فقد ندب دين الإسلام إلى الصدق وحذر من الكذب، فقد ثبت عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا» رواه البخاري ومسلم.
والشائعات من أخطر أنواع الكذب ، وقد جاء التحذير النبوي من (قيل وقال)
قال ابن كثير: "وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: "أن رسول الله نهى عن قيل وقال"، أي: الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تَثبُّت، ولا تَدبُّر، ولا تبَيُّن"
كما أن الإسلام يحث المسلم على التثبت من مصدر معلوماته ويحذر المسلم من جهالة المصادر التي يتلقى عنها أخباره، قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" [الحجرات/6]
وفي سورة النور سمى الله سبحانه وتعالى الشائعة التي نالت من عرض أمنا أم المؤمنين عائشة بالإفك قال تعالى:إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْم [النور/11]
وقال تعالى:" لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور/12] .
وقد جاء تحذير النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين من انسياقهم للشائعات فقال صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء كذبا (وفي رواية : إثما) أن يحدث بكل ما سمع "
ويجب على المسلم إذا بلغه أمر لم يتحقق من مصدره:
- عدم إشاعته؛ لأنه قد يكون من الكذب كما بينا
- أن يطلب برهان هذا الخبر كما علمنا الله في سورة الحجرات .
والإشاعات إنما تروج في زمن الفتن والاضطرابات وهنا نهيب بمن يمتلك الآلة الإعلامية أن يخرج للناس بالأخبار الصحيحة الموثقة حتى يقطع دابر الشائعات ويقطع على الناس في الوقوع فيها.
شكرا على هذا الموضوع القيم
ردحذف