هل يحصل أطفال اليوم على الإثارة الضرورية للاستعداد للمدرسة ؟
يقول Lyelle Palmer أستاذ التربية الخاصة في جامعة Winona في Minnesota" أن :
الأطفال لا يحصلون عادة على الإثارة اللازمة " . ويضيف " إن دماغ الإنسان هو أكثر عضو يمكنك أن تتخيله قدرة على الاستجابة . غير انه مع وجود قدر كبير من التعلّم المحتمل الذي ينتظرنا ، فإننا عادةً حتى الأساسيات نتجنب أداءها.
يقوم الدماغ فعلياً منذ اليوم الأول لولادة الطفل بتكييف نفسه ليتلاءم مع أسلوب حياة الطفل الخاصة . فبعد الولادة مباشرة ، يتخلص الدماغ من الخلايا غير اللازمة إضافة إلى بلايين الروابط أو الوصلات غير المستخدمة . والسؤال هو ، " لأي شيء تكيّف دماغك ؟" بالنسبة للمعلّمين ، فإن السؤال يكون أكثر تحديداً " ما هي بالضبط المواهب والقدرات والخبرات التي يتعرض لها الطلاب ، ومن ناحية أخرى ، ما هي الأشياء التي يفتقرون إليها ؟ فيما يلي بعض الأمثلة :
1. الدماغ الحركي :
يعرف الكثير من المربين أهمية فترة الزحف عند الأطفال في تنمية الاستعداد للتعلّم ، ومع ذلك نلاحظ :
• إن العديد من أطفال اليوم لا يحصلون على الإثارة الحركية المبكرة اللازمة للنجاح المدرسي الأساسي . فطفل اليوم أسير الجلوس أمام التلفزيون أو يجلس في عربة خاصة للمشي أو مربوط إلى مقعد السيارة لمئات من الساعات الثمينة التي يجب أن يقضيها في النمو الحركي .
• في حين أن سلامة الطفل مسألة حيوية ، فإن قلة من الآباء يعوضون أطفالهم عن ساعات الحبس والتقييد هذه . وإذا أخذنا بعين الاعتبار العدد الكبير من الأدلة على أثر الإثارة الحركية المبكرة على مهارات القراءة والكتابة والانتباه ، فلا عجب أن نرى العديد من الأطفال يعانون من مشكلات في القراءة.
2. الدماغ البصري :
· إن الطفل أثناء نموه يجب أن يحصل على مجموعة متنوعة من المعطيات المثيرة ، متضمناً ذلك قدراً كبيراً من التدرّب على معالجة الأشياء ، وتعلّم أشكالها ووزنها وحركتها . ولذا فغن تقديم الآباء لأبنائهم مجموعة متنوعة من الأشياء والألعاب، والاستجابات هو الذي يشكل الطريقة التي تنمو فيها حاسة الإبصار لديهم منذ فترة مبكرة .
· يستخدم التلفزيون في أغلب الأحيان كحاضنة أو جليسة أطفال وبالتالي فإنه لا يوفر وقتاً للتفكير أو للتفاعل أو للنمو البصري ثلاثي الأبعاد .
· يقول العديد من العلماء والباحثين إنهم يتمنون لو يتم حظر مشاهدة التلفزيون بالنسبة لجميع الأطفال دون سن الثامنة،فهذا يعطي الدماغ وقتاً لينمي بشكل أفضل مهاراته اللغوية والاجتماعية والحركية .
3. مهارات التفكير المبكّر :
· يكون الدماغ مستعداً تماماً للتفكير من خلال التعلّم الذي يتم باستخدام حاسة اللمس عندما يصل عمر الطفل إلى تسعة أشهر . ورغم أن القشرة الدماغية لم تكن بعد قد تطورت تماماً ، إلاً أن المخ يكون مستعداً .
· تشير دراسات أخرى مثيرة للاهتمام إلى أن الأطفال الرضع قد يستوعبون مبادئ العدّ الأساسية ومبادئ بسيطة في الفيزياء قبل بلوغهم العام الأول من العمر ، إذ تكون الدوائر العصبية للرياضيات والمنطق مستعدة " لزرع البذور" في هذا السن . وقد بيّن بعض الباحثين .أن الأطفال يمكن أن يتعلّموا بعض المبادئ الرياضية البسيطة قبل أن تصبح أدمغتهم مستعدة للتجريد .
4. الدماغ السمعي :
تقول (Patricia Kuhlbegley) من جامعة واشنطن إن الأطفال يطوّرون في سنتهم الأولى خريطة إدراكية للخلايا العصبية الحساسة في القشرة الدماغية السمعية .تتكون هذه الخريطة بسماع الأصوات الأولية ، وتعتبر اللهجات وطريقة تلفظ الكلمات جزءاً كبيراً منها .
إن هذه الوحدات الصوتية ( الفونيمات ) تنبه الأطفال إلى مقامات أو تصاريف صوتية معينة .
1. نمو اللغة :
تقول عالمة العصاب والأخصائية في اللغة Paula Tallal بأن المشكلات اللغوية لدى الأطفال ترتبط بالحمل المتوتر .وتقول (Janellen huttenlocher in Kotulak) بأن الأطفال الذين يتحدث إليهم آباؤهم باستمرار ويستخدمون معهم مفردات "الكبار" سينمّون مهارات لغوية أفضل ، وهذا يمهد لمهارات القراءة لاحقاً (Begley) . ومن هنا لا بدّ أن يعرف الآباء كم هو مهم أن يقرؤوا لأطفالهم
2. الأحلام السعيدة :
يشكو المعلّمون في أغلب الأحيان من نوم الطلاب في المدرسة . هل ذلك خطأ المدرسة أم خطأ الآباء ؟ لقد نظر الباحثون سابقاً في اتهامين محتملين ، ولكن بدا أنهما لا يهمان كثيراً : العمل الإضافي والذهاب إلى النوم في وقت متأخر . كما أن السبب لم يكن الضغط الاجتماعي ، بل أن السبب هو المراهقة .
يقول Dale Bogerوهو عالم بيولوجيا الجزيئات في معهد Scripps Research Institute in La Jolla, California يقول بأن هناك مواد كيماوية عديدة تنظم عملية النوم بما فيها الأمينات والجلوتوكوتسيدات والأوليمايد وهو مادة كيماوية تسبب النعاس .
وقد اكتشف خبراء النوم أن المراهقين لا يستطيعون أن يناموا مبكرين كما يقترح آباؤهم المحبطون . وتطلق Carskadon على ذلك " تفضيل المرحلة المتأخرة" . والسبب في ذلك هو حدوث تغيير في كيماوية الجسم .
إن حالات النوم العميق الذي لا ينطوي على أحلام تعتبر مهمة لتجديد وظائف الجسم الطبيعية . فأثناء هذه الحالات من النوم العميق ، تدخل الغدة النخامية مزيداً من هرمونات النمو والإصلاح إلى الدم .
3. الأكل للتعلّم :
السؤال : هل هناك أغذية محددة مفيدة للدماغ بشكل خاص ؟
يوجد العديد من هذه الأغذية المفيدة للدماغ . ولكن الأطفال نادراً ما يحصلون على كميات كافية منها . وهذه تشمل الخضراوات الورقية الخضراء ، وسمك السلمون ، والمكسرات ، واللحوم الخالية من الدهون والفواكه الطازجة.
وهناك أدلة أخرى تشير إلى أن الفيتامينات والملاح المعدنية المكمّلة يمكن أن تعزز التعلّم ، والذاكرة ، والذكاء .
يأكل معظم الأطفال ليتخلصوا من الجوع ، وهم يفتقرون إلى معلومات كافية ليأكلوا على نحو يحقق لهم التعلّم الأمثل . وهذا أمر مثير للقلق لأن تكوين مادة النخاعين الأساسية وكذلك نضج الدماغ يسيران بسرعة كاملة إلى أن يبلغ الإنسان (25) سنة من العمر ، بعدها تأخذ سرعته في التراجع .
4. الشرب للتعلّم :
الجفاف مشكلة شائعة ترتبط بضعف التعلّم . فلكي يكون المتعلّمون في أحسن حالاتهم ، فإنهم يحتاجون إلى الماء .
إننا نشعر بالعطش بسبب حدوث انخفاض في كمية الماء في الدم . وعندما تنخفض نسبة الماء في الدم، يصبح تركيز الملح في الدم أعلى حيث يعمل الملح المرتفع على إطلاق سوائل من الخلايا باتجاه مجرى الدم. وهذا يؤدي إلى رفع ضغط الدم ودرجة التوتر .
ونظراً لأن الدماغ يتكوّن من الماء بنسبة أعلى من أي عضو آخر في الجسم ، فإن الجفاف يؤثر بسرعة عليه ، حيث يفقد التركيز أو الانتباه ويأخذ بالنعاس والكسل. إن الجفاف يعني أن العديد من الأطفال يحتاجون إلى مزيد من الماء في أغلب الأحيان . أما المشروبات المنبّهة كالعصير والقهوة أو الشاي فهي مشروبات مدرّة للبول لا تفيد كثيراً . ولذا يجب على المعلّمين أن يشجعوا طلابهم على شرب الماء طوال اليوم . إن الآباء الذين يعرفون هذه الحقائق يمكنهم أن يقترحوا على أبنائهم شرب الماء باعتباره مطفئاً رئيساً لعطشهم بدلاً من المشروبات المنبهة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق