي الدموع

جونغ تاي سي ..... صورة عن مليارات الكلمات والخطب
جونغ تاي سي ..... دموعه رسالة لكل شعوب العالم
جونغ تاي سي ..... حينما يكون الانتماء حاضراً والوطن محاصر والحب له أكبر من أي قيود.
جونغ تاي سي ..... دموع بألف ألف خطة واستراتيجية ومشروع
جونغ تاي سي ..... دموع حيث يجب أن تتحدث الدموع
جونغ تاي سي ..... ستغير دموعه أسس التخطيط العلمي الرياضي والإعداد النفسي والبدني للفرق التي تمثل أوطانها ؛ ومعيار اختيار من يمثل الوطن
جونغ تاي سي ..... من اليوم أصبح ( نظرية) في تمثيل الوطن وانتماء المواطن
جونغ تاي سي ..... القصة والعبرة
جونغ تاي سي ..... حيث بدأت القصة ولم تنتهي بعد


يقدر قيمة لاعب في بعض الفرق وما يتقاضاه من أموال ..... كامل ما صرف على إعداد الفريق الكوري الشمالي بدءا بالاعداد ووصولا إلى النهائيات .... ألا يستحق الأمر دموع تاي سي لوطنه !!!
في حين تعيش الدول رغد العيش والرفاهية وأتت فرقها لتعبر عن ذلك ... !!
أتت كوريا الشمالية من عمق وعنق زجاجة الفقر في مقابل العزة والكرامة والقوة .. لترفع رأسها عالياً في محفل عالمي ..... ألا يستحق الأمر دموع جونغ تاي سي !!!


جونغ تاي سي ..... قال للعالم ( أن ما يحمله فؤاد المواطن لوطنة وأمته أعظم قوة وأهم قيمة ممكن أن تحيا بها آمال أجيال ومستقبل أمة).


نعم إنه وباختصار شديد ما يفقده البعض –مع الأسف- إنه :
الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء الانتماء
ولا غيره .... الانتماء قبل كل شيء
يحيا به الفؤاد
وتأنس به الروح
تصون ولا تغدر
تؤمن ولا تخون
تبني ولا تهدم
ويل لكل أمة لاتربي الانتماء في قلوب وأفئدة مواطنيها ... فهي حتماً ستكون في مهب أي ريح وإن لم تكن عاتية ... وهزيمتها ستكون سهلة ولقمة سائغة لكل طامع.


هل جربنا يوماً ما ..... دموعاً كدموع (جونغ تاي سي) ؟؟؟
وهل لدينا جيل ..... يملك مايملكه جونغ تاي سي في فؤاده لوطنة ؟؟؟
هل لدينا من ربى أبنائه كتربية .... جونغ تاي سي
إن كانت اجاباتكم (نعم) حينها أبشركم ....
بعزة دين بعون الله
ونجاح مساع وطن
وطمأنينة مواطن
وشموخ أمة.


جونغ تاي سي ............. كم أنت رائع بروعة دموعك ... فهنيئاً لأمتك بك وبأمثالك.


والله الموفق ؛؛؛



2010/06/14

لا تسمح لأحد أن يملأ فنجانك .... املأه بإرادتك !


د. إبراهيم الفقي -

المدرب والمحاضر العالمي ورائد التنمية البشرية


كان هناك شاب عرف أن هناك رجلاً صينياً حكيماً من الممكن أن يدله على معنى الحكمة ومن الممكن أن يعرّفه كيف يتحكّم في أحاسيسه وأعصابه.
قال له الناس: إن هذا الرجل يعيش فوق جبل وإذا قابلك فأنت محظوظ.
لم يضيع الشاب وقته فاستقل الطائرة وسافر وذهب إلى المكان وظل منتظراً.
أخبروه أن الحكيم سيقابله فذهب إليه وطرق الباب وأخذ ينتظر.
تركوه منتظراً ثلاث ساعات حتى اشتدّ غضبه وعندئذٍ فتحت الباب سيّدة عجوز وأخبرته أن الحكيم سيأتي إليه حالاً.
ولكن ذلك لم يحدث بل جاءه الرجل بعد ساعة وكان الشاب قد وصل إلى قمة الضيق والغضب.
جاء الرجل العجوز ورأى الشابُ أنه بسيط جداً يلبس ملابس بسيطة، وعندما جلس بجانبه سأله:
هل تحب أن تشرب شاياً؟
اشتد غضب الشاب وقال في نفسه: هذا الرجل المجنون! تركني أنتظر ثلاث ساعات بالخارج ثم تركني هنا ساعةً دون أن يعتذر ثم يسألني إن كنتُ أريد أن أشرب شاياً؟
وظل الشاب يتكلّم وهو غاضب، فقال له الحكيم مرةً اخرى، أتحب أن تشرب شاياً؟
فلمّا رآه الشاب مصرّاً، قال له هات الشاي
فأحضرت له السيدة الشاي في إبريق كبير،
وقال له العجوز: أتحب أن أصب لك الشاي؟
فقال له تفضل أرجوك !
أخذ العجوز يصب الشاي حتى ملأ الفنجان وأخذ يسيل على الطاولة كلّها إلى أن وقف الشاب غاضباً وقال له:
ماهذا الذي تفعله معي؟ هل أنت مجنون؟ !..
عندئذٍ نظر إليه الحكيم وقال: قد انتهى هذا الاجتماع. تعال إليّ عندما يكون فنجانك فارغاً. ثم نهض ليتركه.
رآقب فنجانك !
لا تدعه يمتلئ بغير إذنك
بدأ الشاب يدرك الأمر ويقول لنفسه: لقد أضعت كل هذا الوقت، ثم تحمّلتُ كلّ ما فعله معي، والآن أتركه يذهب؟
لا بد من أن أغيّر أسلوبي معه! ثم قال للعجوز: أنا آسف جداً، لقد جئت إليك من آخر الدنيا فمن فضلك علّمني شيئاً مفيداً،
فقال له: لكي تستطيع العيش في الدنيا بطريقة إيجابيّة عليك أن تلاحظ فنجانك

فقال له الشاب: ما معنى ذلك؟
فقال له الحكيم: عندما تركناك تنتظر ثلاث ساعات كيف كان إحساسك؟
في البداية كان إيجابياً ثم بدأت أتعصب وأغضب شيئاً فشيئاً حتى كدت أنفجر، لكننّي كنت مصمّماً على مقابلتك.
فقال له الحكيم: وكيف كان إحساسك عندما تركناك ساعةً في البيت؟
كنت غاضباً أكثر وأكثر
فقال له الحكيم: وعندما صببتُ الشاي في الفنجان؟
هل من الممكن أن نصبّ في الفنجان قدراً أكبر من حجمه؟!
لا، لا يمكن
وماذا حدث عندما استمرّ صبّ الشاي في الفنجان؟
سال الشاي على الطاولة كلّها
فقال له الحكيم: وهذا بالضبط ما حدث لأحآسيسك.
جئت إلينا بفنجان فارغ، فملأناه إلى أن بدأ يطفح، وهذا يسبب لك أمراضاً ! لو أردت ان تعيش سعيداً في حياتك فعليك ان تلاحظ فنجانك، ولا تسمح لاحد أن يملأه لك بغير إذنك

انتهى الاجتماع، وبينما الشاب يهمّ بالمغادرة
قال له الحكيم: مهلاً يا عزيزي، أنسيت أن تدفع ألف دولار أجرة الدرس؟ فأمتلأ فنجان الشاب مرةً ثانية!

ألم يحن الوقت كي نتحكّم في أحاسيسنا ونعيش أهدافنا ونستخدم قدراتنا لمصلحتنا بدلاً من أن نستخدمها في الإضرار بأنفسنا؟
أحاسيسك وقود حياتك فأي وقود تختار؟

إن الأحاسيس هي وقود الإنسان.
والروح التي خلقها الله سبحانه وتعالى تريد بيتاً تعيش فيه هو الجسد.
والجسد يريد دينامو يحرّكه، هو العقل.
والدينامو يحتاج وقوداً ليعمل، وهذا الوقود هو الأحاسيس.
فوقود الإنسان هو الأحاسيس، وبعدها مباشرةً يأتي السلوك.

فعندما تتحكّم بالأحاسيس يكون السلوك إيجابياً، والسلوك يعطينا نتائج، وهذه النتائج تتسبّب في واقع معيّن.
إدراكك للشيء هو بداية لتغيير هذا الشيء السلبيّ.
إن لم تدرك فلن تتغيّر، وهذا من ضمن الأمور الأساسيّة في عمليّة التغير.
لذلك ينبغي أن تبقي فنجانك فارغاً، وتملأه بأحاسيس إيجابية وتجعله دائماً في المتوسّط.
إن فعلت هذا فسوف تتحسّن صحّتك وستكون أفكارك أفضل وسلوكيّاتك أحسن، وبالتالي ستكون نتائجك أفضل.
بناءً على ذلك نرى الشركات العالمية اليوم تعيّن موظّفيها بناءً على قدرتهم على التحكّم في ذواتهم وليس على السيرة الذاتية فقط كما كانت تفعل من قبل.
وكذلك تشترط المرونة والاتصال وأن يكون الموظف إنساناً متفتّحاً ومنجزاً، ويجب أن يعمل في فريق، حتى أصبحت السيرة الذاتية تحتلّ المركز الرابع عشر.
إن 93% من نتائج الإنسان مبنيّة على قدراته الأساسية، وهي أخلاقه وتصرّفاته وسلوكياته وافكاره ومرونته وأحاسيسه

وكلُّ شيء تريد أن توصله للناس توصله عن طريق أفكارك وتحرّكاتك وبوقودك (أحاسيسك) فلو كان الوقود سلبيّاً يكون السلوك سلبيّاً.

يقول لي بعض الناس "الحياة ليست عاديّة"
من قال إن الحياة عاديّة !، ويقول البعض "لا أستطيع أن أفهم الحياة" الحياة لا تُفهم، وإنّما تُعاش لحظةً بلحظة.
لن يمهلك الموت حتّى تفهم، لذا عش لحظةً بلحظة
بحبّك لله هبها له، ثمّ حقق أهدافك
لا وقت للّوم، فلا تهدر وقتك وقدراتك

في المخ 150 مليار خلية دماغيّة، والعين تميّز عشرة ملايين لون في وقت واحد، والعقل عنده القدرة على تخزين مليونيّ معلومة في الثانية الواحدة. فلا بدّ من أن تتحكّم في أحاسيسك وتجعلها إيجابية وأن تتبنّى الأفكار التي تقودك إلى ذلك حتى تعيش سعيداً. فالأحاسيس مثل الطقس تتغيّر باستمرار.
فلا بدّ من أن تكون مستعداً حتى لا تسيطر عليك الأحاسيس السلبية

كل فنجان بما فيه ينضح
املأ فنجانك بما يرضيك حتى لا يبقى في حياتك متسعٌ لما لا يرضيك
اعتادت مديرة تسويق الفندق الذي كنت أعمل فيه أن تجيب حين تُسأل عن حالها بقولها: "أنا في حالة رائعة ولا يستطيع أحدٌ أن يغيّر ذلك"
أعجبتني هذه الإجابة جداً، لأنني أرى أن سلوكيات الإنسان وردود فعله هي انعكاس لما يعتمل في داخله من أحاسيس ومشاعر ولما يسيطر على عقله من أفكار.
فإن كان متزناً رأيت منه سلوكيات متزنة وإن كان رائعاً رأيتَ منه سلوكيات رائعة
فحينما يقول لك أحدهم أنت غبي سترى الغباء في ملامح وجهه وهو نابع من داخله
لأنه لو كان شخصاً حسن الخلق وودوداً لما قال ذلك. فلا يحتاج المرء إلى أن يكون وقحاً وجهوري الصوت حتّى يتواصل مع الآخرين بل يجب أن يكون مهذباً وأن يخفض من صوته
لا بد من أن تعلم دائماً أن الصوت المرتفع والصراخ يجعلان الجهاز العصبيّ غير متّزن ومن ثم عليك أن تتحدّث بأسلوبٍ يريح الجهاز العصبيّ لمن يستمع إليك ويعطيه الفرصة ليتدبّر ما تقوله. فضلاً عن أن حديثك بصوتٍ مرتفع يهدر جزءاً من طاقتك الداخليّة.

2010/06/11

كأس العالم لكرة القدم التظاهرة العالمية الرياضية الأهم


كتب . عبدالله القرزعي -
في حين يفتك الفقر في ملايين البشر ؛ تقدر تكاليف الفرق المشاركة في كأس العالم لكرة القدم والاستعداد لها واستضافتها مليارات الدولارات !!
ولكم أن تتخيلوا أن فريق كالبرازيل يعادل قيمة لاعبية ميزانية دولة صغيرة سكانها بين 4-6 ملايين نسمة ؟؟!!
في تقرير نشرته قناة العربية عن سكان قرى وأحياء في جنوب أفريقيا الدولة المستضيفة ذكروا بأنهم ابعدوا وهجروا من مساكنهم وهدمت مدارسهم في سبيل بناء ملاعب رياضية ضخمة استعداداً للمونديال !!
يبدو أنه أمر طبيعي في واحدة من أقل دول العالم أمناً أن يزيد الأمن سوءاً جراء هذا القرار ؛ حيث بدأ اللصوص من فقراء ومقهورين في غاراتهم على مقرات بعثات الإعلاميين والفرق المشاركة ليغنموا من فيض ممتلكاتهم ؟؟
كرة القدم مالئة الدنيا وشاغلة الناس ... الطموح في المشاركة المونديالية تختلف من فريق لآخر :
• فرق تشارك لمجرد الحضور والمشاركة.
• فرق تشارك على أمل مراكز متقدمة .
• فرق تشارك والكأس هدفها.
الغريب في الأمر أنه حتى في كرة القدم بات الاحتكار واضحاً حيث تتنافس من 4-6 فرق فقط منذ عقود على الفوز بالكأس والبقية تأتي أما للفرجة أو للمشاركة فقط.
كرة القدم اليوم باتت أحد أهم المجالات المناسبة لغسل الأموال ؛ واستشرى الفساد فيها لدرجة أنها تحولت من إلتقاء شعوب إلى تسييس وانتقام ومؤامرات ....
حتى أن حروب قامت بين دول بسببها ؛ ولعل شاهد مباراة مصر والجزائر أثبت أنها تفرق لا تجمع .
و أمر غريب آخر أن القوة السياسية والاقتصادية على مستوى العالم (أمريكا) ؛ لا تتواجد في خارطة كرة القدم وليست مؤثرة بقدر قوتها وهيمنتها ؛ ودولة متقدمة تعليمياً كفنلندا لا تتواجد في خارطة كرة القدم العالمية ؛ ودولة متقدمة عسكرياً كالصين ليس لها إلا الفرجة فقط.
وفي المقابل دول كالبرازيل والأرجنتين رغم ما يضخ في اقتصادها من مليارات بسبب بيع لاعبين كرة القدم إلا أنها مازالت تعاني من معوقات وصعوبات شتى !!!
خلاصة مقالتي :
• هل باتت كرة القدم تفرق لا تجمع ؟
• هل بات الفساد يفشل قيم ومبادئ الرياضة ككل ؟
• هل باتت الرياضة ككل أهم من مجالات تهم احتياجات الناس الأولية ؟
• هل مردود الأموال التي تصرف على كرة القدم والتي تعادل ما يصرف على باقي الألعاب الرياضية جعلها اللعبة النموذجية ؟
• هل نحن أمام (كرة) أم (كره) ؟
• هل بنت كرة القدم كرمز للرياضة (عقول داخل أجساد) أم (أجساد بلا عقول) ؟!
• أين مكان ومكانة (العقل السليم في الجسم السليم) مما نشاهده اليوم ؟
• كم نسبة من يمارسون كرة القدم ويتاح لهم ذلك وتسخر لهم الإمكانات ؛ في مقابل شباب عثا فيهم الفقر والبطالة والمخدرات ؟ ودفع أموالهم القليلة للفرجة عن طريق الحضور أو المشاهدة الفضائية مدفوعة الثمن !!
• هل نجحت بالفعل الرياضة في احتواء همم ونشاط الشباب . وهو الهدف الأسمى لها ؟ وإن كانت قد حادت عن هذا الهدف ألا يحق لنا النقد ؟؟؟؟
• هل يتاح إطلاق العنان لنقد الصحة والتعليم والأمن والتوقف عن نقد مجال بنيته التحتية كلفت مليارات الدولارات حول العالم ولم يلامس أهدافه الأساسية ؟؟!!
• ثم من يبرز في مجال كرة القدم هل اضطلع بمهمته كنموذج يقتدي به الشباب ؟
• من يفرحون بمنحهم العضوية الشرفية في الأندية ويدفعون أموالهم داعمين لها ؛ هل هم يدعون رياضة بشروطهم أم يدعمون إعلامهم بظهورهم ؟
(في حين لايجد طالب علم وعالم وموهوب ونابغ ومتميز من يوفر لهم أبسط احتياجاتهم لدعم علمهم وعملهم ؛ نجد من يدفع ملايين الريالات لدعم رياضة حادت عن أهدافها ومردودها على المجتمع )..... هل من متأمل ؟؟؟!!

أسئلة كثيرة أترك لكم الإجابة عليها ؛ علكم تجدوا مبررات لها تستحق الذكر .

والله الموفق ،،،

2010/06/10

احذر الفضول ... فإنه منقصة و مثلبة المروءة


كتب . عبدالله القرزعي -

(كيف أخباركم ... أخبار خير ) لا تكفي البعض
يردف متسائلاً (أموركم ... أمورنا طيبة) لا تكفيهم أيضاً
وأخيراً وليس آخر (ما تدري عن فلان؟ ... وماذا حل بعلان؟ .... ومن ذهب ولماذا ؟ )
وكالة أنباء خاصة يمتلكها البعض وبكفاءة ؛ تجدهم يبحثون عن الأخبار بل تفاصيل تفاصيلها ؛ لا يكتفون ولا يتكيفون إذا ما حصلوا على تفاصيل الأحداث.
سؤال يتبعه أسئلة وتعمق في تفاصيل الأحداث أيا كانت وخوض في خصوصيات الأخرين ؛ وكأنهم مأجورين على فعالهم.

تلك سمة يكمن جانبها الإيجابي فيما لو كانت الأخبار التي يبحثون عنها خيراً ولنشر التفاؤل بين الناس ؛ ومنحهم مزيداً من الأمل في الحياة .
بيد أن البعض لا يعنيهم هذا الأمر تحديداً والمهم لديهم إشباع نزعة أودعها الله لاستعمالها في الخير والتعلم من تجارب الأخرين ؛ أما في حالة أصحابنا فإنهم يلهثون حول المعلومات بغية إلمامهم بجميع ما يدور حولهم دون إضافة ايجابية بل غالباً ما تكون لإضافة السلب.

أذكر أحدهم يسأل كل من يقابله أياً كانت درجة العلاقة به عن سنوات خبرته وهذا سؤال لا بأس به !!! بيد أنه مقدمة للسؤال عن مقدار الراتب وكم تصرف وكيف ولماذا وعلى ماذا ؟؟؟!!
وآخر يهمه معرفة جميع الأحداث في المحافظة حتى نسج خيوط علاقاته على هذا الأساس فزميل له في الشرطة وآخر في المستشفى وآخر في المحكمة والسجن والبلدية والدفاع المدني ....... ويزعجه أن يحدث أمر لم يسمع عنه أو يتوقع حدوثه.
ذات مرة أكد لي أحدهم بل حلف بالله أنني رشحت لرئاسة قسم في عملي ونفيت لأني لا أملك المعلومة وأنا صاحب الشأن فرد على وقال : أن القرار مطبوع وستبلغ به فقط قبل تعميمه رسمياً .... الغريب أن هذا الشخص خارج مبنى الإدارة التي أعمل بها ؟؟؟!!!
وصدق تنبؤه أو فضوله في البحث عن الخبر ... ولكن أنا له هذا !!
وتلك ظاهرة خطيرة وسوء تقدير لأهمية السرية في الدوائر والمؤسسات من قبل بعض الموظفين ؛ لأنها تنقل أخبار تعتبر سرية إلى حد ما وإفشاءها في غير توقيتها خطر مؤكد .

بقي أن أتساءل عن المردود الذي يجنيه هؤلاء من تلك الفعال ؛ وما المرض الذي يعانون منه في نهمهم في جمع الأخبار وتقصي المشاكل والأحداث.
المؤكد أن البعض يجاملهم وبشدة ويعطيهم معلومات لا تعنيهم في شيء ؛ وهو أمر أشد خطورة من ما يعانونه....
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) أخرجه الترمذي و غيره و صححه الألباني
وعنه أنه قال : ( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن سوءٍ فسلم ) صحيح الجامع
وذُكر أن من علامة قوة الرجل في دينه أن يترك ما لا فائدةَ فيه من كلامٍ وغير ذلك، روى ابن حبان أن في صحف إبراهيم عليه السلام ( على المرء العاقل أن لا يشتغل إلا بما يعنيه).

والله الموفق ؛؛؛

كتاب تكنولوجيا السلوك


افعل ولا تفعل -
لم تعد تربي ولا تنشأ سلوكاً ايجابياً ؛ باتت الحاجة ملحة إلى دراسة السلوك وتقنياته وكيفية السيطرة عليه والتنبؤ به .
مرة تتلوها مرات نفشل في السيطرة ويسقط بأيدينا ظناً منا أننا فعلنا كل شيء للحصول على سلوك ايجابي ....
نعاني ثم نعاني تتفاقم المشكلات الصغيرة وتتحول إلى كبيرة وسلوك خاطئ متأصل .
بقي أن أذكر نفسي وإياكم في أننا إلم نملك ممارسات علمية لتعزيز السلوك الايجابي ولتقويم السلوك السلبي فسنظل نجتهد ونتمنى وستكون النواتج أقل مما نتوقع .
يبقى الدعاء بالصلاح سلاح مهم نملكه ولا يملكه غيرنا ... بيد أنه مرهون بالعمل والعمل الجاد ... وليس الممارسات الاجتهادية والتقديرية التي نكرر ممارستها مع مردودها الذي لايرضينا .
لي ولكم أدعوا لوقفة تأملية لما في صفحات هذا الكتاب ومقارنته بما نقوم به في سبيل الحصول على سلوك ايجابي .

كتاب نظريات التعلم


يحتاج من يتولى تربية النشأ وتعليمة إلى الإلمام بالكيفية التي يتعلم بها الإنسان ؛ ضمنت
نظريات التعلم إيضاح أفضل السبل لذلك لتكون ممارسة التعليم واعية وتعرف ماتريد
لتجني ماتريد .
اخترت لكم بحث عن نظريات التعلم عله يفي بالغرض ؛ ورغبة من ينشد إحداث تعلماً
علمياً وبناء شخصية المتعلم وفق أسس تبتت بحثياً عبر دراسات .

دليل المشرف التربوي - وزارة التربية والتعليم

دليل كتابة البحوث - جامعة الملك سعود


للتحميل فضلاً اضغط هنا

2010/06/09

توسيع صلاحيات مديري المدارس وتوطين العمل الإشرافي في المدارس


كتب.عبدالله القرزعي -
توسيع صلاحيات مدير المدرسة فيم يخص مدرسته خيار أخذت به بعض الأنظمة التعليمية في دول متقدمة ؛ إلى درجة منحه صلاحية تحديد استمرارية المعلم من عدمه ومقدار الأجر الذي يتقاضاه والرتب والترفيع الوظيفي.
تلك الدول أوجدت أنظمتها التربوية معايير محددة وعلمية للقائد التربوي يتبعها إجراءات لبناء مهارات وتنمية كفايات القيادة لدى القائد التربوي عن طريق التدريب وصقل المواهب المتعددة لديه .....
تبع ذلك وضع معايير بمؤشرات لجميع مجالات العملية التربوية والتعليمية ؛ تساعد القائد على تحديد ما يريد ليجني ما يريد ؛ حيث يتم اطلاق الأحكام ومن ثم التعزيز والتقويم وفق أسس علمية متناهية الدقة.
وكان نتاج طبيعي أن يحوز القائد التربوي والذي تم رعايته ليكون خبيراً في مجال الإدارة التربوية على ثقة المسؤولين عن النظام التربوي.
وعليه فإن نتاجات توسيع الصلاحيات أتى بثمرة وأثر ايجابي على تلك الأنظمة التربوية التي عرفت طريق الإصلاح ومن ثم التطوير وقيادة التغيير وإحداثه.

تنوي وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية محاكاة تلك التجارب علها تجني ثمار نجاحها كما حدث في أنظمة تربوية في دول أخرى ؛ وهو طموح ينظر له ويؤيده كل من لديه رغبة في التطوير والتغيير .
بيد أن متطلبات التطوير والتغيير كثيرة وذات أبعاد ومحددات كثيرة ؛ ولا يكتفى بأن نعجب بالتجربة ونتائجها لمحاكاتها.
بل يجب أولاً أن نضع (ظروف التجربة المعيارية) لديهم ولدينا في المحك الحقيقي العلمي الموضوعي قبل الإقدام.
إن ما يفسد جمال الرغبة في التطوير هو ممارسة التجارب باندفاع وشعور متفائل دون امتلاك أدوات العمل والتحكم في ظروفه وبالتالي فإن فشل التجربة يجعلها (تموت قهراً) في ظل حضور الرغبة دون حضور الوعي وقيادة حكيمة للتغيير توفر وتهيئ حد أدنى من متطلبات وظروف نجاح التجربة ؟!

من هذا المنطلق ومن رغبة الوزارة الأكيدة في محاكاة تلك التجربة ؛ أرى من الأهمية بمكان الأخذ بالاعتبارات التالية :
• الاعتراف الضمني والمعلن حول الرغبة في (الإصلاح) لا ستر خلل النظام التعليمي تحت مظلة (التطوير ) ؛ ومعلوم أن :
الإصلاح يتطلب إحلال نظام أكفأ من نظام .
أما التطوير فهو امتداد وتغيير بسيط للإجراءات السائدة.
عليه يجب أن نحدد لم نخوض التجربة هل هو للإصلاح (الإحلال) أم للتطوير (تعديل الإجراءات).... أما لماذا ؟؟
لأن خطط التغيير ومتطلبات المشروع فيما إذا اعتبر إصلاح غير كونه تطوير.

• إعادة هيكلة الإدارة المدرسية وتكوينها وعضويتها وليس فقط تغيير مسمياتها ؛ واقترح (قائد تربوي ؛ سكرتير ؛ مساعد للشؤون الإدارية ؛ إداري للصادر والوارد ؛ مساعد للشؤون التعليمية ؛ إداري لبرنامج معارف ؛ مرشد طلابي ؛ أخصائي نفسي ؛ أخصائي موهوبين ؛ أخصائي تربية خاصة ؛ فني مختبر ؛ أخصائي مركز مصادر التعلم ؛ رائد نشاط ).... وإن لم يتهيأ توفير ذلك في كل مدرسة فيتم تطبيق التجربة على المدارس التي ممكن أن تكمل فيها تلك المتطلبات.

• توصيف الوظائف وصفاً إجرائيا دقيقاً ؛ خاصة وظيفة مدير المدرسة أو القائد التربوي.
• وصف وتحديد المهام لكل عضو من أعضاء الإدارة المدرسية ؛ على أن تحدد تبعاً لها الإجراءات والخطط الكفيلة بإتمامها وإنجازها وفق مؤشرات علمية.
من المهم أن تكون المهام محددة أي لا تسرد جملة منها وتختم بالعبارة المعتادة (أو أي مهمة تقتضيها وتتطلبها مصلحة العمل ) ؟؟!! لأن الملاحظ إهمال المهام والاجراءات والاتجاه للممارسات الاجتهادية وبدأ وانتهاء جميع القرارات بعبارة (نظراً لما تقتضية مصلحة العمل)..... فالنظام الذي يترك نفسه مفتوحاً يتوه وسطه من يمارسون العمل ؛ ومن أبسط حقوقهم على الوزارة تحديد المهام بدقة وعلمية متناهية تجبر الجميع على توحيد الإجراءات والضغط على الممارسات الاجتهادية لا زالتها تماما لاحقاً.ولمن يقول وماذا عن المستجدات ... أردف قائلاً تترك المهام للتنفيذ والتقويم كل سنتين أو ثلاث ومن ثم تعرض للإضافة والتعديل والحذف ؛ المهم أن يعرف من يتولى وظيفة ما هي مهامه بالتحديد على أن تتسم هذه المهام بالدقة والموضوعية والواقعية.

• وضع آلية عمل لاختيار قادة العمل التربوي في المدرسة وتأهيلهم وتهيأتهم قبل تكليفهم بممارسة العمل ؛ ومن ثم جدولة تدريب وتطوير كفاياتهم ومهاراتها تباعاً بعد التمكين والممارسة ؛ وتوفير الدعم الفني لهم ؛ والمميزات والرتب ومسمى الوظائف المستحقة لحجم العمل الذي يقومون به.

• تهيئة بيئة المدرسة المادية والمباني والتجهيزات التعليمية التربوية من مختبرات ومكاتب إدارية وأجهزة وملاعب ومقاصف متطورة وصالات ومراكز مصادر تعلم ...... التي تمكن من تطبيق معايير التجربة.

• توفير نظام حاسوبي ضمن شبكة مكتملة الخدمات يرتبط بها كل من في المدرسة .

• توفير خدمة الانترنت وربط ممارسات الإجراءات في المدرسة بفريق الدعم والتقويم في الوزارة مباشرة ؛ لمتابعة العمل وتقديم التغذية الراجعة الفورية ؛ إن لم يكن يومياً فيكون أسبوعيا أو شهرياً على الأقل.

• تأهيل المعلمين لتطبيق التجربة بكل ما يضمن لهم تغيير آمن ومفهوم ؛ لا مبهم ومخيف ؛ حيث أن مقاومة التغيير غالباً ما تنطلق من المجهول.
فمثلاً إن أردنا تدريبهم على استراتيجيات التدريس الحديثة يجب أن يكون متطلب التحاقهم في مثل تلك البرامج إلمامهم بطرق التدريس التقليدية ؛ فمعلم لا يتقن التدريس وفق طريقة الاستقراء بخطواتها العلمية كيف له أن يتدرب على تطبيق استراتيجية عمليات العلم مثلا ؟؟!!
• تهيئة وتبصير واستهداف الطلاب وأولياء أمورهم بالتجربة وإشراكهم في تنفيذها وتقويمها ومنحهم فرصة الشراكة الحقيقية.

ما سبق ممكن اجمالة بوضع ( معايير للجودة الشاملة في المدارس المطبقة للتجربة) ؛ ولعل نجاح بعض المدارس في المملكة في الحصول على شهادة الأيزو بجهود ذاتية كفيلة بتوفير جو من التفاؤل في توسيع دائرة النجاح .
وحبذا لو كان جميع العاملين في المدارس التي حصلت على شهادات الأيزو هم لحمة الفرق التي تشرف على تطبيق تلك التجربة لضمان وجود الخبرة والواقعية لا المعرفة والتنظير فقط.

أما بالنسبة لتوطين العمل الإشرافي في المدارس :
فما ذكر سابقاً ينطبق تماماً على التجربة وفيها : يكون في كل مدرسة مشرف تربوي مقيم له مهام محددة غير مهام مدير المدرسة أو القائد التربوي.
وفي اعتقادي أن تطبيق تلك التجربة سيوفر للإشراف التربوي التركيز في مهامه التي تشعبت وأضعفت أثره وتأثيره.
وخلاصة القول
أن كل تجربة ستنجح -بإذن الله- متى ما وفر لها التخطيط العلمي من حيث المهام وإجراءات التنفيذ والمتابعة والتقويم ؛ وتبع ذلك توفير مميزات لمن تصدى وأقدم على التغيير بانفتاح وطور قدراته وكان مستعداً لذلك وثبت انجازه وتميزه عن غيره.
ختاماً ......
• الأحلام حق مشروع مهما كانت العوائق والصعوبات
ولنتذكر أن أعظم انجازات البشرية كانت يوماً ما أحلام بعيدة .. قربها الله بفضله ومنه وكرمه بما أودعه في الإنسان من أمل وعزم وعزيمة وإرادة لتوفير أفضل سبل العيش

• أتمنى أن تعتمد وزارة التربية على النمذجة في تجاربها مهما كثرت ؛ بمعنى تطبيق التجارب مع تهيئة كامل الظروف المساعدة على تحقيق نتائج ايجابية في نسبة من المدارس لا تتجاوز 3-5% ؛ ليسهل التخطيط التنفيذ والتقويم والرعاية والضبط .......... وما وجد أمكانية لامتداده يعمل به تدريجياً ؛ حيث أن وجود النموذج الجيد ييسر التعميم والامتداد بهدوء (التركيز سر القوة).

• كثير من التجارب في ميداننا تبدو ناصعة البياض عند التنظير فهي ككرة الثلج الجميلة التي ما أن تتعرض للهب شمس واقع الميدان الحارقة حتى تذوب وتتلاشى ؛ وإن كنا عازمون على مزيد من التجارب والتغيير فهو أمر يتطلب مزيداً من الوعي والخبراء في قيادة التغيير وتهيئة الظروف المناسبة لتطبيقه وقطف ثماره الجميلة ؛ التي ستكفل بإذن الله بناء هوية وطنية تربوية مستقلة لاحقاً ؛ حيث أن نجاح مزيد من التغييرات والتجارب والمشاريع يجعل ميداننا تجريبي بحثي علمي .... ممكن أن يصل لدرجة انتاج تجارب وتصديرها وليس استيرادها .

تحياتي لكم

القائد التربوي الناجح ... ذكاء فطري أم بناء فكري


كتب. عبدالله القرزعي -

كثر الحديث والمفارقات بين القائد والمدير في أدبيات علم الإدارة ؛ وما انفك المهتمون عن التنظير لذلك ومحاولة إيجاد نقاط الائتلاف والاختلاف ...
مازال الخلاف قائم وسيدوم لمدة أطول لا محالة.
وبغض النظر عن تسمية وتصنيف الوظيفة إدارياً قائد أم مدير
فالأمر يعتمد على من يمارس وكيف يمارس والعبرة بالنواتج والفاعلية...

نقطة أخرى دار حولها جدل كبير
• هل القائد هو من يتميز بذكاء وسمات فطرية ؟
• أم أنه يجب أن يتعلم ويتدرب على فنون القيادة ويكتسب الخبرة ؟
بالرغم من أن الأمر يبدو جلياً واضحاً في أن كلا الأمرين يجب توفرهما في القائد الناجح ؛ إلا أن علماء الإدارة أطنبوا في البحث والاستقصاء بهدف توجيه جهودهم نحو ما يجب أن يكون.
ومع النسبية التي يقبلها العامة يوغل المهتمين في علم الإدارة لإيجاد ترجيح لفرضية مقابل أخرى .
• فإن قلنا أن القائد يجب أن يتميز بالذكاء كسمة وسمات أخرى ؟
هنا يجب التركيز على اختبارات اختيار القادة قبل تمكينهم من المناصب .
• وإن ذهبت النسبة لكون القائد يتعلم ويتدرب ويكتسب الخبرة ؟
فنحن هنا سنقبل بمن تتوفر لديه شروط ظاهرية كسنوات الخبرة وتقديرات الأداء الوظيفي ثم نعمل على مزيد من التدريب وإكساب الخبرة.

من وجهة نظري أن فطرية القيادة لدى القائد وسماته لا تتعارض ولا تتقاطع مع أهمية التدريب وإكساب الخبرة مهما كان فاستمرارية التدريب والرعاية للقائد تمثل أكبر دعم لا ستمراريته منتجاً ومبدعاً.
ولصعوبة قياس الذكاء لاختيار القائد
يمكن أن يستعاض عنه بقياس القدرات والخبرات السابقة .

ولتعثر كثير من اختياراتنا في ايجاد قادة تربويين بحجم آمال أمة وتطلعات وطن ومستقبل مواطن ...
أرى أن
(مشروع تبني وبناء القادة قبل تمكينهم من المناصب بات أمر ملح للغاية ..)
فقد أنهكنا الاجتهاد والتفرس والتوقع وفق معطيات ومؤشرات غير دقيقة .
ولو قدر أن نرعى 100 شخص متوقع أن ينجحوا في القيادة قيل تنصيبهم ؛
ونجح منهم فعلياً 60% أعتبره مكسب ومطلب وانطلاقة جديدة لتنظيم العمل وفق معايير علمية ...

تلك رؤية ليست بعيدة عنا
فالشركات المعتبرة في بلادنا تحيد كثير من الاعتبارات التي تأخذ بها بعض مؤسسات الدولة ... وباتت الشركات تبحث عن معايير علمية للقائد الأنسب أهمها
(الكفاية والكفاءة)
يتبعها (التدريب والرعاية والدعم)
بغض النظر عن سنوات الخدمة وغيرها ؛
وربما يلاحظ الجميع كيف يحقق أبناء الوطن منجزات كبيرة ورائعة في ظل علمية الاختيار والرعاية.

أما لماذا الحديث عن القادة ؟؟
لأننا في التربية والتعليم أمام نقلة كبيرة وطموحة للتطوير والبناء وفق تحديات المرحلة.
وكل مشروع قادم وحالي مرتبط بجودة ممارسات قادة العمل التربوي
وقدرتهم على التخطيط للتغيير وقيادته ومقاومة مقاومته وتحقيق أهدافه.

تحياتي لكم

2010/06/03

لا تقصي شعرك ... طفل روضة ينتقد معلمته


كتب. عبدالله القرزعي -

اتصلت بي ذات يوم مالكة إحدى رياض الأطفال تطلب مساعدتها في تحليل سلوك طفل حير الروضة ومن فيها ؟؟!! وما من أحد وجد حلاً ناجحاً لمشكلته الكبيرة على حد قولها ....
تثقل كاهلي مثل تلك الاستشارات لأنها باختصار تحتاج (المعلومة الدقيقة) التي تغيب في كثير من الأحيان أو تعطى من جانب واحد من يعتقد أن هناك مشكلة ما .
ولأننا في مجتمع محافظ يصعب الحصول على معلومات تفصيلية تساعد على التشخيص واقتراح الحلول ... تكمن صعوبة مثل تلك الاستشارات التي قد تكون مصيرية وتحدد مستقبل طفل وحلول أسرة وأساليب جهة تعليمية !!
كان الموقف الذي وجه الأنظار للطفل كالتالي :


حضر ذات يوم للروضة وقد صبغ يديه (بالحناء)
استغربت المعلمة فعله .. سألته قائله : ألم تعلم أن الحناء للنساء ؟؟
فرد الطفل ذو الخمس سنوات والنصف : لا الحناء ليس للنساء فقط ! كان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يضعون الحناء على أيديهم وأرجلهم ورؤوسهم ولحاهم ؟
وأردف قائلاً : حتى أبي يضع الحناء على يديه ورأسه.
دهشت المعلمة وقالت : من الجيد أنك تعرف ذلك .. ماشاء الله عليك.
لم يعجب الطفل أن ينتهي الحوار بهذه الطريقة ! واعتبر أن دوره قد حان في النقد .
وقال لمعلمته : الجيد ألا تقصي شعرك كالأولاد ! وألا تلبسي الضيق ! وألا تضعي المناكير (طلاء الأظافر) لأنه يحجب الوضوء !!!!؟
دهشت المعلمة مرة أخرى وبإنفعال ردت : أنت قليل أدب ومسكت أذن الطفل وأخرجته لمديرة الروضة !!

حسناً جاء دور معركة حوارية أخرى ؟!
المديرة للطفل : ليه حبيبي قلت للمعلمة هذا الكلام ما تدري إنه عيب ؟!
الطفل : لا ليس عيباً .. ما قلته هو الصحيح.
المديرة : فعلاً أنت قليل أدب ؟ أذهب وقف عند السارية في الساحة .. عقاب لك على قلة الأدب.
الطفل يمتثل ويذهب ويقف عند سارية الساحة في الشمس ..
ينظر يمنة ويسره ثم يفتح سحاب بنطاله ... ويبول (أعزكم الله) في الساحة.
لا حظت فعل الطفل إحدى العاملات في الروضة وأخبرت المديرة فوراً !!
حضرت المديرة وسألت الطفل : لما فعلت هذا ؟
فقال الطفل : أنت قلت قف عند السارية ولا يوجد عندها دورة مياه ؛ وقد احتجت الذهاب لدورة المياه ولا يوجد أحد استأذن منه .
ثم أن فلانه (زميلته في الصف) قد بالت داخل الفصل ولم تفعلوا لها شيئاً ؟! وأنا فعلت خارج الصف ... وأريد أن أرى ما ستفعلون بي !!!
تشنجت المديرة ؛ اتصلت على والدته وضغطت عليها حتى أجبرتها على ايجاد حلاً أو سحب الطفل من الروضة .

تصف مالكة الروضة أن ( الطفل ذكي وموهوب ؛ ويجب رعايته وتنمية موهبته) .
تشخيص تقديري مبناه موقف وشعور بالاعجاب والدهشة تجاه قدرة الطفل على الجدل.

تواصلت مع أحد الزملاء وهو أخصائي نفسي وصممنا مقياس قدرات عبارة عن رسومات ومتاهات واستخدمنا مقياس رسم الرجل ... ومجموعة من أسئلة حل المشكلات .
ذهبنا للروضة وطلبنا خمسة من الأطفال اثنين من أفضل الطلاب واثنين من الأسوء وفق تشخيص الروضة والطفل موضع المشكلة على ألا نخبر بمن هو الطفل الذي نقصده .
عشوائياً تم استقبال الأطفال كل طفل لمدة ثمان دقائق ومنحه تقديراً لمستوى قدراته ؛ وبعد أن انهينا قياس قدرات جميع الأطفال رتبناهم حسب القدرة الأعلى.
وقد أتى ترتيب الطفل المقصود رابعاً من بين خمسة من أقرانه !!؟
طلبت ملف الطفل لجمع بيانات عنه وقد استخرجت المعلومات التالية :
• الأب أكبر من الأم بتسع سنوات.
• الأب يعمل ميكانيكياً وتأهيله معهد تقني متوسط ؛ والأم معلمة للمرحلة الثانوية وتحمل البكالوريوس.
• ترتيب أبناء الأسرة كالتالي : بنت 17 سنة ؛ بنت 14 سنة ؛ ولد 11 سنة >> الطفل المقصود خمس سنوات ونصف ؛ مولودة جديدة سنه ونصف.
من معطيات مقياس القدرات والمعلومات التي توفرت استنتجت أن :
• هناك فجوة زمنية وثقافية بين الأب والأم وتأهيلهما وما يمارسانه من عمل.
• انقطعت الأسرة عن الإنجاب بعد بنتين وولد لمدة ست سنوات ثم قدم الطفل المقصود وقد تشكلت الحالة الاجتماعية للأسرة ؛ وكانت تنتظر قدوم طفل جديد بشغف ؛ وما أن قدم المولود الجديد حتى كان موضع عناية كافة أعضاء الأسرة ما نمى لديه القدرة الحوارية والنقدية.
• مستوى قدرات الطفل عادية جداً ؛ بيد أنه تميز بالقدرة الحوارية نتيجة الاهتمام به من قبل الأسرة.
كانت أبرز التوصيات من خلال الاستشارة التي قدمتها ما يلي :
• تنمية هوايات الطفل ومنها الرسم وإشباعه فيها .
• تنمية مهاراته الحوارية بجعلها تصب في جوانب هادفة كحفظ القطع الإنشادية والتمثيل وغيرها.
• السماح للطفل بالأسئلة قبل أن يبادر هو ؛ وطلب رأيه فيما يدور حوله ؛ وتأصيل لديه مصطلح (اقترح) .
• بهدوء تهذيب القدرة النقدية لدى الطفل وقبول الحق منه ؛ وأن يطلب منه إعادة رأيه بأسلوب ألطف.
• خطورة كبت الطفل عن الكلام وإبداء رأيه ؛ والأكثر خطورة معاقبته على ما يبديه من رأي.
لماذا سردت لكم تلك القصة ؟
لعرض نموذج من أساليبنا الاجتهادية وليست العلمية في التعامل مع الأطفال ومشكلاتهم .
حيث ينقصنا التخصصات العلمية من اخصائيين اجتماعيين ونفسيين وإن وجدوا فهناك ضعف في أدوات التشخيص .
وكلما ضعفت أدوات التشخيص ضعفت قيمته وتبعاً لذلك ضعفت أساليب العلاج والتقويم.

تحياتي لكم

2010/06/02

تدريس المعلمات لصغار الذكور .... بين المجادلة الشخصية والحقائق العلمية

كتب . عبدالله القرزعي -


رداً على مقالة الأستاذة فاطمة العتيبي
تدريس المعلمات لصغار الذكور .... بين المجادلة الشخصية والحقائق العلمية

اطلعت على ما دونته الأستاذة الفاضلة فاطمة العتيبي في زاويتها (نهارات جديدة) في جريدة الجزيرة الغراء في عددها رقم ( 13747) بتاريخ 5/6/1431هـ وكانت فحوى مقالتها ( تأييد اتجاه قرار تدريس المرأة لصغار الذكور في بعض المدارس الأهلية ؛وأمنيتها أن يشمل بعض المدارس الحكومية لفتح باب الحرية لمن يرغب - دون فرض- ثم ردت على المناوئين لهذا التوجه بنفس لغة بعضهم الاندفاعية والمنفعلة).




لعل الجميع يذكر ما كان سائداً في كثير من مدارسنا قديماً ؛ عندما يراد إدخال الطفل للمدرسة الابتدائية يطلب منه ( لمس أذنه اليسرى بيده اليمنى من فوق الرأس ) وكان ذلك محكاً للحكم على عمر الطفل الذي لا يملك شهادة ميلاد تحدد عمره الزمني ؛ وهو يشير إلى دخول الطفل مرحلة الطفولة الوسطى 6-8سنوات.
ثبت علمياً صحة ذلك ؟
ولكم أن تجربوا ... وهو أن الطفل في الخامسة والنصف من عمره وما فوق ؛ تنمو الأطراف لديه اليدين والرجلين وتتناسب وتتكامل مع حجم وكتلة الجذع والرأس ويستطيع أن يلمس أذنه بيده من فوق رأسه دون ميلان الرأس ... بيد أن الطفل دون هذا العمر لا يتمكن من ذلك لأن حجم الرأس والجذع كبير مقارنة بطول الأطراف !!!
كما أن ما يشاع حول مشاكل المشي لدى الأطفال بأنه بسبب –أعزكم الله -(الحفاظات) غير صحيح ؛ وببساطه نجد البنت كالولد في المشي في عمر الرضاعة وبداية الطفولة المبكرة ومشيهم يكون شبيه بمشي الأقزام ؛ لنفس السبب السابق (حجم الرأس والجذع كبير مقارنة بالأطراف) !

وبعد هذا المدخل يبدو جلياً مجال تعليقي على ما كتبته أ. فاطمة وغيرها وهو (المجال العلمي للتربية وعلم النفس ) ؛ ولأن الأمر يتعلق بأمر تربوي أعتقد أن الأخذ بالرأي العلمي لأصل من أصول التربية وهو علم النفس بفروعه ذات العلاقة سيجدي نفعاً في جودة ودقة قرار المسؤول وبه يستطيع تحييد الأراء الشخصية الاجتهادية التي تستند للطرح العام المفعم بردود أفعال ضمن إطار جدلي.
عليه لن أخوض مع المناوئين ولما ناوؤوا ولن أخوض مع المؤيدين ولما أيدوا ...
فلست عالماً بالشرع أو مجتهد فيه ؛ ولست مثقفاً (أعرف كل شيء عن كل شيء) ؛ ولأتجنب كذلك الخوض في محور بات الشغل الشاغل هذا اليوم للكثير وهو (الرجل والمرأة).
من مصطلحات علم نفس النمو سنقرأ بتأني حقيقة علمية هامة ؛ إن اعتمدت ضمن معايير قرار (تدريس المرأة لطلاب الصفوف المبكرة الذكور من المرحلة الابتدائية ) فستضفي عليه الكثير والكثير من الموضوعية ...
توحد طفل مرحلة الطفولة الوسطى 6-8 سنوات مع دوره الجنسي في الحياة :
مصطلح يقصد به علماء النفس ( مرحلة يبدأ فيها الطفل الذكر والأنثى على حد سواء معرفة فروقاتهم عن بعضهم البعض ودور كل منهما في الحياة ؛ فيبدأ الذكر يقلد والده وأخوته ومعلمه والذكور من حوله في سلوكهم وأدوارهم ؛ وبالمثل تبدأ الأنثى تحاكي سلوكيات أمها وأخواتها ومعلمتها والإناث من حولها ؛ وتحدد تلك المرحلة في سن السادسة وما حولها).
ألا ترون أن الأطفال في سن 3-5 سنوات في رياض الأطفال يلعب الذكر بالعرائس وتلعب الأنثى بالكرة ولا فرق بينهما ؛ وما أن يدخل كل منهما مرحلة الطفولة الوسطى 6-8 سنوات إلا ويخصص الطفل لنفسه تلقائياً لعب تنمي دور جنسه ونوعه.
ولإغلاق باب من قد يعتقد أن هذا بسبب تربيتنا وخصوصية مجتمعنا ... أورد ما يلي :
تلك خاصية من خصائص الطفولة الوسطى لا يختص بها مجتمعنا فقط ؛ بل هي ثابتة بحثياً في دول أجنبية كأمريكا وبريطانيا والسويد وألمانيا ؛ ودول عربية متقدمة في علم النفس كمصر ؛ حيث أجريت في تلك الدول عديد الأبحاث والدراسات العلمية وأثبتت وجود خاصية ( توحد الطفل مع دوره الجنسي في السادسة تقريباً ) كواحدة من أهم سمات مرحلة الطفولة الوسطى ؛ إن لم تكن عند كثيراً من علماء وخبراء التربية وعلم النفس هي (السمة الأبرز) كما هو الحال لدى :
• عالم علم النفس د.حامد عبدالسلام زهران الذي ينتمي إليه كتاب (علم نفس النمو الطفولة والمراهقة ) والذي أكمل اليوم قرابة 35 سنة يدرس في معظم بل أغلب كليات التربية في جامعات الدول العربية وغيرها.
• وكذا ما ذكره "بيفرلي شو"، وهو أحد الخبراء التربويين في بريطانيا، في بحثه حول التعليم المختلط: حيث قال : (أنَّ البنات كن يتعلمن على نحو أفضل، ويشعرن بالسعادة بصورة أكبر في المدارس والفصول غير المختلطة؛ لذلك فإنَّه لا يليق بنا أن نضحي بمصالح هؤلاء الطالبات مقابل شعارات فارغة تطالب بالمساواة التامة بين الجنسين في التعليم دون الاهتمام بالفروقات الجنسية والاختلافات بينهما).
وأضاف في توصياته ما نصه : ( لعلَّ الهوية الجنسية بالنسبة للفرد أهمّ من جوانب شخصيته الاجتماعية والعرقية والدينية، وقد تكون حقيقة الأمر مرتبطة بتلك الجوانب من هوية الفرد ارتباطاً وثيقاً، وقد يكون التحول المنظور للهوية الجنسية خدمة لمبدأ المساواة التامة بين الجنسين غير مفيد وبغيض يمجه الذوق السليم، وترفضه الفطرة..".
• السناتور والخبير التربوي الأمريكي بيل هيوتشون الذي قام بكتابة قانون (المدارس غير المختلطة ) في عهد بوش الثاني تبريراً لهذا القرار بأنَّ :"أداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً، وتزداد ثقتهن بأنفسهن؛ نتيجة لعدم انشغالهن بالأولاد".
• وزير التعليم البريطاني ديفد بلانكيت طرح أهمية تعيين مزيد من المعلمين الذكور؛ ليجد فيهم الأولاد الذكور القدوة الحسنة، خاصة أنَّ نسبة المعلمات في المرحلة الابتدائية تصل إلى 83% من إجمالي المعلمين من الجنسين.

وهنا لا أنكر أن هناك دراسات كما أشارت الأستاذة فاطمة أثبتت أن (تدريس المرأة لأطفال الطفولة الوسطى أفضل) ؛ بيد أن لكل دراسة فرضياتها البحثية ومجالها حيث تعمد بعض الدراسات إلى البحث عن اقتصاديات ممارسة مهنة التعليم أو توسيع مجال عمل المرأة في التعليم لمناسبته لطبيعتها وخصائص أنوثتها وخاصة خاصية الأمومة ....
بيد أن ما يخص الاحتكام لمعيار (توحد الطفل مع دوره الجنسي) كذكر أو أنثى أؤكد ضعف إمكانية ثبوت ذلك مستنداً على خاصية فطرية لأطفال الطفولة الوسطى ثبتت علمياً وظاهرياً وسلوكياً في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى الذي لا يوجد بها من يعارض أو يؤيد لمبررات شخصية غير علمية.
إذن .... لن أنظم للمناوئين بغير علم ؛ ولن أبارك للمؤيدين في مقارنات ومفارقات بعيدة عن محور الموضوع ؛ فهو قرار مصيري يتعلق بمحور له أبعاد عدة علمية واجتماعية ونفسية وتربوية وفطرية... أشير إلى أني مطلع على شيء منها ؛ ولا أزعم كالبعض (امتلاكي للحقيقة المطلقة) ؛ أو مخاطبة الشعور والمشاعر لحشد الآراء وتجييشها وفق رؤية شخصية ضيقة ...
ويكفي هنا أن أشير إلى أن المسألة علمياً تعود إلى ( جبلة وطبيعة فطر الله -عز وجل- الإنسان عليها في مرحلة من مراحل حياته).
وليكون الطرح دقيقاً وعلمياً إليكم ما يلي :
• منذ الولادة وحتى نهاية الطفولة المبكرة 5 سنوات .... لا تمايز يشعر به الطفل تجاه الجنس الأخر .
• مرحلة الطفولة الوسطى 6-8 سنوات ... يتوحد الطفل مع دوره ونوعه الجنسي ويبدأ التمايز ملحوظاً في السلوك.
• مرحلة الطفولة المتأخرة 9-11 سنة ... مرحلة التنافر والتباعد التام بين الجنسين.
• مرحلة المراهقة المبكرة 12-14 سنة .... مرحلة الميل والإعجاب مع اكتمال نمو الجهاز الجنسي.
• مرحلة المراهقة الوسطى 15-17 سنة .... مرحلة الانهماك العاطفي وبداية ثورة الغريزة الجنسية
• مرحلة المراهقة المتأخرة 18-22 سنة .... مرحلة دافع العاطفة والغريزة الجنسية معاً وتستمر حتى الزواج وإشباعهما معاً.
وعليه لكم أن تتأملوا ما يعتري سلوك الطفلة التي تعيش وحيدة بين أخوة ذكور ؛ أو سلوك الطفل الذي يعيش وحيداً بين أخوات إناث ؛ وتلك حقيقة علمية يأخذ بها علم النفس وبقوة في حل مشكلات الطفولة والمراهقة ....
وفي مقابل المدارس الأهلية التي جربت وحققت بعض النجاح ؛ وقفت قبل 10 سنوات تقريباً على تجربة مدرسة أهلية معتبرة في الرياض ؛ انتهجت ضم طلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي بنين لتدرسهم في القسم النسائي من المدارس والذي يضم بين جنباته معلمات يحملن الماجستير في التربية وعلم النفس ؛ وتابعت التجربة وتواصلت مع المدرسة منذ بداية العام حتى نهايته ؛ وكانت النتيجة أن ألغت المدرسة التجربة وبتقاريرها أشير إلى فشلها ؛ وكانت الفكرة قد طرحت أنذاك وعرضت على مجلس الشورى ولم يتخذ قرار حيالها.
بقي أن أشيد بقلم الأستاذة فاطمة في جوانب تتعلق بخبراتها ؛ غير أن لغة (المفارقات والمقارنات بين الرجل والمرأة) باتت مؤخراً تؤثر وبشكل واضح وصريح على حيادية طرحها وعلميته ؛ وهي التي تعتبر من أكبر مستشارات معالي نائب الوزير لتعليم البنات أ.نورة الفايز -وفقهن الله جميعاً – وقريبة من مصدر اتخاذ القرار ؛ ومسؤولة عن أكبر منبر إعلامي تربوي رسمي ألا وهو (مجلة المعرفة) التي تصدر عن وزارة التربية والتعليم ؛ ناهيك عن زاويتها في صحيفة الجزيرة الغراء وتاريخها الأدبي الحافل.
وعليه كنت أتمنى أن تنوء أستاذتنا الفاضلة بقلمها عن الطرح الشخصي الانفعالي العام البسيط في مثل تلك القرارات المصيرية لأجل الرد بالمثل على من يناوؤون وفق رؤى شخصية ؛ ما قادها للحديث عن محور هام جدا بلغة سطحية لا ترقى لقلمها وفكرها الذي اعتدناه ومن ذلك :
• تعميمها بجاهزية الرجل السعودي للتعلق بأي امرأة والتنازل عن أسرته وبيته !!! (تعميم وتصوير مؤلم وخطير) ولو قيل مثل تلك عن المرأة لاعتبرته شخصياً كارثة من الكوارث !
• حصر أراء المعارضين في مقالتها برؤية (أخجل حقيقة أن أعيد ذكرها) احتراماً للذوق العام ؛ وقد آلمتني ... وبقدر سوئها لم تكن ردة فعل الكاتبة بأحسن منها ؛ حيث نزلت وتنازلت لمستوى المهاترات والألفاظ التي تخدش الذائقة العامة للقراء.
• استطرادها في المقارنة بين الرجل والمرأة وصولا إلى من يرأس من ومن أقوى من من .... ما أبعدها عن طرح فكرة واضحة عن محور المقالة ؛ وأبحرت بعيداً برؤيتها الشخصية التي أحترم حقها في إبدائها بعيداً عن منابر الإعلام التي استؤمنت عليها ؛ وقد وقفت أمام تلك الرؤية متعجباً.
• وفي أمر أشد غرابة ذهبت الكاتبة وتقمصت دور (المحلل النفسي) الذي يفسر ما في اللاشعور وباطن عقل الرجل السعودي دون سواه من البشر تجاه المرأة ... وصولاً لحياض حق الدفاع عن المرأة والجهاد الجهاد فيه ومشروعيته باستخدام كافة الأسلحة البيضاء والسوداء على حد قولها !!!
• وختمت بقرار قطعي بدأته بالتبعيض في مقدمة مقالتها حيث تمنت تطبيق التجربة في بعض المدارس الحكومية لفتح حرية الاختيار وعدم (الفرض) !! وختمت مقالتها بتأكيدها على أن المصلحة العامة تقتضي أن يتتلمذ صغار ذكورنا على يد المرأة .... تبعيض تبعه حكم قاطع (وفرض).
ختاماً ...المرأة في وطننا بخير تنعم بما ينعم به غيرها ؛ وتساهم بأدوار عديدة في مجتمع ينمو بها ولها ولجيل تربيه يوماً بعد يوم فهي الأم الرؤوم ؛ والمربية الفاضلة ؛ والطبيبة المتمكنة ؛ وسيدة الأعمال ؛ والعالمة ؛ والعاملة والمبدعة في تخصصات شتى ....
بيد أني أشير إلى أكبر مشكلة تواجه المرأة السعودية خاصة وهي :
( من يتحدثون و يتحدثن بلسانها ؛ وعقلها ؛ وحرية تعبيرها ؛ وخياراتها؛ وشعورها ومشاعرها ؛ لمصادرة فكرها وإرادتها... من منطلقات ثقافية وقيم وأهداف شخصية ؛ أو باعتبارهم ( قنطرة عبور أفكار غيرهم )تلك هي المشكلة الأكبر تنامياً أمام طموح المرأة السعودية ومستقبلها في بناء أمة).
مقولة أعجبتني :
( المرأة نصف المجتمع ؛ وتنجب النصف الآخر ... إذن هي أمة بكيانها..)
تماماً وكأن تلك المقولة تصف (المرأة السعودية) بأصالتها ؛ وعمق قيمها ؛ ورسوخ فكرها ؛ وقيمتها في مجتمعها ؛ ومكانتها فيه وعند قادة هذا الوطن الأبي وفقهم الله .

نافذتك الإعلامية تحكم بها تضمن صحة نفسية سليمة


كتب.عبدالله القرزعي -

الفضول... سمة لدى البشر
ويعني حب الاستطلاع واكتشاف كل ما حولنا
ومنه ما هو ايجابي يصب في تعلم المعاني الجميلة للحياة
ومنه نقيض ذلك حيث يثقل الإنسان كاهله بالاطلاع على مزيدٍ من الجوانب السلبية.
أن تتابع الأخبار شيء من الفضول لتعرف ما يدور حولك
بيد أنك يجب أن تحدد أي نوع من الأخبار وفي أي مجال !؟
بات الإعلام اليوم
لديه نهم عجيب في جمع الأخبار وتناقلها أياً كانت




ليسترزق مزيد من البشر ضمن منظومة صناعة الإعلام
لم يعد إعلام اليوم ينقل المعرفة والخبرة ليهنأ البشر وليأمنوا
بل بات يجمع كل الأخبار أياً كان نوعها لملأ فراغات فضاءاته وصفحات مجلاته و جرائده الاحتراف لدى صناع الإعلام : أن تأتي بالخبر مباشراً وطازجاً وسريعاً وموثقاً
ولا يعنيه ما يعكس هذا الخبر على الحالة الاجتماعية والنفسية للناس
لا انتقائية أنشدها في نقل الأخبار ؛ وفي مقابلها أيضاً لا تركيز وتحجيم للجوانب السلبية

مع حال الإعلام تتابعت الحالة الاجتماعية والنفسية للناس
بالرغم أن الإعلام ليس شرطاً أن يعكس الواقع بل يكتفي بقبس منه من هنا وهناك حتى بات صناعة النماذج ليس بما أنجزت وحجم العمل المفيد
بل بكم خبر أعلن عنها وكيف تنام وتأكل وتشرب ؛ وتمنح وتأخذ ؛ تأتلف وتختلف ؛ تعادي وتسامح .... فأضواء الإعلام تكفل صناعة شيء من اللاشيء

من أجل ذلك ....
ولينضح إناؤك بالخير
أحذر تأثير الإعلام على حالتك النفسية
ولاحظ أن بعض من يتابعون الأخبار مع إشراقة شمس كل يوم هم أكثر الناس قلقاً
أما لماذا ؟؟
لأن ما ينقل في الإعلام يغلب عليه التركيز على الجوانب السلبية
ولأن الإعلام بات اليوم
(مهنة من لا مهنة له)
ولأن نوافذ الإعلام باتت اليوم مشرعة لكل صالح وطالح
اختلط حابلها بنابلها
ولأن الإعلام اليوم بات في كثير من جوانبه معول هدم لا بناء
ولأن الإعلام بات يمكن الجميع من نزف الهموم بحجاب وبدون حجاب

ثم لك أن تتأمل
ما آل إليه اليوم الإعلام الذي يقدم المعلومة والمعرفة والعلم الهادف النافع ضمن مصداقية عالية وانحساره !!
في مقابل إعلام الفضائح والإقصاء والتركيز على نقل كل ما هو سلبي ؛ ولا مانع من مصداقية متدنية !!
المصداقية الإعلامية اليوم أضحت تعني التسابق في نقل الخبر والصورة من موقع الحدث
مهما كان تأثيرها السلبي على الناس

ولك أن تختبر تلك الفرضية
وهو أن تحسب أسبوعياً كم تلقيت من خبر مفرح مبهج مفيد منمي لمعارفك وخبراتك يضفي على حياتك السعادة
وعلى أخرتك الفلاح
وكم من خبر تلقيته مقلق ومفجع ومحزن بل ومذل أحياناً
يضفي على حياتك مزيداً من الهموم والسوداوية

عليه أرى أن
تحكمك في نافذتك الإعلامية الخاصة
وتمحيصك لما يجب أن تتلقاه من الإعلام
هو ما يحدد
نظرتك الايجابية المتفائلة في الحياة
أو
نظرتك السلبية المتشائمة في الحياة

بات الإعلام اليوم .... يأمل أن يملأ فراغ الناس
وفراغ الناس يؤمل ..... أن يملئ بما هو مفيد
لا بما يؤثر سلباً على حالتهم النفسية ويزيد من مصاعب الحياة وفقد الأمن والأمل فيها.

قفله
أذكر أن رجلاً عانى من اعتلال صحته وتعب قلبه
عرض نفسه على طبيب قلب خبير
فطلب منه الطبيب سرد جدوله اليومي ؛ وذهل عندما اكتشف أن هذا المسكين يتابع أخبار الصباح والظهيرة والمغرب ونهاية اليوم بمعدل ثلاث ساعات يومياً
فنصحه
بمقاطعة الأخبار
لم يشفى تماماً ولكنه تحسن كثيراً !!!
وبات أكثر استقراراً من الناحية النفسية.

تحياتي لكم ؛؛؛

2010/06/01

مفهوم الموت لدى الأطفال


بديع القشاعلة -

الموت حق، وهو شئ طبيعي، وليس لنا سيطرة على الموت ولا نعلم متى سنموت وكيف" وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري باي ارض تموت". كما ولا نستطيع الهروب منه أو الملاذ إلى شئ يحمينا منه لقوله تعالى: " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ".

ولكن الموت فاجعة وهو حدث حزين مؤلم.
في هذا المقال سوف نبحث
• الموت من وجهة نظر الطفل
• ما هو الموت بالنسبة للطفل وما مدى تأثيره عليه
• ما الفرق بين مفهوم الموت لدينا وبين مفهوم الموت لدى الطفل.



هناك ثلاث حالات من الموت يمكن إن تواجه الطفل
أي حالات يتعرض فيها الطفل إلى مفهوم الموت،وهي:

1. موضوع الموت بشكل عام :
فقد يشغل الطفل موضوع الموت بشكل عام وان لم يصبه أو يصب احد أقربائه، وهنا تدور في رأسه أفكار وإسالة وتخبطات حول معنى الموت. إن انشغاله هذا ينبع من كونه يسمع أشياء كثيرة لها علاقة بالموت مثل الأحداث في الأخبار، الثار، الحوادث، موت حيوان وغيره.

2. نظر الطفل للموت كنتيجة التعرض له :
وان لم يكن بصورة مباشرة مثل: موت أب صديقه، موت احد أبناء صفه، موت جاره، موت شخص معروف لدى والده وغيره. في هذا الحالة وبالإضافة إلى تخبطانه وإسالته المتعلقة بظاهرة الموت تنشا لديه انفعالات شديدة وبلبله عنيفة كونه يعرف الميت ولا يعلم كيف يتعامل مع عدم وجوده.

3. نظرة الطفل للموت نتيجة لتعرضه لحالة موت بشكل مباشر في حالة فقدانه احد أفراد عائلته ( أب، أخ، أخت، أم..).
وفي هذه الحالة يتعرض الطفل لصدمة شديدة قد تؤدي إلى مشاكل نفسيه مستقبليه إذا لم يكن هناك من يساعده في التعامل مع هذه الحالة.
وعلى الرغم من إن رد الفعل النفسي والعاطفي لدي الطفل هو كرد الفعل لدى الكبار، الا إن الكبار يميلون إلى عدم الاكتراث بهذه النقطة ولا يحاولون مساعدة الطفل في التعامل والتعايش مع هذه الحالة.
فالكبار لا يعترفون في غالب الأحيان بحاجات الطفل العاطفية، ولا يسمحون له بان يحزن بطريقته الخاصة على من فقده من أقربائه.
إن هذا السلوك ليس فقط عند الإباء وإنما أيضا عند أشخاص مهنيين مثل: معلمين، معلمات البستان، أخصائيين اجتماعيين.. والذين هم أصحاب مهن تساعد الطفل على التعامل مع حالات الموت.

عندما يطلب من الكبار تفسير سلوكهم يقولون :

• انه طفل صغير
• ومنهم من يقول : الأطفال صغار لا يستطيعون إن يتعاملوا مع حالات صعبه كالموت لهذا علينا منعهم من الانشغال فيه , كي نبعد عنهم الحزن , ولكي لا يصابون من الناحية النفسية
• وآخرون يقولون انه طفل صغير لا يفهم معنى معقد مثل الموت .

ولكن يجب إن تعلم عزيزي القارئ إن الطفل هو تماما مثلك وقد يعاني مثلك وقد لا يفهم مثلك وقد يفكر مثلك ولكن بعالمه الخاص , وعلينا التعامل معه ومع عالمه وان نعطيه حق الانتباه والاستيعاب. .

يقول: " يانوش كوبيتشك " احد الحكماء " إن الولد ليس علما صغيرا وإنما عالم كامل متكامل , ليس إنسانا في مستقبل آت وإنما إنسان منذ الآن في الحاضر ".


كيف نساعد الطفل في حالات الخوف من الموت ؟

ينظر الطفل إلى الموت من زاويتين مختلفتين :

من الناحية العقلية :
• ما هو الموت ؟
• ما هي العلاقة بين الحياة والموت ؟
• هل يفقد الميت جميع حواسه وصفاته الحية ؟
• هل سيعود الميت يوما ما ؟
• لماذا يتم دفن الميت ؟
• لماذا يموتون ؟
• ماذا يشعرون في داخل القبر ؟

من الناحية النفسية :
• كيف يشعرون حينما يموت قرب ؟
• ماذا يشعرون حينما يبعثون الميت إلى المقبرة ؟
• من هو المذنب في الموت ؟

على البالغين مساعدة الصغار في التعايش مع الموت في كلتا الحالتين , عليهم مساعدة الطفل على فهم الموت بصورة صحيحة وعليهم إن يساعدوه في التعبير عن حساسة وعواطفه في حالة الموت بصورة طبيعية .

إن الناحية العقلية والنفسية متممة الواحدة للأخرى.
فإذا سمح للطفل :
• بالتعبير عن إحساسه تجاه الموت
• والإجابة على تساؤلاته عن الموت
• وإشباع حب الاستطلاع لديه عن حالات الموت
• وشرح ماهية الموت بصورة تلاؤمه وخاصة في حالات التي يكون فيها الطفل هادئا ومحبا للمعرفة .

مما يعطيه تحصينا قد ينفعه إذا تعرض لحالة موت معين وهذا تماما كما تعطي الجسم حقنة تطعيم ضد مرض معينا .
فأنت بشرحك لطفلك وبالسماح له بمعرفة ما هية الموت فانك تعطيه تطعيما كي يستطيع التعامل مع مثل هذه الحالات .

مسح رؤوس الأطفال سنة اندثرت


فوزية الخليوي -

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بحق نبي الرحمة .
مع كثرة المشاغل التي أثقلت كاهله , من تعليم وغزو ودعوة.
لم تمرّ به حادثة-فيما قرأت- وفيها صبي صغير إلا و تبدر منه بادرة تدل على رحمته من مسح للرأس ,والدعاء له, والتقبيل.
حتى عرف الصحابة محبته لهذا الأمر؛ فكانوا كما قالت عائشة: "كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُؤتى بالصبيان فيدعو لهم ويحنّكهم" رواه البخاري.


من الآثار المشهورة:

• أن أم محمد بن حاطب أتت به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت : "هذا محمد بن حاطب أول من سُمّي بك! فمسح على رأسه، ودعا له بالبركة" رواة مسلم

• وقال جابر بن سمرة كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يمر بنا فيمسح خدودنا، فمسح خدي فكان الخد الذي مسحه أحسن!

• قال عمرو بن حريث: انطلق بي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا غلام فدعا لي بالبركة ومسح رأسي وخطّ لي داراً بالمدينة بقوس.

• وقال غضيف بن الحارث: كنت صبياً أرمى نخل الأنصار, فأتوا بي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمسح رأسي وقال: كُل ما سقط, ولا ترمِ نخلهم.

• وهذا عبد الله بن بسر قال: أكل رسول الله عندنا حيساً, ثم التفت إليّ وأنا غلام فمسح على رأسي، وقال: يعيش هذا الغلام قرناً

• عمرو بن أخطب مسح رأسه وقال: اللهم جمّله فبلغ مئة سنة

• قال يوسف بن عبد الله بن سلام: سمّاني رسول الله يوسف وأقعدني على حجره ومسح على رأسي.

• ابن عباس قال: مسح النبي -صلى الله عليه و سلم- رأسي ودعا لي بالحكمة.

• عن زهرة بن معبد عن جّده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وذهبت به أمه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، بايعه! فقال:هو صغير! فمسح رأسه ودعا له, وكان إذا خرج إلى السوق يلقاه ابن عمر وابن الزبير فيقولان: أشركنا؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد دعا لك بالبركة, فيشركهم! رواه البخاري (1144)

• جحدم بن فضالة: مسح رأسه وقال: اللهم بارك في جحدم

• بشير بن عقربة الجهني قال :أتى أبي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: من هذا معك يا عقربة ؟ فقال: ابني بحير! قال: ادنُ فدنوت حتى قعدت عن يمينه فمسح على رأسي بيده قال: ما اسمك؟ قلت: بحير! قال: لا, ولكنّ اسمك بشير..

• بشير بن قيس بن كلدة قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه ابنه رحيم وهما مقرونان في سلسلة في يمين كانت عليه فقال: يا بشر اقطعها فليست عليك يمين؛ فقطعها وأسلم, ومسح وجهه, ودعا له بخير

• بشر بن معاوية البكاء قدم مع أبيه، وهو ابن مائة سنة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمسح رأس بشر ودعا له, وأعطاه أعنزاً، ودعا له بالبركة فتصيب السنة بني البكاء, ولا تصيب آل معاوية.

اقتداء الصحابة


• فهذه أم سلمة أوتيت بصبي صغير فمسحت رأسه وبرّكت عليه.

• وعن فاطمة بنت سعد قالت: ربما أجلسني أبو هريرة في حجره,فيمسح على رأسي ويدعو لي بالبركة.

• قال عبادة بن الوليد خرجت مع أبي, وأنا غلام شاب فلقينا شيخاً، فأقبل على أبي وقال: ابنك هذا؟ قال: نعم فمسح على رأسي، وقال: بارك الله فيك.


أما ما ورد من دعائه لهم:

• عن عمرو بن حريث قال: مرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله بن جعفر وهو يلعب بالتراب, فقال: اللهم بارك له في تجارته.

• وعن أنس قال: دعا لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : ا للهم أكثر ماله وولده وأطل حياته, فو الله أكثر مالي حتى إن كرماً لي لتحمل في السنة مرتين, وولد لصلبي مئة وستة.

• وهذا ابن عباس قال: دخل رسول الله المخرج وخرج فإذا تور مغطى, قال: من صنع هذا ؟ فقلت: أنا! فقال: اللهم علّمه تأويل القرآن. فانظر إلى نباهته على صغر سنه في خدمته للكبار, حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبض وهو ابن عشر سنين.

هذا هو التراث الإسلامي الحقّ, الذي يدعو إلى الرحمة واللين في تربية النشء, ويدعو إلى التواصل مع الصغار عن طريق مسح الرأس والتودّد لهم بالدعاء, ولا مجال ألبتّة بعد هذا لِلمز الدين ووصمه بالقسوة وعدم الرحمة ...فيا ليت قومي يعلمون!!

دعوا أطفالكم يلعبون في المساجد


يسرا علاء -

أيها الآباء والأمهات من واقع ملاحظاتكم ونظراتكم الصامتة لأطفالكم؛ ستجمعون على أن ليس هناك لفظ يليق أن يوصفوا به سوى الشقاوة والحركة الدائمة المستمرة؛ فهم كتلة مشحونة بالطاقة والحيوية، فكما لا يمكننا أن نتخيل نمو النبتة بلا جذور كذلك لا يمكن أن نتوقع النمو العقلي والجسمي للطفل بلا حراك أو نشاط.
الطفل لا يمكنه التعرف على الحياة وأسرارها واكتشاف عالمه الذي يعيش في أحضانه إلا عن طريق :
• التجول والسير في جوانبه
• تفحص كل مادي ومعنوي يحتويه
• التلفت يمنة ويسرة للإحاطة بكل ما حوله والتعرف على ماهيته

وحيث إن الله تعالى خلق فينا حب الاستطلاع، والميل إلى التحليل والتركيب كوسيلة لإدراك كنه هذا الكون فإن هذه الميول تكون على أشدها عند الطفل.


وإذا كان حب الاستطلاع والاستكشاف يلازمنا نحن الكبار حتى لحظتنا هذه التي نحياها، بل ويلازم كل فرد طوال رحلة حياته حتى يلقى وجه ربه، فما بالنا بالدرجة التي يحتلها هذا الجانب في لب الطفل ووجدانه وهو الكائن الذي هلَّ وجهه على هذه الدنيا مؤخرًا، ولم ينل بعد الفرصة الكافية لإشباع ذاته بالخبرة التي تشعره بالأمن والطمأنينة في عالم جديد لم يعهده من قبل.
وما دام الأمر كذلك فنحن مطالبون بأن نفسح المجال، ونفتح الطريق أمام فلذات أكبادنا ليتمكنوا من تنمية كافة جوانبهم الجسمية والروحية والعقلية، تلك الجوانب التي ترسم الإطار السوي لشخصية كل إنسان.

ما سبق ذكره ما هو إلا هدف تربوي يتصل اتصالاً وثيقًا بقضيتنا المطروحة ولا يتحقق إلا من خلالها، وبأخذها في الحسبان باعتبارها واحدة من آلاف المواقف التي تخدم هذا الهدف التربوي؛ الذي هو أهم ما يسعى كل فرد لتحقيقه ليتمكن من التكيف في هذه الحياة.

إننا حين نطالب بتوفير ساحة واسعة الأرجاء يُمنح الطفل فيها حرية النشاط والانتشار؛ لتشكيل شخصيته وتنميتها في البيت والمدرسة والنادي والشارع وكل مكان ويسمح له بتكوين خبراته عن طريق اختلاطه بمن حوله في تلك الأماكن، فليس لنا الحق في أن نسلط له الضوء الأحمر في المسجد، وأن نقف سدًا منيعًا يحول دون تحقيق المسجد دوره الذي أصبح يقتصر الآن على تحقيق أهداف دينية تنمي الجانب الروحي في ذاته وشخصيته.

البعض منا يجنب أطفاله دخول المساجد مطلقًا حرصًا على :
• راحة المصلين
• حفاظًا على استمرارية الهدوء فيها.

والبعض الآخر دائم الاهتمام باصطحاب أطفاله إلى المسجد بالجسد دون الروح؛ فهو قد هيأه ماديًا لا معنويًا، فحرمه من الخبرة اللازمة والتهيئة الضرورية التي تحفظ للمسجد قدسيته وحرمته، والتي كان من الواجب أن تحتل مكان الصدارة في ذهن كل أب وأم ليمدوا به أطفالهم قبل أن يأخذوا بأيديهم إلى أبواب المساجد.
فهم لم ينيروا الطريق أمام أبنائهم بتوجيهاتهم الرشيدة ليقتبسوا منها سلوكًا قويمًا يهتدون به ويتصرفون بمقتضاه في هذا المكان الطاهر.

وبذلك نجد أنفسنا أمام صنفين من الآباء والأمهات على طرفين نقيض صنف أغلق الأبواب وحال دون وصول الأطفال إليها، والآخر فتحها على مصارعها وأتاح للصغار حرية مطلقة لا تحكمها مجموعة من المبادئ والقيود.

وبما أننا أمة وسط وديننا يميل إلى التوسط في الأمور كلها فليس هناك ما يحول بيننا وبين الاحتكام إلى الوسطية في هذه القضية
فديننا الحنيف
( لم يرد فيه من النصوص ما يشير إلى المنع البات لدخول أطفالنا المساجد حتى نميل بمقتضاه إلى الرأي الأول)
بل على العكس من ذلك فقد ورد الكثير من الأحاديث التي يُستدل منها على جواز إدخال صبياننا المساجد: من ذلك :

• ما رواه البخاري عن أبي قتادة قال: "خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها".
• وأيضًا ما رواه البخاري عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه"
• وكذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: "أقبلت راكبًا على حمار أتان؛ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي"

وإذا كانت هذه هي الأدلة النقلية التي تهتف بنا قائلة :
"دعوا أطفالكم يدخلون المساجد" وكفى بها أدلة تجعلنا نبادر بالخضوع والاستجابة لهذا النداء.

لماذا نصطحب أطفالنا إلى المساجد؟

هناك أدلة تتبادر إلى عقولنا مؤيدة تلك الأدلة النقلية، والتي تزيد من اقتناعنا بهذه القضية، فدخول أطفالنا المساجد يترتب عليه تحقيق الكثير من الأهداف الدينية والروحية والتربوية والاجتماعية إلى غير ذلك.

فاهتمامنا باصطحاب الأطفال إلى المساجد ينمي لديهم :
• شعيرة دينية هي الحرص على أداء الصلاة في جماعة.
• تغرس فيهم حب بيوت الله، وإعمارها بالذكر والصلاة؛ وهذا (هدف روحي) في غاية الأهمية لكل شخص مسلم.
• المساجد هي ملتقى اجتماعي يقصده كل مسلم على اختلاف جنسه وفكره ومستواه الاجتماعي والمادي، فالجدير بنا أن نضع أطفالنا وسط هذا العالم المنفتح ليستمدوا منه خبراتهم وتجاربهم التي تشكل شخصياتهم وتنميها، وهذا (هدف اجتماعي تربوي) هام.
• كما أن الملاحظة هي خير وسيلة للتعليم وهي نقطة البداية التي يتبعها التجريب، ومن هنا فملاحظة الطفل للكبار عند أداء صلاتهم يكون سببًا في سرعة تعلمه لكيفية أداء الصلاة مستوفية أركانها وهيئتها، ولو حاولنا حصر الأهداف المترتبة على مشاركة الأطفال للكبار في دخول المساجد لطال بنا المقام ولما تمكنا من الإلمام بها.

بالحكمة.. علموهم قدسية المساجد :

إن أحاديث جواز دخول صبياننا المساجد مما أوردناه وما لم نورده قد وضعت النقاط على الحروف، وأضاءت لنا معالم الطريق لننطلق منه إلى البحث في شروط دخول أطفالنا المساجد، فإذا كانت تلك الأحاديث قد سمحت لصغار السن دخول المسجد، فلا يعني ذلك السماح لهم باللهو واللغو فيها وتحويلها إلى مكان يعج بالصياح والضوضاء، وشغلها بالضحك والكلام بدلاً من الذكر والقرآن.

وحتى نتغلب على انتهاك حرمات بيوت الله مما يتسبب فيه غالبًا صبياننا الصغار فإن ذلك لا يتحقق إلا إذا :
• أحطناهم علمًا بقدسية ذلك المكان، والهدف الذي من أجله قد وضع في الأرض.
• الاختلاف المتباين بينه وبين غيره من أماكن اللهو والعبث التي يُمنح الفرد فيها مطلق الحرية والانطلاق.

ومن هنا يدخل أطفالنا المساجد وقد تهيأوا نفسيًا وفكريًا بما يساعدهم على تقبل أي سهم من سهام الانتقاد الموجهة إلى تصرفاتهم المخلة بآداب المساجد؛ لاستدراك خطأهم عند استرجاع ما انطوت عليه عقولهم من مخزون قد احتفظوا به من توجيهات والديهم قبل دخولهم المساجد.

وبذلك يتبين لنا أهمية التهيئة وآثارها الإيجابية على استقرار الجو الداخلي لبيوت الله ويليها عملية التوجيه المستمر، ذلك التوجيه المبني على أسس علمية مدروسة فلا يكون عن طريق الزجر والتوبيخ والتعنيف المحطم لشخصية الطفل؛ بل على النقيض من ذلك فينبغي أن يكون التوجيه والإرشاد بأسلوب هادئ محبب إلى نفس الصغير بعطف دون ضعف، وحزم دون عنف ، فهناك فرق بين أن يقلع الطفل عن لعبه ولهوه خوفًا من العقاب، وبين أن يفعل ذلك احترامًا لقدسية المكان واستجابة لوالديه.

فما دام المقصود هو هدوء الجو فيمكن تحقيق ذلك بأساليب متفهمة وليس بغيرها من الأساليب التي تؤثر على نفسية الطفل وشخصيته، وتحدث بها جرحًا لا يندمل؛ بل وتجعله يكره الذهاب إلى المساجد هروبًا مما يقلقه ويزعجه ويشل نشاطه وحركته.

وبذلك نكون قد سرنا في هذه القضية واضعين نصب أعيينا
"خير الأمور أوسطها"
متجنبين الآثار السلبية المترتبة على سيرنا وفق أحد الأسلوبين المنحرفين عن التوسط. وفقنا الله إلى الجمع بين طرفي نقيض
فلا نحرم أطفالنا من دخول المساجد
ولا ننتهك حرماتها.

وبما أنني قد ابتدأت مقالتي بعبارة "دعوا أطفالكم يلعبون في المساجد"
والتي لم تكتب إلا لإثارة الانتباه، ولكنها في الوقت ذاته أثارت الكثير من التساؤلات ودفعت بالكثيرين إلى التعجب والاستنكار
فإنني في نهاية المطاف وبعد أن تبين المقصود وانكشف المستور أحسم تلك المشاعر الثائرة قائلة ومصححة:
دعوا أطفالكم ..يدخلون المساجد..ويحبونها


تعليقي :

كنت ومازلت ضد من ينادون بطرد الأطفال عن المساجد وإبعادهم عنها ؛ وما أكثرهم في مساجدنا من كبار السن والشيوخ وفقهم الله الذين يتعاملون مع المساجد وكأنها بيوتهم الخاصة !!!

وقد واجهت منذ طفولتي صوراً كثيرة منها :
• الطرد تماماً من محيط المسجد .
• السحب من وسط الصف لطرفه أو خلف المسجد.
• مطاردة كل الأطفال في المسجد وضربهم بعنف.

وقد تبنيت إنشاء حلقة في المسجد الذي قرب منزلي وواجه طلاب الحلقة ومعلمه كافة أنواع التعنيف والإقصاء والضغط على إمام المسجد لإغلاق الحلقة لمنع الأطفال من دخول المسجد !!!!

الفاضلة يسرا علاء وفقها الله
وضعت بمقالتها النقاط على كثير من ممارسات نشاهدها في المساجد.
جزاها الله خير الجزاء.