2021/09/10

المعلم والمعلمة .. وماعند الله خير وأبقى

 منقول بتصرف . عبدالله بن علي القرزعي



يحكي وكيل مدرسه -جزاه الله خيراً- ويقول:

في أحدى المدارس الثانوية التي عملت بها 

اتصلت إحدى الأمهات على  مدير المدرسة ؛ وطلبت منه أن تتحدث إلى معلم الدراسات الاجتماعية لأمرٍ ضروري؛ لكن المدير اعتذر منها بحُكم أن المعلم في حصة ولايستطيع اخراجه من الفصل؛ من أجل الرد عليها.

عندها قالت الأم : سوف أتصل لاحقا

وفي اليوم الثاني اتصلت مرة أخرى، وطلبت الحديث مع نفس المعلم !!

لكن ..  مدير المدرسة اعتذر منها لنفس السبب..

عندها عرض عليها  المدير مساعدتها في إيصال رسالتها إلى المعلم؟

قالت الأم :

 أريد أن تبلغ معلم الاجتماعيات  أنني ولية أمر الطالب فلان بالصف الأول ثانوي ، وأني أخذت عهداً على نفسي أن أدعو للمعلم في سجودي، وصلاتي، وفي قيام الليل، والحج، والعمرة،  أدعو له ولوالديه بالجنة، والمغفرة، والرزق، والبركة ،وصلاح الابناء....

 يقول مدير المدرسة :

 ذهلت وسعدت مما سمعته من الأم  ؛ مادفع فضولي لأسألها : ماهو الفضل الذي قام به هذا  المعلم ؛ حتى ينال هذا الجزاء العظيم ...

قالت : وهي تبكي يا أستاذ ابني كان لايصلي أبدًا وكنت مُتعبة نفسيًا، واستخدمت معه أساليب عدة دون جدوى ، ولا أنام الليل بسبب التفكير في هذا الموضوع والدعاء له ...وفجأة وبدون مقدمات لاحظت ابني يذهب للمسجد حتى صلاة الفجر لايفوتها ..

فقلت في نفسي : قد تكون لحظة عابرة؛ لكنني راقبته أسبوعًا كاملاً ووجدته محافظًا على الصلاة أشد المحافظة فالحمد لله رب العالمين

وعندما  سألت ابني  ما الذي طرأ وجعلك محافظاً على الصلاة ؟

قال: معلم الاجتماعيات في مقدمة الحصة ذكرنا بوجوب الصلاة وفضلها وأهميتها لحياة الإنسان وأخرته ؛ وعقوبة تاركها، وما راح أتركها بعد اليوم.

يقول مدير المدرسة : المعلم ظاهره عادي جداً ،  لكن كان فيه من الصلاح والصدق والأخلاق، والإخلاص  الشيء العظيم...

استدعى مدير المدرسة المعلم ليبشره بالخير وبهذه البشارة العظيمة ...

 وعنما بلغه ، لم يتمالك المعلم نفسه وأجهش باكيًا من الفرحة وحمد الله..

سبحان الله العظيم ...

ما أعظم الإخلاص في العمل والصدق فيه ، وما أعظم بركة الأعمال وإن بسطت إذا تبعت بالنية الحسنة ..

هنيئا للمعلمين والمعلمات

 الناصحين الصادقين، الذين يدلّون  طلابهم ويرشدونهم إلى ما ينفعهم ،ويرغبونهم فيما يرضي الله تعالى ، ويحذرونهم مما يغضبه سبحانه ،هنيئا لهم الحسنات الجارية..

عن أبي أمامة الباهلي قال:

((ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)) رواه الترمذي وصححه الألباني.

اللهم وفق كل معلم ومعلمة يعملون بالخير والصلاح ، وبارك لهم في صحتهم وذريتهم وأموالهم وتقبل منهم وقر أعينهم في الدنيا وارفع درجاتهم في الفردوس الأعلى من جناتك مع الأنبياء والصدقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ... اللهم أمين أمين أمين  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق