2011/03/13

مجتمع المدرسة … تعاون وتكافل وتناصح وتضحية

كتب . عبدالله القرزعيبيئة صف 3دي

المدرسة ذلك المجتمع التربوي ومؤسسة التعليم والتربية وتقويم السلوك ؛ ومنبع الإصلاح الذي لا ينضب ؛ وزاد الدول التي تنشد غد أفضل ودعامتها لإنتاج القوى البشرية ، تحتضن بين جنباتها  الثروة الحقيقية للأمم ….

المدرسة نقطة البداية والانطلاق لمجتمعات الطفل والأفق الرحب خارج نطاق الأسرة وهي بيئة تعميق الفهم وتقويم السلوك وبناء الشخصية وبناء اتجاهاتها وتكوين قيمها …

من منا لم تكن المدرسة مؤثرة في شخصيته ومكونة لكفاياتها ومهاراتها العلمية والحياتية …

بيئة المدرسة مؤثرة للغاية بالنسبة لأداء العاملين فيها من شاغلي الوظائف التعليمية والإداريين ؛ فإن كانت هناك لحمة وتآخي وتواصي بالحق والصبر حسنت البيئة وحسن الأداء وسما المقصد وتحققت الرسالة … وإن كانت عكس ذلك كانت بيئة المدرسة محبطة مقلقة وانعكس ذلك على نفسيات العاملين وصولاً لشعور ومشاعر الطلاب …

الطلاب الذين يعيشون وسط بيئة مدرسية مستقرة يهنؤون بفرص التعلم وبناء شخصيات سوية وتركيز على الأهداف المنشودة ، ولتلك المدرسة ذات البيئة المستقرة مواصفات ومتطلبات منها :

  • قائد تربوي كاشف للطريق ، يقيم العدل ، ويقوم الممارسات ، يعالج المشكلات بحكمة ويذلل الصعوبات والمعوقات باتباعة أسس مهنية وعلمية ونظامية إدارية ، وسط تنمية روح علاقة إنسانية لحمتها التعاون والإخاء والتضحية.
  • وكيل مدير المدرسة  يكفل العناية بالطلاب والعاملين ، ويكمل أدوار الإدارة في تنفيذ وأجرأة العمليات لتحقق أهدافها وما ينشد منها ، يرفض أن يكون "أداة عقاب الطلاب " ويركز على نظام العواقب "ثواب - عقاب" على حد سواء وفق تنظيمات محددة.
  • مرشد طلابي يعتني بحالة الطالب وجو المدرسة النفسي والاجتماعي ، ويدرس كل ما يعيق عمليتي التعليم والتعلم ، ويقترح كل مامن شأنه تعزيز التفوق وعلاج تدني التحصيل ، منفتح على زملائه المعلمين يقدم خدماته الإرشادية كأحسن ما يكون.
  • معلمون يعون مغزى ومعنى رسالة التربية والتعليم ، يحملون أمانة العلم والعمل للخير ، يؤدون أدوارهم ويعملون لتحقيق رسالتهم وبناء أمجاد أمتهم برعاية أجيالها.
  • محضر مختبر وأمين مركز مصادر تعلم ومحضر معمل حاسب وأخصائي تربية خاصة ورائد نشاط … يضطلعون بمهامهم بما يحقق تكامل الموقف التعليمي التعلمي .

بالإضافة إلى أولياء أمور يعون دور الأسرة وشراكتها مع المدرسة لتحقيق أفضل بيئة تعليمية تعلمية لأبنائهم .

كل ماسبق مكونات للبيئة التربوية التعليمية الناجحة في جانب الكوادر البشرية التي هي الأهم ليشعر الطالب وسطها بجو آمن حافز على التعلم والتحصيل وتحقيق الأهداف.

ويكمل توفر الكوادر البشرية الإمكانات المادية "المبنى والتجهيزات المدرسية" التي تعتبر مكوناً أساسياً في العملية التربوية التعليمية بعد الكوادر البشرية.

وقد أثبتت عديد الدراسات العلمية أن الجو الإيجابي العام في المدرسة ينعكس على نفسية الطالب ويخضع سلوكياته للتحسن والتعلم كما يُنشد … وتكون تلك المدرسة منتجة بحق ولبنة خير في جسد الأمة ونتاجها نتاج خير وصلاح.

بل ومنتجة لمعلمين وقادة تربويين مؤثرين في الحراك التربوي ؛ وصوت إصلاح النظم التعليمية حيث يكون غالباً من اللبنة الأولى للتربية والتعليم ألا وهي المدرسة.

ويظل اخلاص العمل لوجه الله ثم الشعور الأسري بين العاملين بالمدرسة والدارسين فيها والذي يبنى على تلبية الحاجات السيكولوجية ومنها الحب والمحبة وتقدير الذات والانتماء  هو السبيل لتحقيق الانجازات وسد الفجوات وتذليل العوائق والصعوبات وصولاً إلى النجاحات المبهرة -بإذن الله-.

إن أخطر مرض يستشري في جسد المدرسة هو :

عدم الحياد وتحقيق العدل بين الجميع ، والاستعجال في التعامل مع المشكلات بأساليب التسكين والعنف والتخويف والتهديد ، بالإضافة إلى شيوع أنماط من سلوك التربص وتصيد الأخطاء ، وقراءة النوايا وحملها على غير محملها ، وانتشار الشائعات ، وعدم اتضاح الرؤية في المهام والواجبات في مقابل الواجبات .             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق