2021/08/30

المدارس تصنع الأبطال أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠

 كتب. عبدالله بن علي القرزعي


الجمعة ١٤٤٢.١٢.٢٧ عنيزة

أنشأ المجتمع المدرسة كمؤسسة تربوية لتقديم تربية منظمة لأجياله بعد خروج الأب للعمل ولاحقا خروج الأم أيضا بعد العصر الزراعي والحرف وبداية العصر الصناعي..

هناك أنظمة تعليمية عدة أخذت على عاتقها أن المدرسة ليست مساندة للأسرة فقط بل شريك رئيس في تربية أبنائها لاكسابهم كفايات ومهارات أكاديمية وحياتية هامة لإعدادهم للحياة وليس فقط لممارسة مهنة محددة.

نجحت تلك النظم في تخريج أجيال عظيمة بنت نهضة الدول بكل جدارة وإتقان؛ وكان ذلك نتيجة طبيعية على رهانهم بأن "الجماجم أهم من المناجم"  فالاستثمار في العقول والمورد البشري كفيل باستثمار الموارد الطبيعية والمادية والعكس غير صحيح.

 

 أقيمت الدورة الأولى للألعاب الأولمبية  الصيفية في أثينا باليونان خلال الفترة من 6 إلى 15 أبريل عام 1896 وتتابعت دوراتها حتى طوكيو ٢٠٢٠؛ أي أن عمرها ١٢٤ عاما ولاحقا قسمت الألعاب الأولمبية إلى أولمبياد ألعاب صيفية وأولمبياد ألعاب شتوية.. يشارك فيها أكثر من ٢٠٠ دولة..

تظاهرة الأولمبياد العالمي ليست مجرد تنافسية رياضية بل لها أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وتربوية؛ وما يهمنا هنا الدور التربوي وأثر المدرسة في ترسيخ قيم التنافسية وصناعة  الأبطال...

تتنافس دول كأمريكا والصين وروسيا... على صدارة الاولمبيادات في ميدان من ميادين التنافس الشامل بينها ؛ وتتنافس باقي الدول على كسر هيمنتها واحتلال مراكز متقدمة محاولة إيجاد هوية مدركة لها...

واجتمعت الممارسات بين الدول التي تحقق نتائج إيجابية في ألعاب مختلفة على أن المدرسة المهد والمنشأ والمنطلق لبذرة صناعة أبطالها؛ في إشارة إلى أهمية الدور التربوي ممثلا بالمدرسة في تحقيق تلك المنجزات والتمسك بالصدارة لسنوات عدة؛ وهو مؤشر تفوق يعكس أيضا تفوق النظام التعليمي في نواتجه التعليمية المؤثرة في شتى مجالات الحياة وتقدم الدولة علميا وعمليا وقدرتها على رعاية المواهب واستثمارها.

المدهش في الأمر أن هناك دول فقيرة ركزت على قدرات أبنائها وفق امكاناتها المحدودة وتواضع نظمها التعليمية وحققت نتائج جيدة وكسرت هيمنة الدول الأكثر منها قدرة وإمكانيات في مجموعة ألعاب هامة؛ وكمثال لذلك مسابقات الجري بكافة فئاتها وتمكن دول ك جامايكا وأثيوبيا من السيطرة عليها؛ ومن خلال الدراسة لنتائجها ثبت أيضا أن صناعة أبطالهم تم أولا من خلال المدرسة رغم امكاناتها المتواضعة مقارنة بغيرها...

 

السؤال الأهم الذي يجب التوقف معه كثيرا ومناقشته....

متى تمكن وتتمكن  المدرسة من القيام بدورها  الهام في صناعة الابطال؛ ومالذي تحتاجه لذلك.

ماذا حققت وانتجت الأندية الرياضية بموازناتها الضخمة في ظل تركيزها على لعبة جماعية واحدة....

دعوة للفت الانتباه إلى دور المدرسة  أساس كل نجاح في أي مجتمع.

دمتم بخير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق