2010/09/11

كتاب القراءة للصف الأول الابتدائي "لغتي" ... قبل البدء


كتب. عبدالله القرزعي     

توطئة وتمهيد :
كنت قد كلفت بتدريس الصف الأول الابتدائي في عام 1415هـ في قرية "دهيماء"   80 كيلاً عن محافظة عنيزة ...
 كنت حينها أواجه تجربة فريدة في ثاني سنة لي في مشواري العملي في التعليم ؛ بعد أن درست مادة العلوم للمرحلة الابتدائية في عامي الأول في حفر الباطن 1414هـ .
أكثر العوائق التي واجهتني هو عدم تخصصي في مجال "اللغة العربية" بالإضافة إلى حجم مسؤولية تدريس نشء يضعون أرجلهم على أولى درجات سلم العلم محملة بأمالهم وأمال ذويهم ووطنهم ...!!!
توكلت على الله فهو حسبي واستعنت به ؛ ثم لجأت للمعلم الفاضل عبدالرحمن بن علي السلمي الذي درسني في الصفين الأول والثاني الابتدائي .. وكانت توجيهاته وكلماته وصدره الواسع أولى المحطات التي عرفت بها أن التربية والتعليم "عطاء وبذل وتضحية" فقد أعطاني أستاذي الكريم كل زاد أتزود به في رحلتي الأولى ...
بعدها انتقلت لاستشارة مدرسة أخرى من مدارس التجارب والخبرة الميدانية وهو الأستاذ الفاضل علي بن صالح القاضي وقد فاض بخيره وخبرته علي ... وذاك فضل أذكره وأشكره وأدعو له بقبوله... هو ومن على شاكلته ...
كان كتاب الصف الأول الابتدائي 1415هـ يعتمد الطريقة "التحليلية ؛ الكلية ؛ انظر وقل ؛ الجشطلتية" أسلوب الجملة والقصة وصولاً لتجريد الحروف قراءة وكتابة .
وقد فصل تعليم الحروف على فصلين دراسيين  14 حرفاً الفصل الدراسي الأول و14 حرفاً الفصل الدراسي الثاني ....
تمت التجربة الأولى بتحقيق شيء من النجاح  ؛ بفضل الله ثم بتوجيهات المشرف التربوي للغة العربية الأستاذ علي السحيباني واهتمام مشرف الإدارة المدرسية الأستاذ إبراهيم العبيكي  -وفقهما الله- .
بعدها تغير الكتاب في عام 1416هـ حيث ضمت الحروف ليدرسها الطالب في فصل دراسي واحد فقط .
وفي عام 1417هـ تغير الكتاب كلياً وجرب إلى أن  عمم لاحقاً على البنين والبنات على حد سواء إلى نهاية العام الدراسي 1430-1431هـ ؛ وهو كتاب رائع جداً اعتمد النظرية الكلية – أسلوب الكلمة.

1431-1432هـ ... كتاب "لغتي" كيف نستقبله ونطبقه ونضمن نجاحه :
في العام القادم -بإذن الله- يحل على معلمي ومعلمات الصف الأول الابتدائي في مملكتنا الحبيبة ضيفاً جديداً ونهجاً آخر في تعليم القراءة والكتابة ومهارات لغوية وحياتية أخرى ضمن "المشروع الشامل لتطوير المناهج" ؛ وقد أتى تحت مسمى جميل "لغتي" .

يا معلمي ومعلمات الصف الأول الابتدائي بينكم ضيف كريم ألا تكرمونه :
هو نداء أوجهه لمعلمي ومعلمات لغة القران الكريم ..
 أجل لغة لأسمى كتاب ؛ كتاب الله عز وجل ..
ولكم بكل حرف يقرأه كل تلميذ وتلميذة علمتموهم لغة القرآن الكريم –بإذن الله- حسنات لا تعد ولا تحصى ... وعند الله لكم أجرا حسنا ..
لا يصيبكم الوجل والتذمر من "التغيير" فهو :
·     سنة كونية.
·     ومطلب حياة.
·     ونهج تربية تتسامى لتلاحق عالم متغير ومتعولم ..
ولا يصيبكم الشك في "قدراتكم" فأنتم :
·     مع الله عز وجل في كل ما تقدمونه احتساباً .
·      والله معكم فيما تبذلونه ولكم الجزاء في الدنيا والأخرة.
·     وأنتم ملكتم مزيداً من الخبرات التي ستكون أساساً للعمل المبدع .
·     وفي التقانة اليوم عون لكم وجملة من الوسائل والوسائط الميسرة للتعلم ؛ فما كنا ننتجه بالأمس من الوسائل بسنة ؛ نجده اليوم يقدم لنا جاهزاً بخيارات متعددة تناسب مدرسة وطفل القرية والمدينة على حد سواء ...
إذن ... الأمر يستلزم منكم :
قبولاً .... يتبعه تقبلاً .
وتعايشاً .... يتبعه اتفاقاً .
وإلماماً ... يتبعه تطبيقاً.
وعلماً .... يتبعه عملاً محتسباً.
وصبراً ... يتبعه مصابرة .
وعزماً ... يتوج بحلاوة النجاح وقبول العمل.
واحذر من :
 "الإرجاف"
و "التسويف"
 و "الاجتهاد بغير علم"
و "اجترار ما مضى والجزم بأنه الأفضل على الدوام"
وغلق أبوابكم في وجه "التغيير" الذي :
إن لم نقبل به .... فسيجتاحنا بعد أن يسبقنا غيرنا .
وإن حاربناه .... فستؤذينا قسوة الانتقام منه ؛ و الذي لا يؤذي إلا صاحبه ومن علق بذمته وتحت مسؤوليته أمام الله عز وجل.
وإن أهملناه .... وُجد من يهمل تربية أبنائنا ولا يعلمهم حق العلم والعمل.
 وإن أخذنا وعملنا به .... انتفت الحجة وبرأت الذمة ..
فأيهم سنختار ؟
وهل الأمر يدعوا للحيرة ؟

ماذا عن  مقرر "لغتي" للصف الأول الابتدائي :
أبشركم وأمثالكم على خير عميم -بإذن الله- أن الكتاب الجديد رائع بروعة فريق إعداده الذي بذل جهداً جباراً لتكملة "صورته الجميلة" ...
وقد تم تجربته وتعديله وحقق نتائج رائعة ... في أكثر من منطقة تعليمية ...
بل أنه طرح الآن بعد اكتمال لمكوناته لم يسبق لها مثيل من قبل ؛ وقد احتوى مقرر تعليم القراءة والكتابة للصف الأول الابتدائي "لغتي" على رزمة متكاملة من الأدلة والكتب والوسائل التعليمية والوسائط المتنوعة ؛ وهي :
1.  كتاب الطالب (فصل أول + فصل ثاني).
2.  كتاب التهيئة والاستعداد (فصل أول ).
3.  كتاب النشاط (فصل أول + فصل ثاني).
4.   كتاب المعلم (فصل أول + فصل ثاني).
5.  مجموعة من الوسائل والوسائط التعليمية المتنوعة (قرص مضغوط ؛ شريط سمعي ؛ لوحات مكبرة ؛ بطاقات ؛ شفافيات ؛ موقع الكتروني تفاعلي ).

 نظرية الكتاب التي يسير عليها :
الكتاب بشكل عام يتبع الطريقة الكلية (من الكل إلى الجزء) ...
ويبدأ من أسلوب (الكلمة) وصولاً لأسلوب (الجملة) ومن ثم القصة الكاملة ...
وهي طريقة اعتدنا عليها بعد أن طوى الزمن "الطريقة الجزئية" التي تقهقرت للوراء في تعليم اللغات على مستوى العالم منذ أكثر من 35 سنة ... بسبب اعتمادها على حافظة الطفل وإهمال جانبي الإدراك والتشويق التي اعتنت بها "الطريقة الكلية"...

وكما قال كثير من التربويين وخبراء التربية :
"أن اللغة كائن اجتماعي ينمو بالممارسة والتعايش"
وأضيف إلى ذلك :
"أن اللغة تنمو بالتشويق والوظيفة"
فالطفل عندما يشعر بحاجته للغة في حياته اليومية ؛ يقبل عليها وتثار دافعيته لتعلمها بشكل أفضل.

ما الجديد في تعليم القراءة والكتابة للصف الأول الابتدائي :
الشيء الملفت في الكتاب الجديد هو "لم شمل المشاريع الوزارية خلال العشر سنوات الماضية" ...
وأقصد بذلك هو طرح الوزارة عدة مشاريع استجابة للتغيرات في علم التربية وعلم النفس في أخر عشر سنوات ؛ ما جعل الكتاب يستجمعها من خلال تطبيقات بشكل متسق وجميل ؛ ومن المشاريع :
·     دمج مهارات التفكير في التدريس.
·     استراتيجيات التدريس.
·     مهارات الاتصال في الحوار.

وبتفصيل أدق أذكر لكم ما يلي :

1.  التسمية ودلالتها :
فقد سمي الكتاب المقرر "لغتي" وهي تسمية تنمي لدى الطفل اعتزازه بلغة القرآن الكريم ؛ ونسبها لنفسه للتعريف بأحد أهم مكونات هويته.

2.  تنويع المهارات اللغوية والحياتية :
وهي السمة الأبرز في المستجدات حيث اعتبرت مهارتي "الاستماع والتحدث" موازية لمهارتي "القراءة والكتابة" ؛وذلك لاعتبارات كثيرة ذكرها المؤلفين أهمها التكامل في بناء شخصية الطفل وقدرته اللغوية ؛ والاهتمام بمهارات "الاتصال في الحوار".

3.  استراتيجية التدريس :
الاستراتيجية العامة هي "استراتيجية الوحدات" التي أثبتت نجاحها في دمج التلميذ بما يتعلمه وإيجاد وظيفة حياتية له عملاً بمبدأ :
" اللغة من أجل الحياة "
وهو مبدأ مشتق من مبدأ التربية الجديد :
"التعلم للحياة"
وقد ربطت الوحدات بما يحتاجه الطفل في حياته "أسرتي ؛ مدرستي ؛ مدينتي ؛ صحتي وسلامتي ؛ ألعابي وهواياتي ؛ صحتي وغذائي ؛ عالم الحيوانات"...
أما طرق التدريس وأساليبه فللمعلم والمعلمة استخدام كافة الطرق والأساليب المناسبة لطفل هذه المرحلة كما هو معتاد ؛ مع الاعتناء بطرق تدريس مهارتي "الاستماع والتحدث" وفق التطبيقات الموجودة في الكتاب وعدم اهمالها.

4.  النصوص القصصية :
وهي قصص قصيرة أرفقت مكتوبة في "كتاب المعلم" وكصور في "كتاب الطالب" ليستعين بها المعلم في إشباع ميل الطفل الفطري للقصص وتنمية مهارات الاستماع والتخيل وتكسبه قدرا من القيم التي تُكون اتجاهاته وتُشكل سلوكه وتوجهه.

5.  توفير الوسائل والوسائط التعليمية :
كنا في الماضي نعاني من إنتاج ما يعيننا على إيصال أهداف الكتاب لطلابنا وطالباتنا ...
 اليوم بفضل الله تقدم لنا مجموعة كبيرة من الوسائل والوسائط الجاهزة والمعدة بأساليب علمية والتي تتماشى مع أهداف الكتاب وتناسب مدرسة وطالب القرية والمدينة على حد سواء وفق إمكانيات المدرسة المتاحة ...
وقد أعدت الوزارة مشكورة مجموعة رائعة من الوسائل والوسائط التعليمية المتنوعة (قرص مضغوط ؛ شريط سمعي ؛ لوحات مكبرة ؛ بطاقات ؛ شفافيات ؛ موقع الكتروني تفاعلي ).
ويبقى دور المعلم والمعلمة في تفعيلها وتسخيرها لخدمة أهداف الكتاب وأن تكون عملية التعليم والتعلم مشوقة وميسرة لكل من المعلم والطفل ..

6.  التعلم الذاتي :
لقد ولى زمن "المعلم التقليدي" الذي يضطلع بالقيام بكافة أعباء العملية التعليمية التعلمية ..
ولذلك اعتمد الكتاب جملة من "الأنشطة التعلمية الذاتية" التي تؤكد أحقية الطفل في استعراض قدراته واكتشاف مواهبه المتعددة ؛ وذلك بربط وتعزيز ما تعلمه بتلك الأنشطة بأسلوب مشوق.

7.  وضوح مكونات الوحدات :
هناك لوحة "خطة" لتدريس كل وحدة على حدة تتشابه في الكفايات وتختلف في المهارات ...
فكل وحدة تتكون من كفايات وهي :
·     الاستماع
·     التحدث
·     القراءة
·     الكتابة مضمنة مهارة الإملاء
·     الأساليب والتراكيب اللغوية
·     القيم والاتجاهات
وكل كفاية يتفرع منها مهارات خاصة بالوحدة وموضوعاتها .
وفي ذلك "منهجية رائعة" تفرض نمطاً من توحيد الممارسات التدريسية ؛ مع فتح المجال لمزيد من إبداعات المعلم والمعلمة ...

8.  الإخراج والطباعة :
أرى أن الكتاب من حيث الإخراج والطباعة أكثر من جيد ؛ ويكفي وضوح الصور والحروف والكلمات والتراكيب وعدم زحمتها في كل صفحة ... وإخراجها بشكل يشوق الطفل ويفتح شهيته للتعلم ويثير دافعيته ....
والجيد أيضاً .... فصل كتاب التهيئة عن النشاط عن كتاب الطالب عن كتاب المعلم ... ومع أن هذا أمر مكلف مادياً إلا أن الوزارة اتبعت ما فيه صالح للطفل ومناسبته لخصائصه .... وتلك ميزة وغيرها تذكر فتشكر الوزارة عليها .

كيف ندرس الكتاب "اجراءات الدرس" :
وضح الكتاب والأدلة كافة خطوات الدرس والتدريس للوحدات والحروف ... وما علينا إلا إتباع التعليمات في كتاب المعلم وقراءتها جيداً .
فقط أضيف أهمية إلمام المعلم والمعلمة لخطوات "مراحل الطريقة الكلية " وهي :
1.  التهيئة : بالصور والقصص.
2.  التعريف : بالصور مقرونة بالكلمات ؛ ومن ثم الكلمات دون صور .
3.  التجريد : فصل الحرف عن الكلمة (قراءة وكتابة) بالحركات (الفتحة والكسرة والضمة) ... وتلك أهم الخطوات على الإطلاق.
4.  التركيب : إعادة الحرف للكلمة (إكمال الحرف الناقص) ...
وبطبيعة الحال تتأخر مرحلة التركيب في الدرس نظراً لأنها مهارة تفكير متقدمة وتحتاج وقت حتى يستوعبها الطالب ويندمج معها.
الأهم ....
أن نتذكر دوماً أن "الصور والكلمات والتراكيب" في البداية
ما هي إلا وسائل "لإتقان الحروف" قراءة وكتابة بحركاتها الثلاث والسكون والمد والتنوين ... أولاً
ومن ثم اتقان باقي المهارات اللغوية الأخرى التي لا تقل أهمية.
مثال :
ما الفائدة من طفل مستمع ومتحدث جيد ؛ ولا يحسن القراءة والكتابة ؟؟!! فتأمل ...
وهذا أمر يحتاج منا ترتيب أولوياتنا وليس الاهتمام بجانب وإهمال أخر ...
وهذا أكبر الأخطاء التي يقع بها كثير من المعلمين والمعلمات !!

ملاحظات عامة :
1.  أشدد على أهمية الالتزام الكامل بخطط الكتاب ومنهجيته وخاصة أنه جرب وأثبت نتائج جيدة.
2.  الرجوع للخلف "واجترار ما كان" لن نجني منه إلا مزيداً من الأوهام وأفول العزيمة والعزم والتصميم لتطبيق الكتاب الجديد.
3.  من حق الكتاب الجديد ومن واجبنا تجاهه وتجاه نشء الأمة إتاحة الفرصة وتهيئة الظروف له لينجح "وبحياد تام" وبعطاء نستشعر به عظم المسؤولية.
4.  رصد الملاحظات وتقويم الكتاب وتزويد الجهات المعنية بها واجبنا جميعاً وأخص المعلمين والمعلمات ... بشرط أن يكون بعد التطبيق "الحيادي" له ؛ وفق ما أراد له واضعوه دون إضافات أو تعديل أو حذف.... "وتلك أمانة تجاه هذه الأمة والوطن"...

ختاماً :
أدعو الله عز وجل أن يوفق اخواننا وأخواتنا المعلمات للخير والقبول ...
وأن يأخذ بيد نشء الأمة لما فيه خير وصلاح أنفسهم وأمتهم .....

وأولاً وأخيراً ... الشكر لله عز وجل ثم لمن نذروا أنفسهم لتأليف هذا الكتاب من أبناء هذا الوطن المعطاء :
الأستاذ.عمر بن سالم الصعيدي "رئيس فريق التأليف" .... جزاك الله خيراً
الأستاذة .جواهر بنت محمد آل مهدي "رئيسة المرحلة" .... جزاك الله خيراً
الأستاذ.عبدالله بن أحمد الغامدي "منسق الفريق" .... جزاك الله خيراً
الأساتذة أعضاء فريق التأليف : حسن الفاهمي ؛ عبدالعزيز الشمراني ؛ سلوى أشقر ؛ ريم باخشوين .... جزاكم الله خيراً
الأساتذة أعضاء فريق المراجعة : د.بريكان الشلوي ؛ عبود باريان ؛ سلوى نقي ؛ د. وفاء العويضي .... جزاكم الله خيراً


موقع فريق التأليف لتحميل كل مايتعلق بكتاب لغتي 
http://loghati.net/vb/forumdisplay.php?s=bc7b021ea08ac0fffe8664447b2b7651&f=9

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ؛؛؛
أخوكم . عبدالله بن علي القرزعي
مشرف التدريب التربوي بعنيزة
2/10/1431هـ

هناك تعليق واحد:

  1. أخي نديم السلام عليكم
    أحييك وأحيي طرحك وحماستك وحملك لهم التربية والتعليم
    اطلعت على عروض اليوتيوب الرائعة
    أقرك ومعك في أجزاء منها ، وأتوقف على أخرى.

    للحياد وطرح جميع الأراء هنا جرى اتاحة مشاركتك ورأيك للجميع .

    شكرا لك

    ردحذف