2010/07/14

المعلم والمربي عبدالله بن سالم بن عبيد (القرزعي) وابناه صالح وعبدالرحمن



المعلم والمربي عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد الملقب بـ( القرزعي )
وابناه صالح وعبدالرحمن
علم وعمل ؛ تربية وتعليم
ونصف قرن في سبيل نشر العلم في عنيزة
1351-1305 هـ


المعلم والمربي. عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) 1280-1340هـ
وابناه المعلمان :

المعلم صالح بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) 1307-1349هـ
و المعلم عبدالرحمن بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) 1310-1351هـ

أرخها وحررها
عبدالله بن علي بن عبدالله بن علي بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي)
في الأول من شعبان من عام ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون من الهجرة


مدخل :

رحل والد المعلم عبدالله ؛ سالم بن صالح بن عبيد الملقب بـ (القرزعي) من عنيزة إلى الزبير طلباً للرزق في عام 1283هـ تقريباً ؛ وقد ودع زوجته عند أهلها وفلذة كبده ابنه البكر عبدالله الذي كان يبلغ من العمر أنذاك ثلاث سنوات فقط حيث ولد في عام 1280هـ .
مكث سالم بن صالح بن عبيد قرابة الثمان سنوات في الزبير ؛ تعلم فيها المزيد من فنون الزراعة وجمع الله له ما شاء من الرزق .

في طريق عودته لعنيزة 1291 هـ تقريباً خرج عليه جمع من قطاع الطرق (الحنشل) بين الأرطاوية والزلفي ونهبوا ماله وأصابوا رجله اليمنى فبقي أعرجاً طوال حياته .
عاد سالم إلى عنيزة كسيراً فقيراً كما ذهب !! بحث عن زوجته وابنه عند أخوالهم فوجد أنهم تخلو عنهم من شدة الفقر والفاقة.
وكان أن سكنت زوجته المتفانية في بيت أحد قريباتها الطاعنة في السن ؛ تخدمها وتعمل بعض المشغولات اليدوية وتبيعها للناس لتأكل هي وابنها وقريبتها العجوز صاحبة المنزل ؛ وخلال هذا الوقت كان طفلها عبدالله بن سالم اعتاد الذهاب لمسجد قريب للسكن (مسجد أم خمار) ليتعلم القراءة والكتابة وهو ابن السادسة على يد الشيخ سليمان بن علي الدامغ مؤذن وإمام المسجد.
عمل سالم بعد شفائه عند أحد أعيان عائلة البسام ؛ ومنح له بيتاً طينياً صغيراً في المزرعة ؛ نقل زوجته وابنه بعد أن توفيت العجوز التي أوتهم ، ولاحقاً تزوج من زوجة أخرى أنجبت له علي ومحمد ثم تزوج ثالثة وأنجبت له عبدالعزيز وإبراهيم.


 فتح الله لسالم باب الرزق من جديد ؛ بسبب استئذانه الشيخ .البسام في أن يبعل القمح - يزرع القمح على سقيا الأمطار- في أرض فضاء فأتت أكلها بفضل الله عشرة أضعاف ؛ وفي قرابة الخمس سنوات كرر ما فعله في السنة الأولى فاجتمع عنده المال ؛ ثم اشترى من ورثة المصيريعي المزرعة المعروفة بالـ (الهلالية) قرب حي العليا بعنيزة حالياً وجمعها من 52 سهماً من ورثة المصيريعي؛ وبنى فيها بيته وسكن هو وأسرته ؛ وفتح الله له أبواب الرزق من كل حدب وصوب هو وأخوته ووالداه وأبنائه.

المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) ينشد العلم :
بعد أن استقر سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) في مزرعته الهلالية التي كانت خارج النطاق السكاني أنذاك توفيت زوجته أم عبدالله .
لم يتكيف ابنه النابغ عبدالله بن سالم مع حياة الزراعة وأراد إكمال طريقة في العلم وعاد لداخل البلد حيث أكمل تعليمه وحفظ كتاب الله -عز وجل- واشتهر عنه أنه كان دمث الخلق سريع الحفظ صاحب خط جميل ومميز وتوثيق.

المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد يفتتح مدرسته :
في عام 1305 هـ بلغ عبدالله بن سالم 25 سنة ولاحقاً تزوج ورزق بصالح 1307 هـ و عبدالرحمن 1310هـ .

قبل ذلك افتتح مدرسته 1305 هـ في حي الجديدة (السوق حالياً) ؛ وكان محل ثقة مجتمع عنيزة وأعيانها بعد أن عمل مؤذناً لأحد المساجد ؛ فدفعوا إليه أبناءهم ليعلمهم غير ما أعتيد عليه في نظام الكتاتيب التي كانت تقتصر على (القرآن الكريم حفظاً وتلاوة والقراءة والكتابة فقط) ؛ بل تجاوز ذلك وأضاف ( تعليم الخط ) مستخدماً الألواح الخشبية وهذا ما جعل مدرسته ربما تغص بعدد من أبناء الأسر المعتبرة في عنيزة ؛ ومنهم :
محمد بن عبدالعزيز السناني ويحي ومقبل الذكير وأبناء العوهلي وأخويه علي ومحمد وابنيه صالح وعبدالرحمن وغيرهم .

رحلة المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد للزبير :
في عام 1327هـ (سنة الجوع) أجدبت أرض نجد وهلك الحرث والنسل ومات الناس ؛ فتوقف العلم فلم تعد الأسر قادرة على دفع الطعام مقابل تعليم أبنائهم ؛ حينها رحل المعلم عبدالله بن سالم إلى الزبير طلباً للرزق وفي معيته ابناه صالح 20 سنة وعبدالرحمن 17 سنة .
كان المعلم عبدالله بن سالم يعمل في الزبير لرزقه وأبى إلا أن يفعل مع ابنيه ما فعلته والدته به بعد أن ذاق حلاوة العلم وقدره ؛ رغم الحاجة والفقر لم يسمح لهما بالعمل ؛ رغم أنهما تتلمذا على يديه وشيوخ أخرين إلا أنه ألحقهما في حلق العلم للعلامة الشيخ محمد الشنقيطي في الزبير لينهلا العلم من مشارب أخرى ؛ وانتظر حتى حفظا كتاب الله –عز وجل- وعلوم أخرى وذلك في عام 1338هـ وهي السنة التي عاد فيها لمسقط رأسه عنيزة .
ومما زاد في حرص المعلم عبدالله بن سالم بن عبيد على التحاق أبنائه وتعليمهم على يد العلامة الشيخ محمد الشنقيطي هو معرفته الجيدة به وبعلمه قبل قدومه للزبير ؛ حيث سبق للشيخ الشنقيطي أن تعلم وعلم في عنيزة واستقر بها فترة من الزمن.
العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي المولود في شنقيط 1296هـ المتوفى في الزبير 1351هـ
تعلم في بلدان عدة ومنها بلاد نجد أخذ من شيخ من شيوخ عنيزة وهو الشيخ أبو وادي إذ درس عليه صحيح البخاري ؛ وقرأ عند الشيخ عثمان القاضي صحيح مسلم .
ولما تمكن من العلوم العربية والشريعة بدأ في نشر المعرفة فبدأ يعلم اللغة العربية في بيت له في عنيزة .
ثم أتجه إلى الكويت متخذاً من المساجد منابر للوعظ والإرشاد
ورحل إلى الإحساء حيث درس فيها على بعض مشايخها أبرزهم فيروز التميمي الأحسائي .
حتى استقر به المطاف في الزبير واعظاً ومعلماً إلى أن أنشأ مع مجموعة معه جمعية النجاة الأهلية ومن ثم مدرسة النجاة في 1339هـ.


عودة المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد لعنيزة ومواصلته التدريس ووفاته :
عاد المعلم عبدالله بن سالم إلى عنيزة و التعليم في مدرسته لسنتين فقط ؛ وكان معه ابنيه لمساعدته وتدريبهم على التعليم ؛ إلى أن توفي في عام 1340هـ ؛ عن عمر يناهز 60 عاماً ؛ وما ورث غير العلم ؛ وقد توفي قبل والده سالم بنحو سبع سنوات.


تخليد ذكر المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد :
لاحقاً أطلق على مدرسة ابتدائية حكومية في حي مشرفة في محافظة عنيزة اسم المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) ؛ وقد تأسست المدرسة في عام 1419 هـ .

يعود الفضل في حمل المدرسة اسم المعلم عبدالله بن سالم إلى مجموعة من التربويين الفضلاء في إدارة التربية والتعليم ومنهم : مديرا التعليم السابقين الأستاذ. عبدالرحمن المنصور الزامل والأستاذ. إبراهيم بن علي العبيكي ومدير العلاقات العامة أنذاك الأستاذ . فهد بن علي الوهيبي.


المعلم . صالح بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) يخلف والده في التدريس
اشتهر عن المعلم صالح بن عبدالله بن سالم نباهته وحافظته وذكائه وسرعة بديهته وكان من أوعية الحفظ سريع الفهم .

وقد حفظ القرآن الكريم وجوده مبتدءاً تعليمه عند والده المعلم عبدالله بن سالم والشيخ صالح بن عثمان القاضي والشيخ سليمان العمري قاضي الأحساء وانتهاءً بتتلمذه في الزبير على يد الشيخ محمد الشنقيطي ؛ وقد زامل فيها عبدالله بن عبدالعزيز السناني والمعلم صالح بن صالح وغيرهم .

ويقال أن المعلم صالح بن عبدالله بن سالم بن عبيد افتتح مدرسته في زاوية من بيت الذكير في 1338هـ وتزامن عمله فيها مع مدرسة والده المعلم عبدالله بن سالم بن عبيد لمدة سنتين ؛ وفي رواية أخرى أنه علم في مدرسة والده مساعداً له مع أخيه المعلم عبدالرحمن خلال سنتين 1338-1339هـ ؛ وبعد وفاة والده في 1340هـ نقل مقر المدرسة وطورها.


المعلم صالح بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد وتوليه التدريس وتطويره مدرسة والده :
كان صالح الابن الأكبر للمعلم عبدالله بن سالم بن عبيد ومن الطبيعي أن يخلف والده في تولي التدريس واتخذ من أخيه عبدالرحمن مساعداً له ؛ حينها تزامنت مدرستهم مع محاولات افتتاح مدرسة في عنيزة من قبل زميلهم في الزبير الذي عاد أيضاً لعنيزة وهو المعلم صالح بن صالح .
لم يكتب لمدرسة المعلم صالح بن صالح أن تنشأ ولم ترى النور إلا بعد وفاة المعلم صالح وأخوه عبدالرحمن 1351هـ .
عمل المعلم صالح بن عبدالله بن سالم على تطوير مدرسة والده ؛ بدءاً من نقل مقرها إلى زاوية في بيت الذكير ؛ وأضاف إلى تعليم (القرآن الكريم والقراءة والخط) تعليم (الفقه والحديث والحساب والأدب والتاريخ وبعض الأنشطة) ؛ وكان مدرسته أكثر قرباً للتعليم النظامي هذه الأيام ؛ وكان يتقاضى على كل طالب ما مقداره (ريالين) وقيل (ريال) مع بعض المؤونة من طعام وغيره.

لقب "الحبحبا" الذي اشتهر به المعلم صالح وأخوه عبدالرحمن :
عرف المعلم صالح وأخوه المعلم عبدالرحمن بلقب (الحبحبا) من (حبة) أي (نقطة) ؛ وهي لفظة درجت على ألسنتهم جراء تعلمهم في الزبير ؛ وكانا يعلمان الطلاب بأن حرف الباء تحته حبة أي نقطة والتاء فوقه حبتان ؛ فالتصقت بهم لفظة (الحبحبا).


نظامه في المدرسة وثلة من أبرز طلاب المعلم صالح بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد :
مع صرامة المعلم صالح بن عبدالله بن سالم وشدته على طلابه إلا أن مدرسته كانت تحظى بثقة أعيان عنيزة ومن طلابه :
أمير عنيزة خالد بن عبدالعزيز السليم وابن عمه خالد بن عبدالله السليم وأولاده وعبدالله ومحمد ابنا ناصر العوهلي وعبدالله السعدي ومنصور الزامل وزامل ابراهيم الزامل والسفير محمد بن حمد الشبيلي ومحمد بن عبدالرحمن الشبيلي وإبراهيم بن سليمان القاضي وعبدالله بن صالح القاضي وغيرهم .
ومن الأسماء التي ورد ذكرها يتضح مدى علو كعب مدرسة المعلم صالح بن عبدالله بن سالم حيث التنوع في العلوم والسيطرة على الطلاب والانتظام في التعليم ؛ بالرغم من أن الثمن الذي يتقاضاه يعتبر مرتفعاً بعض الشيء.


المعلم صالح بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد شهيد التربية والتعليم وتخليد ذكره :
استمر المعلم صالح بن عبدالله بن سالم في مدرسته يخرج جيلاً بعد جيل ؛ إلى أن أصابه أحد طلابه وشج رأسه في أحد أزقة السوق ليلاً ؛ ورجح أن يكون بسبب شدته في التعليم عليهم وتطبيق بعض العقوبات التي يباركها أولياء الأمور ؛ لحق أثر الجرح على المعلم صالح حتى توفي متأثراً به وذلك في عام 1349هـ عن عمر يناهز 42 عاماً ؛ فكان شهيد التربية والتعليم .
وقد سمي شارع في حي المطار مرورا بحي الشفاء وصولاً إلى حي الوسطى بعنيزة باسمه تخليداً لذكراه.



المعلم . عبدالرحمن بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد (القرزعي) خلفاً لأخيه صالح في التدريس

ولد المعلم عبدالرحمن بن عبدالله بن سالم في عام 1310هـ وهو أصغر من أخيه صالح بقرابة الثلاث سنوات ؛ ومما عرف عنه أنه من تلاميذ والده وتعلم القرآن الكريم وحفظه والحساب والخط ؛ بالإضافة إلى شيوخه في عنيزة الشيخ . علي السناني والشيخ صالح بن عثمان القاضي والشيخ سليمان العمري قاضي الأحساء ولاحقاً أكمل تعلمه للعلوم وفنونها في الزبير على يد الشيخ محمد الشنقيطي ؛

وقد ذكر شبهه بقدرة أخوه صالح وجمعه خصال والده المعلم عبدالله السالم من حيث النباهة والذكاء وقوة الحفظ وورث عن والده حسن الخط وتعلم التاريخ والأدب وكان مرجعاً فيه.

تدريس المعلم عبدالرحمن بن عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد وطلابه ووفاته :
تولى المعلم عبدالرحمن بن عبدالله بن سالم التدريس في المدرسة التي أسسها والده منذ عام 1305هـ ونقلها لبيت الذكير وطورها أخوه المعلم صالح ؛ وحيث أنه تعايش مع رحلة والده الطويلة وتجربة أخيه ؛ فقد كان متمكناً في التدريس مجيداً له ؛ ومن طلابه جمع كبير من أبناء عوائل كريمة في عنيزة ومنهم أبناء البسام والسليم والعوهلي والشبيلي والقاضي والمنصور وغيرهم.
كان تدريس المعلم عبدالرحمن بن عبدالله بن سالم امتداداً لنهج والده وأخيه المعلم صالح ؛ ولم يمهله القدر طويلاً حيث مرض وتوفي في عام 1351هـ ؛ عن عمر يناهز 41 عاماً ؛ أي بعد أخيه بقرابة الثلاث سنوات وبعد والده المعلم عبدالله بأحد عشرة سنة.


نصف قرن من الزمان في سبيل العلم والتعليم :
قد أمضى المعلم.عبدالله بن سالم وابنيه صالح وعبدالرحمن قرابة نصف قرن في سبيل العلم والتعليم الذي لامس عقول كثير من أبناء عنيزة على أيديهم المباركة ؛ ومنهم كثير من أبناء أسرتهم رجالاً ونساءً ؛ حيث كانت زوجة ابن عمهم عبدالله بن علي بن سالم وتدعى (العومية) تدرس النساء وفق نظام الكتاتيب ؛ وتتلمذ على يديها جمع غفير من نساء عنيزة ومنهن ابنتها مضاوي بنت عبدالله بن علي بن سالم بن عبيد التي حفظت القرآن منذ سن مبكر ومازالت حية ترزق –أطال الله في عمرها على عمل صالح-.


سر عدم انتشار تأريخ وسيرة المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد وابنيه صالح وعبدالرحمن :
ربما من أهم أسرار ضعف ثقافة الناس بسيرة المعلم عبدالله بن سالم وابنيه هو عدم تزامنهم مع التعليم النظامي حيث أسست في عنيزة أول مدرسة في القصيم مدرسة الملك عبدالعزيز (العزيزية) في عام 1356هـ بعد وفاتهم جميعاً.
وقد تعين فيها المعلم والمربي صالح بن صالح وتتلمذ على يديه عدد من كبار المسؤولين في الدولة ومنهم وزير الدولة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ومعالي أمين مدينة الرياض عبدالله بن علي النعيم وغيرهم ؛ حيث حفظوا وخلدوا ذكر معلميهم بتسمية المتوسطة الأولى في عنيزة على اسم المعلم صالح بن صالح ولاحقاً أنشئت جمعية خيرية ويتبع لها مركزاً اجتماعياً وثقافياً خيرياً باسمه.

مدرسة المعلم والمربي صالح بن صالح ترى النور :
فقدت عنيزة برحيل المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد وابنيه صالح وعبدالرحمن منابر علم وتربية ؛ وأعلام شحذوا هممهم في سبيل التربية والتعليم .
هنا رأت النور مدرسة المعلم صالح بن صالح 1352هـ ؛ وجاءت لتعوض غياب مدرسة عبدالله بن سالم وابنيه عن مجتمع عنيزة ؛

وقد تهيأت الظروف للمربي الجليل صالح بن صالح لتكون مدرسته جامعة لجملة من التجارب وهي :
• تجربة مدرسة المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد وابناه صالح وعبدالرحمن 1305-1351هـ ؛ وهي تجربة محلية داخل مجتمع مدينة عنيزة وطورها المعلم صالح بن عبدالله بن سالم بن عبيد بعد عودته من الزبير 1338هـ.
• تجربة مدرسة الفلاح بجده التي أنشئت في عام 1323هـ ولاحقا افتتح لها فرعاً في مكة المكرمة على يد تاجر اللؤلؤ الحاج محمد علي رضا زينل.
• تجربة مدرسة النجاة في الزبير التي أنشأها العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي 1339هـ .
فكانت مدرسة المعلم صالح بن صالح قمة في التكامل وقريبة جداً من التعليم النظامي التي لم يمهلها طويلاً وافتتحت مدرسة الملك عبدالعزيز –رحمه الله – في عنيزة عام 1356هـ ؛ أي بعد أربع سنوات من افتتاحه مدرسته الخاصة والتي انتهت مع بداية التعليم الرسمي (النظامي).


حفظ تاريخ وسيرة المعلم عبدالله بن سالم بن صالح بن عبيد وابنيه صالح وعبدالرحمن :
ومن المؤرخين الذين اهتموا بسيرة المعلم عبدالله بن سالم وابنيه ؛ الشيخ محمد بن عثمان القاضي والدكتور محمد السلمان و المربي والأديب والمؤرخ عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي 1357-1427 هـ مدير مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية بعنيزة سابقاً ؛ حيث نقل عنه الأستاذ محمد بن عبدالله السيف في جريدة الجزيرة الاثنين 13/7/1427هـ في الملحق الثقافي ؛ ما يلي :
"ويُطلق المؤرخ البطحي لقب (أبو التعليم الرسمي في عنيزة) على الشيخ صالح بن ناصر الصالح، وذلك لأن مدرسته هي أول مدرسة رسمية في عنيزة والتي نهضت بجهده وتطورت بمتابعته الدقيقة المخلصة.
أما لقب (أب التعليم الحديث) ليس في عنيزة وحدها بل في بلاد نجد كلها، فيمنحه البطحي للمعلم صالح بن عبد الله القرزعي، الملقب «حبحبا».
ويواصل البطحي حديثه عن القرزعي بأنه قد افتتح مدرسته عام 1338هـ، ومعه أخوه عبد الرحمن فأدخل علاوة على تدريس القرآن الكريم والعلوم الدينية من فقه وتوحيد، أدخل مواد: الخط، الإملاء، الأناشيد، والحساب على القواعد الأربع وحساب التجار ".


ختاماً ....
ومن ذاك اليوم وإلى اليوم 1305- 1431 هـ وعلى مدى ( 126) عاماً تقدم عائلة القرزعي لمجتمع عنيزة وللوطن الغالي ؛ نخبة من أبنائها وبناتها في سلك التدريس والمجالات الأخرى ؛ وما ذاك إلا أبسط حقوق هذا الوطن المعطاء في ظل حكومته الرشيدة التي وفقها الله لخير البلاد والعباد.

اللهم ارحم جميع المسلمين أمواتاً وأحياء ؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛؛؛

المصادر :
1. وثائق الجد سالم بن صالح بن عبيد (دفتره الخاص) رحمه الله .
2. وثائق الجد محمد بن سالم بن صالح بن عبيد (دفتره الخاص) رحمه الله.
3. روايات مباشرة من جدي عبدالله بن علي بن سالم القرزعي –رحمه الله- 1318-1418هـ
4. توثيق الشيخ محمد بن عثمان القاضي أمين المكتبة الصالحية.
5. روايات عن المؤرخ عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي رحمه الله.
6. كتاب التعليم في القصيم للدكتور محمد السلمان.

هناك 6 تعليقات:

  1. يكفي ماذكر عن هذة الاسرة من عراقة واصل وتاريخ مشرف وهذاء ليس غريب على اسرة بن عبيد المعروفة عبر الزمن بشهادة اهل عنيزة غقد خدموا هذا الوطن قديما حديثا منهو المعلمون والمعلمات والضياط والقادة ومنهم على سبيل المثل وليس الحصر اللواء صالح القرزعي اسائل اللة سبحاتة وتعالى ان يبارك بهذة الاسر ةوينفع بهاالدين والوطن والسلام عليكم ورحمةو الله وبركاتة == عبدالله محمد الصالح الغفيلي السنجاري الشمري

    ردحذف
  2. أشكر الأستاذ عبدالله العلي القرزعي علي هذا الموضوع وحبيت اضيف معلومة من ضمن المعلومات الصحيحة وهي دراسة الشيخ صالح بن حمد العباد رئيس الديوان الملكي وسكرتير الملك فيصل عند الشيخ المعلم صالح القرزعي رحمة الله تعالى .

    ردحذف
  3. هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي من آل سعدي من الحمران من قبيلة النواصر أحد قبائل تميم، ولد في بلدة عنيزة في القصيم، وذلك يوم 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية الشريفة، وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنون، وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيما ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في التعلم ولقد تعلم علي يد الشيخ المعلم صالح العبيد القرزعي ايضا شكرا للاستاذ عبدالله العلي العبيد القرزعي

    ردحذف
  4. ولد الشيخ ابن سعدي في عام 1307هـ وهو نفس العام الذي ولد فيه المعلم صالح عبدالله بن عبيد.
    وإن كان الشيخ ابن سعدي تتلمذ على يد أحد من المعلمين الثلاثة فالأرجح أن يكون درس علي يد عبدالله السالم الذي افتتح مدرسته 1305هـ

    ردحذف
  5. بيّض الله وجهك يابو علي على هالترجمة
    تصدق اني كنت أبحث عن سيرته من يوم شفت المدرسة المنسوبة اليه

    ردحذف
  6. استاذ عبدالله نفتخر نحن بعدة اعلام مرموقين ينتسبون لعنيزه ومن ابرزهم مؤسس التعليم الحديث الاستاذ صالح العبدالله القرزعي ونتمنى تخليد ذكره بما يستحقه رحمه الله تعالى

    ردحذف