عبدالله (18) عاماً … خريج الثانوية بامتياز ..
ابن صديق وأخ غال علي ؛ وابنه يحتل مكانة ابني …
تقدم للابتعاث الخارجي لامريكا وتم قبوله … لأسباب كثيرة متأكد أن من أهمها تربيته الخيرة ؛ وكونه إنموذجا لشباب جيله وابن وُلد من رحم وطن الخير بلاد الحرمين الشريفين ..
سمت جميل ؛ وخلق رفيع ؛ وأدب جم ؛ وطموح يصل للتفكير ملياً بما سيحققه لهذه الأمة السامية بسمو رسالتها ..
طلب مني صديقي (عبدالله) الجلسة معه لتبادل أطراف الحديث قبل سفره للبعثة …
وكان اللقاء وجاء الموعد … كنت متحفزاً ومتحمساً أكثر منه ؛ فهي فرصة سانحة أن يثق في طرحك شاب ؛ وينصت لك لتجيبه على تساؤلات ملحة …
مذ جلست معه وأنا أرمق في عينية طموح أمة بأسرها ؛ ومسؤولية وطن عزيز ؛ وقلق النجاح الذي بنى في وجدانه تساؤلات عدة ..
الأمر لم يكن ليخلو من خلجات النفس حول فراق الأهل والأحباب والمدينة التي نشأ فيها وترعرع … وذاك الانتماء المتجذر في النفوس الزكية ؛ ومن تربوا على الوفاء والحب والخير …
أخبرت صديقي بأنه لايسمى (فراق) بل هو (طريق طموح) يبدأ بخطوة الانتقال من مكان لآخر ؛ ومع تغير الزمن وتطور التقنية أتوقع لك تواصلاً من هناك عبر التقنية مع أهلك ومحبيك يفوق تواصلك وأنت بينهم …
ثم تناقشنا حول تغير الحالة الاجتماعية بين مجتمع واخر مختلف تماما في كثير من المعطيات .. كنت قد قصدت التركيز على الهدف والأسلوب والنتيجة ؛ واستنتجنا أن (التركيز) سيذيب تلك الاختلافات ويسرع بالاندماج بل وسيحولها -بإذن الله- إلى ائتلاف وانسجام جميل …
السؤال الأهم الذي وجهه صديقي عبدالله لي كان :
كيف أقدم لديني ووطني شيء مميز ؟
اعتقد من يدور هذا السؤال في ذهنه ..؟؟ مؤشر ودلالة خير وبركة وتربية قويمة حيث الانتقال من التفكير بالذات إلى ماهو أهم وأعم …
مع سهولة الاجابة إلا أنني كنت أريد أن تكون في كلمات قصيرة بليغة يحتفظ بها في وجدانه قبل عقله !!
وبعد أن أخذت وقتاً لترتيب كلماتي جاءت كالتالي :
( قبل أن تفكر بذلك ؛ يجب أن تملك الإرادة والهمة للعلم وتمتلك الأدوات) ولتكن خطوتك الأولى (التركيز في دراستك بل والتفوق) والأمر من قبل ومن بعد لله … المهم أن يكون سؤالك الجميل العنوان الكبير لرحلتك(استراتيجية) ؛ وأن تكتب تحته عناوين صغيرة (تكتيكات) كل منها يمثل مرحلة في طريق طموحك.
إلى هنا افترقنا ووعد على تواصل -بإذن الله- لنسطر سوية حلقات (المبتعثون .. مشاهد وعبر ) …
اللهم وفقه وسدده ويسر أمره واحفظه بحفظك ؛ نستودعك يارب عبدالله فاحفظه بما تشاء ورده لنا سالماً غانماً …
وإلى لقاء في حلقة أخرى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق