2011/07/23

الإحتراق النفسي المهني … ليس مجرد مشكلة

برمجة د.ياسر متوليistockphoto_10715561-man-has-many-questions

مقدمه

أسوء ما يمكن مواجهته في العمل هو مرض «الاحتراق النفسي».

يعود هذا المفهوم إلى السبعينات وهو مستوحى من المجال الفضائي. يعني مصطلح Burn Out الحرق، الشوي، الاستنزاف الداخلي.

الاحتراق النفسي يعرف بأنه :

متلازمة أو مجموعة أعراض الإجهاد العصبي واستنفاد الطاقة الانفعالية ، والتجرد عن الخواص الشخصية ، والإحساس بعدم الرضا عن الإنجاز الشخصي في المجال المهني ، وهي مجموعة أعراض يمكن أن تحدث لدى الأشخاص الذين يؤدون نوعاً من الأعمال التي تقتضي التعامل المباشر مع الناس.

الاحتراق النفسي :

حالة من الإعياء النفسي والجسدي تظهر على الفرد بتأثير ضغط العمل الذي يتعرض له وتؤثر في اتجاهاته نحو المهنة التي يعمل فيها بشكل سلبي يمكن تشخيصه بوضوح من خلال سلوكه أثناء العمل وعلاقته مع الآخرين .

و بمكن تعريف الاحتراق النفسي بأنه :

استنزاف جسمي وانفعالي بشكل كامل ؛ بسبب الضغط الزائد عن الحد ، وينتج عنه عدم التوازن بين المتطلبات والقدرات ، بحيث يشعر الفرد أنه غير قادر على التكامل مع أي ضغط إضافي في الوقت الحالي مما يؤدي للاحتراق النفسي.

الاحتراق النفسي عبارة عن :

ظاهرة نفسية يتعرض لها المهنيون نتيجة عدم قدرتهم على التكيف مع ضغوط العمل مما يؤدي إلى شعورهم بعدم القدرة على حل المشكلات ، وبالتالي فقدان الاهتمام بالعمل والشعور بالتوتر النفسي أثناء أدائه .

و هو حالة يعاني فيها المعلم من برود العاطفة وانعدام الود اتجاه الطلاب ، والشعور مراراً وتكراراً باستنفاد الطاقة الانفعالية أو البدنية ، وعدم القدرة على امتصاص آثار المحبطات والمثبطات .

الاحتراق النفسي هو :

تلك الأعراض من الإجهاد النفسي والجسمي التي تسببها ضغوط العمل على الفرد وبالتالي تكون نظرة سلبية اتجاه المهنة بحيث يمكن ملاحظتها بوضوح .

الاحتراق النفسي هو:

التغيرات السلبية في الاتجاهات بالسلوك الخاصة بالفرد كرد فعل لضغوط العمل ، ومن أهم مظاهره أداء العمل بطريقة روتينية ومقاومة التغيير ونقص الدافعية وفقدان الابتكار .

الاحتراق النفسي :

حالة من الإجهاد النفسي والجسدي والبرود العاطفي وتدني الإنجاز والكفاءة يصاب بها المعلم عندما يفقد توازنه وتكيفه نتيجة تعرضه للتوتر والضغوط النفسية وضعف القدرة على حل المشكلات في بيئة العمل.

 

مراحل الاحتراق النفسي : 

الاحتراق النفسي يتطور في ثلاث مراحل على، النحو التالي :-

1- مرحلة الإجهاد الانفعالي (emotional exhansion staye)

تنشأ مرحلة الإجهاد الانفعالي نتيجة لضغوط العمل وسوء العلاقات الشخصية ، وذلك أن المعلم الذي يلتحق بمهنة التدريس وهو على درجة عالية من الحماس والمثالية والتفاؤل تجاه مهنته ، قد يشعر بالرغبة في ترك العمل كرد فعل طبيعي لازدياد حجم العمل عن الحد الذي يفوق طاقته .

2- مرحلة التجرد من الخواص الشخصية (depersonaization stage)

وفي هذه المرحلة يحاول هذا المعلم المنهك انفعالياً والمجهد عصبياً ، أن يواجه الضغوط النفسية الناجمة عن العمل من خلال النزوع إلى السلبية تجاه الآخرين ويعني هذا المصطلح (depersnalization) ، عند ماسلاش أن المعلمين يتبنون مواقف سلبية تجاه الطلاب وأولياء الأمور وزملاء المهنة ، فيقيمون بذلك الحواجز والجدران الوهمية فتزداد الشقة وتتسع الهوة بينهم وبين الآخرين .

3- مرحلة عدم الرضا عن الإنجازات الشخصية (low personal accomplishment stage)

يصبح المعلم في هذه المرحلة غير راض وغير مقتنع بأدائه المهني وإنجازاته ، وبعد سنوات قليلة يصل هذا المعلم إلى القناعة بأنه لم يكن في مستوى التوقعات والمثل العليا التي نصبها هدفاً له .

 

الاحتراق النفسي يحدث بشكل تدريجي عبر المراحل التالية:-

1- الشعور بالإحباط المصحوب بطاقة والتزام عاليين في البداية ، وقد يطور الشخص بعض الاتجاهات السلبية نحو العمل في هذه المرحلة.

2- سيطرة الشعور بالوهم على النواحي التالية : يتوهم الشخص نفاذ الصبر والتعب ، والتقييم السلبي لذاته ، وسهولة الاستسلام للإحباط .

3- انخفاض الطاقة والالتزام بالعمل ، وخاصة عند التعرض للضغوط والتداخلات الخارجية في العمل ، وفي هذه المرحلة يعاني الشخص من نقص في الشهية ، وسلوكيات انسحابية مثل تناول الكحول الذي قد يتحول إلى إدمان.

4- فقدان الحماس والسخرية من زملاء العمل ، حيث يشعر الشخص بأن عمله بلا هدف أو معنى إذا ما قورن بمشاكل حياته الأخرى ، فيصبح العمل في أدنى سلم أولوياته.

5- اليأس والاستسلام ، حيث يشعر الشخص في هذه المرحلة بالأعراض التالية: شعور هائل بالفشل ، والتشاؤم ، والشك بالنفس ، والفراغ وفي هذه المرحلة أيضاً يرغب الشخص بالهروب من العمل ، وينتج عن هذه الأعراض تأثيرات جسدية وانفعالية قد تتطور إلى عجز مزمن.

أن الاحتراق النفسي يمر عبر مراحل متتالية من :

الشعور بالتعب والإجهاد ،

واليأس والإحباط ،

ومن ثم النظرة السلبية المتشائمة تجاه العمل الوظيفي ،

وبالتالي يؤدي إلى نقص الدافعية والتحفيز ،

وضعف الارتقاء والتطور المهني ،

مما يؤثر سلباً على نقص الشعور بالإنجاز وكراهية العمل والرغبة في ترك المهنة.

 

أعراض الاحتراق النفسي :

وأشارت العديد من الدراسات والبحوث العلمية أن أعراض الاحتراق النفسي تكمن في الآتي :

1- العواطف السلبية :

الشعور بالإحباط والغضب والاكتئاب والاستياء والقلق أحياناً والإعياء العاطفي  وتتمثل المشاعر السلبية في (السخرية،والتشاؤمية ، واللامبالاة ، والسأم ).

2- أعراض نفسية تتمثل في

فقدان الحماس وعدم القابلية للعمل أو القيام بالمسؤوليات والنفور من أنشطة الحياة المعتادة وعدم الانسجام على المستوى الشخصي أو مع زملاء العمل والشعور بالقلق والضيق والعدوانية وعدم الصبر والعصبية وسرعة الاستثارة .

3- الأعراض العضوية :

وترتبط بما يتعرض له الفرد من أعراض وتدهور في الحالة الصحية ؛ مثل الإجهاد والإعياء ، ومشاكل عدم النوم بشكل طبيعي. وارتفاع ضغط الدم ، آلام الظهر ، الإرهاق الشديد ، الصداع المستمر ، والأرق ، والتعب. ومنها كذلك فقدان الشهية ونقص المناعة لمقاومة الأمراض وشكاوي بدنية من آلام متفرقة بالجسم

4- الأعراض السلوكية :

تبدأ بالشكوى والتذمر من العمل والسخرية من العملاء وزملاء العمل ، والتشاؤمية والقسوة في التعامل مع العملاء، والتغيب عن العمل والتغيير الوظيفي.

وعندما يشعر المريض بالإنهاك العاطفي يصعب التعامل مع الناس في العمل أو في البيت ، وعندما تظهر النزاعات الحتمية ، فمن المتوقع المبالغة في ردة الفعل والانفجار العاطفي أو العداء الشديد والصعوبة في الاتصال بالزملاء والأصدقاء وأعضاء العائلة ، ونجد بعض ضحايا الاحتراق النفسي يحتمل أن ينسحبوا اجتماعياً وينعزلوا بعيداً عن الناس

أن الموظفين المصابين بالاحتراق النفسى أكثر انشغالاً في الاتصال السلبي مع زملائهم والمناقشات السلبية عن الإدارة ، ويشعرون بالتعب والإجهاد العاطفي والرغبة في ترك المؤسسة التي يعملون بها.

 

وتظهر أعراض الاحتراق النفسي عند المعلمين ( كمثال) من خلال عدد من الجوانب التالية:-

‌أ. الانزعاج من التدريس وعدم الشعور بالحاجة إلى التعلم ومواكبة كل ما هو جديد بالعمل.

‌ب. اتخاذ موقف عدائي تجاه الاقتراحات الجديدة في التعامل مع الطلاب .

‌ج. الحكم بالكمال والحكم على الأداء الوظيفي بدون موضوعية .

‌د. يلازمه الشعور بالانزعاج على أنه يحب أن يقوم بعمل أكثر في المدرسة على الرغم من أنه يعمل بجد .

‌ه. الانسحاب والميل للعمل الكتابي أكثر من الميل إلى التفاعل مع الطلاب أو أولياء أمور الطلاب أو الزملاء.

‌و. لا يتذكر كيف أصبح يعمل في مهنته التدريسي (يلازمه شعور بالندم على هذا التخصص)

‌ز. التدريس ليس متعة ، ويكثر من الشكوى من التدريس ويستمر الإحباط معه حتى عند عودته إلى المنزل ، ولا يستطيع أن يوقف التفكير فيه .

‌ح. يحسب باستمرار لأيام العطل وإجازة الصيف.

‌ط. القلق المبالغ فيه حول طلابه ومشكلاتهم.

‌ي. لا يهتم بنفسه ، قليل الأكل ، لا يأخذ قسطاً كافياً من النوم

5- الأعراض الإدراكية :

عدم القدرة على التركيز والمزاج الساخر ، وتظهر بوضوح هذه الأعراض على شكل تغير في نمط إدراك الفرد

6- سوء استغلال المادة :

عند حدوث التوتر والنزاع في العمل قد نجد الفرد نفسه يشرب الكحول كثيراً ، ويستعمل المخدرات ، ويأكل كثيراً (أو أقل) يشرب القهوة كثيراً ويدخن ، وأن سوء استغلال المادة الزائد إلى أبعد حد مشاكله سوءاً

أن مجمل أعراض الاحتراق النفسي التي يمكن أن يتعرض لها المعلم سواء كانت عضوية ، نفسية ، سلوكية أو اجتماعية ، فإن كلها تتفاعل مع بعضها البعض ، فتشكل عبئاً وجهداً ثقيلاً على كاهله ، مما تنعكس سلباً على صحته ، وتجعله معرضاً للإصابة بالأمراض الجسمية والنفسية ، وظهور المشكلات والأزمات في حياته المهنية والأسرية ، والشعور بفقدان التعاطف والتواصل مع زملائه وطلابه ، أو الميل للعزلة والانسحاب من الأنشطة والمشاركات الاجتماعية ، والشكوى من التدريس وغياب الشعور بالسعادة والمتعة في أداء وظيفته ، مما يؤثر على أداء رسالته الإنسانية والتربوية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق