2011/11/01

الأسرة الابن الموهوب

نذير الزاير – جسور تربوية1صيانة

تعتبر الأسرة أول مكتشف لقدرات أبنائها لاسيما أنها المحتضن الأول لهم منذ خروجهم لهذه الحياة، وعندئذٍ يقع على عاتق الأسرة مسئولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها .

و يُلاحظ الوالدين أحياناً أن ابنهم يميل إلى مصاحبة الذين يكبرونه في السن ، بينما لا يلقى قبولاً من أقرانه من العمر نفسه أو من والديه أو من مجتمعه أيضاً، وهذا الابن يتسم بالحساسية الشديدة ، وعندما يجادل فإنه يجادل بحذق ومهارة، ويتمتع بمهارات فائقة في الإقناع، حتى يفوز برأيه ، وهو قادر على أن يقنع الطرف الآخر.

بالوجه النقيض للمسألة نفسها أيضًا. وحين يتحدث يستخدم مفردات صعبة و ألفاظاً غير عادية ، و يستغرب أحياناً الوالدين في أن يروا أحد أبنائهما الذين يتسمان بموهبة أو تفوق ما عندما يخلد إلى سريره للنوم يأخذ لعبته معه متشبثاً بها ليشعر بالأمن والراحة.

وقد يكون السر وراء هذه الأنماط السلوكية الغريبة بالنسبة إلى الوالدين وجود موهبة و طاقات كامنة لدى ابنهم تنتظر الفرصة للظهور وَالانطلاق، ولكن الآباء و الأمهات في معظم الأحوال يعيشون قلقاً وتحديًا كبيرًا حيال ما يشعرون به عند القيام بواجبها التربوي هذا؛ و ذلك راجع إمّا بسبب نقص عوامل الخبرة وقلة التدريب ، أو عدم توافر معلومات و ثقافة كافية حول مواهب الأبناء وطرق التعامل معها . كما يُبيّن أحد الباحثين(كورنيل CORNELL،1983م) في دراسته أن الأم هي أول مَن يكتشف أن طفلها موهوب، وإذا كان هناك خلاف بين الوالدين حول إمكانية أن يكون طفليهما موهوبًا فإن الأب هو المتشكِّك في إطلاق هذه الصفة على الطفل .

تذكر لنا جيهان العمران أستاذ علم النفس التربوي المشارك بجامعة البحرين عبر مجلَّة المعرفة في عددها الواحد و الستين أن دور الأسرة في الكشف عن الموهوب يتركّز في الخطوات التالية:

� الخطوة الأولى: التعاون مع المدرسة عن طريق عقد اللقاءات مع معلّم ابنهم لإعطائه المعلومات الكافية عن موهبة ابنهم ، لأن المعلِّم لن يكون لديه الوقت الكافي لكشف الموهبة لدى جميع التلاميذ.

� الخطوة الثانية: عقد لقاءات مع الأخصائي النفسي أو المرشد الطلابي كي يمده بالمعلومات اللازمة عن سلوك الطفل الموهوب، والتعرف على أساليب التعامل الصحيح معه, ومراعاة الخصائص النفسية والاجتماعية لابنهم الموهوب, و رعاية قدراته الخاصة عبر برامج فردية .

� الخطوة الثالثة: اللجوء إلى مصادر الدعم في المجتمع من جامعات ومؤسسات مجتمعية لتوفير المساعدات المادية والفنية لرعاية التلاميذ الموهوبين .

ولكن يبدو أن الأسرة كما يؤكد خبراء في تربية الموهوبين لا تزال تجهل أهمية دورها في الكشف عن الطفل الموهوب، وأن عدد الأسر التي لديها موهوب دون علمها أكثر من عدد الأسر التي تعتقد أن لديها ابناً موهوبا وهو ليس بموهوب ، كما يبين كولانجلو وداتمان (Colangelo & Dettman, 1983 ) أن أهم مشكلة تواجهُها الأسرة في هذا المجال هي قلة المعلومات التي تمتلكها عن طبيعة الطفل وخصائصه وأساليب الكشف عنه.

يتضح لنا من الدراسات السابقة أن الوالدين يعتبران أبرز أهم المصادر للتعرف على الابن الموهوب، و أن توقعاتهما دقيقة، وخصوصا الأم كونها الحاضن الرئيس لابنها منذ طفولته ، وأن الحكم بأن الابن موهوب يكون منذ الأيام الأولى من ولادة الطفل.

كما تبين هذه الدراسات أن الوالدين يواجهان صعوبات متعددة فيما يتعلق بمسألة الكشف عن الطفل الموهوب، ومن أهم هذه الصعوبات عدم توافر المعلومات الكافية حول طبيعة الموهوب وخصائص الموهوبين, وأساليب الكشف عنهم، وكذلك في تحديد ما إذا كان طفليهما موهوبا أم لا.

و بهذا تتجلّى لنا أهمية وجود أخصائيين في التربية الخاصة متخصّصين في رعاية الموهوبين والمتفوقين في كل مدرسة تعليمية فهذا ليس حصراً على عدد معين في المدارس ، بل برامج رعاية الموهوبين برنامج ملازمة لكل مؤسسة تربوية تبني أفراد المجتمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق