2021/08/30

التعلم عن بعد المدرسة الافتراضية مهمة وطنية تربوية بامتياز

كتب. عبدالله بن علي القرزعي


الثلاثاء ١٤٤١.٠٧.١٥

اللهم احفظ العباد والبلاد من كل سوء وبلاء.

تمر بلادنا بمرحلة احترازية وقائية وجه بها مقام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - حفاظا على صحة وحياة المواطنين.

في مجال التعليم نحمد - الله عز وجل- أن هيأت الوزارة خياراتها قبل سنوات مضت بتوجيه من سمو ولي العهد -وفقه الله -  بتعدد أساليب التعليم والتعلم وفق متطلبات الرؤية الوطنية وعصر اقتصاد المعرفة...

قاد سموه الكريم مع أصحاب المعالي وزراء التعليم عدة خيارات تطويرية لتكون جاهزة لمتطلبات مراحل قادمة ومن ذلك :

١.اعتماد العمل ببوابة عين الفضائية ١٤ قناة وعلى اليوتيوب.

٢.اعتماد العمل ببوابة المستقبل.

٣.اعتماد العمل بالمدارس الافتراضية وتوقيع سموه الكريم اتفاقية مع شركات عالمية بهذا الشأن.

٤.تجريب المدرسة الافتراضية بمدارس الحد الجنوبي وبعض مناطق التعليم بالمملكة.

٥.تطوير المناهج ووضع الاستجابة السريعة (الباركود) على كل كتاب مدرسي.

وغير ذلك من قنوات ومصادر التعليم والتعلم...

قد يقول قائل أن خيارات (التعلم عن بعد) لم يتم تعميمها بشكل شامل على كافة مدارس المملكة؟

والرد يقتضي إيضاح جاهزيتها وقابليتها للتعميم وفق متطلبات المرحلة التي يمر بها العالم أجمع؛ فالحمد لله الذي يسر لنا سبل التعليم عبر خيارات ومصادر متعددة متاحة بمملكتنا الغالية.

وقد يحتاج الأمر إلى دعمها وتقويتها لتناسب الاحتياج الحالي وهو ما اعتدناه من حكومتنا الرشيدة.

تعليق الدراسة( المؤقت)

أزمة أم فرصة

مهم الايضاح بأن قرار معالي الوزير وجه بتعليق الدراسة مؤقتا (بالمدرسة الواقعية) مع العمل بمنظومة التعليم الموحد  عن بعد ومنها  المدرسة الافتراضية وكافة الخيارات المتاحة للتعليم والتعلم.

وهذا يعني أن :

التعليق المؤقت لايعني( إجازة ) عن التعليم والتعلم...

بل ممارسة العملية التعليمية التعلمية بأسلوب آخر  من (واقعي) إلى (افتراضي) عن بعد متزامن وغير متزامن.

ويرى بعض قادة العمل والمعنيون والأسر  ممن يعون تحديات المرحلة أنها مهمة وطنية تربوية بامتياز.

وفي مثل تلك الفرص يحين وقت تجلى المهارات القيادية والتعامل المعرفي الإبداعي لتحقيق أهداف التربية والتعليم أيا كانت متطلبات المرحلة.

تبعا لذلك تحول دور الأسرة  وكذلك المدرسة والقيادات والمعلم والطالب ...

وأضحى الجميع أمام واجب وطني وتربوي لمواجهة التحديات في سبيل تجاوز المرحلة لما هو أهم؛ والكشف عن قدرة الدولة ونظامها التعليمي والمجتمعي على تحقيق الأهداف المنشودة مع تغير المتطلبات والظروف...

إن تجاوز المرحلة حتما سيضيف عدة مكتسبات للأجيال القادمة؛ وعدة دروس مستفادة تسطر الدور الفاعل لمجتمع مسلم يعي جيدا قيم التكافل والتعاون والبذل لعمارة أرضه سبحانه وتعالى خيرا وفلاحا وعبادة له على بصيرة.

فمن عاش ببيئات التعلم البدائية في عصر الكتاتيب لم يتوقع أن تتطور بيئات التعلم في تعليمنا لنصل لمرحلة دمج التقنية بالتعليم والتحويل الرقمي ومن ثم للبيئات الافتراضية.

البعض الأخر تدفعهم مخاوفهم وتغلبهم؛ رغم انتماءاتهم الخيرة لوطن الخير والتعليم فيه إلى القلق المفضي للتوقف عن العمل والانحسار وصولا إلى مقاومة ومعارضة (التعلم عن بعد) جملة وتفصيلا وكأن الاخذ به (ترفا) وليس (ضرورة) ملحة وواجبة.

تبدأ بهم التساؤلات التي يجب إيجاد الإجابة عليها من جهات الاختصاص وتبسيط الحلول للمضي قدما ؛ وفي حال أجيبوا ممن لايعون التحديات التي نعيشها تتطور حالتهم إلى الشعور بأنها أزمة مستحيلة الحل وتساورهم الشكوك بالفشل الحتمي؛ والقفز دوما إلى النتائج المؤكدة وفق تصورهم.

مسؤولية قادة العمل التعليمي

المعلم قائد؛ والمشرف؛ والمسؤول؛ بل ورب الأسرة....  الكل معنيون بالتربية والتعليم ..

 

إن تقدير تحديات المرحلة والبحث عن أفضل الحلول لها للعمل بها؛ كل وفق ما وهبه الله من إيمان وتوكل ومسؤولية ومهارات وأدوات ؛ واعتبار مايمر به وطننا ونظامنا التعليمي فرصة للتعلم؛ وتحدي لبناء معرفي جديد ومكتسبات مضافة لاستحقاقات قادمة... كل ذلك كفيل- بإذن الله- على تحقيق الأهداف وصولا للغايات.

دمتم بخير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق