2011/05/13

العنف الجسدي واللفظي تجاه الطلاب …. غصة في حلق التربية والتعليم

كتب.عبدالله القرزعيضرب طالب

راق لي المضامين التربوية التي تفضلت بها الملكة الأردنية رانيا العبدالله عن ظاهرة العنف ضد الأطفال خلال  حملة وطنية "نحو بيئة مدرسية آمنة" وقد قالت  :

" البعض يرى أن التأديب والضرب متلازمان، كما يظن بعض الأهل أن عدم احترام أبنائهم للقوانين المدرسية، أو تطاول التلميذ على معلمه مقبول.
لا مكان للعنف بيننا.

لن نتجاهل المشكلة ولن نتظاهر بأنها ستحل نفسها.
الضرب لم ولن يكون أبدا أداة للتعليم أو وسيلة للتأديب...

هناك بدائل تعلم التلميذ الانضباط، فتضمن له كرامته، كما تحفظ للمعلم هيبته"

 

ذرفت عيني دمعاً ، وكاد دمعها أن يكون دماً ، واعتصر قلبي الألم عندما شاهدت جملة من المقاطع على اليوتيوب عن العنف في المدارس ضمن رسالة بريدية من أحد الأصدقاء …

العنف نوع من الارهاب والترهيب الذي لا وطن له ، ولا دين ، ولا عرق ، ولا لون …

العنف تجاه الأطفال خاصة مرض نفسي يصيب بعض من يتولون تعليمهم لا تربيتهم …

وحتى وإن كان العنف باتجاه المراهقين والمراهقات فهو أيضاً يوضح بجلاء ضعف الصبر والمصابرة والحلم وهزل أساليب التربية وضيق ذات اليد بالأسس التربوية لمن يستخدمه ، بل ويشير إلى ابتلاء من يمارسه بالمعاناة النفسية وعدم ثبات الشخصية …

العنف ذلك المرض العضال الذي وقفت أمامه كافة أنظمة الإصلاح التربوي في العالم حائرة ، يثبت يوماً بعد يوم أنه مرض عضال  وليس عارض يمكن أن تردعه اجراءات وعقوبات إدارية فقط …

العنف بأشكاله جسدياً أم لفظياً ينتهك آدمية الإنسان ويحط من قدره ويفقده "الأمن" الذي هو مع "النضج والدافعية " مكونات مثلت التعلم ، فقد ثبت علمياً بأنه بلا " أمن + نضج + دافعية " يستحيل أن يحدث التعلم النشط الذي ينمي شخصية الطفل ويضمن تعلمه مدى الحياة لينتج المعرفة ويسهم بها في عمارة الأرض …

العنف بنوعيه الجسدي واللفظي  بسببه ارتفعت نسبة الأطفال المصابين بصعوبات التعلم في دول عدة أثبتتها دراسات ، ووصلت نسبة صعوبات التعلم في أحد ولايات أمريكا بسبب العنف والتعنيف إلى 90% ممن يعانون من صعوبات التعلم من أطفال المرحلة الابتدائية .  

إلى متى ….

ونحن نهادن ونسامح ونتجاوز ونتغاضى

إلى متى ….

ونحن نعتقد أن الظاهرة تلاشت وانتُشلت من الميدان التربوي

إلى متى ….

ونحن ندمدم جراح أطفال صغار ….. ونهدهد مخاوفهم ونخبرهم أن ما حدث نزوة عابرة من معلم منفعل

إلى متى ….

ونحن نواجه العنف الجسدي واللفظي تجاه الطلاب والطالبات بورقة تحمل لوم للمعلم فقط !

والأغرب والأمر من ذلك …

  • عندما نواجه باللوم على اتهام البعض بالتعسف في العقاب ؛ ونواجه بمقولة ترددت كثيراً من قبل من وقع في فخ مشكلة العنف : ليتكم تواجهون ما نواجه من تعنت الطلاب وسوء أدبهم وتربيتهم ؟؟!!

لم يعي أؤلئك أن "تربية النشء" هم جزء منها ويعول عليهم الكثير ليكونوا معنا تجاه مشكلات الطلاب التي تؤثر على سيرهم الدراسي …

وأن النبي صلى الله عليه وسلم مربي الأمة لم يضرب أحد بيمينه الطاهرة قط ولم يحمل عصى حتى على من أساء إليه إلا أن تنتهك حدود الله عز وجل …

  • بل ويذهب بعضهم لأبعد من ذلك في أنهم يستخدمون ذات الأساليب مع أبنائهم ؟؟!! مع الأسف ويواجهون بتلك الحجة التي تحتسب عليهم لا لهم …
  • ثم إذا ضاقت بهم السبل ذرعاً تحججوا بأننا "نتفلسف" بنظريات تربوية لا تقدم ولا تؤخر !! وأن "ما يفل الحديد إلا الحديد" ؟؟!!
  • الأدهى والأخطر هو اساءة استخدام السلطة من قبل البعض وإجبار الطلاب على الرضوخ لأساليب العقاب البدني واللفظي وإلا فالفيصل بينهم حسم الدرجات ….؟؟!! ولا حول ولا قوة إلا بالله .

  

أما عن الحلول المقترحة لتلك المعضلة الكبيرة فاقترح ما يلي :

1. تطوير أنظمة ولوائح حماية المعلمين من الطلاب بما يضمن قيامهم بواجباتهم في مقابل الحصول على حقوقهم.

2. تطوير أنظمة وقواعد حماية الطلاب من المعلمين –ومن في حكمهم- بما يكفل لهم حياة كريمة والأمن النفسي والاجتماعي عند التعلم ؛ ويبني شخصياتهم المستقلة وسط جو آمن ومحفز يتعامل مع إيجابياتهم وسلبياتهم بتوازن يبني ولا يهدم.

3. تطوير أدوات وإجراءات العلاج النفسي لمن يعاني من التربويين من ذلك المرض العضال وعدم تجاهل المشكلة ؛ وعزله لحين شفاؤه من مرضه.

 

لتحميل دراسة عن العنف فضلا اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق