2012/03/31

( ثلاثة وثلاثون ) خطوة لتدريس ناجح فعال

جامعة المنوفيةنمو مهني

 1ـ اعرف عملية التدريس

إن أي مهنة لا يمكن أن اتقانها إلا بعد الإلمام بأصولها ومبادئها. وللتدريس ـ الذي هو عملية التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد، منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب التعلم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي.

وإلمام المعلم بالطريقة التي يتم بها التعلم، والأشياء التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا، يساعده على اختيار الطريقة الصحيحة في التدريس التي تناسبه وتناسب طلابه ومادته. ويساعده على تلافي كثير من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المعلمين

2ـ اعرف أهداف التدريس .. الأهداف العامة/ الأهداف الخاصة / الأهداف السلوكية

للأهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في الآتي:

1- توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.

2- إيجاد الدافع للإنجاز، وإبقاؤه فاعلا

3- تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل.

وهذه الأمور الثلاثة تجعل الأهداف ذات أهمية كبرى للمعلم أثناء تدريسه. فمن المهم أن يحدد المعلم أهدافه من التدريس، وبشكل واضح. ولا يمكن أن يتم تدريس ناجح دون وجود أهداف واضحة، والأهداف أنواع، فهناك أهداف عامة ـ بعيدة المدى ـ وهناك أهداف خاصة ومرحلية. والعلاقة بين العام والخاص من الأهداف علاقة نسبية .

3ـ اعرف طلابك مستواهم /خصائصهم العمرية/ أفكارهم..

عندما يواجه المعلم طلابه لأول مرة فإنه يشعر انه يواجه عالما مجهولا لديه إلى حد بعيد. لكنه في الغالب عبارة عن فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسية والعاطفية. لذا فإن معرفته المسبقة بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيده في وضع القواعد للتعامل معها. وتفسير كثير من تصرفاتهم بل وأحياناً يستطيع أن يتوقع ـ إلى حد كبير ـ ما يمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكلات تعليمية، كذلك معرفة مستوى الطلاب الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهم يفيده في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدرس، واختيار الأمثلة.

4ـ اعدَّ دروسك جيدا

الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح.

خطوات الإعداد

تحديد الأهداف: على المعلم أن يحدد أهداف الدرس بدقة ووضوح، ويصغها صياغة صحيحة.

الاعداد الذهني: وهي رسم الخطة لتحقيق تلك الأهداف.

الاعداد الكتابي: وهو تسجيل لطريقة سير الدرس شكل خطوات واضحة ومحددة، مع مراعاة في كل خطوة عامل الوقت وارتباطها بأهداف الدرس.

إعداد متطلبات الدرس: حيث ينبغي على المعلم الاهتمام بتحضير الوسائل التعليمية المعينة والتأكد من صلاحيتها وإمكانية استخدامها في المكان الذي ستستخدم فيه. وينبغي ألا يؤجل إعداد الوسيلة إلى بداية الدرس حيث أن هذا يضيع الكثير من الوقت، وقد لا تكون الوسيلة المرادة متوفرة أو صالحة للاستعمال.

التنبؤ بصعوبات التعلم: حيث أن المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يتنبأ بعناصر الدرس التي ستكون صعبة على الطلاب، فيحسب لها الحساب أثناء إعداد الدرس فيكون مستعدا لها فلا تفسد عليه تخطيطه لدرسه.

التدريب على التدريس : بعض الدروس ـ أو بعض الخطوات فيها ـ وخاصة التي تقدم لأول مرة قد تحتاج إلى شيء من التدريب، فلا بأس أن يقوم المعلم بالتدرب عليها ليضمن أن يقدمها بصورة مرضية أمام الطلاب.

5ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة

للتدريس عدة طرق، وليس هناك طريقة من هذه الطرق صالحة لكل الأحوال بل هناك عدة عوامل تحدد متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها، وعلى المعلم ان يقوم بتحديد ما
يناسبه من هذه الطرق في ضوء المعايير التالية:

1. الدرس المراد شرحه.

2. نوعية الطلاب.

3. شخصية المعلم وقدراته.

( أهداف واضحة ومحددة + طريقة صحيحة = درس ناجح. )

بشكل عام، ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن:

1. يهيئ الطلاب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته.

2. يتأكد من معرفة الطلاب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة، ولو عمل لها مراجعة سريعة لكان أفضل.

3. يقدم الدرس الجديد.

4. يلقي الأسئلة على الطلاب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم.

5. يعطي الطلاب الفرصة للممارسة والتطبيق.

6. يقيم الطلاب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه.

6ـ كن مبدعا وابتعد عن الروتين

إن التزام المعلم بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل الدرس عبارة عن عمل رتيب ممل، لذا عليه ان يحاول دائما أن يتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، ويكون مبدعاً في تنويع أساليب العرض.

فعليه ان يختار لكل درس بدايته المشوقة، فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طلابي. فكلما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطلاب أكثر، كذلك يحاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعا مختلفا فى تنظيم جلوس الطلاب، فمرة على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة.. وهكذا.

7ـ اجعل درسك ممتعا

على المعلم أن يتوقف ويراجع طريقته فى التدريس إذا رأى أنها سبب في إملال الطلاب، فالهدف ليس إكمال الدرس ، بل الهدف هو إفادة الطلاب ، فيقوم باستخدم الاسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة، ويسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة تروح عن النفس وتطرد الملل، كذلك يحاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط أنفسهم، لا أن يشاهدوا من يقوم بالعمل، كذلك على المعلم ان يرغب الطلاب في عمل ما يريده منهم ويجعل الأفكار تأتي منهم! فمثلا بدلا من أن يقول ذاكروا الدرس السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة، يقول لهم: "ماذا تحبون أن تفعلوا حتى أعطيكم درجات أكثر في المشاركة؟!.. ما رأيكم في مذاكرة الدرس السابق؟!"

8ـ استثر دافعية التلاميذ

من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن يتعلم طالبا ليس لديه دافعية للتعلم. لذا على المعلم ان يبدأ بتنمية دافعية الطلاب واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة الفصل، مستخدما كافة ما يراه مناسبا من الأساليب التي منها: ربط الطلاب بأهداف عليا وسامية ، استخدام التشجيع والحفز ، تحديد أهدافا ممكنة ومتحدية ، اشعال التنافس الشريف ، المكافأة .

9ـ "إنما بعثت معلما ولم أبعث معنفا!"

ان دور المعلم هو ان يعلم لا ان يعاقب من لا يتعلم! فعليه ان يتذكر أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. وان يكون صبوراً وان يلطف ببطيئي التعلم والمهملين ويثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز المعلم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالبا ما يكون سبب الإهمال البطء في التعلم وغفلة المعلم عن ذلك.

دخل معاوية بن الحكم رضي الله عنه في الصلاة مع الجماعة ولم يعلم أن الكلام قد حرم في الصلاة، فعطس أحد الصحابة فشمته فنبهه بعض الصحابة ـ بالإشارة ـ فلم يفهم واستمر في كلامه، فلما انتهت الصلاة ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليه خائفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل لطف ولين: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتحميد وقراءة القرآن، فقال معاوية معلقا على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي هو وأمي، ما رأيت أحسن تعليما ولا أرفق منه صلى الله عليه وسلم.

10ـ اجعل اتجاهك جيدا نحو التلاميذ

أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المعلم لتلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم. فإذا كان المعلم ينظر إلى تلاميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلم وجادون ـ ويحسون هم بذلك ـ فسيؤثر هذا إيجابيا عليهم، أما إذا كان المعلم ينظر إليهم على أنهم كسالى ولا يفهمون شيئا فسيكونون كذلك.

لذا على المعلم أن يكون متفائلاً ، وأن يظهر تقديره لاستجابات الطلاب ومشاركاتهم وأن يعلمهم الطموح ويثير حماسهم.

11ـ حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني

على المعلم أن يحرص دائماً على الاستمرار في نموه العلمي والتربوي، فإنه لا شيء من هذه الدنيا في ثبات فكل مالا ينمو فهو يذبل! لذا على للمعلم تنمية نفسه بالقرآءات الموجهة واللقاءات التربوية والدورات التدريبية

12ـ كن قدوة في علو الهمة والأمانة والجد

على المعلم ان يكون قدوة لطلابه فى الخلق الحسن والصفات الحميدة وعلو الهمة والجد والأمانه.

13ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريس!

من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية. فما يكتسبه الطلاب من شخصية المعلم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم ونظرته للأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائما أشياء غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المعلم ـ ربما وهو لا يشعر ـ وقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية.

إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطلابه والمهتم بعمله يكتسب منه الطلاب حبا للعلم وحبا للمدرسة وحسن خلق في التعامل مع الآخرين مهما كانت المادة التي يدرسها، والعكس بالعكس! فشخصية المعلم ذات أثر كبير في طلابه.

14ـ قل: لا أعلم!

يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع أن الإجابة على سؤآل ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المعلم لأمور:

1. يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقلية الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.

2. يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوبا من المعلم (ولا من الطالب) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.

3. هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طلابه.

لكن يجب على المعلم أن يرشد طلابه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.

15ـ استخدم وسائلك التعليمية بفعالية

عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل…} خط لهم خطا مستقيما وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطا كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه السبل…!

وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلا من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا!

للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم، فهي:

· توفر على المعلم الكثير من الكلام النظري

· تجذب انتباه الطلاب

· تكسر رتابة الشرح والإلقاء

· تثبت المعلومة

· توضح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.

فعلى المعلم استخدام الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو يقوم بإعدادها بنفسه أو يكلف
الطلاب بذلك ، وان يتأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي يريده منها ظاهر للطلاب، فكلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل، وان يجعل الوسيلة شيقة وجذابة، ويكون مبدعا فيها مبتعداً عن التقليد، ويكون حذراً من الوسائل الخطرة، ويتأكد أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة، مثلا: وجود مسمار أو شريط لاصق لتعليق اللوحة، مصدر كهرباء، فصل مظلم...إلخ، وألا تستخدم وسيلة لا يعرف طريقة تشغيلها، فهذا قد يسبب شيئا من الآتي:

· إفساد الجهاز، وقد يتضرر الطلاب أو المعلم بذلك.

· إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله.

· الارتباك والإحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طلابه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز.

16ـ السبورة .. صديقك الدائم فأحسن استخدامها!

يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة أمر عشوائي لا يخضع لأصول وقواعد، وهذا غير صحيح. فالمعلم الناجح يستخدم السبورة بشكل منظم ولأهداف محددة.

فعليه ان يقم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثلاثة، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها أثناء الشرح، وألا يتكلم وهو يكتب على السبورة، وعند الكتابة على السبورة لا يعطي ظهره للطلاب، بل يعطهم جنبه. وألا يكتب شيئا خطأ على السبورة، و أن يستخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة، بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط بين الأشياء. ويتأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطلاب في آخر الفصل.

17ـ "لا تغضب..!"

غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.

كيف تتجنب الغضب

- تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.

- توقع السلوك

- لا تهول الأمر!

- إياك والظلم..!

18ـ أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب

في كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على هذه المشكلة أو التخفيف منها

o ان يجعل المعلم فصله ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا يسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.

o يبحث عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل ويقوم بإزالته إن أمكن

o يجعل ذلك الطالب المشاغب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.

o ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن يوقف المعلم الدرس ، فأحياناً يكون مجرد النظر إليه أو المرور بجانبه والتربيت على كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.

o من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فعلى المعلم ان يشغل الطلاب.

o استخدام أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. وأخذ وعداً ألا يكرر ما حدث.

o محاولة نقل الطالب لفصل آخر.

o لا تستخدم الضرب.

19ـ خطط ونفد وقيم و شاور تلاميذك وأشركهم في شيء من التخطيط

التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه. وعلى المعلم ان يخطط لما يقوم به من أعمال وأن يشاور تلاميذه فيما ينوي أن يعمله ـ ما أمكن ـ فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما يريد المعلم عمله.

20ـ اعمل اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقييما لك أيضا!

يقال إن الاختبار عملية ضابطة تقيس أداء المعلم والمستوى التحصيلي للطلاب. وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علمية من حيث وضع واختيار الأسئلة وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المعلمين في ظنه أن وضع مجموعة من الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المقرر.

وعلى المعلم أن :

o يضع هدفا للاختبار

o يحدد الوقت المخصص للاختبار ويحدد عدد ونوعية الأسئلة بناء عليه.

o يقوم بتحليل المادة الدراسية

o يضع الأسئلة بحيث يكون هناك تناسب بين الأسئلة الموضوعة وأجزاء المادة.

o يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، فالاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

وتكون أسئلته متنوعه بين أسئلة موضوعية أم مقالية ، أسئلة "الصح" والخطأ ، أسئلة الاختيار من متعدد، أسئلة الربط ، أسئلة إكمال الفراغ ، أسئلة المقالات، واختبارات شفهية، مع مراعاة ضوابط كل منها.

21ـ "يسروا ولا تعسروا..!"

من المعلمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدده معهم، وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي، والمعلم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئا بالحفز والترغيب وشيء من الترهيب، أما التشديد والتعنت فكل يحسنه! والنفوس دائما تميل إلى من يسهل عليها الأمور. والله عندما أمر بالصيام، ولما فيه من المشقة قال: {أياما معدودات} تسهيلا للأمر على النفوس.

22ـ كن معلما مربيا.. لا ملقنا!

ليست مهمة المعلم أن يحقن أذهان الطلاب بالمعلومات، بل المعلم مربِ، فبالاضافة إلى تنمية الناحية المعرفية عند الطالب وإكسابه المعلومات تكون مساعدته على النمو من جميع الجوانب العقلية والروحية والجسمية والنفسية والعاطفية، وإكسابه الاتجاهات الصحيحة، فتكون المعلومات وسيلة لا غاية في ذاتها، فليس المقصود ـ على سبيل المثال ـ أن "يعرف" الطالب أن الصدق صفة حميدة بل الهدف أن يتمثل الصدق في تعامله وأقواله وأفعاله.

23ـ انتبه إلى مواهب تلاميذك وقم بتنميتها، ولا تكن جامدا على مقررك!

المعلم مربِ، لذا عليه أن يتنبه إلى الجوانب الإيجابية ونقاط القوة في طلابه حتى يساعدهم على استغلالها والاستفادة منها. فيجب ألا يشغل التدريس المعلم عن التنبه لهذه النقطة، فقد يكون لدى بعض الطلاب مواهب ومهارات لا تعتني بها المقررات على الوجه المطلوب، فعلى المعلم ان ينتبه، فكم من الإبداعات وئدت وكم من العقول ذات المواهب أهملت ولم تنمَّ وتوجه التوجيه الصحيح بسبب غفلة المعلم أو جهله. وتلك ثروات تهدر وطاقات تضيع سدى!

24ـ راع الفروق الفردية

من المسلمات التربوية أن الطلاب يختلفون في قدراتهم العقلية ومهاراتهم وسماتهم النفسية، فيجل ألا يغفل المعلم عن مراعاة هذا الجانب في تعامله مع طلابه. فالطالب الذكي المتفوق يحتاج إلى نشاطات تتحدى قدراته حتى يستمر في تفوقه، والطالب البطيء التعلم يحتاج إلى تأنِ ورفق في التعليم، والطالب الخجول يحتاج إلى أن يعامل بطريقة لا يتعرض بها إلى الإحراج الشديد أمام زملائه. وهكذا مع كل نوعية من الطلاب، يجب أن يعاملها بما يناسبها وبما يجعلها أكثر فعالية. وهذا مع فائدته في هذا الجانب فإنه يجعل الدرس أكثر حيوية بتنويع أساليب الشرح والتعامل مع الطلاب.

25ـ استخدم الواجبات المنزلية بفعالية

يرى بعض المعلمين أن الواجبات المنزلية تحصيل حاصل أو أمر روتيني يؤدى بلا هدف، والواقع أن الواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططا له وله أهداف محددة. فليس القصد إشغال الطلاب أو إتعابهم.

26ـ أدِر فصلك بفعالية!

يجب ألا يكون المعلم هو المصدر الوحيد للتعلم وألا تكون أنشطة التعلم متركزة حوله، بل يجب أن ينحصر دوره في الإشراف وتسهيل عمليات التعلم. وأن يعود الطلاب على طرح الأسئلة ، وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة تأتيهم جاهزة، وأن يكون عادلا في توزيع أنشطة التعلم على الطلاب

27ـ حافظ على وقت الدرس

الوقت هو الدرس، فبدون الوقت لا يستطع المعلم أن يقدم درسا. لذا فعليه الحفاظ على وقت الدرس وجعل كل دقيقة فيه تخدم الأهداف التربوية.

28ـ علم الطلاب كيف يتعلمون

يشكو المعلمون وأولياء الأمور من إهمال الطلاب لدروسهم وعدم مذاكرتهم لها، وهذه حقيقة واضحة ويتفق عليها الجميع بالنسبة لغالبية الطلاب، وحتى الطلاب المجدون لا يبذلون كل ما في قدرتهم في المذاكرة، والأسباب متعددة، لكن هناك سبب نغفله وهو من أهم الأسباب، ألا وهو أن كثيرا من الطلاب لا يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يذاكرون؟!

فبدلا من أن نجعل الطالب عالة على المعلم وعلى ولي الأمر، لماذا لا نعلمه كيف يذاكر وكيف يدرس وندربه على ذلك، وستكون النتائج جيدة.

فعلى المعلم تعليم الطلاب وتدريبهم على أساليب المذاكرة الصحيحة، بخطوات عملية واضحة. (كيف يقرأون؟ وكيف يستخرجون المعلومات والنقاط الأساسية مما يقرؤونه ؟ و كيف يستطيعون التركيز والانتباه على ما يقرأونه؟ وما هي الأمور التي تساعد على المذاكرة الصحيحة )، وهناك كتب متعددة اهتمت بهذا الموضوع يمكن الاستفادة منها.

29ـ علم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات

نحن في عصر التفجر المعرفي، وليس من المعقول أن نطلب من الطلاب حفظ كل المعلومات. فلماذا لا نكتفي من الطالب بأن يعرف مكان وجود المعلومة وكيف يستخرجها، دون أن نشغله بالحفظ الذي ينتهي مفعوله غالبا بانتهاء الاختبار. وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل المعلومات، فهناك قدر منها لا بد للطالب من حفظه، لكن لو طبقنا هذه القاعدة لخففنا الكثير من الإجهاد عن الطلاب. يتخرج الكثير من طلابنا وهو لا يعرف أمات المراجع في حقول المعرفة الأساسية ولا كيف يستخدمها.

30ـ علم الطلاب كيف يفكرون!

تعود طلابنا أن تعمل لهم الأشياء وتحل لهم المسائل، وحتى إذا قاموا بالعمل انفسهم فإنهم غالبا يقومون به بطريقة آلية. وذلك لأن طرق التدريس التي نتبعها تعتمد على التلقين، وإعطاء الأفكار جاهزة.

لذا على المعلم أن يعود طلابه على استخدام تلك الأجهزة الجبارة التي وهبهم الله: عقولهم! ويطلب منهم دائما أن يفكروا في حل ما يعترضهم من مشاكل. ويطرح عليهم الأسئلة . يستثر أذهانهم، يعلمهم طرق التفكير السليم وطريقة حل المشكلات. يعلمهم التفكير الإبداعي.

إن من يلاحظ أطفالنا الصغار يجد في كثير منهم ذكاءً فطريا باهرا‍‍، لكن سرعان ما "ينطفئ" جزء كبير منه أثناء الدراسة، حتى لتكاد تحس أحيانا أنك أمام مخلوقات لا تفكر! ترى من المسئول عن هذا الهدر الضخم في الطاقات الذهنية؟ لا شك أن هناك أسبابا كثيرة، لكن يستطيع المعلم الواعي إصلاح الشيء الكثير، وبالمناسبة فإن التفكير الإبداعي ـ على عكس ما هو شائع ـ لا يحتاج إلى ذكاء خارق، بل يحتاج إلى إلمام بطريقته وتدرب عليها.

كيف تعلم طلابك الإبداع

- اجعل جو الفصل متقبلا للأفكار الجديدة والغريبة.

- شجع الطلاب على تحسس واستكشاف البيئة، والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم تجاهها.

- استقطع شيئا من الوقت لتشجيع الإبداع وتوليد الأفكار.

- شجع الطلاب على الاشتغال بمجالات متعددة، وقدم لهم أنشطة متنوعة وجديدة.

- أخبر الطلاب أن كل شخص يمكن أن يكون مبدعا إلى حد ما.

- علم الطلاب عناصر وطرق الإبداع.

- شجع الطلاب على الاستزادة من المعلومات في مجال معين.

31ـ حافظ على علاقات جيدة مع الكل!

مع تلاميذك : نكاد ننسى في زحمة العمل والضغط النفسي أن الطلاب بشر لهم عواطفهم ولهم مشاعرهم ولهم ذاتيتهم، فلذلك نعاملهم وكأنهم آلات نعطيها التعليمات ونتوقع منها أن تتحرك بناء عليها.

فعلى كل معلم أن تكون علاقته مع طلابه علاقة ود وثقة واحترام متبادلين. ويشعر الطلاب بأنه يثق بهم ويشعرهم بأهميتهم وما يمكن أن يقدموه للمجتمع الآن وفي المستقبل . كذلك أن يتجنب إهانة الطالب، خاصة بالسب أو الشتم لأن ذلك ذو أثر تربوي ونفسي سيئ على الطالب.

مع المدير : لتكن علاقة المعلم بمدير المدرسة علاقة تعاون وتكامل.

مع المشرف التربوي : فالمقصود الأساسي من عملية الإشراف هو تحسين عملية التدريس وليس البحث عن الأخطاء أو فرض الآراء. فعلى المشرف ان يطلع المعلم على ما عنده من الخبرات والإبداعات ليستفيد منها المعلم .

مشكلة بعض المشرفين أنه يريد أن يثبت أن المعلم عنده جوانب نقص وأنه بحاجة للمشرف! ومشكلة بعض المعلمين أنه يريد أن يثبت أن المشرف ليس أفضل منه أو أنه لا يعرف شيئا! ولا يفيد هذا الإثبات ولا ذاك ـ على فرض صحتهما ـ العملية التربوية في شيء.. بل يساعد في إرباكها وتعطيلها.

32ـ لا تسأل هذا السؤآل!

هناك سؤآل يكاد لا يكون له أي فائدة، ومع ذلك يسأله كثير من المعلمين، ويعتمدون على إجابته. ذلك السؤآل هو: "هل فهمتم؟" فالمعلم عندما يسأل هذا السؤآل فالمرجح أن الإجابة ستكون: "نعم!" لأن غالب من يجيب على هذا السؤآل هم الطلبة المتميزون، وأيضا لأن من لم يفهم يستحيي ـ غالبا ـ أن يجيب بـ "لا"، لأنه أولا يعرف أن الإجابة التي يتوقعها المعلم هي: "نعم"، وثانيا لأن إجابته بالنفي تظهره أنه أقل قدرة من زملائه. ثم إن الطالب قد يظن أنه فهم وهو لم يفهم! فلذلك كان هذا السؤآل ليس له أي فائدة، بل قد يكون خادعا.

والواجب على المعلم أن يتوصل إلى إجابة هذا السؤآل ـ دون أن يطرحه ـ وذلك عن طريق التطبيقات التي يقيس بها مدى فهم الطلاب واستيعابهم الفعلي للمادة.

33ـ استعن بالله وابدأ .. فإن رحلة النجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة

إن من يجلس ويتصور ما يجب عليه أن يفعله ليكون ناجحا، ويكتفي بذلك لا يمكن أن ينجح أبدا، لكن من يبدأ العمل ويخطو الخطوة الأولى، ولو كانت صغيرة، فإنه قد وضع قدمه على الطريق .. ومن سار على الدرب وصل. فتسعة أعشار العبقرية إنما هي في بذل الجهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق