الحمد لله الذي شرع لنا الدين
والحمد لله أن جعلنا مسلمين منيبين إليه ...
والحمد له أن عبدنا له بعبادات لا تزيد في ملكه شيء ...
والحمد لله الذي شرع العذر والزيارة والدعاء للمرضى ...
والحمد لله القائل :
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء : 80] ...
و القائل: وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ [النور : 61]
كل منا معرض للعوارض الصحية بين الفينة والأخرى لمسببات عدة ومختلفة ، وإن كانت لحظات الألم والضعف مقلقة ومنهكة إلا أن لها عدة ايجابيات على حياة الإنسان ومستقبلة وحتى بعد مماته ...
زرت أحد قادة العمل التربوي في وعكته الصحية العارضة –بإذن الله- وقد عرف عنه الانسجام في العمل ثم العمل حتى الإنهاك والكلل ، فبارك الله له في صحته وماله ورزقه وصلاح ذريته ، فهو إنموذجا يحتذى في الإخلاص والتضحية والبذل والعطاء.
زرت الزميل الفاضل ووجدته في محنته كأحسن ما يكون من الرضا بقضاء الله وقدره ، وأحسن ما يكون من التفاؤل وإحسان الظن بالله –عز وجل- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ...
فاللهم اشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك ؛ شفاء لا يغادر سقما.
وحقيقة أغبط كل من أصابه الإجهاد والوهن بسبب عمل الخير والتضحية فيه ...
فأي أجر حازه ...
وأي ثواب ينتظره ...
وأي شرف ناله ...
وأي سنة شريفة عمل بها ...
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث عن أجر المريض ومنها :
· عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
{ ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه }. [متفق عليه] واللفظ للبخاري.
والنصب: التعب. والوصب: المرض.
· وعن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حطّ الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها } [متفق عليه].
· وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها } [متفق عليه].
· وعن أبي هريرة قال: لما نزلت: مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [النساء:123]، بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ قاربوا وسددوا، ففي ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها } [مسلم].
· وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب فقال:
{ مالك يا أم السائب تزفزفين؟ }، قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: { لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } [مسلم].
ومعنى تزفزفين: ترتعدين.
· و عن أم العلاء رضي الله عنها قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال:
{ أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به الخطايا، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة } [أبو داود وحسنه المنذري].
· و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة } [الترمذي وقال:حسن صحيح].
· و عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة } [الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني].
· وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة } [مسلم].
· وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ صداع المؤمن، أو شوكه يشاكها، أو شيء يؤذيه، يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويكفر عنه ذنوبه } [ابن أبي الدنيا ورواته ثقات].
· عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا مرض العبد بعث الله - تعالى - إليه ملكين ، فقال : انظرا ماذا يقول لعواده ، فإن هو ، إذا جاءوه ، حمد الله وأثنى عليه ، رفعا ذلك إلى الله - عز وجل - ، وهو أعلم ، فيقول : لعبدي علي ، إن توفيته ، أن أدخله الجنة ، وإن أنا شفيته أن أبدل له لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ، وأن أكفر عنه سيئاته " . وعن عروة بن الزبير أنه قال سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة إلا قص بها أو كفر بها من خطاياه لا يدري يزيد أيهما قال عروة ).
· و حدثني مالك عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة أنه قال سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيرا يصب منه )
· و عن مالك عن يحيى بن سعيد أن رجلا جاءه الموت في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل هنيئا له مات ولم يبتل بمرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويحك وما يدريك لو أن الله ابتلاه بمرض يكفر به عنه من سيئاته ).
· عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أحد يبتلى في جسده ، إلا أمر الله الحفظة ، فقال : اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما كان مشدودا في وثاقي .
والله الموفق ؛؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق