خريج معهد إعداد المعلمين …
يبهرك ببساطته … ويذهلك بقيمه التي يحملها بين جنبات قلبه …
يحمل عاطفة أرق من بتلات الأزهاء … ولديه همة وتضحية وتعاون وحب للعمل يفوق الوصف والتصوير …
ينطلق من مبدأ أن المجيء للمدرسة يجب أن يكون للتربية ثم للتربية ثم للتعليم …
يومه مفعم بالحيوية والنشاط والعمل … أول الحاضرين للمدرسة وآخر المغادرين …
تمثل في ما يقرب من 40 عاماً قضاها في التربية والتعليم دور الأب والأم والأخ والمربي والمعلم …
له مواقف كثيرة في التربية والتعليم والفكاهة والمرح والتضحية …
قدراته عجيبة في لم شمل أسرة المدرسة تحت مظلة الحب والإخاء والتعاون …
مرب ومعلم ومزارع وطباخ وإنسان اجتماعي … جمع كل مهاراته أنه (إنسان يندر وجوده ؛ عطاء بلا حدود وبذل وكرم أفقره وأكرم سجاياه وخصاله )…
المربي عبدالله بن صالح العقاء
(عبق الماضي الجميل ؛ ونموذج الأمل المنشود ) ختم حياته معلماً للصف الثاني الابتدائي بمدرسة المأمون الابتدائية بعنيزة
ذات يوم وجد أحد طلابه من أبناء أحد الأشقاء العرب عند برادة الماء داخل المدرسة يبكي …
وقد وضع الطفل الصغير منديلا مبلولاً بالماء البارد على أحد أسنانه لتخفيف الألم …
وقف المعلم الإنسان وبكا كعادته لبكاء الصغير !!
لأنه يعي معنى الألم ويستشعر معاناة الصغير …
طلب من الصغير النظر إلى سنه وإذا به من الأسنان اللبنية وقد شارف على السقوط ؛ أحضر المعلم منديلاً نظيفاً ومسك السن وخلعه … فزاد الطفل في البكاء مع منظر الدم …
تهلل وجه المعلم ووعده بأن الألم زال والدم سيتوقف في دقائق معدودة …
وضع المعلم سن الطفل في منديل وقال للطفل : (أعطه والدك وقل له يقول الأستاذ العقاء : باب النجار مخلوع ) ؟؟!!
تابع المعلم الطفل حتى خروجه من المدرسة سالماً غانماً …
علم مدير المدرسة بفعلة المعلم وما كان منه إلا أن استدعاه في مكتبة لمداولة اشرافية وفيها :
نهره ولامه على فعلته وأن هذا ليس من اختصاصه ولا مهامه ؟؟!!
برر المعلم بأنه يفعل هذا مع أولاده !!
رد المدير : أن هذا شأن خاص ؛ ولا ينسحب على طلاب المدرسة .
طلب المعلم من المدير أن يترك الأمر بينه وبين والد الطفل الصغير الذي يعمل طبيب أسنان !!! في عيادة خاصة ؟؟
زاد انبهار المدير وقال : مالقيت إلا ابن طبيب الأسنان تقلع سنه ؟؟؟!!
قال المعلم : ابن طبيب الأسنان ابن لي وما يؤلمه يؤلمني !!
رفض مدير المدرسة تبرير المعلم ووجه له لوم على فعلته ؟؟؟
دارت الأيام وأصيب المعلم الإنسان بالتهاب في أحد أضراسه وراجع صديقه طبيب الأسنان والد الطفل المذكور في القصة .
وما كان من الطبيب إلا أن قال للمعلم : جابك الله يا أبا صالح … والسن بالسن !!!!!! وخلع له ضرسه ؟
في ذاك الزمان الجميل …
صفاء القلوب ينعكس على نقاء النوايا وطبيعة الممارسات وتلقائيتها …
المعلم كان أنذاك يتمثل أدوار كثيرة …
المجتمع يحترم المعلم ويقدر ما يقوم به …
هي ليست دعوة مني ليكون المعلمين والمعلمات أطباء أسنان ….
بل هو موقف يشير إلى أن المعلم إنسان ومربي أولاً قبل أن يكون معلماً أكاديمياً …
ومهما تعددت التعليمات إلا أن اشراقات الممارسات الخيرة الهادفة تبقى هي من تقودنا لمدارس تربي قبل أن تعلم ..
المربي عبدالله بن صالح العقاء
كنت أنموذجاً باهياً وعبقاً ومفعماً بمعاني الإنسانية والأبوة الحانية
بارك الله لك في صحتك ورزقك وقرت عيونك ببر ذريتك …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق