2012/02/24

نظرية ثورندايك (التعلم بالمحاولة والخطأ)

تورانديك

اختلاف الاتجاهات حول تفسير التعلم :

على الرغم من أن أغلب علماء النفس يعتبرون علم النفس علمية ارتباطيه فليس هناك اتفاق كامل بينهم على طبيعة هذه العملية.

وهناك اتجاهين رئيسين هما:

الاتجاه الأول: الاتجاه السلوكيBehaviourist Approach :

ويمثل : اتجاه الارتباط بين المثير والاستجابة ،ويرمز له (م-س) (S-R)

وطبقا لهذا الاتجاه :فإن ارتباط المتعلم يكون بين المثير والاستجابة ،وأن التعلم يمثل ميلا مكتسبا لدى الكائن الحي للاستجابة بطريقة معينة عندما يواجه بمثير معين في موقف ما . فسائق السيارة يتعلم أن يقف في الطريق عندما يواجه أمامه الضوء الأحمر. والطالب عندما تسلم له ورقة الاختبار فإنه يستجيب للأسئلة الموجة له ,عندما يسمع الصائم أذان المغرب فإنه يستجيب بالإفطار، هذه كلها تمثل استجابات حركية وعقلية وانفعالية يتعلم الفرد إصدارها في حالة وجود مثيرات خارجية معينة

إن إجابة عالم النفس السلوكي على سؤال ماذا نتعلم؟ هي : نحن نتعلم الارتباطات السابقة

 

أما الاتجاه الثاني فهو: الاتجاه المعرفي Cognitive Approach:

أو اتجاه الارتباط بين المثيرات والذي يرمز له بالرمز (م-م) أو (S-S) STIMIULUS

وطبقا لهذا الاتجاه ،فإن :

الاتجاه ارتباط المتعلم يكون بين المثيرات . وإن المتعلم يمثل ميلا مكتسبا لدى الكائن الحي لتوقع أحداث متتالية عندما يظهر مثير معين في موقف معين من وجهة نظر هذا الاتجاه . كما في مثال وقوف سائق عند ظهور الإشارة الحمراء فإن السائق لا يتعلم بطريقة آلية أن يستجيب للضوء الأحمر بالوقوف،بقدر ما يتعلم معنى ظهور الضوء الأحمر ،الذي يجعله يتعلم توقع وقوع حادثة أو متابعة رجل الشرطة له في حالة عدم الاستجابة بالوقوف وبالتالي فإنه يستفيد من هذه المعرفة في تقرير ما يفعله.

إن أجابه الاتجاه المعرفي على السؤال : ماذا نتعلم ؟ هي :نحن نتعلم هذه المعرفة. "نواتج هذه الارتباطات"

 

نظرية ثورانديك لتفسير عملية التعلم ( إحدى نظريات المدرسة السلوكية – الارتباط بين المثيروالاستجابة )

ادوارد لي ثورندايك "عالم امريكي ولد عام 1874م وتوفي عام 1949م، كان تلميذا على يد وليم جميس وكاتل من علماء البارزين في هذه الفترة .

 

أهم القوانين التي توصل إليها ثورندايك :

توصل إلى ثلاث قواعد :

  1. قانون الأثر
  2. قانون الاستعداد
  3. قانون التدريب والتكرار

 

1-قانون الأثر Law of Effect:

هو القانون الأساسي عند ثورندايك ويعتبر إسهام عظيم في نظرية ثورندايك تنص القاعدة على أن :

أي ارتباط بين مثير واستجابة

يزداد ويقوى إذا صاحبه الإشباع أو الارتياح أو الأثر الطيب .

ويضعف هذا الارتباط إذا صاحبة الضيق أو عدم الإشباع أو عدم الارتياح .

بمعنى أخر: أن الأفعال السلوكية التي يؤديها الفرد ويعقبها ارتياح أو أثر طيب يميل إلى تكرارها في مرات تالية أو إذا وضع في الموقف المرة الثانية فإنه يميل إلى تكرارها .

أما الأفعال السلوكية أو الاستجابات التي يعقبها ضيق وعدم إشباع يميل الفرد إلى عدم تكرارها في مرات تالية أو إذا تكرار المواقف مرة أخرى.

ملخص :

كما في التجربة قامت كل من القط – الفأر- السمكة بأفعال عشوائية كثيرة حتى وصلت إلى الحل والاستجابة الصحيحة و أعقبها ارتياح "وهو الحصول على الطعام ،الوصول إلى المكان المظلم" وتولد لديها ميل ورغبة عند تكرار الموقف مرة أخرى هناك تكرار للفعل السلوكي الذي يسبب الارتياح .

وإذا أدرك تماما الكائن الحي الفعل المؤدي إلى الارتياح فإنه يحذف كل الأخطاء التي حدثت في المرات السابقة .

والميل هنا هو:

أنه هناك تغيرات فسيولوجية تؤدي إلى الارتياح. أي يقوى الفعل بالأثر الطيب،كما تميل الأفعال الصحيحة للظهور أكثر من ظهور الأفعال الخاطئة

إذا ينظر إلى قانون الأثر إلى زاويتين:

الأثر الطيب ← يقوي الرابط← احتمال تكرار قوي

الأثر السلبي"الضيق" ← يضعف الرابط ← احتمالية تكرار الفعل ضعيفة

ظهرت عدد من الانتقادات على قانون الأثر السلبي وهذا الانتقاد هو :

  • أن حالة عدم الارتياح الناشئة من العقاب ليس من الضروري أن تضعف من هذه الارتباطات بشكل مباشر ،ولكن لا تقويها فإذا كان العقاب يؤثر بشكل عام في إضعاف الميل نحو عمل شيء معين فإنما يكون بسبب أنه ينشئ سلوك جديد في الموقف يعطي فرصة المكافأة للاستجابة الجديدة

"مثل الطفل الذي عوقب لأنه كسر شيئا ما  لايكرر السلوك "اللعب بالكرة" عند أمه لكن في حالة غياب الأم بالإمكان أن يكرر السلوك وهو اللعب بالكرة

بالتالي وبعد فترة تالية من الدراسة عدل ثورندايك قانون الأثر في عام 1930 م واقتصر على الأثر الطيب فقط .

والتعديلات التي أجرها بنفسه هي أنه أقر مبدأ الأثر الحسن ولم يقر بنفس الدرجة مبدأ الأثر السلبي أي أقر مبدأ الثواب ولم يقر بمبدأ العقاب.

 

2- قانون الاستعداد: Law of Readiness :

يحدد هذا القانون الأسس الفسيولوجية لقانون الأثر وهو أن تعلم الكائن الحي يتأثر بجهازه العصبي كما يوضح الظروف التي يكون فيها الكائن الحي في حالة ارتياح أو في حالة ضيق ويحدد ثلاثة ظروف أساسية يمكن أن يعمل الكائن الحي تحت تأثيرها في مواقف التعلم:

1-إذا كان الكائن الحي مستعدا ومهيأ عصبيا وفسيولوجيا"نتيجة حافز قوي مثل الطعام" لأداء فعل ما وأتيحت له الفرصة لأدائها فإن ذلك يؤدي إلى أداءها بارتياح ويسير التعلم أكثر تقدما وأكثر ميلا للتعلم ونجدها في الفاعلية واختصار الأخطاء

2-إذا كان الكائن الحي مستعد فسيولوجيا وعصبيا ومهيأ لأداء فعل ولم يؤديها أو لم تتح له الفرصة لأدائها فهذا يبعث على الضيق وعدم الارتياح ويصعب تحقيق التعلم

3-إذا لم كان الكائن الحي مستعد فسيولوجيا وعصبيا ومهيأ لأداء أفعال ما وأجبر على أداءها يبعث على الضيق ويصعب على الكائن التعلم

بالإضافة إلى :

إذا لم يكن الكائن الحي مستعدا فسيولوجيا وعصبيا وغير مهيأ لأداء أفعال ما ولم يؤديها فإنه يشعر بارتياح .

وجهة الارتباط بين قانون الاستعداد والأثر :

 يصف قانون الاستعداد الظروف التي تجعل المتعلم راضيا أو غير راضي عن نتيجة التعلم .

وتعلم الكائن الحي يتأثر بدرجة استعداده وتهيئته عصبيا وفسيولوجيا.

مثلا: عندما يتعلم طفل ما مهارة معينة يجب أن نكون متأكدين أنه مستعد فسيولوجيا وعصبيا لتعلم هذه المهارة، مثل تعليم الطفل الجمباز مبكرا دون أن يكون لدية استعداد فسيولوجي بالتالي يكون الطفل غير قادر على تعلمها ولا نستطيع إجباره .

 

3. قانون المران أو التكرار أو التدريب Law of Exercise

تنص القاعدة على :

أن الارتباط بين منبه ما أو مثير ما واستجابة أو فعل سلوكي يقوى بالتدريب أو كثرة الاستعمال أو الممارسة ويضعف هذا الارتباط بالإهمال أو عدم التدريب أو عدم الممارسة أو عدم الاستعمال

الممارسة ← تقوي الرابطة بين م و س

وهي شرط أساسي لحدوث التعلم "الممارسة" ودور الممارسة قوي في إحداث التعلم .

مثلا : تكرار الممارسة والتدريب لمادة تعليمية يؤدي إلى تقوية المادة المتعلمة كما أن إهمال المادة وعدم الممارسة يضعفها .

أهم القواعد "القوانين" الثانوية عند ثورندايك:

1- الاستجابات المتنوعة المتعددة

2- الاتجاه أو الموقف

3- العناصر السائدة

4- التماثل أو الاستيعاب

5- قاعدة نقل الارتباط

6- قاعدة الانتماء أو التباين

 

التطبيقات التربوية:

1- تفعيل مواقف التدريب في تعلم المهارات ، تقوى الرابطة للمادة المتعلمة من خلال الاستعمال :المهارة المتعلمة يجب المداومة على استعمالها وذلك يجعلها أقل عرضة للنسيان.

2- استخدام معززات إيجابية بعد حدوث الاستجابة مثلا عند الإجابة الصحيحة ينال الطفل جائزة ،يعني:

حافز ← ارتياح ← ييسر الاستعداد للتعلم مرات قادمة ،تفعيل الأثر الإيجابي

انماط التعلم عند ثورانديك

هناك 6 تعليقات:

  1. كلام جدا رائع بصراحه استفدت منه كثير
    وبصير متابعه لهالمدونه ع طول ان شاء الله ..

    ردحذف
  2. السلام عليكم جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يا اخي ممكن تجواب علي السوال دا بعض الامثله التي تدل علي التعلم والاخري التي لا تدل علي التعلم

    ردحذف
  3. شكرا جزيلا استاذ عبدالله

    ردحذف
  4. كﻻم موجز وواضح بارك الله فيكم مع جزيل الشكر وبصراحه جدا استفدت من الموضوع في دراستي للماجستير

    ردحذف