2009/06/15

تطبيقات التقويم المستمر في تعليم عنيزة ونظرية الإمام الكناني


تطبيقات التقويم المستمر في تعليم عنيزة ونظرية الإمام الكناني


كالمعتاد رعاية رائعة للحوار التربوي من قبل جريدتنا الغراء (الجزيرة) في عددها ذي الرقم 13024 بتاريخ 21/5/1429هـ وتمثلت تلك الرعاية في نشر مقالة وردين لطرح تربوي هو غاية في الأهمية حول (التقويم الوصفي المستمر) الذي يغطي مع بداية العام الدراسي القادم –بإذنه تعالى- نصف طلاب التعليم العام (طلاب المرحلة الابتدائية بنين وبنات في مملكتنا الحبيبة).



دعوة للأستاذ العويد ... كما دعوت معالي الوزير ندعوك


تحدث زميلي التربوي العويد في رده في العدد المذكور تحت عنوان (الإمام الكناني وتطوير التقويم المستمر في الصفوف الأولية) تحدث الزميل عن (نواتج ومخرجات التقويم المستمر من واقع ميدانه الذي يعمل فيه ) وقد وفق في اختيار عنوانا جاذباً لمقالته التي رد فيها على طرح مطولا لي عن (التقويم المستمر أسسه وتطبيقاته).




ولكي لا نطيل على القارئ والمتابع الكريم ونعطي فرصة لطرح موضوعات تربوية أخرى يسعدني أن ألخص للجميع ما تم طرحه في المقالات الثلاث الماضية وما سيتم الآن :




1.اتفقت أنا وزميلي على الحاجة لنظام التقويم المستمر كأحد أهم أركان التقويم البديل –التطور الحديث لعلم القياس والتقويم التربوي- في مقابل نظام الاختبارات المعيارية.




2. كل عملية تغيير تنقسم إلى ثلاث مراحل (مدخلات – عمليات-مخرجات) ويمكن القول أيضاً (تخطيط –تنفيذ-تقويم) زميلي كان يركز في طرحه على المخرجات أو مرحلة التقويم ،أما أنا فقد كنت مستغرقاً في الطرح حول مرحلتي المدخلات والعمليات أو التخطيط والتنفيذ ... وهنا وإن لم نتفق في الطرح فقد تعايشنا معه ، وبلغة علمية حديثة وبعيداً عن أسلوب الإمام الكناني -رحمه الله -أود أن أقول إذا كنا بصدد دراسة مشكلة فمن الظلم علمياً أن نقفز للمخرجات مباشرة ! دون النظر في المدخلات والعمليات أو التخطيط والتنفيذ وجودتها ومدى دقة التنفيذ فيها ، لنصل في الأخير إلى تحديد واضح للمشكلة يبنى عليه الفروض وتبحث المشكلة بشكل علمي، لنتجنب إطلاق حكم بمجرد مشاهدات بسيطة لعينة قليلة وانتقائية من الميدان.




3. في طرحي السابق كان لي أهداف عدة أهمها نشر ثقافة التقويم البديل ومنه التقويم المستمر في ميداننا الذي مازال مستغرقاً في حصر ممارسة مفهوم تقويم الطالب على أنه ( عملية تدريس واختبار واسترجاع للمعرفة فقط) في مقابل إهمال الأداء وعدم التركيز على مستويات عمليات التفكير العليا وفق تصنيف بلوم ، ومراعاة الفروق الفردية في الذكاء بين الطلاب والذي أثبتته اختبارات الذكاء المحكمة ومنها اختبار وكسلر ، ولم يكن الإسهاب في التفاصيل استعراضاً بقدر ماهو ( ماذا قدمنا للتقويم المستمر كقادة للعمل التربوي وماذا ننتظر منه) ، وحتى لو افترضنا جدلاً سوء نواتجه فقد تكشف تفاصيل التقويم المستمر التي طرحتها أحد أهم المسببات وقد يكون (قصورنا في الإلمام بموضوع التغيير وأساليب قيادته وإحداثه) وللجميع آمل تأمل العبارة التالية ( إذا كنت لا تعرف ما تريد حتما ستجني ما لا تريد) وأؤكد أنها ليست من عبارات الإمام الكناني -رحمه الله-التي قالها في معية الخليفة المأمون.




4. تأملوا معي تدرج العمليات التالية لأثبت لكم أمراً هاماً :

- في عام 1417هـ كان لإدارة تعليم عنيزة شرف البدء في تجربة المشرف المساعد في الصفوف المبكرة.




- طرحت الفكرة في لقاء رؤساء الإشراف التربوي - عنيزة 1418هـ- بورقة عمل قدمها الخبير التربوي الأستاذ / إبراهيم العبيكي -حفظه الله - وتمخضت عن إنشاء شعبة الصفوف الأولية التي جربتها سبع إدارات تعليمية 1419هـ ومن ضمنها تعليم عنيزة .




- في 1420هـ تم تعميم الإشراف على الصفوف الأولية على مناطق وإدارات التعليم في المملكة.




- كانت إدارة تعليم عنيزة متبنية وحاضنة وراعية تطبيق تجارب عدة تخص الصفوف الأولية عل أهمها :

· تجريب كتاب القراءة في الصف الأول الابتدائي 1417هـ.

· المشاركة في وضع الإطار التنظيمي لشعبة الصفوف الأولية 1418هـ.

· تحكيم مهارات الصفوف الأولية وإعادة صياغتها 1420هـ.

· التدريب على التقويم المستمر منذ وقت مبكر 1420هـ من خلال برنامج تدريبي أعد خصيصاً لتدريب كافة منسوبي المدرسة الابتدائية خاصة من يدرس الصفوف الأولية وقد درب عليه أكثر من 1500 تربوي من مختلف الفئات مشرفين ومديرين ووكلاء ومرشدي الطلاب ومعلمين .




هذا الطرح التاريخي لم أسرده لعرض انجازاتنا بقدر ما أحاول من خلاله وصف العمليات التي تمت وأوصلتنا إلى تطبيقات جيدة للتقويم المستمر حتى بتنا على الأقل لا نشعر بما يشعر به زميلنا الأستاذ العويد ... نعم كان التقويم المستمر 1420هـ مولوداً خديجاً سعدنا به احتضناه وأوليناه الرعاية والاهتمام دون الحاجة للتمسك بما سيقدمه الآخرين ومشاعر وشعور المقاومين الشخصية واكتفينا بالموضوعية والطرح الهادئ .... ونزعم بأن مبادرتنا هي جزء بسيط من واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه هذا الوطن المعطاء.





5. باسمي وباسم زملائي في شعبة الصفوف الأولية وكافة منسوبي إدارة التربية والتعليم في محافظة عنيزة نشرف بدعوة الزميل العويد وجميع المهتمين لإدارتنا وقبلهم معالي وزير التربية والتعليم ليقفوا على قراءة طلاب الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي وحتى الصف الخامس باعتبار تطبيق التقويم المستمر على هذه الصفوف حتى تاريخه ، عل تلك الزيارة تكشف للجميع أن الاهتمام بالمدخلات والعمليات أو التخطيط والتنفيذ وقيادة التغيير الواعي تعطينا نتائج ومخرجات مرضية حتى يأخذ موضوع التغيير وقته وتكتمل الظروف المعيارية لتطبيقه وتتأصل الممارسات والتطبيقات الصحيحة.




ختاماً...


كثيراً ما واجهتنا تهمة (التحيز للتقويم المستمر... وتظليل نظرة الوزارة للميدان بهذا الطرح) ... وهذه والله تهمة نشرف بجزئها الأول ونستغرب من جزئها الثاني ومن التصور القاصر الذي يعتقد أن وزارة التربية والتعليم واللجنة العليا لسياسة التعليم بمملكتنا الحبيبة تتخذ قراراتها بمجرد أطروحات حوارية كتلك أو تقارير (ورقية كما وصفت) تتضح فيها النزعة الشخصية وتحييد العلمية والموضوعية ، ومن جزء التهمة الأول – التحيز للتقويم المستمر-التي نشرف بها أقول ... بأننا تعلمنا و تقبلنا التغيير واحتضناه، ومنها حاولنا فهمه كقادة للعمل التربوي قبل نقله وإحداثه في الميدان ، ومنها تعلمنا أهمية المنهجية العلمية واللحاق بركب التطور العلمي لمختلف العلوم، ومنها تعلمنا أن الشعور والمشاعر والخبرة الشخصية المبنية على أسس وممارسات عثى عليها الزمن وشرب لا تبني مستقبلا واعد لأمة بل الموضوعية والتطور العالمي والعلمي وما يتبعه من ممارسات علمية.


عبدالله بن علي القرزعي - عنيزة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق