كنت قد نفذت إبان رئاستي لقسم التدريب التربوي جملة من معاملات الإيفاد الداخلي لإكمال البكالوريوس ودراسة الماجستير في الجامعات السعودية.
تمر معاملة الإيفاد منذ الإعلان والمفاضلة بين المتقدمين والترشيح وحتى صدور القرار من صاحب الصلاحية بمراحل وإجراءات مجهدة إدارياً .... الأهم فيها أن يحصل من يستحق الإيفاد عليه وهو حق كفلته الدولة –وفقها الله- لكل مجد وطامح وفق التنظيمات الوزارية.
يحصل الموفد على :
· تفريغ لمدد متفاوتة من سنتين إلى سنتين ونصف حسب التخصص وسيره في الدراسة.
· راتب كامل طوال مدة إيفاده.
· في حال كان إيفاده بمدينة خارج منطقته ومقر عمله يصرف له تذاكر لمرة واحدة وراتب شهرين.
· يحق للموفد التمديد إذا اقتضت دراسته ذلك ، وكان سيره الدراسي جاد. وبحسب علمي ( لم يسبق أن أعيد موفد وقطعت دراسته عدا من انقطع عن الدراسة).
يوقع الموفد تعهداً خطياً عند إيفاده بتزويد جهة عمله بما يلي :
· مع نهاية كل فصل دراسي بنتائجه.
· مع بداية كل فصل دراسي بجدوله في الفصل الدراسي التالي ، وذلك لرفعها من قبل إدارات التعليم للإدارة العامة للتدريب والابتعاث وشؤون المعلمين لغرض تحديد عودتهم واحتسابهم في الاحتياج.
يبدو لي أن الأمر واضحاً جلياً لا يحتاج كثير من الشرح والتفصيل ؟؟
طلبت الإعفاء من العمل الإداري برغبة التركيز في برامجي التدريبية ، وتم إعفائي واستلام القسم من قبل أحد خبراء الإدارة التربوية وصاحب إبداعات في التواصل.
بدأ الزميل بالتواصل مع الموفدين برسائل جوال يعايدهم فيها بدلاً من ما أعتيد عليه من التواصل معهم بخطابات رسمية ، وتلك فكرة إبداعية رائعة يفترض أن تحتسب له.
وعند إحجام بعض الموفدين عن التواصل مع القسم أشرت عليه بالمخاطبات الرسمية التي لم يستجاب لها من قبل بعض الزملاء الموفدين أيضاً ، حينها كان القسم في مواجهة تعميم وزاري جديد يفيد بـ :
( لا يجوز التمديد الداخلي من قبل إدارات التعليم ، ويجب أن يكون التمديد بقرار وزاري بعد موافاة الوزارة بكافة سجل الموفد الأكاديمي).
ولتلبية ضوابط وتنظيمات التعميم الجديد وجد القسم نفسه في مواجهة إجراء يجبر بعض الزملاء الموفدين على مراجعته واستكمال مسوغات حقهم في استكمال الدراسة والتمديد إن تطلب الأمر ، وكان خطاب رسمي للجامعة ( لا يجيز تمكين أي دارس من الدراسة ما لم يأتي بخطاب من إدارة التعليم ) ، هذا الإجراء أتى بعد جملة من أساليب التواصل مع الزملاء الذين لم يستجيب بعضهم لأساليب التواصل السابقة.
بعد كل ما سبق يتصل بي أحد الزملاء الموفدين وقد أكمل سنتين ونصف في الدراسة يستوضح التعليمات والأنظمة ، وقد أفدته ودياً بما يجب وعليه مراجعة إدارة القسم لاستكمال مسوغات الدراسة والتمديد لها.
تفاجأت بالزميل الفاضل يسرد جملة من ( التهكمات والشائعات والتهم) الموجهة لإدارة التعليم وقسم التدريب ، ويفيد بأنه مورس عليهم ضغوط كبيرة جراء متابعتهم من قبل الإدارة والقسم !!!
الأمر الأشد غرابة أنه أفاد أنه حصل في مادتين على (د) وأما الأسباب والمبررات فكانت من وجهة نظره :
· حكم قرقوش !!! لا نعرف متى يقال لنا ارجعوا واقطعوا الدراسة !!
· رسائل المعايدة التي تقول لهم نحن وراكم وراكم !!
· تعقيدات إجراءات الإدارة التي لا توجد في الإدارات الأخرى !!
· كون الإدارة والقسم تعرضوا لفضيحة كبيرة بسبب إجراءات المتابعة للموفدين !!
· أن الأمر تساوى لديه يكمل دراسته وإلا عاد.
26 دقيقة عبر مكالمة بالجوال كانت لازمة لإقناع الزميل بعدم صحة ما زعمه !!
وفي الأخير همست في أذن الزميل :
كيف كانت الخدمة عندما رشحت وتم ايفادك ؟
فقال : ممتازة ولكنه واجبكم.
أقررته بأن كلامه صحيح ، ثم سألته : لما لا تراجع القسم وتتحقق بنفسك من الإجراءات ، وهل هي من اختراعات الإدارة والقسم وإلا من تنظيمات الوزارة ؟؟
فقال : ليس كل الإدارات هكذا فقط إدارتنا ؟!
لزم الأمر 10 دقائق لصالح الاتصالات لإقناعه بأن الأمر في :
· عدم ممارسة التنظيمات لا يجب أن يكون هو المحك
· ويجب أن تكون المقارنة في من (يطبق التنظيمات بشكلها الصحيح)
وعندها .... كدنا أن نزيد أرباح شركة الاتصالات ، وأنقذتنا اقامة صلاة الظهر ... والحمد لله رب العالمين.
- زمن عجيب بممارساتنا !
- وغريب بفهمنا للأمور !
- ومذهل في إحساسنا بالمؤامرات التي تنسجها خيالاتنا !
ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والله المستعان ؛؛؛
غرائب وعجائب هي من تكدر صفو النفوس وتنشر الضغائن والأحقاد مع الأسف.
ردحذفبداية .. ابدعت فعلا في اختيار عنوان لمقال ..
ردحذفجدا جدا ملفت وجذاااب .
هناك ثلة من أصناف الناس يزينون الامور بميزان المصلحة الذاتية ويرون من زاوية واحدة فقط ( سلبية ) تحجب عنهم الرؤية للزوايا الاخرى ( الايجابية )
عافاهم الله وانار بصائرهم للحق .
وسهل الله عليك 36 مهمة .