2011/03/04

فتنة قراءة النوايا وإطلاق الأحكام والجزم بها ونشرها

كتب.عبدالله القرزعي 3d boxes

عن عبد الله بن مسعود  قال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول :

" تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع ،

والمضطجع فيها خير من القاعد ،

والقاعد فيها خير من القائم ،

والقائم فيها خير من الماشي ،

و الماشي خير من الراكب ،

والراكب خير من المجري ،

قتلاها في النار ،

قال : قلت : يا رسول الله ، ومتى ذلك ؟

قال : ذلك أيام الهرج .

قلت : ومتى أيام الهرج ؟

قال : حين لا يأمن الرجل جليسه .

قلت فما تأمرني إن أدركت ذلك ؟

قال : كف نفسك ويدك ، وادخل دارك ،

قال : قلت يا رسول الله أرأيت إن دخل رجل داري ؟

قال : فادخل بيتك .

قال قلت : أفرأيت إن دخل علي بيتي ؟

قال : فأدخل مسجدك ، وأصنع هكذا : وقبض بيمينه على الكوع ، وقل ( ربي الله حتى تموت على ذلك )

رواه أحمد في المسند ( 5 /448 )

وفي لفظ أبي داود  (  إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس والجالس خيراً من القائم والقائم خيراً من الماشي والماشي خيراً من الساعي قال : يا رسول الله ما تأمرني ؟ قال : من كانت له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه " قال فمن لم يكن له شي من ذلك ؟ قال : فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حر ةٍ ثم لينج ما استطاع النجاة "

 

مناسبة استشهادي بالحديث :

كنت مع جمع من الزملاء وكان أحدهم قد استجمع رؤية تجاه أحد الأشخاص المؤثرين على مستوى الأمة الإسلامية ومواقفه تجاه الأزمات السياسية التي تمر بها بعض البلدان الإسلامية .

وصف صاحبي هذا الشخص بأنه "مرتزق" مراوغ غير واضح في الرؤية وسره وسريرته فاسدة ، كان يتحدث الزميل بحماس ويذود عن رأيه في الرجل ويسفه علمه وما قدمه ، ويؤكد على أن المال جعله بلا قيمة ولا هدف ولا رؤية ، وأن كلمته تشترى …. إلى أخره من التهم والقدح …

كان صاحبي يفند كل رأي يطلب التوازن في الرؤية فكل إنسان له انجازات وإخفاقات وأن الحقيقة في تفاصيلها ومكوناتها قد يغيب جزء منها ، ولذا وجب عدم الحدة في تبني الأحكام والجزم بها … وهي التي كثيراً ما تصدر وفق تفسيرنا للأمور في ظل اعتقادنا بامتلاك الحقائق والحجج الدامغة كاملة ؟؟

انزعج صاحبنا وبدأ يفسر حججه التي جمعها لاثبات صحة رؤيته واحكامه وذهب إلى ماهو أبعد من ذلك في قراءة النوايا !!!

فاستوقفته قائلاً :

السؤال الأهم هل فيم تفعله الآن حجة لك أم عليك يوم لاينفع مال ولا بنون ؟؟

تردد قليلاً ثم قال :

هؤلاء لعبوا علينا ووهقونا ولما اقتنعنا ببريق بعض أفكارهم ؟؟ وإذا هم يخذلون الناس ويبيعون ذممهم بثمن بخس!!

ثم سألته :

وهل تعاقب الرجل الآن على أن كان يوماً مؤثراً على تفكيرك الذي فتحته أنت بطوعك له وتحمست له وحدثت به ؟؟

واليوم تنعته بأسوأ ما يكون وتقنع الأخرين بذلك ؟؟ دون فوائد محتملة تعود عليك !!

رد صاحبي :

هذا ذنبه وليس ذنبي فضح نفسه ، وسنفضح ستره ؟!!

 

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا له راجعون … خلط البعض الدنيا بالدين وباتت المواقف الشخصية تحكم تصنيف الناس والدخول في نواياهم وذممهم دون وجه حق بل وتفسير النوايا بالرغم من أن الله خص بها نفسه.

حرية الرأي والتعبير ولغة الإصلاح …

لا تعني بأي حال من الأحوال أن تمتلىء صحائف أعمالنا بالتعدي على العباد والغوص في قراءة نواياهم بمزاعم أننا نملك الحقيقة المطلقة.

بل تعني التوسط والتوازن وتحكيم الشرع والحق ،  وترك ما لا يعنينا إلى ما يعنينا ويثقل ميزاننا الحسنات.

 

اللهم إنا نسألك أن تقينا من الفتن ماظهر منها وما بطن ، وأن تقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين ، وجميع المسلمين.     

هناك تعليقان (2):

  1. ماجد عبدالله المطيري5 مارس 2011 في 11:18 م

    أستاذي العزيز :عبدالله
    للأسف أننالانقبل الاختلاف والرأي الاخر فأي انسان يتفق معنا نكيل له المدح ونرفعه للسماء وحين يختلف رأيه عن أرائنانقوم بتسفيهه ونبذه
    لايوجد عندالبعض ثقافة الاختلاف والحوار والاستماع للرأي وتحليله

    ردحذف
  2. نعم صدقت أخي ماجد
    فقد استمع الرسول صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى وحاورهم واختلف معهم وائتلف في أمور ...
    فكيف بنا ونحن نتحاور كمسلمين الهدف والدين والرؤية مشتركة وعلينا التواصي بالحق والصبر.

    الله المستعان

    ردحذف