2010/04/29

أخي صالح ... كبرته سناً وكبرني علماً وحكمة


كتب . عبدالله القرزعي
صالح أخي الذي أكبره بسنتين عمراً ؛ وسبقني بسنوات علماً وحكمة ؛ شخصية مثقفة محبة معطاءة ؛ يعرف الإتكيت ويعرّفه من أوسع أبوابه.
صالح ... في أبهى صوره
ذلك الطفل الهادئ ضئيل الجسم مسالم من الدرجة الأولى ؛


يسمح للأخرين أن يسبقوه في كل شيء ؛ يأتي متأخراً بسبب التفكير والملاحظة ولكنه يسبق الكل في المحصلة النهائية ؛ دقيق ومجيد ومتقن ؛ متأمل ومفكر ؛ لا يهمه من يسبق أولاً بقدر من يصل أخيراً ويتقن.
في طفولته ومراهقته هدوء يسبق النجاح ؛ تفوق في دراسته منذ انطلاقته ؛
لا يمثل عبئاً لا على الآخرين ولا على نفسه ؛ ما لم ينجز اليوم ينجز غداً والمهم الإنجاز بإتقان مع أهمية الالتزام بالوقت المتاح.
في دراسته الجامعية تفوق في تخصصه العلمي في الإحياء ؛ انتمى للعلم وأحبه فأنجز ؛ موهوب لديه القدرة على تنظيم المناسبات والمعارض والندوات وإدارتها ؛ وخلق الميل عندك لتهتم بما يطرح ويؤمن به .
طريقته في الحوار والإقناع فريدة من نوعها ؛ أهم ما يميزه ثقافته العالية فهو قارئ من الدرجة الأولى لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير وكتابات الأدباء والمفكرين ؛ وعكس من لديهم نهم في القراءة يعيشون خيالات ما يقرؤون فقط ... وصالح يقرأ ليطبق هو أولاً ما يقرأ واقعاً ملموساً وقيم ذات معنى ومغزى.
صداقاته كثيرة ومحبوه كثر بقدر الخير الذي فيه ؛ سهل المعشر والتعاطي ؛ سلس التعامل.
تعلمت من صالح .. كيف تكون جميلاً لا لنفسك فقط . بل لترى جمال الحياة وتشعر الآخرين بأنها كذلك.
تعلمت من صالح .. أنه إذا ضاقت بك الدنيا فقل (ياهم لي رب كريم) ولا تقل (يارب عندي هم كبير) ؛ مسحة التدين لديه أصلت في نفسي أن الله وحده لا شريك له قادر بعزته وقوته وجلاله أن يجعل بعد كل عسر يسرين وزيادة.
صالح علمني.... كيف أقدر جهد الآخرين ؛ قبل أن أنظر لجهدي
صالح علمني ... عطاءاتك إن كانت لوجه الله ؛ فلا يجب أن تنتظر ردها من الناس بقدر مايحتسب لك عند خالقك.
أسر القلوب .... كاريزما شخصية محببة ؛ محاور يفرض القبول ولا يصادر الرأي الآخر.
علمني صالح ... أن اقترب من الأطفال وأتعايش معهم ؛ متى ما أردت صفاء النفس وغسل همومها ؛ وأن أكون مع الكبار كبيراً مشاركاً في اهتماماتهم وسد احتياجاتهم.
علمني صالح ... أن الأفكار تبقى أحلام إن لم ترقى لمستوى الواقع الجميل والمماسة .
علمني صالح ... بأن كل إنسان ناجح ومنجز في مجال ما ؛ وحتى وإن لم يكن هناك مكاسب سوى إضفاء الإيجابية والسرور على الآخرين ؛ فتلك قيمة عظيمة تستحق العطاء واستمراريته.
صالح .... أصل لدي أن لحظات المرح والسعادة تفتدى بكل مانملك ؛ أما لماذا ؟ لأن السلبية والتشاؤم .. يمنحك إياه الكثير من الأشخاص وبالمجان ؛ بل قد يفرضه عليك أحياناً.
علمني صالح ... كيف أتأمل تصرفات الأخرين ؛ لا لنقده والخلاف معهم وعدم الائتلاف ؛ بل لأكون مثل الجاحظ عندما سئل : من أين تعلمت الأدب ؟ فقال الأديب الكبير : من قليل الأدب.
استقيت من صالح ... التدرج بالأمر بالمعروف بيده فبلسانه فبقلبه .. وكيف تكون في هذا الزمن.
صالح سواح يحب السفر والترحال ؛ وفي كل رحلة يستقي من ثقافة الشعوب يعايشهم في أعمالهم ومزارعهم وبيوتهم فيستقي منهم ثقافتهم وكيف عاشوا وتعايشوا مع ظروفهم.
يأتي صالح ... بعد كل رحلة بكم كبير من الخبرات وهي أبرز هداياه وعطاءاته ؛ ينقل لك كل الصور التي تحمل قيماً هامة ؛ بإتقانه مهارة الطرح والحوار يأخذك وكأنك سافرت معه ؛ بترتيب وتنظيم عجيب يسرد لك كيف استكشف عادات الشعوب وماذا استفاد منها.
في أسفاره وقد جربته ... له أهداف محددة ؛ ينام باكراً ويصحو قبل فلق الصبح ؛ ويبدأ رحلة الكشف والاستكشاف ؛ الكتاب رفيق صالح في الكثير من أسفارة ....
صالح .... عكس كثير من الناس العين الناقدة لا تعمل لديه وهو يلاحظ ويعطي نفسه فرص للتأمل في خلق ومخلوقات الله .. قبل أن يستنتج ويفسر ويطلق أحكامه.
صالح .... ترسانة من الأمل ؛ وحب الأخرين ؛ يعاهد نفسه في كل مره أن يضفي على حياتهم مزيداً من الألفة والسرور والنقاء .
هذا هو أخي صالح ... مرجعي في التعايش مع الناس والإيجابية .
تحياتي لكم

هناك تعليق واحد: