لا أحد فوق الحق … تلك عقيدتنا بها أمنا وبها يجب أن نعمل ونمتثل …
جميل أن ينبري ويجتهد البعض في سبيل الحق وإحقاقه فا "الحق أحق أن يتبع" …
والأجمل أن يتبع البحث عن الحق تحري الحقائق وحدود مسؤولية رسمية فيه ؛ ومن المعلوم أن البحث عن الحقيقة ذات أبعاد كثيرة ومتطلبات عدة ؛ ليكون من انبرى لإحقاق الحق مأجوراً في ذلك .
علني أجدها فرصة لأن أجتهد في هذا المجال وأسرد جملة من تلك المتطلبات ؛ أما مناسبة تلك المقالة أتركها للتورية وأخص بها نفسي والمسلمين جميعا :
أولاً : العلم :
وهو مطلب هام ويعني معرفتي بالحق لمن وعلى من ؟ وهل هو في إطار تصوري وإلمامي ؟ وهل لدي من الوثائق والأدلة مايثبته وينفي تجاوزه أو سلبه.
ثانياً : الموضوعية لا الشخصية :
وليكن البحث عن الحق موضوعياً هناك حاجة ماسة ليكون التركيز على الموضوعية والقيمة التي يحملها الأمر ؛ لا أن تعسف الأمور عند تعارضها مع الرغبات والأهواء الشخصية.
ثالثاً : الاستماع لطرفي القضية :
وهذا متطلب جدا هام فمن الواجب الاستماع باهتمام لمن يعتقد أن له الحق ويسرد دعواه وتفاصيلها ؛ وفي المقابل من أقيمت عليه الدعوى ومبرراته وإيضاحاته وهل تجاوز النظام والتنظيم المعتمد.
رابعاً : عدم التعريض والاتهام بالأسماء قبل استجماع كل ما يخص القضية :
فمن يقول أنه فقأت عينه قد يكون غريمه في القضية قد فقأت عيناه الاثنتين ؛ فالتمهل مطلب قبل الحكم النهائي.
خامساً : الحياد :
فحتى لو كان الحق علي أو على صاحبي يجب أن يعطى كل ذي حق حقه ويجزى كل بفعلته ؛ فالحياد أمر هام جدا .
سادساً : المسؤولية :
فمن وجد نفسه مكلفاً رسمياً بالعمل عليه تأدية واجبه في احقاق الحق والاصلاح ؛ ومن اجتهد واتبع طرق غير رسمية لا يخوله مساءلة أو طلب افادة الأطراف فقد وضع نفسه في موضع لا يحسد عليه ؛ لأن عمله ومهمته سيواجهها كثير من المتاعب في ظل غياب تلك الميزة الهامة.
سابعاً : قراءة النوايا والضمائر مهلكة :
في ظل الممارسات غير الرسمية وتحت شعار الإعلام وحريته يحاول البعض انتزاع مكانه ويغير في الأمر شيء ؛ وإن غابت الحقائق الكاملة والتحريات اللازمة ؛ يلجأ البعض لقراءة النوايا وتأويل الأمور وتفسيرها وفق تصوره الشخصي.
ثامناً : الاستجماع على الحق :
حسب علمي وفهمي كثير من من استجمعوا الناس على المطالبة بحق بائن كفل الله لهم تحقيق مطالبهم ولو بعد حين ؛ وما يفعله البعض حول استجماع الناس حوله وملامسة شعورهم ومشاعرهم لكسب شيء جديد على أنه حق دون أسس ومرجعيات هو ما خلط هذه الأيام بين "مالنا وما علينا" وما "نتمنى ونأمل".
تاسعاً : دافع إحقاق الحق لا يوجب الاقصاء والتخندق :
حتى وإن علمت بأن حقاً لك هنا فهذا يعطيك الفرصة للمطالبة بهدوء ورزانه ومسارات رسمية ؛ والحذر من التهور واللجاجة والمعداة والاقصاء للآخر.
عاشراً : دع مايريبك إلى مالايريبك :
الحق ليس غلبة وفي كل حدب وصوب وبعلم وبغير علم أطلق أحكامي ؛ يحق لك أحياناً أن تقترح ولا تعتقد لأن الاقتراح خيار والاعتقاد جزم ويقين فدعه لحين حاجتك له ووجوده في حدود مسؤولياتك …. ولا تكن في كل واد لك أضداد وأعداء وشائعات واندفاع ..
نعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الأمر ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض
فإن نصبت نفسك حاكماً فلتحكم بما أنزل الله من الحق …
وكما منحت نفسك مسؤولية التحكيم عليك أن تكون عادلاً وتلبس الحلية كما أوجبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
ولك ولي ولهم … الحق بالنصروالنصرة بحق وعهد لله على الحياد والتوثق والعدل ..
وإلا فلنهنأ بأن الله خلقنا ضمن عامة الناس ولنهنأ بالمسؤولية ضمن حدودنا …
ولأن الأمر يستحق التأمل والتدبر انتقيت لكم آيات من كتاب الله عز وجل علها تكون لنا فرصة لمراجعة النفس
قال تعالى :
وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 42]
فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [البقرة : 213]
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة : 77]
وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ [المائدة : 84]
ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ [الأنعام : 62]
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف : 8]
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 33]
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف : 43]
وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ [الأعراف : 89]
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف : 146]
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [الأعراف : 181]
هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [يونس : 30]
فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس : 32]
وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [يونس : 36]
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ [يونس : 108]
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [إبراهيم : 22]
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء : 18]
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور : 25]
قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ [سبأ : 26]
قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ [سبأ : 49]
ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ [غافر : 75]
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى : 42]
هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية : 29]
وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [النجم : 28]
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16]
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً [النبأ : 39]
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر : 3]
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ؛ ولا تشغلنا بما يصرفنا عن عبادتك …
نعم كما ذكرت أستاذ عبدالله الحقيقة ثمنها باهض
ردحذفلكن المثير في الموضوع أن ممارساتنا للبحث عن الحقيقة في الغالب تكون ناقصة وتسيرنا فيها دوافع قد لا نشعر بها مما تسهم بشكل فاعل للميل عنها ومجافاتها
بوركت أناملك ودمت بخير .
نعم يا أبا علي الحقيقة حلوة رغم مرارتها... عادل المهنا
حذف