عوداً حميداً ؛ وعمراً مديداً على طاعة الله …
مجدداً يعود جمع من التربويين والتربويات إلى مدارسهم لبدء عام دراسي جديد ؛ بأمل وتفاؤل ورؤية ورسالة وأهداف واضحة يجدد بعضهم نقطة الإنطلاق فيتجدد العطاء وتتحقق الأهداف بإذن الله …
وفي المقابل !!!
يجتر البعض الآخر كل ما هو سلبي عبر سنوات مضت ليغلف بها أجواء البداية ؛ فينعكس ذلك سلباً على نفسياتهم ومن حولهم … بداية باهتة حتماً سيتبعها مزيداً من الألم والاحتراق النفسي والنتائج غير المرضية …
يستهل البعض عامه الجديد بالتخطيط للعمل والإنجاز والنجاح …
وفي المقابل !!!
يستهله البعض باجترار التنهيتات والأهات والعبرات والتثاقل والتخطيط للفشل !!
يبدأ البعض عامه بالتركيز على نقاط القوة وشحذ الهمة وإثارة الدافعية ؛ ويتعلق بكل ومضة أمل فيمضي قدماً … أراد الخير فاستعمله الله فيه وأرضى نفسه وأقر عينه …
وفي المقابل !!!
يصر البعض على أن يكون أسيراً لمواقف وذكريات سلبية ؛ ترهقه وتثقل كاهله ؛ وتحرمه من تذوق حلاوة العزم والإصرار … أراد الهم فأهم نفسه وأحبط آماله …
يبدأ البعض بالبحث عن أدوات العمل ؛ ينتقي أفضلها ويحدد المسار والطريقة والأسلوب يختار تكتيكاته فتتضح له رؤية استراتيجية متوكلا على الله يمضي فيشرق وتشرق أماله وطموحه …
وفي المقابل !!!
هناك من يعمل جاداً على التخلص من القلق بإقلاق الأخرين وتبادل الشائعات واقامة الدعاوى ورفع الشكاوى بل وتبنيها ؛ تحالف بحق مع نفسه الأمارة فتأمر على استقرار روحه … ويبدأ العام وهو في شغل شاغل لارؤية ولا رسالة ولا هدف فيجني الفشل بكل جدارة …
يعمل البعض بمتعه واستمتاع وامتاع من حوله هادف مستهدف ؛ محقق لمقاصد وغايات وأهداف عدة ؛ متوكلا محتسبا ويعي أن هذه الحياة لاتخلو من المشكلات والعوائق …
وفي المقابل !!!
يعمل البعض بتثاقل وهموم كبل بها نفسه فكبلته .. لا لشيء سوى أنه لم يعي ويتدبر على مر سنوات عمره قوله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد) …
إنها باختصار أيها الأحبة …
الرؤية والروية …
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10]
الأمل والتفاؤل …
مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ [غافر : 40]
التوكل …
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران : 159]
الاحتساب …
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل : 97]
وفي المقابل !!!
ما بال البعض يدين بدين الحق ويقرأ القرآن ويعيقه أدنى عائق ؛ أفلا تدبرنا قوله تعالى :
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الحج : 11]
اللهم اجعلنا من المتوكلين المحتسبين ؛ وممن استعملهم ربهم في الخير …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق