2011/10/15

الابتهال

مكتبة المسجد النبوي دعاء

الابتهال لغة :

من بهل الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على ثلاثة معان :

أحدها: التّخلية،

والثّاني جنس من الدّعاء،

والثّالث: قلّة في الماء،

وقد أخذ الابتهال من البهل بمعناه الثّاني

يقول ابن فارس: وأمّا الآخر (أي المعنى الثّاني) فالابتهال: التّضرّع إلى اللّه، والمباهلة يرجع إلى هذا؛ فإنّ المتباهلين يدعو كلّ واحد منهما على صاحبه، والبهل: اللّعن، وفي حديث ابن الصّبغاء قال: الّذي بهله بريق، أي الّذي لعنه ودعا عليه رجل اسمه بريق.

والبهل والابتهال في الدّعاء:
الاسترسال فيه والتّضرّع «1». وبهله اللّه بهلا: لعنه.
وعليه بهلة اللّه وبهلته أي لعنته. وفي حديث أبي بكر: «من ولي من أمور النّاس شيئا فلم يعطهم كتاب اللّه فعليه بهلة اللّه» أي لعنة اللّه، وتضمّ باؤها وتفتح. وباهل القوم بعضهم بعضا،

وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا. والمباهلة: الملاعنة، باهلت فلانا أي لاعنته، وقد عقد الفقهاء لذلك بابا أسموه الملاعنة

لقوله تعالى وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
1/ 11/ 9
الصَّادِقِينَ* وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (النور/ 6- 7)

ومعنى المباهلة:

يقال: أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة اللّه على الظّالم منّا، وفي حديث ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: من شاء باهلته أنّ الحقّ معي. وابتهل في الدّعاء إذا اجتهد، ومبتهل أي مجتهد في الدّعاء،

والابتهال:التّضرّع،

والابتهال: الاجتهاد في الدّعاء وإخلاصه للّه عزّ وجلّ- وفي التّنزيل العزيز: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (آل عمران/ 61) «2» أي يخلص ويجتهد كلّ منّا في الدّعاء واللّعن على الكاذب منّا. وقال قوم: المبتهل: معناه في كلام العرب المسبّح الذّاكر للّه، واحتجّوا بقول نابغة شيبان:
أقطع اللّيل آهة وانتحابا ... وابتهالا للّه أيّ ابتهال
وقال قوم : المبتهل الدّاعي، وقيل في قوله تعالى ثُمَّ نَبْتَهِلْ ثمّ نلتعن.
ويقال: ماله؟ بهله اللّه. أي لعنه اللّه، وماله؟

__________

(1) المفردات في غريب القرآن (63).
(2) انظر في السياق الذي وردت فيه هذه الآية: الأحاديث والآثار المذكورة في هذه الصفة.

ـــــــــــــــــــــــــ

عليه بهلة اللّه. يريد اللّعن.
وفي حديث الدّعاء: والابتهال أن تمدّ يديك جميعا، وأصله التّضرّع والمبالغة في السّؤال «1».

واصطلاحا:

الابتهال أن تمدّ يديك إلى اللّه بالدّعاء مخلصا متضرّعا «2».
[للاستزادة: انظر صفات: الاستخارة، الاستعانة، الدعاء، الضراعة، الاستغاثة.
وفي ضد ذلك انظر صفات: الإصرار على الذنب، الإعراض، التفريط والإفراط، اليأس، والقنوط].

الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (61) «3»

(عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «هذا الإخلاص» يشير بإصبعه الّتي تلي الإبهام، «وهذا الدّعاء» فرفع يديه حذو منكبيه، وهذا الابتهال فرفع يديه مدّا)

__________

(1) لسان العرب (11/ 72)، ومختار الصحاح (67)، ومقاييس اللغة (1/ 310). وانظر أيضا تفسير الطبري (3/ 211). وقال لبيد وذكر قوما هلكوا: «نظر الدّهر إليهم فابتهل». يعني دعا عليهم بالهلاك.
(2) النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 167).
(3) آل عمران: 60- 61 مدنية

هناك تعليق واحد: