2010/05/06

أ.روعة الرشيد ... الجزم بإلغاء التقويم المستمر وأثر ذلك على الميدان




بعد كل ما قدمته ... جاءت المفاجأة !!
أ.روعة الرشيد وتصريحها الإعلامي عن التقويم المستمر ( كبوة الختام .. وختام بكبوة)


كتب . عبدالله القرزعي
عرفت الأستاذة. روعة الرشيد أحد أبرز قائدات العمل التربوي ليس على مستوى تعليم جدة بل على مستوى المملكة ؛ قرأت نتاجها وثنائياتها مع التربوية الرائعة والفاضلة جواهر آل مهدي... وتحديداً من خلال إنتاج جملة من الكتيبات والمطويات العلمية التي خدمت ومازالت تخدم مجال التقويم المستمر كأحد أهم أساليب التقويم البديل.



كانت مناسبة إقامتي للقاء تدريبي تبعه برنامج تدريبي عن التقويم المستمر في جدة فرصتي للاطلاع على فكر الزميلتين من خلال إنتاج إدارة التطوير التربوي ....
انقطعت لفترة طويلة تقارب ثلاث سنوات عن الزميلات في تعليم جدة وإنتاجهن ونواتجهن ولكن ما شاهدته أعتقد بأنه الأفضل على مستوى إدارات تعليم البنات في المملكة خاصة ما يتعلق بالتقويم المستمر والبورتوفليو ؛ بالإضافة على ما قدمته الزميلات الأخريات في تعليم جدة وخاصة رئيسة قسم اللغة العربية الأستاذة وسيله باموسى.....

ما دعاني للكتابة هو تلك المفاجأة الغريبة من وجهة نظري والتي أطلقتها الأستاذة روعة الرشيد حول بعض ما ساهمت به تجاه التقويم المستمر ضمن دراسات تجريها الوزارة دورياً على جدواه والتعديلات المناسبة للمرحلة القادمة .

تزامن طرح الزميلة روعة الرشيد مع تقاعدها وخروجها من التمثيل الرسمي لوظيفة حكومية ؛ وربما أن هذا التوقيت زاد من تأثير ما أفادت به.

الأستاذة . روعة من حقها أن تبدي رأيها وأن تقترح ؛ غير أن أكثر الأمور التي توقفت عندها هي التأكيدات التي تكررت من خلال حديثها أو النقل الإعلامي وصياغة الخبر ؛ بل أن الأمر تعدى إلى الإيحاء للبعض في الميدان إلى لملمة كل ما يتعلق بالتقويم المستمر والاستعداد لمغادرته للميدان ؛ بسبب أن الخبر ربط بمصطلحات وكلمات تأكيدية قوية.


الأستاذة . روعة الرشيد ربما كان لها تجارب في محاورة الإعلام والتصريح له ؛ لكنها لم تتنبه هذه المرة لخطورة الأمر وحساسيته ؛ وقد حجمت الصحف والمواقع الالكترونية تصريحها ووصفها بـ(المصدر المطلع) واحتفت الصحف به أيما احتفاء ؛ وقد كتبت بعض الصحف نقلا عنها ما يلي :

التربية تلغي نظام «التقويم المستمر» وتعتمد الاختبارات «الربعية» بديلاً له

أكدت مصادر مطلعة لـ «........» أن وزارة التربية والتعليم السعودية تتجه وبشكل قوي إلى إلغاء نظام التقويم المستمر المدرسي المطبق على طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، بعد أن أثبتت التجربة التي استمرت أكثر من خمسة أعوام فشله الذريع، وعدم حصول المنفعة التعليمية والتربوية التي كان يؤملها المشرعون له.
وأوضحت مديرة القياس والتقويم المستمر السابقة في تعليم جدة روعة الرشيد لـ «...........» أن موضوع تغيير نظام التقويم المستمر لمدارس السعودية موضوع حالياً على طاولة وزير التربية السعودي الأمير فيصل بن عبدالله، ويناقش بشكل جدي للبت حياله، ووضع البدائل التعليمية الأخرى التي يمكن أن تساعد على رفع وتطوير العملية التعليمية داخل السعودية.
وأشارت إلى أن هناك مقترحاً تعليمياً قدمته وعدد من التربويين يأتي كبديل جيد لنظام التقويم المستمر، وأسند بعدد من التقارير المفصلة والموضحة لمنهجيته، وقالت: «قدمنا مقترح «المنظومة الربعية» كبديل تعليمي لتطبيقه عوضاً عن نظام التقويم المستمر، وهو نظام يعتمد على إجراء الاختبارات على أربع فترات للطالب والطالبة، تقسم خلال أجزاء العام الدراسي، ويمنح فرصةً مميزة للقياس الموضوعي للطلاب، ويؤدي في نفس الوقت إلى تراكم معرفي جيد».
وأضافت أن نقص المعرفة لدى المعلمين والمعلمات بنظام التقويم المستمر يعد من أهم المسببات التي أدت إلى ضعفه وعدم تطبيقه التطبيق الأمثل ما أدى بدوره إلى عدم حصول الفائدة المرجوة منه، وبالتالي عدم وصول العملية والخطط التعليمية والتربوية إلى مقاصدها الأساسية.
ولفتت الرشيد إلى أن غموض اللائحة الخاصة بنظام التقويم المستمر أدى إلى جنوح عدد من المحافظات التعليمية عن أهداف النظام وشموليته الأساسية اجتهاداً منها بغير علم ولا هدى، لدرجة أن بعض تلك المحافظات وصلت درجة الانحراف الكامل عن المنهج التعليمي السليم والمقرر لها أساساً.
وألمحت مديرة القياس والتقويم المستمر السابقة إلى أن القرار الجديد والمنتظر إصداره خلال الفترة القليلة المقبلة لن يبقي على نظام التقويم المستمر وتطبيقه داخل المدارس حتى في أسوأ الحالات، ولكنه إن رغب في الإبقاء عليه فإنه سيعمد إلى إدخال بعض التعديلات الأساسية على آلياته الموضوعة بهدف التوصل إلى المنهج التربوي السليم الذي يؤكد ويراعي تقويم العملية التربوية وتطويرها إلى الدرجة الأفضل.
ونبهت الرشيد إلى أن الوزارة ربما تلجأ إلى خيار تعليمي آخر وهو الخلط بين منظومة الاختبارات الحديثة «المنظومة الربعية»، والتقويم المستمر بطريقة تحقق الهدف الرئيس من دمج طرائق التعليم، مشددةً على أهمية التعديل والتغيير في كل الآليات المستخدمة في عمليات التقويم والتحديث لمناهج التربية والتعليم، أو حتى في بعض الأساليب المتبعة، والتي تتم من طريقها قياس النتائج التربوية والتعليمية.


أقتطع لكم العبارات الأخطر والأكثر تأثيراً في التصريح وهي كما يلي

1. (إلغاء نظام التقويم المستمر المدرسي)

التقويم المستمر مختص في تقويم التحصيل الدراسي للطلاب فقط وتستخدمه المدرسة لهذا الغرض ؛ وهنا تأكيد إلغاء التقويم المستمر وأنه راحل عن ميداننا.

2. (أثبتت التجربة التي استمرت أكثر من خمسة أعوام فشله الذريع)

تطبيق التقويم المستمر كان ضمن لائحة تقويم الطالب المعتمدة للتطبيق وليس للتجربة ؛ والتي اعتمدها مجلس الوزراء الموقر منذ عام 1420هـ وهو بذلك يكمل عامه الحادي عشر للبنين والتاسع للبنات ؛ ونصت اللائحة على رفع تقارير كل أربع سنوات عنه ؛ وعدل لأول مرة في نهاية عام 1426هـ وتم التوسع فيه ليشمل الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية التي يستخدم في تقويم تحصيل طلابها الدراسي التقويم الوصفي المستمر بعبارات (متقن – غير متقن) ؛ وهو بذلك يختلف عن تقويم التحصيل الدراسي لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوي حيث يستخدم التقويم المعياري المستمر بدرجات والذي طبق من عام 1418هـ على المواد الشفهية.
ملحوظة : الفشل الذريع (حكم قاسي وقاطع ) ؛وتساؤلي ؟؟ مالدراسات التي أثبت بمؤشرات ذات دلالة فشل التقويم وهل شملت الدراسات (المدخلات والعمليات والمخرجات).


3. (موضوع تغيير نظام التقويم المستمر لمدارس السعودية موضوع حالياً على طاولة وزير التربية السعودي)
لا جديد في ذلك ؛ فقد نصت اللائحة على رفع تقارير كل 4 سنوات ؛ والسؤال هو : من يستطيع أن يؤكد أن القادم هو تغيير كامل وشامل وفق ما أؤكد في بداية التصريح .. ونقض بإمكانية التعديل كما في نهاية التصريح.


4. «قدمنا مقترح «المنظومة الربعية» كبديل تعليمي لتطبيقه عوضاً عن نظام التقويم المستمر، وهو نظام يعتمد على إجراء الاختبارات على أربع فترات للطالب والطالبة، تقسم خلال أجزاء العام الدراسي؛ ويمنح فرصةً مميزة للقياس الموضوعي للطلاب، ويؤدي في نفس الوقت إلى تراكم معرفي جيد».
هل جاء التقويم البديل الذي تسعى أنظمة معظم دول العالم إلى مسايرته إلى البحث عن (التراكم المعرفي فقط) ؟
وقد جاء هذا الاتجاه العلمي الجديد لتقويم التحصيل الدراسي استجابة إلى التغير في غايات التربية من :
• الاعداد (للوظيفة) التي تكتفي بما يعرفه الطالب
• إلى الإعداد (للحياة) التي تأخذ بما يعرفه الطالب وما يستطيع عمله وكيف يوظفه توظيفا حقيقيا على الواقع.... وهذا مالا يوفره النظام الثلثي أو الربعي المعتمد على اختبارات الورقة والقلم ؛ في ظل الممارسات الخاطئة وصعوبة الإجراءات العلمية للاختبارات بأنواعها (مقالية- موضوعية) حيث ثبت أن 10% فقط على مستوى دول العالم تطبقها.

إن من أهم مسوغات ظهور التقويم البديل في علم القياس والتقويم ... هو :

أ. ضعف تطبيق اختبارات الورقة والقلم(المعيارية) وفق محدداتها العلمية مما جعلها ودراجاتها غاية في حد ذاتها.

ب . أصبح التدريس لأجل النجاح في الاختبارات التي تقيس الجانب المعرفي فقط ومدى قدرة الطالب على (الحفظ والتذكر والفهم ) وتلك مهارات عقلية دنيا ... وليس بهدف إعداد المتعلم للحياة وممارسته (للحفظ والتذكر والفهم والتحليل والتركيب والتقويم ) وهي عمليات عقلية عليا.

ج. بما أن التحصيل الدراسي سلوك ظاهر .. هل لانستطيع قياسه وتقويمه إلا بالاختبارات المعيارية فقط ؛ ألا يستطيع الطالب تطبيق مهارات تعلمها ؛ وجمع عينات صخور ؛ وتكوين دائرة كهربائية كمشروع ؛ وكتابة وصف لصفة صلاة العيد كتقرير ؛ وتسجيل تلاوته على شريط ..... وتلك مهارات حياتية وواقعية وحقيقية هامة.
د. ماتمثله الممارسات الخاطئة للإختبارات من ضغوط نفسية على المتعلمين ؛ واعتمادها (صفرية؛ درجة الصفر) السلوك غير المؤكدة ... فلا يوجد سلوك درجته صفر مطلق لدى المتعلم.

هـ . يجب أن تكون عملية التقويم تلقائية ومنسجمة ومتداخلة مع فعاليات التدريس ولا تنفصل عنها ؛ ولا تمثل ضغطاً نفسياً وانفعالياً على المتعلم.


5. (نقص المعرفة لدى المعلمين والمعلمات بنظام التقويم المستمر يعد من أهم المسببات التي أدت إلى ضعفه وعدم تطبيقه التطبيق الأمثل / غموض اللائحة الخاصة بنظام التقويم المستمر أدى إلى جنوح عدد من المحافظات التعليمية عن أهداف النظام وشموليته الأساسية اجتهاداً منها)
هنا تشخيص الزميلة المختزل جداً لمسببات فشل التقويم المستمر الذريع على حد قولها ؟؟ ولم تشير من قريب أو بعيد إلى دور الوزارة وإدارات التربية والتعليم وأقسامها المختصة في إحداث التغيير وتقويم الممارسات ؛ ثم ذكرت سبباً آخر وهو غموض اللائحة ؟؟؟ ولم تكشف جوانب هذا الغموض الذي لا أراه بائناً مقارنة بلوائح دول أخرى !!


6. (لن يبقي على نظام التقويم المستمر وتطبيقه داخل المدارس حتى في أسوأ الحالات، ولكنه إن رغب في الإبقاء عليه فإنه سيعمد إلى إدخال بعض التعديلات الأساسية)
هنا عودة عن الجزم بالإلغاء ؛ وفتح الطريق لخيارات أخرى وأهمها التعديل المتوقع أصلاً وفق التقدم المتلاحق على اتجاه التقويم البديل وأساليبه المتعددة والمطبقة في عدة دول .


الخلاصة :
في رسالة أوجهها للأستاذة روعة الرشيد مع دعواتي لها بالتوفيق والسداد

( وهو أن ميداننا التربوي متحفز أصلاً لمثل تلك التصريحات المثيرة ومليء بالتردد وتداول ما يعزز عدم قبول التغيير ايجاباً كان أم سلباً ماجعله ينصرف عما يدور داخل غرفة الصف تدريساً وتقويماً ؛ وكنت آمل منك تحديداً وأنت الخبيرة بالأمر أن تطرحي الرؤية الجديدة ؛ دون ربطها بمستقبل التقويم المستمر الذي إن بقي بتعديلات متوقعة ؛ سيحرج تأكيداتك بالإلغاء).

وسواء بقي التقويم المستمر وعدل أو ألغي وبدل ؛ ما يعنيني شخصياً أن يكون التنظيم الجديد يحاكي رؤية علمية ومجربة وذات نواتج أثبتتها التجارب ؛ والأهم مناسبته لخصائص الأطفال والمراهقين وجوانبهم النفسية في ظل المتغيرات التي نعيشها.


ملاحظة : في القادم من التنظيمات والتعليمات ... أقولها بملئ فمي : (إن لم يخطط لإحداث التغيير وقيادته وتوفير الدعم اللازم العلمي له ؛ وايجاد حوافز معنوية يجنيها من ينفذه ؛ وتوفير المساندة والدعم ليأمن الميدان وتخف مخاوفه ومقاومته .... فلن ينجح لن ينجح معنا أي تغيير مهما كان منظماً ودقيقاً وعلمياً ) .

هنا يجب أن نتوقف عن قذف التغيير على ميدان يعج بالحاجات الأساسية لممارسة تعليم فعال ؛ فالاتجاهات الحديثة تنجح متى ما كانت متوفرة الأسس ... وكمثال : لن يطبق معلم استراتيجيات التدريس الحديثة مالم يلم ويتقن طرق التدريس التقليدية ؛ ولن يستخدم التقنية كوسيلة مالم يستخدم الوسائل التعليمية التقليدية بفاعلية.


يعتصر قلبي الألم

كلما تذكرت ضغوط ومقاومة من يقع على كاهلهم تطبيق التقويم المستمر وإنجاحة ومطالبتهم بإلغائه وتغييره والعودة لممارسة ما اعتادوا عليه (الاختبارات).... دون أي اعتبارات للفئة المستهدفة (الأطفال المتعلمين) نواتج عملية التربية والتعليم ؛ وما عكسه عليهم من استقرار نفسي وجعل المدرسة الابتدائية جاذبة بحق ؛ وتراجع مخاوفهم من الفشل وتنمية رغبتهم بالنجاح والعمل ..... ولو لم نحقق من غايات لائحة التقويم إلا تلك القيمة أجزم بأننا جنينا مكتسب هام وهام جداً.


قد يقول قائل .... ولكن النواتج التعليمية ضعيفة ... هنا أقول بثقة تامة

(القرآن الكريم منهج حياة ؛ ماذا لو قارنا سلوكنا كمسلمين بما جاء فيه ؟؟؟!!! أين الخلل والنقص هنا ......

وعلى ذلك قس الفارق بين التقويم المستمر وممارستنا له ... وقيادتنا لإحداث التغيير فيه وتوفير سبل النجاح له !!!!!!!!!!)


اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

تحياتي للجميع

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا استاذنا الفاضل أشد على يدك فيما قدمت عن التقويم المستمر ولوتم الغاؤه سيعاني أبناؤنا وسنعاني نحن فهو موافق لخصائصهم وحاجاتهم معين على إكسابهم القيم والمهارات كونه بأدواته المختلفة يقيسها خلاف الاختبارات

    ردحذف