2009/12/30

التغيير وبناء الذات الإيجابية



التغيير وبناء الذات الإيجابية

(إن لم نتفق مع التغيير ؛ فليس أقل من أن نتعايش معه)
مقولة رائعة جداً ؛ حري بنا أن نأخذ بها في مثل هذه الأيام .... أما لماذا ؟
لأن لغة الاحباط والسلبية ومقاومة التغيير أياً كان .... أضحت ظاهرة لدى كثير من الناس ..
هنا لست بصدد البحث عن الأسباب ؛ بل البحث عن الحلول والبدائل المحفزة لتبني رؤية ايجابية توقد جذوة الدافعية الداخلية وتوصلها بالدافعية الخارجية والرغبة في التغيير والعمل والنجاح ؛ تلك الرغبة التي أودعها الله –عز وجل- في كل إنسان



نجد اليوم كثيراً من الموضوعات والدورات التدريبية ذات الصلة بالتغيير ومنها :
التخطيط للتغيير
مهارات التغيير
قيادة التغيير
تقويم التغيير .....
إن الاهتمام بالتغيير والأخذ به واتقان فنونه ومهاراته ليس علماً جديداً بل هو (سنة كونية) خلقها الله- عز وجل- في هذه الحياة المتغيرة والمتجددة في كل مكوناتها ومجرياتها .
والناس تجاه التغيير كما ذكر عالم الاجتماع المسلم ابن خلدون على أصناف فمنهم:
آخذ به ومندفع له على علاته.
آخذ به بتفحص وتأني .
رافض له وموصد أبوابه تجاهه.
وأُعرف التغيير الذي أقصده في هذه المقالة هو :
( الانتقال من حالة راهنة إلى حالة ايجابية مبتغاه في جانب من جوانب الحياة ؛ والذي يكفل التطوير وتحسين الحالة الراهنة للأفضل ؛ ويضمن حياة هادفة لحمتها عبادة ا لله -عز وجل - على بصيرة وعمارة الأرض ؛ وتحقيق حكمة خلق الإنسان).
قال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115
من أجل ذلك نفتتح مهارات تنمية القوى البشرية والتدريب – التنمية الذاتية بمحور (التغيير).
من مظاهر السلبية ومقاومة التغيير وضعف الإرادة لدى البعض ..الصور التالية :
1- مقاومة أي تغيير و تجديد كان في العمل والحياة .
2 – ضعف أو انعدام الدافعية للعمل أو الدراسة.
3 – الإحباط والشعور بالفشل والملل .
4 – النظرة السلبية و التشاؤمية للحياة .
5 -الصراعات والمشكلات بين الأفراد .
6- الايمان بنظرية المؤامرة وأن الحظ والواسطة دوماً كفيلة بإجهاض أي محاولات للنجاح.
أشير إلى أن كل منا في هذه الحياة تنتابة لحظات الاحباط والشعور بالفشل ؛ بيد أن الفرق يكمن في قدرة كل منا على الصمود والمكابدة .
قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }البلد4
والكبد : هو العناء والمشقة والصبر عند المصائب ... ولا يتأتى ذلك إلا بمخزون ايماني قوي بأن( الأمر لله من قبل ومن بعد ؛ ثم العمل بالأسباب التي تعيد لنا التوازن النفسي).
اليوم أسرد وبتصرف مهارات في غاية الأهمية حول (التغيير وبناء الذات الايجابية ) ؛ أجزم بأن كل منا بحاجة لها بتفاوت وإذا ما أحسنا امتثالها ستمدنا -بإذن الله- باستراتيجيات العمل والنجاح .... وقد وردت بعض هذه المهارات ضمن برنامجاً تدريبياً من إعداد أ.سهيل هندي وفقه الله.
تأخرت استبق الحياة فلم أجد *** لنفسي حياة مثل أن أتقدما
وقيل (من لايتقدم يتقادم)
لاتجتهد .... التغيير الداخلي أولاً
قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11
الغريب في الأمر تجد من يجتهد ويحاول احداث التغيير فيمن حوله وهو بعيد كل البعد عنه ؛ أو أن يتبنى فكرة وينصب نفسه مديراً للتغيير دون دور له ؛ وهو لايأخذ بالتغيير ويعمل به (انعدام القدوة) ؟!
إن التحكم بالشخصية أسهل بكثير من التحكم بالظروف المحيطة التي لانملكها في كل الأحوال ؛ وهذا سر من أهم أسرار الناجحين حيث يبدؤون بأنفسهم أولاً ثم يمتد التغيير ليلامس البيئة المحيطة ويفرض نمط التغيير على الظروف المحيطة.
قال أحد السلف : لا ينبغي لعاقل أن يطلب طاعة غيره؛ و طاعة نفسه ممتنعة عليه .
وقال آخر : لا تغضب إن لم تستطع أن تجعل الآخرين كما تتمنى أن يكونوا؛ لأنك لا تستطيع أن تكون كما تريد .
يقول ابن الجوزي : ” ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه ، فلو كان يُتصور للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض .
إذا لم يكن في حوزتك غير مطرقة فستتعامل مع أي شئ على أنه مسمار .
إليك ..... حقيقة التغيير والإيجابية تجاهه
لقد وضع الله لهذا الكون قوانين ولهذه الحياة سنن ....... فتدبر.
التغير والتطور سنة الحياة.... والتغير والتطور سنة الأحياء.... فتذكر.
أي تحول في ظاهر الشخصية يسبقه تحول داخلي في أعماق النفس ....فتأمل!
كي نصل إلى تغيير تصرفاتنا وسلوكياتنا وطريقتنا في التعامل مع الحياة لابد أن نصنع تحولات جذرية في أعماقنا ..... فتفكر!
يعتبر التغيير سمة من سمات العمل في العصر الحديث المتجدد ..... فاعزم!
يعتبر التغيير جزءا أساسيا من نمو وازدهار الأعمال .... فقرر وانطلق وتوكل!
التغيير الذي ينشده كل أحد ؟
تحول من حالة ركود واقعية نعيشها؛ إلى حالة ايجابية منشودة نريد الوصول إليها .
ومن ذلك :
تغيير عادة سلوكية سلبية ؛ أو تحسين عادة سلوكية ايجابية.
تحسين أسلوب تعاملنا مع الآخرين .
تحقيق نجاح معين.
تطوير قدراتنا وتنمية مواهبنا .
تذكر دائماً ....
كل هذه الآمال والطموحات والأمنيات لا سبيل لتحقيقها .... إلا بعبور بوابة التغيير.
كل تأخير لإنفاذ منهاج تجدد به حياتك .... لا يعني إلا إطالة لفترة الركود التي تبغي الخلاص منها.
أضخم معارك الحياة .... تلك التي تدور في أعماق النفس.
متى يجب أن تتخذ قراراً بالتغيير
إذا ظهرت لديك إحدى المؤشرات التالية فاعلم بأن الأمر يتطلب التغيير ...
الفشل المتكرر .
الملل والتذمر وزيادة وتيرته.
الشعور بالإحباط والسلبية.
كثرة المشاكل .
التوتر الدائم .
تفوق الأقران والمنافسين بشكل دائم.
عند الشعور بعدم أهمية وقيمة هذه الحياة .
ضعف الدافعية في العمل والإنجاز.
مبررات التغيير
أسمع نفسك المبررات التالية ليكون قرارك بالتغيير قوياً وايجابياً ...
أريد أن أُحقق معنى العبودية لله عز وجل .
أريد أن أثبت ذاتي.
أريد أن أقضي على الملل والرتابة.
أحتاج إلى أسلوب تفكير جديد ومتفتح.
أريد رفع كفاءاتي وقدراتي.
أريد أن أواكب التقدم.
أريد أن أقلل من المتاعب الشخصية.
أريد أن أتعلم ... أريد أن أتعلم ... ولا حد لذلك التعلم فهو مستمر باستمرار الحياة.
لماذا يقاوم الناس التغيير؟
يقاوم بعض الناس التغيير نتيجة للقيم السلبية التي تنتج المعتقدات الخاطئة والتي تنتج سلوك المقاومة ومنها :
غياب المعلومات أو نقصها عن المعنيين بالتغيير أو غياب التواصل معهم .
التغيير قد يحمل المخاطر وزيادة الحمل .
مع التغيير النجاح غير أكيد .
التغيير يعني دائما المزيد من الطلبات التي تثقل الكاهل.
التغيير يبعدنا عن ما ألفناه ونحب المحافظة عليه .
قد يفقدنا التغيير مكانتنا الوظيفية .
متى نمتلك التغيير في حياتنا ؟
نمتلكه إذا توفرت في أنفسنا المحركات التالية :
الرغبة : الإرادة والعزيمة الجادة في إحداث التغيير .
المعرفة : ماذا أفعل؟ ولماذا؟ أي معرفة ماا لذي ينبغي عمله لإحداث لتغيير
الممارسة : القيام بالفعل وتنفيذه
الاستمرارية : الصبر على المحاولات المتكررة لإحداث التغيير .
احذر الإيحاءات السلبية.... أخرجها من جوفك .... وامحها من قاموس حياتك
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : {ما أضمر أحد في نفسه سرا ، إلا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه }
ومن أخطر الإيحاءات السلبية لدى البعض مايلي :
طاقتي محدودة
تفكيري توقف
لا فائدة مني
رأيي غير مسموع
لا يمكن أغير الواقع
لا أفهم ولا أستوعب
بالواسطة سيتغلب الجميع علي !!
مهما فعلت ... الكل يتأمر على ..........
يقول طاغور :{سأل الممكن المستحيل أين تقيم ؟ فأجاب المستحيل: في أحلام العاجز}
عبـارات إيجـابـية رددها دائما وعـود نفسك عليـها
{ يا حي يا قيوم برحمتك استغيث ؛ أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين }
(حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
سأعقلها وأتوكل ... والأرزاق بيد الله
أنا واثق من نفسي ومن قدراتي
أنا متفائل بالخير دوماً
أنا ذاكرتي قوية جداً
أنا قوي وشجاع وجريء
أنا مبدع وناجح في حياتي
الممكن لغيري ممكن لي ......
توكل .... وكن إيجابيا
1- أنا ابتسم في وجه من أريد أن أترك انطباعاً مبدئياً حسناً في ذهنه تجاهي.
2- أنا أرحب بالناس وألقي عليهم التحية أو أصافحهم عند الالتقاء بهم.
3- أنا أنظر في وجوه الناس عندما أكلمهم أو أنظر في أعينهم عندما أحاورهم.
4- أنا أنادي الناس بأسمائهم أو بألقابهم أو بكناهم المحببة إلى نفوسهم .
5- أنا أعلم أن الإنسان يمكن أن يترك انطباعاً مبدئياً لدى الآخرين من خلال ملبسه الحسن ورائحته الطيبة.
6- أنا أُعرِف نفسي أو أذكر اسمي عند الالتقاء بالناس .
7- أنا أحرص على ترك الانطباع المبدئي الحسن في أذهان الناس خلال الثواني الأولى من لقائي بهم.
8- أنا أعلم أن إتقان العمل الذي تكلف به يترك انطباعاً حسناً طويل الأمد في أذهان الناس تجاهك
9- أنا أعلم أن ترك الانطباع السيئ في أذهان الناس تجاه أي عمل تكلف به يكون في الثواني الأولى من الأداء وهو طويل الأمد ويصعب تغييره .
10- التغيير ليس حلماً مستحيلاً ... بل واقع جميل يلزمه المعرفة والعزيمة والتنفيذ والاستمرارية.
كتاب عن التغيير أنصح وبشدة قراءته والاستفادة منه
من حرك جبنتي د.كينيث بلانشارد
دمتم في رعايته وحفظه
عبدالله بن علي القرزعي - عنيزة
13/8/1430هـ

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك ونفع بك الامة..
    قلم جميل..
    فمااحوجنا الى التغيير الايجابي..

    ردحذف