2010/07/11

الدوائر الحكومية ... ثقافة الإنجاز ؛ وتقديم الخدمات


كتب . عبدالله القرزعي -
لا يختلف اثنان في أننا ننشد من كافة دوائرنا الحكومية في وطننا الغالي سرعة الإجراءات وتقديم خدماتها وفق أهدافها ومهامها للمواطن بيسر وسهولة.


ومما يجدر الإشارة إليه أن العمل المؤسسي الدقيق قد يغيب بعض الشيء عن بعض الدوائر الحكومية ؛ لأسباب عل معظمها ظاهر للعيان ومنها على سبيل المثال :

1. الجانب التنظيمي والهيكلية الإدارية وتوصيف الوظائف وتوزيع المسؤولية والصلاحية.

2. البطالة المقنعة حيث يمتلئ القسم والإدارة بحشد كبير من الموظفين ؛ وتجد أن المهام مجملها يقوم بها موظف أو عدد قليل من الموظفين والبقية يأتون للفرجة.

3. تدني جودة أنظمة الحوسبة التي لم تسرع الإجراءات ؛ بل تسببت في بطالة التقنية وأضافتها للبطالة المقنعة وأخرت فعالية الإجراءات في ظل تدني الشبكات وأجهزة الحاسب وبعض الأنظمة الإلكترونية المعمول بها.

4. ضعف المواقع الإلكترونية لبعض الوزارات الحكومية ؛ وأجرأتها لخدماتها.

5. كوننا كمواطنين يفتقد بعضاً منا التنظيم الذاتي لإدارة الخدمات التي نحتاجها .

6. خضوع بعض المعاملات الحكومية إلى تقدير الموظف في ظل غياب أو ضعف التنظيمات المنظمة لكافة الحالات وتقادمها ؛ وضعف تغطيتها للحالات الجديدة ما يجعل الموظف أمام خيار القياس والتقدير والاجتهاد.
ومع كل ذلك وما يشاع عن الدوائر الحكومية من إخفاقات في مقابل ضعف ذكر الجوانب الإيجابية ؛ مازلنا بخير ؛ مقارنة بما ينقص بعضنا وينقص بعض الدوائر الحكومية من ثقافة تنظيمية ومؤسسية.





وكما يتحدث البعض عن مواقفه السلبية وتجاربه التي يعممها في كل مكان ؛ اسمحوا لي أن أسرد مواقفي التي واجهتها في بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية :


أ . في العام الماضي واجهت انتهاء (بطاقة الأحوال + رخصة القيادة + استمارة السيارة+التأمين + الفحص الدوري + تغيير لوحات السيارة + تسجيل ابني في المدرسة + التقديم لاستقدام خادمة) !!! دفعة واحدة .
أزمني الأمر وكنت قد رصدت مبلغ يصل 1500 ريال ليقوم مكتب خدمات بكل تلك المهام ؛ وكان تأزمي مما أسمعه من التعقيدات الكثيرة في بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية !!
تعثرت محاولاتي في إيجاد مكتب يحوز ثقتي في تسليمه وثائقي ؛ وما كان مني إلا أن قدمت على إجازة اضطرارية ليوم من العمل ؛ وعزمت أن أتولى أمري وأحفظ مالي ؟!!
بدأت العمل في تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً وملأت جيبي بالنقود وبطاقة الصراف الآلي للتسديد ؛ وحملت حقيبة فيها ملفات (علاقي أخضر) وصور من كل شيء ؛ وصور شخصية ... لأكون جاهزاً .
هل تصدقون إن قلت لكم ....
أنجزت كل تلك المهام في ظرف ثلاث ساعات فقط !!!
بفضل الله ثم بفضل تعاون موظفي إدارة الأحوال المدنية والمرور والفحص الدوري والمدرسة وشركتي الاستقدام والتأمين ....!!




ب‌. هذا العام تكرر السيناريو ولكن بعد تجربة سابقة ناجحة ؛ وهذه المرة لم أرصد أي مبلغ لتقدم لي الخدمات وأنا مرتاح ؛ بل أردت تكرار تجربتي الناجحة السابقة مع جهات أخرى .
وهذه المرة كنت أمام ( تقديم على الدفعة الثانية للبنك العقاري + تجديد إقامة الخادمة + تقديم عداد كهرباء لسكني الجديد + تقديم على الماء والصرف الصحي ).
وأيضاً هذه المرة لم أخذ إجازة يوم اضطراري بل استأذنت لساعة فقط ؛ بدأت العمل في الساعة العاشرة صباحاً وفي ساعة ونصف أنجزت كافة المعاملات ؛ بفضل الله ثم بفضل تعاون موظفي الدوائر والمؤسسات التي راجعتها ؛ ولم أعرف فيها أي أحد.
خلاصة القول :

أنني عمدت منذ زمن ( ألا أعير عقلي لغيري ) ؛ بل أقف على الواقع بنفسي ثم أطلق حكمي.


قد يقول قائل :
مواقف فردية صادفتك ؟؟
وأرد بالقول :
وما أحكام الناس وتعميماتهم إلا بسبب مواقف فردية أو مما سمعوا !!
وقد يقول قائل :
الغالب سيء ؟؟
وأرد بالقول :
هل أحصيته ضمن دراسات ؛ أم أنه تداول السلب فقط ومواقفك الشخصية وتجاربك !!
وقد يقول قائل :
في دول أخرى خدماتهم أفضل وأكثر تقدماً ؟؟
وأرد بالقول :
ربما المواطنين هناك أكثر تنظيماً وانتظاماً وتخطيطاً !!
وقد يقول قائل :
بلادنا فوضى ؛ ولا شيء يسير إلا بالواسطات ؟؟
وأرد بالقول :
أنا وأنت ارتضيناها وبحثنا عن الواسطة التي نعتقد جازمين بأنها هي كل شيء ؟؟
فلم الآن نلعنها ؛ ونحن جزء من تأصيلها وإشاعتها والعمل بها وانتشارها !!!
وقد يقول قائل :كل شيء عندنا سيء ؟؟
وأرد بالقول :
قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
والإصلاح يبدأ من النفس (فابدأ بنفسك).
وقد يقول قائل :
أنا منتمي لوطني ؛ ولكن أريد الإصلاح ؟؟
وأرد بالقول :الوطن أم ؛ وإن عق وذكرت سلبياته فقط ؛ وحجبت ايجابياته .... سيظل أماً رؤوماً.
وليس هكذا تورد الإبل ... فمنهج الإصلاح يجب أن يكون لحمته الحياد والموضوعية..

وصدق الشاعر حينما قال :
بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ ××× وأهلي وإن ظنوا علي كرامٌ
والقائل :
بلادي هواها فى لساني وفى دمي ××× يمجدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خير فيمن لا يحب بــــــــلاده ××× ولا حليــــف إن لم بهـــــا يتيم
ومن تؤوه دار فيجحد لفضلهــــا ××× يكن غثاءً فوقـــــه كل أعجـــم
الم ترى أن الطير إن جـــاء عشه ×××× فأواه في أكنافــــــه يترنـــم
ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها ××× تجئه فنون الحادثــــات بأظلــم
وما يرفع الأوطان إلا رجالهــــــا ××× وهل يترقى الناس إلا بسلـــــم
ومن يتقلب في النعيم شقــــا به ××× إذا كان من أخــــاه غير منعــــم

صورة من آلاف الصور التي تروى ؛ بيد أن غرابتها تكمن في أنها في الجانب الإيجابي ؛ على غير المعتاد والمتداول بين كثير من الناس.
سلمت بلادي - بفضل الله ونعمه وجوده وكرمه -


هناك تعليقان (2):

  1. المقال في كفه و جملة (ألا أعير عقلي لغيري ) في كفه

    - اعجبتني التساؤلات والردود عليها.
    - نهج جديد في تصور ثقافة الانجاز لمجتمعنا.

    سلم ما خطه فكرك .

    ردحذف
  2. السلام عليكم

    وجدت أكبر معضلة تواجهنا هو نقل التصورات السلبية للاخرين وتعطيل العقل والتجربة بحياد.

    حتى أن بعض موظفي الدوائر يواجهون بسيل من الهجوم والتعدي اللفظي ؛ من قبل مراجعين أتو للمرة الأولى للدائرة الحكومية وقد عبئو بالقيل والقال فتكونت لديهم صورة سلبية ... يتعاملون في ضوئها مع من يقابلهم من الموظفين ؟؟؟!!

    مع الأسق

    ردحذف