باتت النظم التربوية على مستوى العالم تنشد مواكبة تحولات فرضت نفسها على المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ......اليوم –بعد توفيق الله -لا ورقة رابحة أكثر قيمة من ورقة الموارد البشرية ؟ التي تبني القوة الاقتصادية الكفيلة بتغيير موازين جوانب حياتية كثيرة بشرط اقترانها بالمعرفة والعلم فالمال مورد مهم لكن شأنه مقترن بالمورد البشري وما يمتلكه من هوية وقيم ورؤية .
وإذا تأملنا فإن المورد المادي بحكم الجماد الذي لا يحرك نفسه ولا يعطيه القيمة إلا المورد البشري. عليه باتت (الجماجم -العقول-أهم من المناجم-الثروات الطبيعية-).
في وطننا الغالي مازال طموح الدخول لعصر اقتصاد المعرفة بهوية وطنية مدركة حُلم سيتحقق بإذن الله نماء ورفعة لوطن الخير والسلام والإسلام.
وأمام هذا التحدي الكبير كان لزاماً الأخذ ببعض متطلبات اللامركزية الإدارية وفلسفتها القائمة على منح وتفويض صلاحيات أوسع وأكثر نفوذاً للمدارس وفروع الوزارة بما يحقق نمو القيادات وإتاحة الفرصة لبروزها بجانب الهيئات والمؤسسات المساعدة على تحقيق الأهداف.
التربية والتعليم ....
يعول عليها الشيء الكثير كونها تحتضن عقول نشء الوطن وثروته الحقيقية والناتج الأهم لبناء هوية الوطن وفق التحديات التي يعيشها.
ومن الصعب الانتقال من المركزية المتجذرة لردح من الزمن للامركزية المنشودة في يوم وليلة بيد أن التدرج الزمني المعقول مطلب هام.
إن دخول مشروع وشركة تطوير ومركز قياس وموهبة ... وغيرها ضمن منظومة العمل التربوي في وطننا الغالي لهو أمر في غاية الأهمية وخطوات للأمام المأمول . إضافة إلى منح المدارس صلاحيات وميزانيات وأدلة تنظيمية و وإجرائية وتشكيلات مدرسية ؛ وإعادة دراسة هيكل الوزارة ومكوناته ومهامه واختصاصاته وكذلك إدارات التربية والتعليم ....
كل ذلك خطوات تسارعت خلال العشر سنوات الأخيرة وأحدثت حراكاً نحو غد مشرق بإذن الله .
بيد أننا بحاجة أكبر إلى التوسع في التنمية المهنية وحوافز قيادات المدارس وربط الحكم على جودة عملها إلى مجالس ضمن بيئة كل مدرسة ومجتمعها المحلي بمساعدة جهات تقويمية خارجية.
إن تمكين المدرسة هو أكبر أهداف اللامركزية المنشودة كونها مع الأسرة لبنتان إن ضمنا فاعليتهما ضمنا تطوراً للنظام التربوي بأكمله.
ومازالت المدرسة بحاجة إلى ماهو أبعد من تطوير البيئة المادية والتجهيزات والمناهج فكل ذلك ركن هام لكنه لايوازي ركنية المورد البشري المعلم ومنسوبي المدرسة لذا كان ومازال لزاما علينا تركيز العمل في تمكين المدرسة وإعادة النظر في قياداتها وحوافزهم وصلاحياتهم.. ومنسوبيها وتطويرهم مهنياً وصولاً لتمكينهم وتمتين كفاياتهم ومهاراتهم.
أما عن جهاز الوزارة وإدارات التربية والتعليم فيبدو تقليص أدوارهم لما هو أهم ليس خياراً فقط بل مطلب مُلح وهام لتتفرغ للتخطيط والتطوير والرقابة والضبط ...
كلي أمل بأن يأتي اليوم الذي نشير فيه لكل مدرسة بهوية تربوية مستقلة فاعلة ذات جودة عالية من الأداء المتقن ضمن سياسات تبني للوطن مجدة وللمواطن هويته المتفردة عن كل شعوب العالم ...
كيف لا ووطنا بلاد الإسلام ومهبط الوحي وفيه بعث خير الخلق نبينا محمد صل الله عليه وسلم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق