2011/06/08

تعريف المناهج

أسماء محمد صالح الخزامي - بلقيس يونس فلاتهistockphoto_15497391-business-meeting

يخطئ كثير من الناس عندما يظنون أن المناهج تعني ما يدرسه الطلاب على مقاعد الدراسة من مواد دراسية مشمولة بكتب مدرسية توزع على الطلاب في بداية السنة الدراسية لكن مفهوم المناهج أوسع بكثير من ذلك حتى أن علماء المناهج لم يتفقوا على تعريف معين لها لكنهم يتفقون على أن المناهج أوسع من أن تحصر في نطاق ضيق من التعليم بل تشتمل على كل شيء يتصل بالعملية التعليمية سواء كان ذلك الاتصال مباشراً أو غير مباشراً وقد كان هم المدرسة القديمة محصوراً في تزويد التلاميذ بالمعلومات ولذلك كانت الجهود تتركز حول المعرفة حيث أن التربية القديمة لم تكن تعرف هدفاً سواها تسعى إلى تحقيقه . وفي ظل هذه الأوضاع كانت المدرسة تحدد المواد أو الموضوعات أو المقررات الدراسية التي ينبغي أن يلم بها التلاميذ ويرى الدمرداش أن المنهج في مفهومه الضيق لم يكن يتضمن شيئاً سوى هذه المقررات الدراسية (3)

أما فرج فيرى أن المنهج هو المقرر الدراسي الذي تقترحه وتقرره وجهة تربوية رسمية ويدرس للتلاميذ في مرحلة من المراحل التعليمية (4)

ويقول الشافعي أن المنهج يعني مجموعة المواد أو المقررات الدراسية التي يدرسها الطلاب في حجرة الدراسة (5).

في ظل هذا المفهوم الضيق للمنهج نرى أن المدرسة تخفق في أداء رسالتها نحو إعداد المواطن للحياة بجميع واجباتها ومسئولياتها مما أدى إلى توسيع مفهوم المنهج بحيث يصبح المفهوم الواسع للمنهج:

جميع ما تقدمه المدرسة إلى التلاميذ لتحقق تنمية وبناء الفرد وفق أهداف تربوية محددة وخطط علمية سليمة بما يحقق النمو الشامل جسمياً وعقلياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً(5)

تفاعل مركب دائم بين الناس ( معلمون – إداريون - نفسيون – تلاميذ ) والأشياء

( طرق – وسائل تعليمية مدرسية – غرف صفية ) في بيئة حرة (6)

ويرى فرج أيضاً أن المنهج هو تسلسل من الخبرات التي تنشئها المدرسة لتربية الأطفال والشباب فكرياً وسلوكياً (7)

العوامل المؤثرة في المناهج:=

يتأثر المنهج بعدد كبير من العوامل والمؤثرات الخارجية منها:

أولاً: العوامل الفلسفية : في ظل الفلسفة التربوية الحديثة يتجه الاهتمام إلى كل من الفرد والمجتمع وتستهدف المناهج مساعدة التلاميذ على اكتساب الخبرة والوظيفة التي تحقق أقصى نمو للفرد والمجتمع.

ثانيا: العوامل الاجتماعية: ثقافة المجتمع وما يحتويه من قيم وعادات وتراث وتقاليد ولغة وفكر والدين الذي يدين به المجتمع كل ذلك يؤثر على المنهج والتطورات الاجتماعية .

ثالثاً: العوامل النفسية:قام علماء القياس النفسي باستخدام الطرق والأساليب الإحصائية لقياس السمات النفسية والعقلية للتلميذ بما في ذلك قدراته واهتمامه وتحصيله من خلال اختبارات موضوعية فكان له تطبيقاته المباشرة فيما يتعلق بتنظيم المنهج وتصنيف التلاميذ وتوجيههم وتقويمهم وكان لهذه النتائج تأثير في تطوير المنهج فقد هيأت أمام التلاميذ أفضل الظروف لتحقيق ذاتهم وبلوغ أقصى إمكاناتهم.

رابعاً: خصائص العصر : إن أهمية خصائص العصر في بناء المناهج وتطويرها كبيرة فهذا العصر يتسم بالانفجار المعرفي الكبير والتغير الثقافي السريع وهو عصر المزاوجة بين والعلم والعمل والنظرية والتطبيق .

وحتى نضع هذه الأمور في عين الاعتبار في بناء المناهج لابد من الآتي:

الاهتمام بالعلوم مادة وطريقة.

الاهتمام بالجوانب العملية والتطبيقية في الحياة.

الاهتمام بالحاضر في بناء المستقبل.

العناية بأسلوب التفكير العلمي الناقد البناء.

الاهتمام بدعم الصلات بين المجتمعات.

الاهتمام بإعداد المواطن لعصر التفجر المعرفي والثقافة المتغيرة.

وعلى ذلك لابد من بناء المناهج على أسس ودراسات للفرد والبيئة والمجتمع والثقافة والحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق