مطلوب إعادة النظر في معايير مهارات الطلاب
نعلم أن وزارة التربية والتعليم قد أقرت أسلوب (التقويم الوصفي المستمر) في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية منذ عام 1420هـ، وفيه حدد لكل مادة دراسية جملة من المعارف والعلوم والمهارات ينتقل الطالب إلى الصف التالي في حال أتقن مهارات الحد الأدنى منها.
وفي العام 1427هـ أقرت الوزارة التوسع في تطبيق أسلوب التقويم الوصفي المستمر ليشمل جميع صفوف المرحلة الابتدائية بشكل تدريجي بدءا من الصف الرابع الابتدائي، وأرى شخصيا أن توجه الوزارة إيجابي لأهمية المرحلة الابتدائية باعتبارها مرحلة تأسيس للطالب، بالإضافة إلى جودة مخرجات أسلوب التقويم الوصفي المستمر في حال طبق وفق أسس علمية.
مطلوب إعادة النظر في معايير مهارات الطلاب
نعلم أن وزارة التربية والتعليم قد أقرت أسلوب (التقويم الوصفي المستمر) في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية منذ عام 1420هـ، وفيه حدد لكل مادة دراسية جملة من المعارف والعلوم والمهارات ينتقل الطالب إلى الصف التالي في حال أتقن مهارات الحد الأدنى منها.
وفي العام 1427هـ أقرت الوزارة التوسع في تطبيق أسلوب التقويم الوصفي المستمر ليشمل جميع صفوف المرحلة الابتدائية بشكل تدريجي بدءا من الصف الرابع الابتدائي، وأرى شخصيا أن توجه الوزارة إيجابي لأهمية المرحلة الابتدائية باعتبارها مرحلة تأسيس للطالب، بالإضافة إلى جودة مخرجات أسلوب التقويم الوصفي المستمر في حال طبق وفق أسس علمية.
أسلوب التعليم بالمهارات أو ما يسمى بـ(التعلم الإتقاني) له ضوابط وأسس علمية أثبتتها دراسات بحثية وتجارب الدول التي سبقتنا إلى العمل بهذا الأسلوب، مقالتي هذه أهدف منها إلى الإجابة على التساؤلات التالية:
* متى نحكم بأن الطالب أتقن مهارة ما بطريقة أدائية تسمح بنقله للصف التالي؟
وما المعايير العلمية لـ(معايرة المهارة) - الحكم بإتقانها؟
وهل أخذت بها الوزارة؟
هذه التساؤلات لم تجب عليه الوزارة إلا مؤخرا من خلال البرنامج التدريبي على اللائحة المعدلة في المرحلة الابتدائية 1427هـ الذي أعده فريق من الجهات المعنية فيها، حيث ورد فيه نشاط تدريبي لمعلم يسأل الطلاب عن حاصل ضرب 12×7، وأفاد بأن الطالب الذي أجاب مباشرة، والذي عد بأصابعه، والذي أجاب بعد جمع 12+12+12+12+12+12+12، والذي أجاب بعد فترة زمنية قد تصل لأسبوعين، قد أتقنوا المهارة وإن اختلفوا في السرعة والجودة والأسلوب، وأرجع ذلك للفروق الفردية بين الطلاب، فقط طالب واحد حكم عليه بعدم الإتقان وهو الذي لم يتوصل للناتج حتى نهاية العام؟.
قبل التعليق على ما اعتمدته الوزارة من خلال برنامجها التدريبي أذكر بما يلي:
المعنى اللغوي للماهر:
- الماهر: السابح، ويقال: مهرت بهذا الأمر أمهر به مهارة، أي صرت به حاذقا. (ابن منظور، لسان العرب
- الماهر: الحاذق بكل عمل، والسابح المجيد. (الفيروز أبادي، القاموس المحيط
- مهر في الشيء وبه مهارة، أحكمه وصار به حاذقا، فهو ماهر، ويقال: مهر في العلم. (المعجم الوسيط
عرفت المهارة في اصطلاح التربويين بأنها:
- سلوك يتصف بالتكرار، ويتكون من سلسلة من الأعمال التي يتم أداؤها بطريقة ثابتة نسبياً (أبو علام
- السهولة والدقة في إجراء عمل من الأعمال. (أحمد زكي
- القيام بالعمل بسرعة ودقة وإتقان، أو قدرة من قدرات الإنسان على القيام بعمل ما بسرعة ودقة مع الإتقان في الأداء. (فريد أبو زينة
- قدرة توجد عند الإنسان بها يستطيع القيام بأعمال حركية معقدة في سهولة ودقة، وتكيف مع تغير الظروف. (صلاح الدين مجاور.
- أداء يتميز بالسرعة والدقة في عمل معين، أو نمط سلوكي يتكرر في مناسبات مختلفة. (أحمد عليان
لاحظ أن
التعريفات السابقة اشتركت في تحديد المعايير العلمية للحكم على الأداء المهاري وبمعنى آخر متى نقول إن هذا الطالب قد أتقن المهارة وهي:
1. التآزر:
تتابع الإيقاع الحركي والعقلي والتفاعل والتناسق بين المثيرات والاستجابات ووضوحها في الأداء.
2.السرعة:
أن تؤدى المهارة في وقت معقول، يتناسب مع مستوى تعقد المهارة والفروق الفردية بين الطلاب.
3.الدقة:
صحة التنفيذ، فلا فائدة من تنفيذ سريع ولكنه خاطئ.
4. التكرار:
فالطالب الماهر قادر على تكرار أداء المهارة حتى ولو اختلفت الظروف المعيارية المحيطة (الزمن، المكان، طلب أداء المهارة ضمن مجموعة مهارات، اختلاف المعلم الذي يشرف عليه(
5.التوقيت:
وهو أن يكون هناك فارق زمني معقول بين المثير والاستجابة.
6.الاستراتيجية (طريقة وأسلوب الأداء):
أن يصدر من الطالب النمط السلوكي المناسب لأداء المهارة في سياق علمي متعارف عليه.
ربما يقال:
إن تطبيق مثل تلك المعايير سيؤدي إلى إغفال الفروق الفردية بين الطلاب ورفع المعيار مما يؤدي إلى وجود فاقد كبير في الناتج التعليمي؟.
وأقول:
هذا تصور فيه شيء من الصحة، ولكن بالمقابل اعتماد الفروق الفردية وإغفال المعايير العلمية سيؤدي بنا إلى ناتج تعليمي مرتفع كماً ولكنه منخفض كيفاً وهو الأهم، ثم إنني لا أجزم بأن هذه المعايير يجب أن تنطبق بالكامل على أداء كل طالب.
بل أرى إما:
- اعتماد المعايير العلمية والإقرار بالفروق الفردية أي أن بعض الطلاب قد يحقق ثلاثة معايير وبعضهم قد يحقق خمسة والآخر قد يحقق ستة، وبهذا نحقق الحسنيين: معايير علمية مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
- أو تحديد معايير ثابتة يجب أن تنطبق على أداء جميع الطلاب للمهارة، وهي على سبيل المثال: (التآزر - الدقة - التكرار) ومعايير أتركها للفروق الفردية بين الطلاب وهي: (السرعة - التوقيت – الاستراتيجية)
أشير إلى أن الوزارة لم تجزم بمعايرة المهارة والحكم بإتقان الطالب منذ عام 1420هـ لأسباب عدة لا أعلمها، ولكن ربما كانت هناك رغبة في إتاحة فرصة للميدانيين للتجريب، بيد أنها مع الأسف كشفت أنها لم تقم بدراسات بحثية علمية للقطع بمعايرة المهارة، وذلك من خلال إرجاع جودة إتقان المهارة والسرعة في أدائها وغيرهما من المعايير العلمية إلى الفروق الفردية بين الطلاب فقط.
وللأمانة العلمية
ما تحدثت عنه لم يكن قرارا وزاريا مباشرا، بل هو جزء من البرنامج التدريبي المعتمد لتدريب منسوبي الميدان على اللائحة المعدلة في المرحلة الابتدائية، ولكن ذلك لا يعفي الوزارة من مسؤوليتها لأن البرنامج التدريبي المذكور صمم من قبل مجموعة من منسوبيها من الإدارات المعنية وتم اعتمادها - مع احترامي وتقديري لهم جميعاً-
ختاما...
أتمنى أن تعيد وزارة التربية والتعليم مشكورة النظر في معايرة المهارة ومتى نقول إن الطالب أتقن أداء المهارة لأن الاعتماد على إرجاع التفاوت في إتقان الطلاب للمهارات إلى الفروق الفردية بين الطلاب فقط، قد يؤدي بنا إلى ضعف النواتج التعليمية لطلاب المرحلة الابتدائية وتلك ظاهرة لن نشعر بها إلا بعد عدة سنوات وبعد أن تكون الممارسات الخاطئة قد رسخت في الميدان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق