2010/04/23

مهارات لكل مدير يرغب بأن يكون قائداً مبدعاً


مهارات لكل مدير يرغب بأن يكون قائداً مبدعاً
الجزء الأول

صورة .... كان الموظف فيصل ذو البكالوريوس في إدارة الأعمال من أنجح الموظفين في إحدى المنظمات ، عملٌ منظم وأداءٌ رائع وتطورٌ مستمر .......؛ تقاعد مدير الإدارة التي يعمل فيها فيصل. وبعد بحث عن من يحل مكانه وقع الاختيار على فيصل ووُجد أنه أنسب الموجودين دون معايير محددة ؛ واكتُفي باجتهاده والتزامه وجديته في العمل .
وبعد محاولات لإقناعه بقبول إدارة المنظمة التي تضم بين جنباتها أكثر من 56 موظفاً و8 أقسام ؛ وافق وقبل تولي زمام الأمور وبعد أن مضى ستة أشهر من ممارسته لمهامه واجه العديد من الصعوبات والمشكلات التي لم يتوقعها ومنها : ضعف انضباط الموظفين والتزامهم بساعات العمل وضعف الانتاجية وتأخر انجاز المعاملات...... ، يحاول ثم يحاول حل المشكلات ولا يجد أن الأمر تغير كثيراً ، ما الذي حدث ؟




مالدافع لاختيار هذا الصورة المقتبسة من الواقع ؟ وإن لم يكن كل الواقع فهو بعضه .
مع التقدم الذي يعيشه العالم في شتى المجالات والعلوم والفنون ؛ إلا أن البعض مازال يعتبر الإدارة والقيادة قد تنجح ممارساتها بالاجتهاد فقط ، ويقتصر دور الجهة المرشحة على تسمية المدير واصدار قرار التكليف ؛ وفق معايير قد لاتكون علمية !! وفي كثير من الأحيان اعتقدنا أن كل موظف ناجح في ممارسة مهام محددة حتماً سينجح في عمله كمدير ؛ وهذا قد يكون صحيحاً وقد لايكون .

غالباً بعد الترشيح يسلم المدير المهام المناطة به ويُفترض أن ينجح دون تقديم :
• أي نوع من التهيئة والتدريب على هذه المهام؟!
• عدم وجود رسالة ورؤية للمنظمة وأهداف استراتيجية.
• عدم وجود وصف وظيفي محدد لكل وظيفة وتحديد مهام من يقوم بها.
• تداخل في التنظيمات الاجتهادية والتنظيمات الرسمية.
وقد وجد في المنظمات والإدارات مديرون يواجهون مهام عدة مقابل إعداد وتأهيل ضعيفين ونتيجة ذلك أن كثير من الصعوبات والمشكلات لاتحل بالصورة المطلوبة . أتدرون لماذا ؟؟
لأن الإدارة باختصار شديد ( علم وفن ) لها أسس وضوابط وكفايات يتبعها مهارات ؛ ويجب أن يتقنها كل مدير وأن يسعى لتنمية ذاته وسماته واكمال ماينقصه من مهارات إدارية ؛ ليصبح قائداً وليس مديراً فقط.
وفي حال لم يفعل فالهدف الذي يحققه قائد مؤهل بوقت قصير وبجودة عالية ؛ قد يستغرق في تحقيقة ذلك المدير الذي يعتمد على الاجتهاد وقت طويل هذا إن تحقق ذلك الهدف وبجودة أقل!
ومايعتبره المدير المعتمد على الاجتهاد من مشكلات ويصرف عليها الوقت والجهد والمال ؛ قد يجده المدير القائد الذي يعتمد على علمية الممارسات وقود العمل وجذوة الابداع وسبيل لتطوير الإجراءات.


من أجل ذلك جاءت مقالة هذا العدد تحمل في طياتها - لكل من تولى زمام أمور الإدارة - جملة من المهارات الإدارية المختصرة انتقيتها لكم بتصرف من (موقع إدارة في إدارة) علها توفر دعماً يستحق القراءة والتأمل
علماً بأن هذه المادة مختصرة جداً وتفاصيلها موجودة في أدبيات الإدارة في المكتبات العامة والخاصة.
كلي ثقة بأن لدي الكثير من المديرين ممارسات علمية في إدارة مهامهم وأنهم سيبحثون بكل جد عن كل مامن شأنه توفير الوقت والجهد والمال وتهيئة أفضل الظروف المناسبة للعمل والانتاج وتحقيق الأهداف .

1) وصفة إدارية
كم هو جميل أن تشعر بالراحة أثناء تأدية عملك بنظام في نفس الوقت الذي تنجز أكبر قدر من المهام بهدوء. وهنا نذكر ببعض الخطوات التي تساعدك على إنجاز مهام عملك بهدوء:

 الخطوة الأولى .. وهي الخطوة الأكثر أهمية في تحقيق الهدوء في العمل، ببساطة اتخذ قراراً بعمل شيء يجعلك تصبح هادئاً وغير مندفع بردود أفعالك.
 تعامل بحزم مع الأوراق .. خلص نفسك من العبء الذي تسببه المعلومات غير الضرورية عن طريق استخدام الأرشفة أو حتى التخلص منها .
 لا تقلق حتى يأتي وقت القلق.. يرتبط القلق دائماً بالتفكير في المستقبل، أعطي اهتمامك الكامل لما يحدث في الوقت الحاضر لأنك ستواجه المستقبل بكل استعداد.
 دع الآخرين ينجحون ووثق نجاحاتهم بأسمائهم .. إن أفضل ما يحافظ على الوقت وسلامة العقل في ساحة العمل هو عملية التفويض، والأساس في القيام بهذه العملية بنجاح هو أن تركز على الأشياء التي تتفوق في أدائها وتفوض جميع الأعمال الأخرى لمن ينجح فيها ؛ وعليك أن تفوض المسؤولية كما تفوض أعباء العمل.
وتذكر دائماً أن (الصلاحية تفوض ؛ والمسؤولية لا تفوض )
 استشر ...في الأمور التي ليست ضمن خبراتك ومهاراتك السابقة.. وركز على الأمور التي يمكنك التأثير فيها.
 اعترف بجهلك.. كلما أسرعت بالاعتراف بأنك لا تعرف الجواب عن شيء ما، أصبح لديك المزيد من الوقت للبحث عن الإجابة.
 غير استراتيجيتك وروتينك.. أد عملك بطريقة لا تؤده بها في المعتاد ؛ أو فكر بطريقة لا تفكر بها عادةً.
ثم تذكر (تكرار عمل لا يجدي ؛ لا يجعله يجدي )
 أخفض صوت الهاتف .. إذا لم يمكنك أن تختار نغمة هادئة أخفض صوته.
 لا تجعل مكتبك كالمركبة الفضائية ومستودعاً لكل شيء ... مليء بالأجهزة (آلالات التصوير ؛ والطابعات ؛ ........) لأنها متطلبات عمل وليست ملكية شخصية ؛ وسيزعجك كثرة المقاطعة في مكتبك للاستفادة منها من قبل العاملين.
وتذكر (الاستحواذ على كل شيء يلقي على كاهلك مهام يمكن أن يقوم بها شخص آخر )
 ابتسم في المواقف التي تستحق ؛ وكن متفائلاً؛ وواثقاً .
وتذكر (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)

2) سمو الفكر الإداري
(( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على اللذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ، أنت مولنا فانصرنا على القوم الكفرين)).
هذه الآية تعكس أسمى وأسلم نهج إداري حيث توضح ما يلي:
1. • أن العمل قدر الجهد والقدرة ، وكل من عمل له أجره وعليه ما اقترف.
2. • عدم المؤاخذة على النسيان أو الخطأ غير المقصود.
3. • عدم تكليف النفس فوق طاقتها وقدراتها.
4. • الاعتذار عن الخطأ وطلب المسامحة.
5. • ربط النجاح والتوفيق بيد الله سبحانه وأن الإنسان مهما أوتي من قدرة وإرادة فهو بحاجة إلى توفيق الله.
ولنا في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. فقد بنى الدولة الإسلامية عل مرحلتين:
• مرحلة التخطيط
• مرحلة التنظيم.
وفي تلك المرحلتين تم إرساء العديد من المبادئ والمفاهيم الإدارية الهامة ومنها :
الشورى، والمساواة، والإخاء، وتحقيق العدالة الاجتماعية. وكل ذلك مع مراعاة العامل الاجتماعي، وهو احترام الإنسان وعدم التقليل من أهميته، وعدم تسفيه رأيه أو إهماله، لأنه العنصر الهام في سمو الفكر الإداري ونجاح تطبيقه. كذلك تدعيم الثقة ونذكر هنا
العوامل التي تدعم ثقة الأفراد في محيط العمل ، و منها:
 • التفكير بمنطق ( نحن ) بدلاً من أنا وأنتم.
 • مشاركة المعلومات بدلاً من حجبها.
 • إشراك الأفراد في إيجاد الحلول للقضايا الهامة.
 • التركيز على الجوهر بدلاً من التفاصيل غير المهمة.
 • احترام الهيكل التنظيمي وتجنب استخدام السلطة كأسلحة ضد الآخرين.
 • إظهار المشكلات على السطح لمواجهتها بشكل علمي ؛ بدلاً من إخفائها حتى تتفاقم.
ثم تذكر أهمية رفع شعار " فلنعمل سوياً حتى نسمو بفكرنا الإداري".

3) تصحيح المسار
أمرنا الله تعالى في محكم كتابه الكريم بالعمل.. ولكن لكل منا أسلوبه في العمل.. فكيف نصحح مسارنا أثناء تأدية عملنا؟
 • اتق الله حيثما كنت وليكن عملك مشروعاً، ولتؤده بصدق وأمانة.
 • غرس الانتماء والانسجام والرغبة في العمل... دونهما لن يتمكن الإنسان من العطاء والإبداع، ففهم العمل ومعرفة احتياجاته وطبيعته شرط للرقي با لأفراد وزيادة إنتاجهم.
 • ابدأ من حيث انتهى الآخرون، واستفد من خبراتهم حتى وإن كانوا أقل منك تعليماً... ولكنهم قد يكونوا أكثر منك خبرة ؛ ولا يعني تبؤ منصب الإدارة أنك تعرف كل شيء عن كل شيء.
 • كن قدوة لغيرك من العاملين معك في الالتزام بأوقات الدوام الرسمي وتنفيذ لوائح العمل.
 • لا تصدر أحكاماً سريعة متأثرة بالانطباعات الأولية... إذا أردت أن تقول شيئاً قله غداً وامنح نفسك مزيداً من فرص التفسير قبل إصدار الحكم.
 • لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، حتى لا تتراكم الأعمال.
 • خذوا أمركم شورى بينكم.. عند التعرض للعوائق استشر.
 • لا تهدر وقتك فيما لا يستحق .. فضياعه سبباً لفشلك.
 • بسط الأمور من حولك واجعلها تنجز بذكاء أكبر وبجهد وتكلفة أقل.
 لا تربط أداء المهام الحساسة بشخص واحد ؛ فهو إن ذهب سيكلفك البحث عن بديل جهداً جباراً؛ وربما تعطل العمل لفترة ليست بالقصيرة.
 • لا يأس مع الحياة.


4) القواعد الماسية للتعامل مع الآخرين
منذ بدء الخليقة والإنسان بطبعه اجتماعي، ويكره الوحدة، فتخيل نفسك بلا أناس من حولك ! هذه الصورة فعلاً ستعيش بها إذا لم تحافظ على علاقتك مع الآخرين ، وحتى لا تضطر إلى ذلك ، إليك بعض القواعد الألماسية :
 • أصلح ما بينك وبين الله ، يصلح الله ما بينك وبين الناس .
 • ألق التحية على من تعرف و من لا تعرف.
 • ابتسم في وجه زميلك ، فالابتسامة تنبئ بنفسية الطرف الآخر ، وتشرح الصدر وتمهد التعارف والتواصل البناء.
 • ضع نفسك مكان الآخرين ثم أسمعهم من الكلام ما تحب أن تسمع.
 • اعرف نمط وظروف الذي تتعامل معه ، ثم حاول محاورته ومعاملته من خلال النمط المناسب له.
 • حافظ على مشاعر الآخرين ، واختر كلماتك بعناية .
 • لا تغضب .. فإنك حينها ستهدم كثيراً مما بنيته.
 • كن بسيطاً وغير متكلفاً في تعاملك مع الآخرين .
 • كن متواضعا ً، ليعلو شأنك ويتواصل معك مرؤوسيك بود.
 • دع محدثك يحدثك دون حذر ، وكن منصتاً جيداً .
 • أوف بوعدك ، واصدق في حديثك .
 • حاول أن تقول شكراً لمن أدى العمل بشكل جيد ، فوقعها كبير في نفسه .
 حاسب المسيء وفق نظام للعواقب يعرفه الجميع سلفاً ويتفهمونه ؛ وساعد المخطئ فكل ابن آدم خطاء.
 • اعترف بخطئك ، واعتذر إذا لزم الأمر الاعتذار ؛ ليتعلم منك الآخرين الاعتراف بالأخطاء.


5) العلاقات الإنسانية
المخزون الثقافي لمجتمعنا مليء بالمفاهيم والقيم التي تؤكد على أهمية العلاقات الإنسانية ، وليس بمفهومها الإداري فحسب ، بل بمفهومها ومدلولها الديني والأخلاقي ، وهناك قاعدة تبنى عليها قواعد التعامل الأخرى ، وهي قاعدة حسن الخلق .
ويبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه القاعدة الجميلة، حينما قال لأبي ذر رضي الله عنه قال " اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ". وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " اثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق ". وذكر في حديث آخر ، إن أول ما يوضع في الميزان ، حسن الخلق والسخاء.
فلو شاعت الأخلاق في مؤسساتنا وكانت هي أساس التعامل بين الرئيس والمرؤوس ، وبين الزميل وزميله ، وبين الموظف ومراجعيه وبين الإدارة ومثيلتها ، لنتج عن ذلك أجواء الثقة والتفاهم والألفة وبالتالي الإنتاجية ، لأن صاحب الأخلاق يعمل بدافع ضميره ، ورقابة الله تعالى عليه فهو عندما :
• يبتسم , يتصدق , وعندما يلقي التحية على رؤسائه أو زملائه ، فانه يتبع هدي النبي عليه الصلاة والسلام في إفشاء السلام .
• يقضى حاجة لأخيه المراجع أو لصاحب الحاجة بهمه وسرعة ، فانه يقوم بذلك تطبيقاً للتوجيه النبوي الشريف بقيمة قضاء حوائج المسلمين.
• وعندما يبتعد عن الجدال فهو بذلك يطبق قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام" أنا زعيم بيت في ريض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ".
• وعندما يشكر شخصاً قام بأداء خدمة له ، فهو يتبع قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام " من صنع إليكم معروفاً فكافئوه , فإن لم تجدوا ما تكافئونه ، فادعوا له ، حتى تروا أنكم كافأتموه ".
• كذلك في حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم " إنكم لن تسعدوا الناس بأموالكم ، فأسعدوهم ببسط الوجه وحسن الخلق ".
ولخص أحد الحكماء صفات حسن الخلق فيما يلي " هو إن يكون كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الإصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، براً وصولاً ، وقوراً صبوراً شكوراً رضياً ، عفيفاً شفيقاً ، لا لعاناً ولا سباباً ، ولا نماماً ، ولا مغتاباً ، ولا عجولاً ولا حقوداً ، ولا بخيلاً ولا حسوداً ، بشوش ، يحب في الله ، ويبغض في الله ، يرضى في الله ، ويغضب في الله ، فهذا هو حسن الخلق .
وتذكر (( فلنحرص على حسن الخلق ، حتى نرتقي بتعاملنا مع الآخرين )).


6) فن التعامل مع الإحباط
عند مواجهة التحديات والمفاجآت الصعبة ، نندفع تلقائياً إلى مقاومة التغيير ، وينتاب بنا التوتر ، ونصاب باضطراب في التنفس والتعب التام وتلازمنا الهموم ، وتتلبد في أنفسنا الغيوم ، ونصاب بالتشتت والذهول ، وتتراجع ثقتنا بأنفسنا ، وتنطلق عواطفنا السلبية . ولمواجهة كل هذا نحتاج إلى تدريب أنفسنا على اكتشاف بداية لحظات التوتر ، والتصرف بذكاء ، حتى نتمتع بالهدوء في المناخ المشتعل غضباً .
ولكي ننتصر على الإحباط ، علينا بالتالي :
 استخدم نظام للتهدئة الفورية... ويعتبر نموذجاً عملياً للسيطرة على ضغوط العمل .
 السيطرة على الذهن ... راجع الموقف من زواياه العدة ، وتذكر قول القائل .. مع كل مشكلة توجد فرصة لاكتشاف حلا لها.
 يجب أن تشعر بأن ما تؤديه من أعمال له أهمية كبيرة في تحقيق أهداف العمل وأهدافك الشخصية (فالعمل ينمو بك وأنت تنمو به).
 هيئ نفسك لمواجهة أي عائق ، ولكن بتفكير إيجابي .
 اصبر على الإحباطات جميعاً .
 أحسن الظن .... ولا تعط فرصة للشك بأن يتسلل إلى قلبك، وكن على يقين تام بأن ما تنجزه من أعمال يكون مشرفاً.
 احتفظ بهدوئك، وتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " ارض بما قسم الله لك، تكون أغنى الناس ".
أما إذا كنت مسئولا وكان مرءوسيك في حالة إحباط ، فعلاجهم يكون كالتالي :
 أبلغهم أن كفاءتهم وخبرتهم التي يتمتعون بها تؤهلهم للقيام بأعمالهم على أكمل وجه .
 اشرح لهم مدى أهمية الجهود التي يبذلونها لإتمام العمل .
 احرص على أخذ مشورتهم في أمور عديدة.
 لا تتردد في الثناء عليهم في كل مرة يقومون فيها بإنهاء عمل معين أو تحقيق إنجازات.
وتذكر أن أكثر ما يؤثر سلباً على إنتاجية العاملين هو الإحباط ، الذي قد يصيبهم نتيجة أسباب عدة . فاعمل على محاربة الإحباط ، فدورك كبير وهام مهما كان حجم مسؤولياتك .
وتذكر (( من عرف نفسه لم يضره ما قاله الناس فيه ))
قال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) الكبد : العناء والمشقة.


7) فريق العمل
تعد فرق العمل إحدى أهم وسائل نجاح العملية الإدارية ومن أبرز ملامح الإدارة الناجحة التي تحرص على الإنجاز، وتحترم التخصص وتسعى إلى المزيد من المشاركة بينها وبين أفراد الإدارات الأخرى.
وحتى ينجح الفريق لابد أن تكون أهدافه واضحة لجميع أعضائه، فهو بمثابة محطة توليد للطاقات الكامنة.
وتبنى فرق العمل لمزايا عدة منها:
 الاستفادة من المواهب المتعددة للأفراد.
 زيادة الاتصال بين الأعضاء.
 تنمية الشعور بالإتحاد والصداقة.
 إيجاد جو من التعاون لزيادة الإنتاج.
 الوصول إلى حلول جماعية.
 تخفيف الأعباء وتوزيع الأدوار.
 تبادل المعلومات والتجارب.
 الفاعلية في حل المشكلات لتوفر الخبرة.
 تحقيق التوازن بين إنتاجية الفرد واحتياجات الأعضاء .
 تقديم أحدث وأدق المعلومات.
 إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في اتخاذ القرار وتحمل مسئولية تنفيذه.
وهنا يجب التوقف للتذكير بنقطة وهي أن (نجاح الفريق هو نجاح يرتبط بكل عضو من أعضائه وفشله هو فشل لكل عضو أيضاً ، فالكل أعظم وأكبر من الجزء).


8) إصدار الأوامر ..... فن لا يجيده إلا قائد مبدع
عندما يفكر أي شخص بإصدار أمر ما ، لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار عاملين :
 الموقف.
 الشخص.
ويسأل نفسه سؤالاً..
• هل لديه متسع من الوقت للحلم والأناة والدبلوماسية ؟
• وهل الأمر موجه لشخص منتج وأخطأ أم لشخص متقاعس كسول ومسيء ؟
لأن كل شخص له نوع من الأوامر يجب أن يتخذها مصدر الأمر، وأنواع الأوامر هي :
 الأمر الصريح المباشر.. ونضطر إلى استخدام هذا النوع مع المسيئين و المهملين والكسولين والعنيدين والذين تنقصهم القدرة على التركيز.
 الأمر بصيغة الطلب.. ويستخدم إذا كان العمل روتينياً ، وكانت علاقة المدير بالموظف مبنية على الثقة المتبادلة . فمثلاً ممكن أن تصيغ طلبك بدقة تجعلك تطمئن أن الموظف سوف يدرك أن ما تطلبه منه هو أمر ، وإنه لا يملك سوى التنفيذ.
 الأمر التطوع.. يبرز الموظف التواق للعمل والذي يميل إلى التطوع والتميز بنفس الوقت ، فعلى سبيل المثال ، يطرح سؤال لأداء أي مهمة غير مريحة على الرغم من أهميتها ، ولكن لا يود أحداً القيام بأدائها ، وهنا يأتي الذكاء في كيفية استثارة فضول المتطوع بطرح سؤال : من يريد عمل كذا ؟
وعلى الأقل ستجني استبعاد سوء ظن بعض الموظفين بأنهم مستهدفون دون غيرهم.
 الأمر بصيغة سؤال.. من وجهه نظري هذا النوع من الأوامر من أفضل طرق إلقاء الأوامر ولكن عندما يلق على الموظفين المتحفزين والمجتهدين ، يصبح جهداً جماعياً يشاركون في التخطيط فيه والتفكير والتنفيذ أيضاً . مثلاً قول " متى نفعل كذا ، وهل من الضروري اننا نفعل كذا ؟"
ولكن سنلاحظ أن هناك بعض الصعوبات لأنك تتعامل مع فئات مختلفة من الموظفين ، فمثلاً هناك فئة تتصيد الأخطاء وتسعد لتنفيذ التعليمات التي يتضمنها سؤال فقط لمجرد رغبتهم في أن يبدو المدير في مظهر مغفل ! وهناك فئة أخرى تنظر للأمر بصيغة سؤال على أنه علامة ضعف ، فيتجاهلون تنفيذ المطلوب لأنه لم يوضع أساساً في صيغة أمر.
وتذكر أنه (في الغالب يتبنى المرؤوس أفكاراً ساهم واشترك في التخطيط والتنفيذ لها ).


9) السكوت في مواقف معينة
من الأمور المهمة في الارتقاء الوظيفي ( السكوت ) فإن النتائج تترتب على الأعمال لا على الأقوال، والقول في غير موضعه كثيراً ما يسبب الفشل.
والسكوت إنما المراد منة إن يكون عن الأمور التالية:

أولا : عن الانتقاد لا على التقويم , فلا يفتح الإنسان فاه بانتقاد إنسان أخر مربوط بالعمل أو غير مربوط به, فإن انتقاد الإنسان المربوط بالعمل وان كان على حق يثيره, مما يسبب التقليل من نشاطه, أو قيامه ضد المنتقد وخلق الكراهية, وانتقاد غير المربوط بالعمل يسبب إثارته بما لا داعي له. فيؤثر كلام ذلك المنتقد في أعصاب ونفسية هذا المنتَقد وينقص منه, وكلا الأمرين يرجع لضعف الشخصية من ما يؤدي إلى اضطراب بالعمل, وخلق المشاكل.
أما مايتعلق بتقويم مهام العمل فيزيح عنه الغموض ما يلي :
• وصف المهمة بدقة .
• التأكد من إمكانات من يقوم بها وقدرته على النجاح.
• تقديم الدعم والمساندة .
• المتابعة الدقيقة.
• المحاسبة عند التقصير .

ثانياً : عن الانتقاد الموجة إليه, فانه مهما بلغ الانتقاد, في النهاية لا يؤثر في الإنسان, إذا سكت خلاف ما إذا أجابه المنتقد بالرد, فانه يصرف النشاط وبلا فائدة مرجوة, والناس دائما مع الساكت, حتى وان طال الزمان, فإذا تكلم كانوا له أو عليه.
وقد يكون ما وجه لك ليس نقداً بقدر ما هو اتهامات وظنون سيئة وجرأة ليست في محلها ..... هنا تأتي مهارة القائد في استيعاب المقابل وتأجيل الرد عليه حتى تهدأ نفسه ويكون أكثر قدرة على الحوار لا الجدل.

ثالثاً : عن الهدر في الكلام, وهذا مما يبتلي به الكثير من الموظفين وقد كان أحد أحزاب ( اليابان ) الكبار شعارهم: قلة الكلام وكثرة العمل, وما أجمله من شعار؟ وفي المثل العمل بكل صمت وهدوء علامة النجاح, أما من تكلم لإنجاز مهمة بقدر الضرورة فان الكلام في مثل هذا الموقع ضروري وليس المقصود من السكوت الذي نجعله من شروط الموظف الناجح المنع عن مثل هذا الكلام المضطر إليه.
يقول الصينيون (( أعجب مخلوق هو الإنسان يعلم صغيره الكلام ؛ وإذا كبر وتكلم أخبره بأن الصمت فضيلة ))


10) الاختلاف في وجهات النظر
لابد وأن مرت عليك لحظات اختلفت وجهة نظرك مع وجهة نظر شخص ما, ولكن :
• هل أدى هذا الاختلاف إلى خلاف أو نزاع؟
• وهل كانت طريقتك في حل هذا النزاع تقليدية أم مبتكرة؟
• وهل أسلوبك في حل النزاع واحد لا يتغير؟

هنا و فيما يلي نوضح لك إستراتيجيات التعامل مع الخلاف.

أولاً: استراتيجية الانسحاب:
وهي أن الشخص عندما يشعر أن هناك بداية لخلاف ما يبدأ بتغيير موضوع الحديث بسرعة ويغض الطرف عن النقد. وهذا الشخص ( المنسحب ) يرى أن هذا الخلاف لا نفع منه وبالتالي فهو يفضل الانسحاب وكذلك هو مستعد لأن يذعن حتى يتلافى عدم التوافق أو التوتر. وهذه السياسة إن كانت ناجحة في بعض حالات الخلاف إلا أنها تغفل أن أسباب الخلاف مازالت قائمة، واجتناب الخلاف لن تجعلها تختفي.

ثانياً: استراتيجية الإكراه:
من يتبع هذه السياسة يحرص في أي خلاف على أن يخرج منه منتصراً مهما كلفه الأمر. وغير مهتما لعلاقاته مع الآخرين. حيث تؤثر هذه السياسة على ألفاظه وتصرفاته، ولكن على الرغم من أنها تحل الخلافات بشكل سريع إلا أنها تؤثر على الأهداف البعيدة المدى وعلى إنتاجية الأفراد ما دام أن هناك طرفاً واحداً سيستمتع بالانتصار.

ثالثاً: إستراتيجية التهدئة:
هذه السياسة من ينتهجها يحاول أن يجعل كل أطراف الخلاف راضية وسعيدة، فهو يهتم بالعلاقة مع الناس إلى درجة كبيرة حتى لو تصادمت مع مصالحه، ومن وجهة نظره يرى أن التحدي والمجابهة مدمرة، لذلك عند بدء الخلاف يعمد إلى كسر حاجز التوتر.

رابعاً: استراتيجية التسوية:
هي ما نسميه مسك العصا من المنتصف وهي تشعر الأطراف في أي نزاع أنهم رابحون لأول وهلة مع أنهم في حقيقة الأمر خاسرون لأن هذه السياسة تعطي بعض الكسب لكلا الطرفين بدلاً من إعطاء الكسب للمصلحة العامة والمرجوة من حل ذلك الخلاف.

خامساً: استراتيجية التكامل:
تمثل قمة النجاح لحل الخلاف لأنها تتطلب مهارات إدارية واتصالية عالية المستوى وهي طريقة مشتركة لحل المشاكل, ويلزم على جميع الأطراف افتراض وجود حل ما وبالتالي هم يجتهدون لهزيمة المشكلة لا لهزيمة أنفسهم.

إلى أن نطرح الجزء الثاني من مهارات إدارية
أترككم في رعاية الله وحفظه
أخوكم . عبدالله بن علي القرزعي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق