2011/04/07

ابنتي ود كأمامة

كتب.عبدالله القرزعيطفل يصلي فوق والده

رزقني الله بود ؛ الأن تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف ..

ود متعلق قلبها بالمساجد تبكي حتى الانهاك إن منعتها من صحبتي للصلاة ، أكون محتاراً بين قلبي الذي يتقطع ألماً على دموع ونحيب صغيرتي وهي تناديني "بابا أنا أصلى مسجد" وبين لوم بعض جماعة المسجد لي عند اصطحابها لصلاة الجماعة وخاصة من كبار السن .

شيئاً فشيئاً علمت ود وربيتها على السكون في المسجد دون حراك وهي تفعل باحترام وانتظام ودوماً تقول لي في الطريق "أنا مؤدبه ما فيه كلام ما فيه لعب بالمسجد" وفعلاً غالباً تكون ملتزمة بتعهداتها…؟!

ذات يوم صليت بجوار رجل مسن وكان عن يميني وابنتي كانت تجلس خلف الصفوف فاقتربت مني أثناء الصلاة ووجهتها لتكون عن يساري بعيداً عن الرجل المسن ….

كانت هادئة إلى حد ما ؛ المهم أنها لم تثير شغباً يستحق صرف المصلين عن صلاتهم .

وما انتهت الصلاة وقبل الاستغفار والذكر بعدها

إلا وينهرني الرجل المسن قائلاً : "المسجد مهب ملعب أطفال !! لاعاد تجيب بزرانك_أطفالك_ يزعجوننا " !!

فقلت له مبتسماً كاظماً لغيضي : "سم وأبشر"

فرد غاضباً ومتجهماً : سم سم سم وكل يوم تزعجنا ببزرانك.

فتصنعت وتبسمت وقلت : هذه ليست بزران ! هذه ياعم أمامة بنت أبي العاص ؟

فقال : وش أمامته ؟

فقلت : أمامة التي حملها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وذكر الراوي أن أمامة بنت أبي العاص بنت ابنته عليه الصلاة والسلام  كانت على عنقه عندما خرج إلى مسجده، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصلاه وقمنا خلفه ، وهي في مكانها الذي هي فيه.

قال : فكبر فكبرنا. حتى إذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها ، ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجوده ، ثم قام ، أخذها فردها في مكانها ، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته.

فقال الرجل المسن إييييييييييه "علامة تعجب واستهجان" الله المستعان هذاك الرسول صلى الله عليه وسلم .

فقلت : "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"

فقال : خلها عند أمها في البيت ولا يكثر هرجك .

فأفتيت له :  أو ابن مصلى لك في ركن بيتك وأم الناس أحسن ، وتحكم بمن يخرج ويدخل.

فقال : استغفر الله الظاهر إنك جاهل ؟؟؟!!!

لا أخفيكم لمت نفسي على استمراري في الجدال وليس الحوار ؛ خاصة أن المقابل رجل كبير في السن وكان يجب علي ألا أثيره وفي المسجد أيضاً ، بيد أنني عندما راجعت موقفي لم أجد فيه اساءة له ، بل هو تبادل أراء مختلف عليها.

علماً بأنه لا يوجد أدلة تنص على "منع" دخول المسجد للأطفال ؛ بل وجد ما يحث على احضارهم في مصليات العيد وصلاة الاستغاثة .

قد يكون قياسي اجتهادياً ولكن يكفي أني أراه موافق للنصوص ؛ ولا أقول "استفتيت قلبي" بل استفتيت نصوص أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي "أوضح من الشمس" وأبلغ من أن تفسر.

-----------------------------------------------------------

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع القرشية ، حفيدة رسول الله صلى عليه وسلم التي حظيت بحب النبي صلى الله عليه وسلم واستأثرت بعطفه ، فكان يكرمها ويحملها وهي طفلة.
أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدتها لأمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين في زمانها ، وأول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقه قبل كل أحد.
وأبوها أبو العاص بن الربيع صهر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب ، وابن أخت خديجة أم المؤمنين ، كان قد أسر يوم بدر فأطلق بلا فداء كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب زينب ، ثم أسلم قبيل فتح مكة ، وحسن إسلامه.
ولدت أمامة رضي الله عنها في حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضعت الإيمان من أمها زينب ، وصنعت على عينها ، حيث غذتها بزاد التقوى ، وفطمتها على الصلاح. فكانت أمامة بذلك كريمة النشأةوالأًصل ، ولذا فقد كان عليه الصلاة والسلام يأنس بها ، ويهش لها ، وأحلها من قلبه الشريف مكاناً رحباً ، ومن عطفه حناناً يروي النفوس ويغذي.
ولم تطل مدة حياة زينب رضي الله عنها ، حيث توفيت في السنة الثامنة ، تاركة أمامة التي لم تبلغ الحلم بعد ، وكان فراق زينب أليماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ابنتها الصغيرة ، ودخل عليه الصلاة والسلام على النساء وهن يغسلن زينب رضي الله عنها فقال : ( اغسلنها ثلاثاً أو خمساً ، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك ، بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من الكافور ، فإذا فرغتن فآذنني).
فلما فرغن آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطينه حقوه فقال : ( أشعرنها إياه) ، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم‘ ثم دفنت في البقيع رضي الله عنها وأرضاها.

ولقد سبق زينب إلى جوار الله تعالى أختاها رقية وأم كلثوم ، فتركن في قلب النبي صلى الله عليه وسلم الحزن ولكنه صلى الله عليه وسلم احتسبهن عند الله تعالى الذي لا تضيع لديه الأمانات ، فله ما أعطى وله ما أخذ ، وكل شيء عنده بأجل مسمى.


ولقد لقيت أمامة من النبي صلى الله عليه وسلم الرعاية ، وأفاض عليها من حبه ما جعله يحملها حتى في الصلاة ، فعن أبي قتادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر وقد دعا بلال للصلاة ، إذ خرج إلينا ، وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عنقه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصلاه وقمنا خلفه ، وهي في مكانها الذي هي فيه. قال : فكبر فكبرنا. حتى إذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها ، ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجوده ، ثم قام ، أخذها فردها في مكانها ، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته.


ولما توفي أبو العاص بن الربيع سنة اثنتي عشرة للهجرة ، كان قد أوصى بابنته أمامة إلى ابن خاله الزبير بن العوام ، وقد زوجها الزبير من علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد وفاة خالتها فاطمة رضي الله عنها ، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وبقيت عنده مدة ، وجاءته الأولاد منها ، فلما قتل علي رضي الله عنه تأثرت أمامه لمقتله .

وعاشت أمامة بعد علي حتى تزوج بها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ، ثم توفيت عنده بعد أن ولدت له يحي بن المغيرة ، وكانت وفاتها في عهد معاوية بن أبي سفيان.

نساء رائدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق