ولدت نظرية تريز في الاتحاد السوفييتي سابقاً ، وعرفت باسم نظرية الحل الإبتكاري للمشكلات ، وهي تقنية ذات قاعدة معرفية تتضمن مجموعة غنية من الطرق لحل المشكلات ، وتنبع قوة النظرية من اعتمادها على التطور الناجح للنظم وقدرتها على تجاوز العوائق النفسية ، وتعميم طرائق استخدمت في حل عدد كبير من المشكلات ، وتتمتع هذه النظرية بقدرة كبيرة على تحليل المنتجات ووظائف العمليات من أجل الاستخدام الأمثل للمصادر المتاحة وتحديد أفضل الطرق لتطورها
وتنسب هذه النظرية إلى العالم الروسي هنري التشلر ( Altshuller ) الذي ولد في روسيا عام ( 1926 ) وبدأ العمل في هذه النظرية عام ( 1946 ) وتمكن من تأليف (14) كتاباً حول نظرية تريز ، فضلاً عن العديد من الأوراق البحثية التي تضمنت كثيراً من الموضوعات في مجال الاختراعات الإبداعية .
تاريخ تطور نظرية تريز :
• مرحلة تريز التقليدية Classical TRIZ
امتدت هذه المرحلة منذ عام ( 1946 ) حيث بدأ " التشلر " دراساته وأبحاثه على هذه النظرية حتى عام ( 1985 ) حيث أوقف دراساته وأبحاثه في المجالات التكنولوجية معتقداً أن هذه المرحلة قد انتهت ولابد من الانتقال إلى مرحلة جديدة يتم التركيز فيها على استخدامات أخرى غير تكنولوجية .
• مرحلة تريز المعاصرة Contemporary TRIZ
تم تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين هما :
1. المرحلة الأولى امتدت من الفترة ما بين عام ( 1985 ) وحتى عــام ( 1990 ) .
2. المرحلة الثانية من عام ( 1990 ) حتى الآن حيث انتقلت هذه النظرية إلى العالم الغربي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي .
3. وفي بداية عام ( 1996 ) بدا صدور مجلة محكمة شهرية عن هذه النظرية ولا زالت تصدر حتى الآن .
ما هي نظرية تريز ؟
يرى سيمون سافر انسكي (Savransky) أن تريز منهجية منتظمة ذات توجه إنساني تستند إلى قاعدة معرفية تهدف إلى حل المشكلات بطرق إبداعية ،
وتشير المنهجية المنتظمة في هذا التعريف إلى وجود نماذج عامة من النظم والعمليات ضمن الإطار العام للتحليل الخاص بهذه النظرية والى وجود إجراءات محددة لحل المشكلات ، وأدوات يتم بناؤها لتوفير الاستخدام الفاعل في حل المشكلات الجديدة ، ويبين هذا التعريف أيضاً التوجه الإنساني لهذه النظرية ، حيث أن الإنسان هو هدف هذه النظرية .
وتستند هذه النظرية إلى قاعدة معرفية ، لأن المعرفة المتعلقة بالأدوات العامة لحل المشكلات مشتقة من عدد كبير من براءات الاختراع ، وتستخدم هذه النظرية مخزوناً معرفياً ضخماً من المبادئ التي تم التوصل إليها في العلوم الهندسية والطبيعية وغيرها من المجالات التقنية والتكنولوجية ، كما أن هذه النظرية تستخدم المعرفة المتراكمة حول المجال الذي توجد فيه المشكلة .
تم تطوير نظرية تريز من قبل " التشلر " وتلاميذه خلال العقود الخمسة الماضية عن طريق تحليل مكثف لقاعدة ضخمة من براءات الاختراع في المجالات الهندسية والتكنولوجية المختلفة ، وتوصلوا من خلالها إلى أن جميع النظم التطبيقية تتطور وفق نماذج موضوعية يمكن التنبؤ بها .
وتطورت أساسيات هذه النظرية بإدراك " التشلر " أن الأعمال الإبداعية عبر المجالات المختلفة قد استخدمت نفس المبادئ الإبداعية الأساسية .
وتشير الدراسات البحثية التي قام بها المهتمون بنظرية تريز ، إلى أن عملية التطور التكنولوجي ليست مجموعة من الأحداث العشوائية ، وإنما هي عملية منظمة تسير وفق قواعد محددة ، وتمثل هذه النظرية مجموعة من النماذج والمسارات التي تبين اتجاهات تطور النظم التكنولوجية التي تم الكشف عنها بهدف تعميم استخداماتها في النظم الهندسية وغيرها من المجالات الأخرى المختلفة .
وتستخدم " تريز" عدة أدوات لجعل الإبداع عملية منهجية منظمة ، إذ أن وجة النظر التي تعتقد أن الإبداع عملية إلهام تحدث عشوائياً لم تعد قائمة ، ويرى أنصار هذه التي أن نظرية تريز تقوم على ثلاثة افتراضات أساسية هي :
1. الحل المثالي النهائي هو النتيجة المرغوب في تحقيقها والوصول إليها .
2. تلعب التناقضات دوراً أساسياً في حل المشكلات بطريقة إبداعية .
3. الإبداع عملية منجية منتظمة تسير وفق سلسلة محددة من الخطوات .
مستويات الإبداع في نظرية تريز :
يرى " التشلر " أن المشكلة التي تتطلب حلاً إبداعياً هي المشكلة التي تحتوي تناقضاً واحداً على الأقل ، وعرّف التناقض بأنه الموقف الذي تؤدي فيه محاولة تحسين إحدى خصائص النظام إلى ظهور جوانب سلبية في خصائص أخرى في هذا النظام ، وقد صنف " التشلر " الحلول المختلفة في براءات الاختراع إلى خمسة مستويات رئيسية يمكن وصفها على النحو التالي :
1. الحلول الظاهرية التقليدية :
وتمثل الحلول في هذا المستوى 32% من الحلول التي تضمنتها براءات الاختراع وهي حلول مشتقة من عدد قليل من الخيارات .
2. التحسينات الثانوية :
وتمثل الحلول في هذا المستوى 45% من الحلول التي احتوت عليها براءات الاختراع وتقدم هذه تحسينات طفيفة على النظم القائمة عن طريق خفض مستوى التناقضات فيها ، ويتم التحسين عادة من خلال عشرات المحاولات .
3. التحسينات الرئيسية :
وتؤدي إلى تحسينات بارزة ذات أهمية على النظم الموجودة ، وتمثل 18% من الحلول التي تضمنتها براءات الاختراع ، وفي هذا المستوى يتم حل التناقض ضمن النظام القائم ، ومن خلال إدخال عناصر جديدة كلياً على النظام .
4. المفاهيم الجديدة :
وفي هذا المستوى توجد الحلول الريادية في المجالات العلمية المختلفة وليس في نفس المجال الذي توجد فيه المشكلة ، وبلغت نسبة الاختراقات الإبداعية في هذا المستوى 4% ، ويحتاج الوصول إلى هذا المستوى من الحلول عادة إلى عشرات الآلاف من المحاولات قبل إنجاز الحل .
5. الاكتشاف :
تمثل الحلول الريادية في هذا المستوى أقل من 1% من براءات الاختراع ، وتوجد الحلول في هذا المستوى خارج حدود المعرفة العلمية المعاصرة ، وقد تستغرق عملية إيجاد هذه الحلول جيلاً كاملاً ، ويحدث هذا النوع من الحلول عندما يتم اكتشاف ظاهرة جديدة وتوظيفها في حل المشكلات بطريقة إبداعية .
ومع الانتقال من مستوى أقل إلى مستوى أعلى يتطلب الحل معرفة أوسع ، واعتبار قائمة أكبر من الحلول المحتملة قبل الوصول إلى الحل المثالي ، وقد لخص التشلر نتائج البحوث والدراسات التي قام بها في الجدول التالي :
المستوى درجة الابدع النسبة المئوية مصدر المعرفة المطلوب عدد المحاولات المتوقعة
1- الحلول الظاهرية التقليدية 32% المعرفة الشخصية 10
2- التحسينات الثانوية 45% معرفة ضمن المؤسسة 100
3- التحسينات الرئيسية 18% معرفة ضمن المجال الرئيسي 1000
4- المفاهيم الجديدة 4% معرفة خارج المجال الرئيسي 100.000
5- الاكتشاف 1% المعرفة الإنسانية 1000.000
مميزاتها :
• شائعة التطبيق على المشكلات الفنية وركزت في بدايتها على النواحي الميكانيكية. لا تتضمن دراسات إدارية أو سياسية.
• تشمل:
1- تعريف المشكلة.
2- إعداد صياغة المشكلة.
3- البحث عن المشاكل التي تم حلها سابقاً.
• تحدد بسهولة المشكلة الأساسية وتقدم حلول عاجلة.
• تعطي حلول علمية محددة ، ولا تعتمد على خبرة فريق العمل.
• تحتوي على قاعدة بيانات من براءات الاختراع أو متغيرات فيزيائية وهندسية.
• تتضمن النظرة الشاملة للنظام.
• تمكن ( ديفيد هيوز ) بدمج " تريز" TRIZ) ) مع نموذج اوسبورن "الحل الإبداعي للمشكلات" CPS .
• تمكن( درال مان ) من دمج " TRIZ " مع القبعات الست لإدوارد ديبونو.
• تقترح نظرية تريز منحنى منتظم للتفكير لا تشاركه أي أداة أخرى لحل المشكلات .
• تعليم الإبداع من أهم الاتجاهات التي تتبناها " تريز " في المجالات غير التقنية .
المصدر. الجامعة الإسلامية-غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق