2011/07/06

(الأجر مقابل العمل) و ( الحافز مقابل الأثر)

وردني خبر مفاده الآتي :istockphoto_14494111-shaking-hands-in-front-of-dollar-sign-isolated-clipping-path
( ذكرت مصادر مطلعة ان وزارة التربية والتعليم ستقر حوافز مالية لمديري ومديرات المدارس تحت مسمى»بدل إدارة». جاء ذلك بعد ان تلقت الوزارة توجيهات عليا بدراسة وضع حوافز لهذه الفئة تشجيعا لما يبذلونه من جهود في مجال عملهم اضافة إلى الاعمال الكبيرة التي أوكلت إليهم.
واشارت المصادر ان الحوافز ستكون عبارة عن مبلغ مالي يصرف شهريا طيلة تكليف المعلم او المعلمة بإدارة المدرسة وانه سيصرف حسب المراحل الدراسية
وقالت المصادر: إنه سيتم الرفع بالتوصيات في شوال المقبل1432هـ تنفيذا للمهلة التي منحت لرفعها إلى الجهات المختصة.
تجدر الاشارة إلى ان مدارس التعليم العام وصل عددها في الوقت الحالي إلى ما يقارب من 33280 مدرسة تنتشر في مختلف المناطق.
تعليقي :
أسعدني هذا الخبر ولو قدر لي أن يكون الحافز "100%" من الراتب لفعلت دون تردد ؛ فأنا بحكم خبرتي المتواضعة أعلم كم من الجهد والوقت والاحتراق النفسي يبذله المديرين والمديرات في المدارس وفقهم الله ورزقهم وأقرت أعينهم بصلاح ذرياتهم. 
ولن نكابر ونقول أن الحفز المادي غير ضروري وأن الأصل اخلاص العمل وندخل في أيهما أفضل النية أم العمل ….؛ بل أن أصل واتصال المال في النفس البشرية أقره خالقها قال تعالى :
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف : 46]
وقال عز وجل :
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً [الفجر : 20]
بيد أنه قال عز جاهه في مقابل ذلك :
لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [آل عمران : 186]
وقال :
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال : 28]
وقال :
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ : 37]
وقال :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [المنافقون : 9]
وقال :
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التغابن : 15]

ولذا فإن الحفز المادي رغم أهميته إلا أنه سلاح ذو حدين فقد يكون نعمة وقد يكون فتنة ؛ و إن لم يستخدم بتوازن مع الحفز المعنوي اختلت المعادلة وحدث في النفس البشرية خلل وانعكس ذلك على السلوك والممارسات وتداخل القيمة والانتماء مع الرغبة والشهوة فقط !!؟؟ وحب المنصب القيادي لأجل المال فقط.

أقول وبالله التوفيق :
أن القاعدة الإدارية ( الأجر مقابل العمل ) آن لنا أن نعيد صياغتها من جديد وفق متطلبات عصرية ملحة وعصر جديد لا يقبل ولا يسير بحلول وسط بل (بأداء نوعي مؤثر وبناء معرفي يطور) !!
عليه لزاماً أن نعيد صياغة هذا المبدأ ليكون معبراً حيث ليس كل عمل مبرور … فالاجتهادات قتلت أحلامنا والعلمية مازلنا بعيدين عنها بعض الشيء .
اقترح أن تكون القاعدة أو العبارة أو الشعار لمشروع منح المديرين والمديرات حافز مادي كالآتي :
(الحافز مقابل الناتج والأثر)
من يقيس الناتج والأثر تلك ليست قضيتي وهناك أساليب كثرة لذلك .
المهم لدي أن نحقق الهدف من الحافز ؛ فمدرسة منتجة نشطة بيئتها حافزة على التعلم والإبداع ونواتجها واضحة للعيان لايمكن أن تساوى بأخرى على النقيض ؛ ويحتسب في المعايير حجم المدرسة وبيئتها … ومعطيات العمل فيها (الظروف المعيارية). 

ثم أنني أشيد بمشروع الوزارة "المدرسة نواة التطوير" والمشاريع المتفرعة منه (صلاحيات مدير/ة المدرسة الجديدة - الميزانية التشغيلية للمدرسة) وأدعو إلى تطويرها وتحسين اجراءاتها ؛ وسر أشادتي أنها تقع في الجانب الأخر وهو الحافز المعنوي والقيمة الاعتبارية الوظيفية لقادة العمل التربوي.

إلى ذالك الحين كل الدعاء بالرزق والسداد للأعزاء مديري/ات المدارس .
والله الموفق؛؛  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق