2010/10/14

المناهج المطورة ... فرق كبير بين النقد والهرطقة

كتب. عبدالله القرزعي عقل
في بعض البلدان النامية لا معنى للحرية ولا طعم ولا لون ؛ فبمجرد السماح للكل أن يتحدث ويكتب .... يبدأ نضح أفكار مبعثرة مشتته لا يصعب جمعها بل يستحيل !! وأجزم بأن الاستفادة مما يطرح لا يقع في حدود الواحد من الألف !!
وهذا ما يجعلنا لا نتقدم بالقدر الذي نأمله ؟؟ إذ لا تخصصية معمول بها ؛ ولا موضوعية وعلمية موجودة.
كل ما في الأمر أن البعض يستغل تواجده في أي منبر ويبدأ بنضح إنائه المليء بالمفاجآت والاحباطات والرغبة في الانتقام من كل شيء حوله بسبب مواقف فردية عاشها أو تعايش معها أو نقلت له ؟؟
اليوم وطننا الغالي وهو يمر بمحنة التحديات من كل حدب وصوب ؛ يتواجد بين ظهرانيه فئات أشر من الشر ذاته .. ينعقون بما لا يفقهون ؛ يتحذلقون ويتفيقهون ويدعون معرفة الحقائق المطلقة ؛ يهمزون ويلمزون ويفسدون على الناس صفو سعادتهم وأملهم بالله ...
إنها مناهج التفكير الخفية في طرفي الخط بين مشرق ومغرب في اتجاهين يستحيل أن يلتقيا .
اليوم ونحن أمام مرحلة تاريخية ومشروع يحدد مصير أمة وأملها المنتظر وتعايشها مع عالم متعولم لا مكان فيه إلا لمن " يعلم ويعمل " بلا لجاجات وهرطقات وشخصنة لقضايا مصيرية ...
اليوم مشروع تطوير المناهج الدراسية في مرحلته الأولى يعاني هجوماً شرساً من طرفين كلاهما شر مقيم وكلاهما يدعيان الإصلاح والوعد الحق وامتلاك الحقيقة ؛ ويبثان خوائهما الفكري على المشهد الاجتماعي والتربوي والثقافي لوطن يدين بدين الإسلام ..
اليوم يواجه حلم الوطن في الاتفاق أو التعايش مع العالم في استعداداته للدخول في عصر المعرفة ... حلم الوطن يواجه لجاجات المتشددين وتصوراتهم الشاذة ؛ وهرطقات الليبراليين السذج .... وكلا الطرفين كفيل بإفساد حلم يجب أن يكون واقعاً ملموساً ؛ إذ لاوقت لدينا للفصل بين جدالاتهم العقيمة ....
اليوم مشروع تطوير المناهج تارة يقذف بأنه استجابة لدعوات التغريب وتارة أخرى يقذف بأنه امتدادا للتشدد ؛ مرة في أقصى اليمين وأخرى في أقصى الشمال وكلاهما تطرف مقيت ؛ مخزي ؛ معيب ....
كلا الطرفان يريدان الانتصار لرأيه وما يدعيه دون ثوابت أو شواهد مقنعة يتوقف كل منهما على جزئيات ومواقف فردية للتشخيص والنقد ..." فلا حق أحقوا ؛ ولا باطل أزهقوا "...
كل ما في الأمر رؤى شخصية تنم عن انتماء للذات وتيارات فكرية شاذة دون الانتماء لوطن وأمة ترمق مستقبلاً مشرق ...
ضاعت أوقاتهم في التصنيفات والجدل العقيم وأرهقونا بلجاجاتهم وهرطقاتهم ونعيقهم ؛ " لا عملوا ولا تركوا غيرهم يعمل " ....
إنهم اليوم على الوطن أشد خطراً من كل تحد قادم ؛ فهم يريدون إشغال الأمة بتوافه نضح عقول تربت على التيه والجدل العقيم ؛ لتنصرف عن مضامين تحديات تواجهها إن لم تستجب لها تأخرت عن الركب ...
تساؤلات تلوح في أفق الغد ...
· متى يكف أولئك السذج عن سذاجاتهم ؟
· متى يكفون عن صراعاتهم التي جلبت لنا مزيداً من التأخر ؟
· متى يهتدون ويهجعون ليجعلونا نستمتع بالحياة في وسطية ارتضاها الخالق لنا شرعة ومناهاجا؟
· متى نهنأ بانجازات الوطن ونسعد بها كي تقر أعيننا ونقوي هوية تواجه تحديات غير ما اعتدناها ؟
أما آن لهم أن يتوسطوا وينضموا لصراط الحق .

هناك 3 تعليقات:

  1. ها أنت أستاذي تصنف مثلما تحرم على خيرك التصنيف
    والاختلاف يجب أن يحترم وألا يوصف بالهرطقة

    ردحذف
  2. شرفت بمرورك وتعليقك

    الأراء تصنف إلى شاذة ؛ ومنطقية / موضوعي علمي ؛وشخصي ..والأشخاص لايصنفون ... رأي

    الاختلاف يحترم ويسمع وينصت له وأتمنى أن يؤخذ به متى ماكان هادفاً موضوعياً علمياً سواء في الجانب الأيجابي أو السلبي ... رأي

    شكراً لك

    ردحذف
  3. تمـــــــــــــــــــــــــــآإم

    ردحذف