2010/11/06

لماذا يسيء الأطفال التصرف

كتب.عبدالله القرزعيThrowing dynamite


نستغرب كثيراً عندما لا ينفذ بعض أبنائنا وطلابنا أوامرنا كما نريد ونتساءل ما الذي يحملهم على إساءة التصرف والعناد وللإجابة على هذا السؤال الكبير على أمل أن نحسن معاملة وتربية أبنائنا وبناتنا كأولياء أمور أو كمعلمين ومعلمات ، بحثت لكم وخلصت لما يلي :

تقديم
أي فصل يوجد فيه أنواع عديدة من السلوكيات ، فالأطفال كأفراد يستجيبون مع ما يدور حولهم بطريقة أو بأخرى ، وتكون هذه الاستجابات على شكل سلوك ايجابي ( التعاون ، الصدق ......) أو سلوك سلبي ( الكذب ، إتلاف ممتلكات الغير.... وللكبار دور رئيس في بقاء أو إنهاء مثل تلك السلوكيات.

ومن أهم مسببات أنماط السلوك لدى الأطفال ما يلي :

1) التعلم الاجتماعي للسلوك :
ويقصد به السلوك الذي يتعلمه الطفل نتيجة تفاعله مع البيئة والناس كباراً أو صغارا.ً
ومعظم السلوك إنما هو نتاج تجارب اجتماعية عاشها الطفل ، تنمو معه إذا عزز استمر وإذا نظم استطعنا التقليل منه أو حذفه.

2) مسببات بيئية للسلوك :
قد لا يكون لدى الطفل مشكلات في سلوكه ولكن المشكلات في بيئته المحيطة وفي العوامل الخارجة عن إرادته ، وهنا يجب ضبط العوامل الخارجية للسيطرة على سلوك الطفل ( كأن يعيش الطفل وسط جو من الفوضى وعدم احترام ملكية الآخرين فيتعلم السرقة ).

3) توقعات الكبار مقابل واقع الطفل الفعلي:
في كثير من الأحيان نتوقع ككبار ونطمح أن يحسن أطفالنا التصرف ولا نلقي بال لخصائص المرحلة التي يعيشها الطفل ، وهذا بطبيعة الحال ما يجعل فرصة حدوث سلوك سيء كبيرة جداً ( ومن ذلك أن نطلب من طفل صغير أن لا يكثر الحركة في ظل تواجد الضيوف !!!)

4) المشكلات الصحية والسلوك:
نحن ككبار قد تسوء حالتنا الصحية في حال الشعور بأعراض مرض ما كالأنفلونزا هذا ونحن نستطيع التحكم في مشاعرنا إلى حد ما بالإضافة إلى قدرة أجسامنا على المقاومة بشكل أكبر ؟! فما بالنا لا نلقي بالاً للأطفال المرضى الذين قد يكون تأثير المرض على سلوكياتهم واضح وصريح.

5) الحساسية والسلوك:
الحساسية كمرض مصاب بها نسبة كبيرة من الصغار والكبار ويختلفون بنوعها فالبعض يتحسس من نوع أو أكثر من الأطعمة والبعض الآخر يتحسسون من طبيعة الجو ، ولذلك يجب معرفة هل الطفل يعاني من الحساسية أم لا.

6) التغذية السيئة والسلوك:
يتأثر الطفل بما يأكل فالطفل الذي يأتي للمدرسة مثلا بدون إفطار يكون أقل قدرة من غيره على الفهم والاستيعاب وكذلك النشاط بشكل عام ، وكذلك الطفل الذي يكون طعامه غير متوازن كأن يتناول باستمرار الحلويات والأطعمة ذات الفائدة الأقل. ويرتبط نوع ونمط السلوك بحالة الجوع لأنها حاجة فسيولوجية ( أولية).

7) النقص الحسي والسلوك:
أي مشكلة تؤثر على حواس الطفل حتماً ستؤثر على سلوكه العام ، فالطفل ضعيف البصر قد يظهر وكأنه غير واثق من نفسه أو غير راغب في بذل الجهد، أو غير متقن .....

8) الحساسية المفرطة تجاه المجتمع الجديد :
قد يتفاجأ الطفل أو ينزعج من الجو العام للروضة أو المدرسة فهذا المجتمع غالباً يكون مليء بالعمل والنشاط البناء والبهجة ويزدهر فيه معظم الأطفال وتنمو مهاراتهم إلا أن هناك بعضاُ منهم يكون مستوى الإثارة في المجتمع المدرسي أكثر مما يطيقون فتظهر ممارسات سلوكية غير مرغوبه.

9) الضغط أو التغيير العائلي:
قد يسيء الطفل السلوك لأن النظام الأسري اختلف بعض الشيء فمثلاً قد تطلق الأم أو يتوفى أحد أعضاء الأسرة أو تمر الأسرة بظروف مالية ... وكل ذلك قد ينعكس سلباً على سلوك الطفل وقد تطرأ على سلوكياته بعض تصرفات جديدة غير مرغوب فيها .


10)البيئة المادية تؤثر على سلوك الطفل:
ويقصد بها المكان الذي يعيش فيه الطفل أو يتعلم فيه فقد يساعده على ممارسة بعض أنماط السلوك السيء فمثلاً قد يكون اتساع غرفة الصف بشكل لا يناسب عدد الأطفال أقول أن ذلك قد يساعد الطفل على الجري المستمر العابث وكأنه في فناء ....

11)الإشارات المتضاربة والسلوك:
ويقصد بها تلك السلوكيات التي يخبر بها الكبار أطفالهم بأنها سلوكيات غير مقبولة في وقت ما ، ولكنهم يتفاعلون معها بطريقة أخرى عند ظهورها مرة أخرى كأن تقبل !!! وكلما زاد هذا التناقض زادت حيرة الطفل وأصبح لايعرف الفرق بين السلوك الجيد والسيء .

12)الافتقار إلى إرشادات واضحة:
قد لايعرف الأطفال السلوك المتوقع منهم مما يجعلهم يسيئون التصرف ، ولذلك يحتاج الأطفال إلى مجموعة من الأنظمة المصاغة بشكل مبسط يسهل فهمه .

13) الاهتمام والسلوك:
هناك سلوكيات كثيرة يمارسها الأطفال لأنها بينت لهم اهتمام الآخرين عند صدورها منهم حتى ولو كانت تلك السلوكيات سيئة وغير مرغوبة !!

ختاماً
ما سبق ملخص موجز عن مسببات السلوك عند الطفل بشكل عام ، حاولت جاهداً أن أجملها بشكل مختصر ومفيد آمل من الله عز وجل أن ينفع بها .
وسأتطرق لمجموعة من مشكلات الأطفال وأساليب حلها في مقالات قادمة بإذن الله.


المراجع
1) عيسى ، إيفال المرشد لحل المشكلات السلوكية
2) زهران ، حامد عبدالسلام علم نفس النم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق