2011/06/25

حياة في الإدارة … فكر يعانق واقع ويؤثر فيه

ماجد بريهم العزيزيالقصيبي

المؤلف: د. غازي عبد الرحمن القصيبي

دار النشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر

عدد الصفحات: 358 من القطع المتوسط

الطبعة: الرابعة عشرة، 2010

قيل عنه :

"مادة سياسية نادرة ... إذاءات دقيقة حيّة لا أعتقد أن المؤرخين سيجدونها في أي مصدر آخر للتاريخ السياسي السعودي المعاصر."

د. محمد جابر الأنصاري

 

"أتمنى أن يقرأ هذا الكتاب كل وزير، وكل مدير، وكل من وُلِّي مصلحة عامّة، وكل أستاذ، وكل تلميذ، وكل خبير، وكل باحث، وكل مهتم بالإدارة..."

عبدالرحمن السدحان

 

"سِجلُّ دقيق لجانب هام من عملية التنمية الشاملة التي عاشتها المملكة .. مرجع في الإدارة والتقنيات الإدارية .."

د. جميل عبدالله الجشّي

----------------------------

في منتصف عام (2010م) اقتنيت الكتاب وكنت حينها أتذكر أن أحد الأصدقاء هنا في الفيسبوك كان يضع اقتباسات من هذا الكتاب فأعجبتني

بقي الكتاب معي كنت لا آطالعه أبداً؛ لا أدري لماذا !؟

علاه شيء من أغبرة الرياض

وفي احدى إجازاتي كنت أطالع مالكتاب الذي سيرافقني في هذه الإجازة وكنتي أرمي ببصري هنا وهناك في ما لدي من كتب، حتى استقرت عيناي على (حياة في الإدارة) فقلت لنفسي: كيف لا يكون صاحب هذه الإبتسامة معي!؟

فاستمرت فترة قرآءتي لهذا الكتاب إن لم أبالغ 4 أو 5 أشهر !!

حياة في الإدارة

يحكي الكتاب بأسلوب مؤلفه المميز طريقة الدكتور في الإدارة في كل منصب من المناصب التي تولاها، ويحكي بعض المواقف والطرائف والعقبات التي واجهته، ويستخلص منها بعض التوجيهات للإداريين عامة والشباب خاصة.

كتاب بديع في بابه، كنت استمتع بكل كلمة يكتبها -رحمه الله-، طبعا الكتاب يعتبر من كتب (السير الذاتية) ولو أن المؤلف حصرها في سيرته الإدارية

" عندما بدأت أدنو من الستين وبدأت أخشى أن تضعف الذاكرة وتبهت الألوان، رأيت أن الوقت قد حان للكتابة عن سيرتي الإدارية"

ص:8

والكتاب كما قال عنها المؤلف:

موجّه إلى القارئ العادي على وجه العموم وموجه -على وجه التحديد- إلى فئتين من القرّاء:

§ الفئة الأولى: أبناء الجيل الصاعد الذين آمل أن يتمكنوا من أن يتذوقوا من خلاله نكهة الثورة التنموية التي عاشتها المملكة...

§ أما الفئة الأخرى: فهي فئة الإداريين الشباب في القطاعين العام والخاص، الذين أرجوا أن يجدوا في تجربتي الإدارية الطويلة بعض الدروس النافعة ...

ص:8

والمؤلِّف  يشد قارئه من مقدمته التي انتهت بأكثر عبارات الكتاب تشويقًا:

لا أدّعي أني قلت هنا الحقيقة كاملة، ولكني أرجو أن كل ماقلته، هنا، حقيقة.

ص:9

ابتدأ الدكتور بالحديث عن نشأته  ولكن بطريقة ورؤية أخرى لم يكن يبعد عن محور الإدارة حتى عن صباه :)

تحدث عن طفولته المحاطة بالكآبة

"أستطيع أن أقول إن حصيلة السنوات الخمس الأولى من حياتي كانت وحدة مشوبة بالحزن، وتنمو تحت عين أب حازم صارم، وفي كنف جدّة رؤوم رحوم"

ص: 12

بعد انتقال المؤلف وعائلته للبحرين دلف لمرحلة من مراحل طفولته ألا وهي المدرسة ووصف كيف أنه لامس الإدارة الحقّه هناك بدأً بالطابور الصباحي والفصول الدراسية لمكملة للرؤيته الإدارية

وكان نفَسُ الكاتب إداري بحت حتى في أدق تفاصيل تكل المرحلة كان يحللها إداريا!! لهذا ازداد تشوقي لباقي الكتاب

ولا أخفيكم سرا أني في كل صفحة بل في كل سطر أجد فائدة

رحمك الله أبا يارا

لنكمل الرحلة..

"في الثانوية لاحظت -على نحو درامي مباشر- أثر القيادة الإدارية في حياة المؤسسة. مرّ على المدرسة خلال فترتي فيها ثلاثة مديرين:

1. كان الأول خاملاً لا يكاد يغادر مكتبه وكنّا نسمع عنه ولا نراه.

2. وكان الثاني شعله من النشاط لا يهدأ في مكتبه لحظة، وقد تحولت المدرسة -بأكملها- في عهده إلى خلية نحل نشطة.

3. وكان عهد الثالث قصيراً فقد أصيب مع بداية السنة بمرض عضال أدى لعودته إلى مصر وتولى شؤون المدرسة مدير ((بالنيابة))

وهكذا رأيت بعيني كيف تنام المدرسة مع المدير الكسول، وتستيقض مع المدير الحي، وتبقى معلّقة مع المدير بالنيابة"

ص: 20

وكانت للمؤلف تجربة مع ضروب متنوعة من الفساد الإداري وقصة المدرس الذي سرق بحث له، وسرق لوحات رسمها أحد طلابه ونسبها لنفسه

ومن حرقته قال:

"لا يوجد أنبل من مهنة التدريس، ولا يوجد أفسد من بعض المدرسين"

ص: 21

أعتقد بأنني أطلت في طرحي ولكن الكتاب بجد يستوقفني في كل لحظة وكأنه بقول لا تبخسني حقي بالإختصار

ولكني أيضا حريص على وقت القارئ -جداً- وسأمر على الأحداث وأنوه عليها

المؤلف في مرحلته الجامعية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة  التقى ولأول مرة بالبيروقراطية الحقيقية

"لم تكن المأساة تكمن في التعقيد فحسب؛ مع التعقيد يجيئ -بحتمية لا مناص منها- الفساد"

ص: 23

تحدث المؤلف هنا عن بعض مواقف مع البيروقراطية العتيدة هناك وكيف كان يسير أموره إما بالواسطة أو كما قال الإكراميات ولهذا كان استنتاجه بأن البيروقراطية حتما ستولد الفساد .

بعد ذلك انتقل المؤلف إلى أمريكا لإكمال دراساته العليا

وأسهب شيء ما في الإدارة بالمنظور الأمريكي وكيف أنه اصطدم بسهولة الأمور هناك بعيدة عن البيروقراطية

"كانت المفارقة مذهلة بين الشرق حيث لا تتم معاملة واحدة إلا بإجراءات لا تنتهي، وبين هذا المجتمع [يقصد أمريكا] حيث لا تكاد توجد معاملات"

ص: 29

وعرّج بعد ذلك أنه ليس من السهل نقل أساليب الإدارة الأمريكية للشرق؛ لارتباط المنظومة الإدارية بتربتها وجذورها على نحو لا يختلف عن ارتباط المنظومة السياسية بتربتها وجذرها

وبعد ذلك ذكر المؤلف أن من أغنى تجاربه الإدارية التي كانت خلال دراسته في الولايات المتحدة؛ رئاسة جمعية الطلاب العرب في الجامعة التي درس بها وذكر في تجربته تلك بعض المواقف والمآزق والدروس الإدارية التي -بجد- تحتاج لقراءة متأنية.

 

في خريف 1964م (1348هـ) أنتهى المؤلف من دراسة الماجستير وصل كما قال إلى ثلاث قرارات رئيسية:

1. كان القرار الأول: هو أن ألتحق بالجامعة وأن أجعل من التدريس الجامعي مهنة تستغرق حياتي كلها...

2. ..ضرورة الحصول على الدكتوراه..

3. أن أفصل بين مرحلتي الماجستير والدكتوراه بفترة من العمل

ص:40

وكان المجال الطبيعي أمام المؤلف حينها هو جامعة الملك سعود (وقتها كانت تسمى جامعة الرياض) التي قاربت الثمان سنوات من عمرها عندما ألتحق بها المؤلف

جامعة الملك سعود والأحداث التي دارت بها، وكيف كان يتعامل معها الإداري المحنك

ومن الذي وقف في طريقة ولماذا

والكثير من الأحداث .

 

فؤائد من هنا وهناك


من البديهيات الأساسية أن الإصلاح الإداري عملية تراكمية متواصلة: كل إداري يتلقى شيئاً ممن سبقه ويُبقي شيئاً لمن خلفه.

ص: 8

إن السلطة -بلا حزم- تؤدي إلى تسّيب خطر، وإن الحزم - بلا رحمة - يؤدي إلى طغيان أشد خطورة.

ص: 12

بعد هذه السنين كلها، ومع تقديري للخبراء التربويين ونظرياتهم، أرى أن عقوبة الضرب يجب أن تبقى في المدارس الابتدائية  -دون الإعدادية والثانوية- ويجب أن يبقى في يد المدير وحده. أعرف كما عرف كل طالب، أن هناك من نماذج الطلبة لا يفلح في تقويم مسلكها في هذه السن، سوى العصى، أو التلويح بها. !!!؟؟؟ 

ص: 15

أنا لست من المؤمنين بنظرية البطل، وأعتقد أن كتب التاريخ العربي والاسلامي، قديمة وحديثة، تخطئ خطأً فادحًا حين تركز على الخلفاء والحكام دون اهتمام بالقوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة في المجتمع، مع ذلك لا يستطيع الباحث المنصف أن ينكر دور الفرد. تقتضي النظرة العلمية أن نعطي المؤسسة -بأبعد معانيها- دورها الكامل، كما تقتضي ألا نقلل من دور الفرد الذي يقف على رأس هذه المؤسسة.

ص: 20

إن اكتشاف المرء مجاله الحقيقي الذي تؤهله مواهبه الحقيقة لدخوله يوفر عليه الكثير من خيبة الأمل فيما بعد.

ص: 27

إنني مؤمن إيمانا جازماً أن القائد الإداري يخطئ خطأ فادحاً عندما يستخدم أسلوباً عنيفا في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا كان بوسعه استخدام الرقه. كما أن القائد الإداري الذي يجبن عن استخدام الشدة -حين لايكون هناك بديل- هو إنسان لا يستحق أن يوضع في موضع القيادة.

ص: 32

مع انتهاء دراستي في الولايات المتحدة، وصلت إلى اقتناع -لم يهجرني حتى هذه اللحظة- وهو أن الفارق الرئيسي بين العرب والصهاينة أننا نتصرف بطريقة فردية عفوية وهم يتصرفون بطريقة جماعية منظمة.

ص: 39

إلى هنا ينتهي جزئي الأول

أرجو أنكم استمتعتم

تحياتي

الخميس: 1432/7/21 هـ

2011/Jun/23 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق