2010/10/06

الإحباط والضغوط النفسية

احباط

معظم الناس يسايرون ضغوط الحياة اليومية دون ان يدركوها وفي زحمة هذه المتطلبات ينسى الكثير ألامه ومتاعبه واحباطاته باحثا عن التوافق أو التكيف مع هذه الضغوط .

وهو ما يسمى بالتكيف الناجح رغم صعوبتها.

لذا يمكن ا ن نعرف التوافق بأنه :

" محاولة لمواجهة متطلبات الذات ومتطلبات البيئة ".

ففي ثنايا هذا التوافق تكمن محاولاتنا العديدة لان نبدو أو نتظاهر بوجه مبتسم حتى وان كانت تعترينا الالآم عديدة غير مزاحه ، ومشكلات حياتيه منها اجتماعيه أو اقتصاديه أو مهنيه أو أسريه نحاول حلها بطريقة تعيد إلينا شيئا من الموائمة الداخلية لكي نبدو سعداء أمام الأخرين.

إن اسعد البشر وأكثرهم توافقا مع أعمالهم أو مع أسرهم أو حتى ميسوري الحال يشعرون بالاحباطات المتعددة ، فخيبات الأمل والصراعات وعوامل الضغوط اليومية المستمرة ومتطلباتنا نحو الأفضل تعرضنا إلى الإحباط وهي سّنة الحياة وديدنها ، يستوجب علينا ا ن نواجه الإحباط وحجمه ومداه .

فالإحباط Frustration هو :

" أي دافع نفسي أو نشاط لدى الفرد ينشط ويلح في طلب الإشباع وزيادة الرغبة في الطموح ، سواء أكان هذا الدافع فطريا أو مكتسبا من البيئة التي نعيش بها ، شعوريا كان أو لا شعوريا "

إن الموازنة الداخلية لأي منا يجب ان تلبي هذا الدافع وتحاول إشباعه ، وعندما لا يستطيع أي منا إشباع الدافع إشباعا مباشرا ، فأنه ينتج عنه إحباطا.

فالإحباط إذن :

الحالة التي يوجد فيها الفرد ولديه دافع أو عدة دوافع وطموحات مستثارة يصعب عليه إشباعها فتتحول حالة الشخص من مشاعر المسرة إلى مشاعر الضيق والاستياء وتؤدي به إلى البحث عن مخرج من هذه الحالة أو على الأقل التخفيف منها ، وعندما يفشل يبحث الفرد مع مكوناته الداخلية النفسية التي تحاول المحافظة على التوازن عن بدائل تسمى في التحليل النفسي بحيل التوافق( الدفاع) – ميكانيزمات الدفاع – وتسعى هذه إلى تخفيف حالة التوتر والشد والإحباط إلى بديلها ان استطاع الفرد.

وهي أيضا تحاول إبعاد الضغوط النفسية الناجمة عن حالة الإحباط

ومن تلك الحيل ( الميكانيزمات) :

الكبت، الإسقاط ، الإزاحة ، التبرير، التوحد ...الخ

حتى يستطيع الفرد ان يحل الصراع الذي يدور بين الدافع الذي يلح في طلب الإشباع والقوى التي تقف حائلا دون الإشباع .

أو إمكانية تحقيق الواقع الذي يتمنى الفرد تحقيقه وهذه الميكانيزمات تتسم بالمرونة والخديعة والالتواء في التعامل الداخلي للفرد حتى ترضي الرغبات المتعارضة .

اما إذا لم ينجح الفرد في إزاحة هذه الاحباطات وحالة الشد النفسي والأزمة ان وجدت ، فستتحول حتما إلى تكوين ضغوط نفسية ذات طابع مثير ومؤثر على سلوك الفرد ، ويبدو هذا الفرد في حالة عدم اتزان أمام الناس الأخرين ، وعندما تأخذ الضغوط النفسية الناجمة من الإحباط مديات أعمق لدى الفرد نفسه ، فلابد من إيجاد منفذ للخلاص منها .

إن الإنسان في حالة جذب وطرد تجاه موقف او عند طلب حاجة يريدها ويصعب تحقيقها مثل البحث عن عمل يناسب إمكاناته وقدراته أو دراسة يعتقد أنها تناسب إمكانيته وطموحه ، مع الدخل المناسب الذي يكفي متطلباته و متطلبات أسرته ولكنه يجهد نفسه ولم يجد هذا العمل ، حينئذ يكون بصدد مواجهة صراع بين متطلبات الحياة المعاشية الاقتصادية والوضع الراهن المفروض عليه الذي لا يستجيب لرغباته وقدراته ، فتزداد الحالة النفسية سوءاً ومعها تزداد الاحباطات ويكون للضغوط النفسية دورا كبيرا ملازما لهذه الاحباطات وربما كان من نتائجها..

ومن نتائج هذه الاحباطات هو :

بروز القلق بشكل واضح وازدياد حالات الغضب لدى الفرد وهذا يدفع به أحيانا لان يفقد السيطرة على أعصابه وعلى سلوكه العام .

لذا وضع علماء النفس المتخصصون أساليباً عدة للتعامل مع الإحباط والضغوط النفسية ومن تلك الأساليب :

" الاستخدام الأمثل لحل المشكلة عبر استخدام المرونة في السلوك إزاء الإحباط أو الضغوط النفسية الناجمة عنها "

فالتحديات الجديدة الناجمة عن الإحباط تتطلب حلولا جديدة ومنها وأهمها :

· تجاهل الموقف الضاغط تجاهلا تاما

· ثم الإنكار التام لكل الصعوبات التي تتضخم أحيانا حتى لتبدو مشكلة عويصة غير قابلة للحل

· استخدام وسيلة تجنب الشعور بالمشكلة بأي شكل ممكن دون إعارة الاهتمام لها مهما بلغت من الشدة أو القوة وعدم الأخذ بالحسبان النتائج المترتبة عليها مهما كانت ، فحالة الفرد المحبط تغلق عليه رؤية الحلول الصحيحة وتضيع مفاتيح الحلول مهما كانت المشكلة بسيطة ا و أكثر من ذلك بالتعقيد.

يقول علماء النفس :

" حينما لا يستطيع الفرد عمل شيء بناء فأنه يمكن تجنب التوتر بطريقة ما فاستذكار المشكلة وتذكرها هو بحد ذاته مشكله سوف يعقدها بالتأكيد ويشعره بعجزه من إيجاد الحل المناسب لها وبالتالي يضعف مقاومته لها .

إذن تذكر المشكلة هو مبالغة فيها تقلل من قدرته في إيجاد الحلول المناسبة لها وإحساسه بالفشل والاستسلام بعد ذلك .

لذا فأن علماء النفس قالوا بأن الأفراد الذين يواجهون بعض التهديدات الحياتية المتعلقة بالشؤون الاقتصادية أو المعاشية أو المتعلقة بالعمل والتي لا يمكن التحكم بها تكون استجابتهم للمواقف التالية بمثابة الانسحاب والاستسلام أو الشعور بالاكتئاب .

إن أفضل الحلول لمواجهة مشكلات الحياة الصعبة هو :

تأجيل التفكير بها أثناء مداهمتها لكي لا تتحول إلى احباطات ومن ثم فأن إرجاء الحصول على الوضع الأفضل إلى فترة ربما يؤدي إلى مراجعة الأساليب في التعامل فضلا عن إيجاد حلول أخرى بديلة ...

وهكذا فأن الإحباط ينتج من داخل أنفسنا أولا ويتحدد الفشل في مدى حجم وسعة وكبر وقدرة الفرد على التصدي لمواجهته ... فالطموحات الواسعة تحتاج إلى قدرات عالية وان تحققت فأنها ستتحقق بالتدريج والإرجاء الناجح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق