2011/08/25

الكرسي الدوار … وتأثيره

كتب . عبدالله القرزعي ممنوع

يشار دوماً إلى أن "الكرسي دوار" ويقصد به أن ما تتقلده اليوم من منصب "مكان عمل" هو لغيرك بالأمس ولك اليوم ولغيرك غداً…

وتلك سنة الله في خلقه سواء بكرسي دوار أو بغيره ؛ وحتى على المستوى الشخصي ستجد أنك كنت طفلاً فمراهقاً بأدوار مختلفة فرجلاً بمسؤوليات عدة …. إلخ

إذن تلك قاعدة " تفسر الماء بعد الجهد بالماء " والفارق فيها هي المناسبة التي تستخدم فيه وله ؛ بالاضافة إلى تأثيرها على الشخص وسلوكه وفكره قبل وأثناء وبعد الكرسي الدوار ؟؟!!

مؤخراً وقعت عيني على صفحة في الفيس بوك لأحد قيادات الوزارة سابقاً ؛ وهو رجل جاد ونقي حسب معرفتي به الشخصية بل ويعمل بكل تفان وفق تجربة عمل معه …

المشكلة تكمن في أن فكر الرجل –وفقه الله- رغم دراسته خارج المملكة وانفتاحه على مجتمع متطور إلا أن فكره "تقليدي بحت"  ويمكن أن يتحدث أحياناً عن التطوير ولكنه لا يستطيع أن يقول لك كيف !! ويريك نماذج من تجاربه الشخصية !!  حتى أنه حاول تبني مشروع هام في تخصصه ولم يتمكن من أن يجعله يرى النور ؛ ووجه لاحقاً اتهاماته بأن هناك من وقف ضد مشروعه وأفشله …

هذا الرجل التربوي المنتمي تدرج داخل أروقة الوزارة حتى تبوأ مكاناً علياً ؛ ومع ذلك لم يتمكن من ترجمة ولو جزء يسير من أفكاره …

اليوم يطل عبر الفيس بوك لينثر كغيره مبررات الفشل في كل جوانب الوزارة ؛ ووفق سرد جملة من الإطروحات له لم أقرأ توجيه نقد أو تقييم أو تقويم للفترة التي عمل بها ؛ بل أنه في معظم طرحه يعزو النجاحات الحالية لحقبة عمله !!!

عن نفسي أرى أن نهج وكيل الوزارة السابق الموقر وغيره من القيادات التربوية التي غادرت أسوار الوزارة ليس هو النهج الإصلاحي القويم أما لماذا ؟؟ فالأسباب كثيرة جداً ومنها :

1. أنهم تمكنوا ومكنوا وهم جزء من كل نجاح وكل فشل.

2. أن الطرح السلبي المحبط لن يجدي نفعاً ؛ فنحن في أمس الحاجة إلى الطرح الإيجابي التفاؤلي المؤصل علمياً.

3. أن كثير من الإطروحات لبعض قادة العمل التربوي سابقاً يغلب عليها شخصنة القضايا والابتعاد بعض الشيء عن الموضوعية لقضايا ملحة.

4. أن في بعض طرحهم انتقاد لسياسات العمل التي هي امتداد لخبراتهم التي كانت جزء من هذه السياسات يوما ما.

5. الأخطر في الأمر … أنهم يمثلون نماذجاً سلبية جراء الطرح "غير المتوازن" لمن يرغب العمل في القيادة التربوية.

6. حتى صياغة التجارب الشخصية والعملية لها أسس في التأليف والصياغة إن أردنا أن تثري تجاربهم أيا كانت النظام التربوي وتعمل على تطويره.

الرجل الذي أتحدث عنه انقطع ذكره فجأة بعد أن علا شأنه في وزارة سابقة ؛ وكنت أبحث عنه كثيراً علي أجد مشاريع تربوية تبناها بعد خروجة من الوزارة !!!!

وإذا بي أتفاجأ بصفحة على الفيس بوك وحائط هو أقل مما يملكه من امكانات وأقل بكثير مما أنفقته الدولة رعاها الله على ابتعاثه وتعليمه ليحصل على الدكتوراه في تخصص نحن في أمس الحاجة إليه …

كم تتوق نفسي لنهاية غير تلك النهايات الباهتة والتي تحكي كيف حققنا الفشل بجداره ؛ إلى نهايات مؤثرة وايجابية تحكي للأجيال بأننا مررنا من هنا وتركنا لكم أثراً وإرثاً إيجابياً وجاء دوركم لتكملوا المسير …

كم يقلقني ويتعبني ويزعجني …. تنامي لغة الاحباط لدى من كانوا يوماً يزرعون الأمل …

وتحت أي ظرف وأي سبب وأي أسلوب كانت مغادرتهم عن نفسي سأدعو الله لهم ولنا  ما حييت بأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه … وأن لاتثكلنا أمهاتنا نتائج حصائد ألسنتنا التي ستشهد علينا يوم الحساب !!

تحياتي لكم ؛؛؛      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق