2010/06/10

احذر الفضول ... فإنه منقصة و مثلبة المروءة


كتب . عبدالله القرزعي -

(كيف أخباركم ... أخبار خير ) لا تكفي البعض
يردف متسائلاً (أموركم ... أمورنا طيبة) لا تكفيهم أيضاً
وأخيراً وليس آخر (ما تدري عن فلان؟ ... وماذا حل بعلان؟ .... ومن ذهب ولماذا ؟ )
وكالة أنباء خاصة يمتلكها البعض وبكفاءة ؛ تجدهم يبحثون عن الأخبار بل تفاصيل تفاصيلها ؛ لا يكتفون ولا يتكيفون إذا ما حصلوا على تفاصيل الأحداث.
سؤال يتبعه أسئلة وتعمق في تفاصيل الأحداث أيا كانت وخوض في خصوصيات الأخرين ؛ وكأنهم مأجورين على فعالهم.

تلك سمة يكمن جانبها الإيجابي فيما لو كانت الأخبار التي يبحثون عنها خيراً ولنشر التفاؤل بين الناس ؛ ومنحهم مزيداً من الأمل في الحياة .
بيد أن البعض لا يعنيهم هذا الأمر تحديداً والمهم لديهم إشباع نزعة أودعها الله لاستعمالها في الخير والتعلم من تجارب الأخرين ؛ أما في حالة أصحابنا فإنهم يلهثون حول المعلومات بغية إلمامهم بجميع ما يدور حولهم دون إضافة ايجابية بل غالباً ما تكون لإضافة السلب.

أذكر أحدهم يسأل كل من يقابله أياً كانت درجة العلاقة به عن سنوات خبرته وهذا سؤال لا بأس به !!! بيد أنه مقدمة للسؤال عن مقدار الراتب وكم تصرف وكيف ولماذا وعلى ماذا ؟؟؟!!
وآخر يهمه معرفة جميع الأحداث في المحافظة حتى نسج خيوط علاقاته على هذا الأساس فزميل له في الشرطة وآخر في المستشفى وآخر في المحكمة والسجن والبلدية والدفاع المدني ....... ويزعجه أن يحدث أمر لم يسمع عنه أو يتوقع حدوثه.
ذات مرة أكد لي أحدهم بل حلف بالله أنني رشحت لرئاسة قسم في عملي ونفيت لأني لا أملك المعلومة وأنا صاحب الشأن فرد على وقال : أن القرار مطبوع وستبلغ به فقط قبل تعميمه رسمياً .... الغريب أن هذا الشخص خارج مبنى الإدارة التي أعمل بها ؟؟؟!!!
وصدق تنبؤه أو فضوله في البحث عن الخبر ... ولكن أنا له هذا !!
وتلك ظاهرة خطيرة وسوء تقدير لأهمية السرية في الدوائر والمؤسسات من قبل بعض الموظفين ؛ لأنها تنقل أخبار تعتبر سرية إلى حد ما وإفشاءها في غير توقيتها خطر مؤكد .

بقي أن أتساءل عن المردود الذي يجنيه هؤلاء من تلك الفعال ؛ وما المرض الذي يعانون منه في نهمهم في جمع الأخبار وتقصي المشاكل والأحداث.
المؤكد أن البعض يجاملهم وبشدة ويعطيهم معلومات لا تعنيهم في شيء ؛ وهو أمر أشد خطورة من ما يعانونه....
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) أخرجه الترمذي و غيره و صححه الألباني
وعنه أنه قال : ( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم ، أو سكت عن سوءٍ فسلم ) صحيح الجامع
وذُكر أن من علامة قوة الرجل في دينه أن يترك ما لا فائدةَ فيه من كلامٍ وغير ذلك، روى ابن حبان أن في صحف إبراهيم عليه السلام ( على المرء العاقل أن لا يشتغل إلا بما يعنيه).

والله الموفق ؛؛؛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق