د. حسن عيسى
يعتبر الإبداع موهبة فطرية توجد عند جميع الأفراد بدرجات متفاوتة ويتميز الأطفال عادة بقدرة غير عادية على الدهشة وحب الاستطلاع الذي يدفعهم لتوجيه الكثير من الأسئلة حول العالم الذي يحيط بهم سواء كان بيئة طبيعية أو بشر يعيشون معهم وحولهم. وهذه القدرة تعتبر الأب الشرعي للإبداع.
فماذا يفعل الآباء - من خلال عملية التنشئة الاجتماعية لأبنائهم - إزاء هذه القدرة الفطرية على الدهشة وحب الاستطلاع التي وهبها الله لأطفالهم؟أنهم ببساطة يقتلون هذه القدرة على حب الاستطلاع عند أبنائهم. فهم عادة
• يضجرون من كثرة أسئلة أطفالهم فإما يطلبون منهم الصمت وعدم الثرثرة - حسب رأيهم –
• أو يجيبون على أسئلتهم بإجابات خاطئة أو هروبية
وبذلك يؤدون هذه القدرة التي هي السبيل الأساسي للإبداع. فقد بين جيلفورد في دراساته المبكرة للإبداع أن ما سماه "الحساسية للمشكلات" هو العامل المعرفي الممهد للإبداع الذي يتمثل في قدرات الطلاقة والمرونة والأصالة.
• يضجرون من كثرة أسئلة أطفالهم فإما يطلبون منهم الصمت وعدم الثرثرة - حسب رأيهم –
• أو يجيبون على أسئلتهم بإجابات خاطئة أو هروبية
وبذلك يؤدون هذه القدرة التي هي السبيل الأساسي للإبداع. فقد بين جيلفورد في دراساته المبكرة للإبداع أن ما سماه "الحساسية للمشكلات" هو العامل المعرفي الممهد للإبداع الذي يتمثل في قدرات الطلاقة والمرونة والأصالة.
ولو تأملنا في مضمون هذا العامل لوجدنا أنه هو نفسه حب الاستطلاع الذي يقوم الآباء بوءده في أثناء عملية التنشئة الاجتماعية لأبنائهم ويكمل المعلمون هذه المهمة في مدارسهم بعد التحاق الطفل بها.
ولذلك نجد أن الإبداع - إذا قسناه - في سن الطفولة المبكرة يكون عادة مرتفعا عنه بعد الانخراط في سلك التعليم أو مرور الأطفال بعملية التمدرس Schooling، وهناك عامل آخر يعتبر من العوامل الميسرة للإبداع وهو عدم الانصياع أو المسايرة non conformity وهو يؤدى في حالة توفره إلى الأصالة والتفرد هي من أهم صفات المبدعين.
ويميل المجتمع بوجه عام من آباء ومربين وغيرهم إلى صب الأفراد في صورة أو طبعة واحدة وعدم تشجيع التفرد، لأنه يعيق عملية التدريس لدى المعلمين مثلا.
وهناك عامل ثالث ييسر الإبداع أيضا هو المحافظة على الاتجاه أو الاحتفاظ بالفكرة المبدعة وعدم تبديدها في وسط مشاكل الحياة التي يمر بها الفرد المبدع وقد افترض هذا العامل أستاذنا د. مصطفى سويف وقام بإتباعه والتأكد من وجوده الأستاذ الدكتور صفوت فرج في دراسته للماجستير عن الإبداع.
ولو ذكرنا أمثلة على تأثير هذا العامل على الإبداع لوجدنا أن أفضل مثال على ذلك هو العالم أينشتاين الذي ظل يحمل في ذهنه فكرته عن النسبية كفرض علمي لتفسير التناقض الذي ثار بين علماء الطبيعة بمناسبة تجربة مايكلسون - مورلى التي تناقضت نتائجها مع علم الطبيعة عند نيوتن وقوانين جمع السرعات الميكانيكية. وظل اينشتاين محافظا على تلك الفكرة لمدة سبع سنوات كاملة وتوصل منها في عام 1905 إلى النظرية النسبية الخاصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق