2021/08/30

١٤٤٢عام استثنائي ومحنة منحت منحة

 كتب. عبدالله بن علي القرزعي


عنيزة. الخميس ١٤٤٢.٠٩.٢٤

الحمد لله رب العالمين المنعم المتفضل؛والصلاة والسلام على معلم الناس الهدى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم...

رحلة تعليمية استثنائية لعام استثنائي بكل مافيه، وقصة نجاح كبرى ضمن قصص نجاح تتوالى لوطن الإسلام والسلام.

أعلنت منظمة الصحة العالمية تحول فاشية كورونا إلى جائحة في ١١ مارس ٢٠٢٠؛ كانت حكومة مملكتنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله قد قامت بإجراءات احترازية عدة قبل ذلك منذ إعلان الوباء في أوائل ديسمبر ٢٠١٩ في الصين.

منذ اللحظات الأولى للجائحة أعلن خادم الحرمين الشريفين بأن (صحة المواطن والمقيم أولوية قصوى للملكة العربية السعودية) ؛ ليس هذا فحسب بل امتدت يد عطاء وطننا الغالي لمساعدة دول ومنظمات عدة؛ ودعم لأبحاث اللقاح في كافة الدول.

من أهم هذه الاحترازات قرار معالي وزير التعليم وفقه الله بتفويض من المقام السامي بتعليق الدراسة الحضورية بكافة الجهات التعليمية بدءًا من  تاريخ ١٤٤١.٠٧.١٤ بعد مضي قرابة سبعة أسابيع من الفصل الدراسي الثاني لعام ١٤٤١.

 وكانت وزارة التعليم قد عملت ضمن جهودها للتحول الرقمي في التعليم على عدة مشاريع كبرى  ضمتها  تحت بوابة التعليم الموحدة للتعليم  الإلكتروني عن بعد ومنها : المدرسة الافتراضية؛ وبوابة المستقبل؛ وتعزيز منتجات عين التعليمية فضائيا ب ٢٣ قناة تبث الدروس متزامنة وغير متزامنة  على مدار الساعة، ومكتبة عين للدروس على اليوتيوب ، وبوابة عين للأنشطة الصفية وبنوك الأسئلة والكتب الإلكترونية.

اقتربت انطلاقة  العام الدراسي ١٤٤٢هـ بآمال كبيرة في أن يجد أبناء وبنات الوطن الخدمة التعليمية لمواصلة رحلتهم التعليمية بأمن وأمان وجودة وفق متطلبات المرحلة الجديدة كليا على العالم أجمع.

وبين بحث الدول عن خيارات إيصال الخدمة التعليمية لأجيالها أعلنت وزارة التعليم مع بداية العام الدراسي ١٤٤٢ عن إدارة التعليم الإلكتروني عن بعد "منصة مدرستي" مع خيارات متعددة  أخرى "عين التعليمية" إضافة إلى فتح أبواب  المدارس لاستقبال الطلاب والطالبات ممن لم يتمكنوا من دخول المنصة وخدمات عين  والاستفادة من الخدمة التعليمية لمواصلة رحلتهم التعليمية؛ خيارات متعددة لكافة الظروف المحتملة؛ لتعلن وزارة التعليم معها دخول نظام التعليم السعودي مرحلة تاريخية جديدة وفريدة بهوية وعقول وطنية؛ بنموذج تعليمي  نوعي فريد.

على بركة الله وتوفيقه ثم دعم حكومتنا الرشيدة نقلت إدارة التعليم الإلكتروني بخياراتها المتعددة آمال وطموح مايزيد عن ٥ ملايين طالبا وطالبة ومايزيد عن ٥٠٠ الف معلم ومعلمة إلى مواصلة الرحلة التعليمية بجودة عالية تفوقت على الخدمات التي قدمتها دول متقدمة تقنيا واقتصاديا.

ومعها حقق النظام التعليمي في المملكة قفزات ضمن مؤشر المعرفة العالمي لعام ٢٠٢٠ وفق تقارير الأمم المتحدة / اليونسكو  في عدة مؤشرات عالمية.

تصدرت منصة  مدرستي السعودية  أفضل منصات التعليم في العالم في ظل جائحة كورونا، بنجاحها بإيصال الخدمة التعليمية لعدد من الطلاب والمعلمين  يوازي أعداد  سكان دولة.

اليوم ختام مسك للعام الدراسي ١٤٤٢ بوطننا الغالي الذي بذل  فيه أبطال التعليم  الأسر والطلاب والمدارس والإدارات جهودًا كبيرة لتحقيق أهداف (التعليم الإلكتروني عن بعد) وبناء النموذج التعليمي المعرفي السعودي الذي أذهل العالم أجمع؛ في ظل حرمان مايزيد عن مليار ونصف طالبا وطالبة من ١٦٥ دولة من الخدمة التعليمية.

نحمد الله عز وجل أن رزقنا

 وطن ليس كسائر الأوطان،

 وولاة أمر وحكومة جعلت المواطن والمقيم أولوية لجهودها.

والشكر والتقدير  لمقام وزارة التعليم على بناء النموذج السعودي الوطني بجهود وعقول أبناء الوطن المعطاء.

والشكر والدعاء لكافة القيادات التعليمية والإدارية ونخص المعلمين والمعلمات ومن في حكمهم بالشكر ، ونثمن دور شركاء تعليم عنيزة في مبادرة  توفير ١٢٠٠ جهازا للطلاب والطالبات الذين لم يتمكنوا من دخول منصة مدرستي حثا لهم وعونا لمواصلة رحلتهم التعليمية.

تجربة التعليم عن بعد أضافت لنظام التعليم السعودي خبرات كبيرة في القيادة والتعليم والتدريب ومهارات الطلاب المتعلمة وتفاعل الأسر تجاوز بها السنوات ليحقق مستهدفات مستقبلية كان مخططا أن نصل إليها بعد عشرات السنين.

وفي مستقبل الأيام سيكون التعليم الإلكتروني عن بعد رافدا رئيسا للعملية التعليمية يكفل خيارات متعددة لتجويد نواتج التعلم النوعية لتنافسية عالمية تضع وطننا الغالي في مقدمة الركب حيث المكانة المستحقة له.

حقا إنها بفضل الله محنة حملت في طياتها منح ونعم كبيرة.

دمتم بخير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق