2011/01/20

دور المعلم بين الواقع والمأمول في مدرسة المستقبل "رؤية تربوية"

أ. ختام إسماعيل السحار bigstockphoto_Holding_Frame___230816
 
ملخص الدراسة :
ينظر إلى المعلم على أنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة على مر العصور, وإذا أمعنا النظر في معاني هذه الرسالة المقدسة والمهنة الشريفة خلصنا إلى أن مهنة التعليم التي اختارها المعلم وانتمى إليها إنما هي مهنة أساسية وركيزة هامة في تقدم الأمم, فينظر للمعلم نظرة تقدير فهو معلم الأجيال ومربيها, ولكن النظرة قد اختلفت عبر العصور من حيث الأدوار التي يؤديها فقديماً كان ينظر إليه على أنه ملقن وناقل معرفة وما على الطلاب الذين يعلمهم إلا حفظ هذه المعارف والمعلومات, وتغيرت أدوار المعلم نتيجة للتطور التكنولوجي والانفجار المعرفي وتحاول هذه الورقة إلقاء الضوء على الأدوار التربوية الجديدة للمعلم في مدرسة المستقبل من خلال عدة محاور على النحو التالي :
1. ملامح النظام التعليمي الجديد.
2. أدوار المعلم بين الواقع والمأمول.
3. رؤية جديدة لأدوار المعلم في مدرسة المستقبل.
4. استراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل.
 
مقدمــة:
ينظر إلي المعلم علي أنه صاحب رسالة مقدسة وشريفة علي مر العصور والأجيال، وإذا أمعنا النظر في هذه الرسالة خلصنا إلي أن مهنة التعليم التي اختارها المعلم وانتمي إليها إنما هي مهنة أساسية وهامة في تقدم الأمم، لذا ينظر إلي المعلم نظرة تقدير واحترام، غير أن هذه النظرة قد تغيرت عبر العصور من حيث الأدوار التي يقوم بها المعلم، فكان ينظر إلي المعلم قديماً علي أنه ناقل للمعرفة فقط وما علي الطلاب إلا حفظ هذه المعارف والمعلومات، ونظراً للتقدم والتطور التكنولوجي والثورة المعرفية تغيرت هذه الأدوار التي يقوم بها المعلم، وبما أن من أهداف العملية التعليمية تنمية الفرد وإكسابه اتجاهات ايجابية نحو نفسه ومجتمعه وثقافته وتحقيق تكيفه الشخصي والاجتماعي وتزويده بالخبرات والمهارات التعليمية التي تمكنه من أداء دوره الذي يتوقعه منه المجتمع، فإن دور المعلم يرتبط بتلك الأهداف العامة، ومما لا شك فيه بأن قدرة المعلم علي قيامه بمسؤولياته تجاه الطلاب تتحدد بمدي استيعابه لأهداف العملية التعليمية ومتطلبات المجتمع وتوقعاته من دوره كمعلم، كما أن أدائه لدوره التربوي والتعليمي يتأثر أيضاً بمدي إتقانه للمهارات والمعارف المرتبطة بتخصصه وقدرته علي الانتقاء والاختيار من خبراته بما يؤثر به علي خبرات ومهارات الآخرين، واستجابته واستيعابه للمستحدثات التربوية ووسائل التعليم وظروف التغير بالنسبة للمجتمع ومتطلباته وتوقعاته المتجددة من دوره كمعلم (شتا، 1999: 37).
وبما أن العالم يتطور ويتقدم بسرعة ويوماً بعد يوم فلا بد للتربية أن ترتبط بما يجري في الواقع من تطورات، لذا يجب علي المعلم تشجيع الطلاب وتعليمهم وحثهم علي مواكبة التطورات التي تواجههم مستقبلاً، ولكن يواجه المعلم عدة صعوبات منها: التناقض بين الحديث والقديم، وبين النزعات العصرية التحررية والثقافة التقليدية (أيوب، 1997: 107).
لذا فان الهدف من التربية الجديدة لم يعد تحصيل المعرفة فقط، فلم تعد المعرفة هدفاً في حد ذاتها بل الأهم من تحصيلها هو القدرة على الوصول إلى مصادرها الأصلية وتوظيفها لحل المشاكل.
-و لابد أن تسعى التربية الجديدة لإكساب الفرد أقصى درجات المرونة وسرعة التفكير والقدرة علي التكيف الاجتماعي.
-لم تعد وظيفة التعليم في التربية الجديدة مقصورة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية، والمطالب الفردية، بل تجاوزتها إلى النواحي الوجدانية والأخلاقية، وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته.
-لابد للتربية الجديدة، أن تتصدى للروح السلبية بتنمية التفكير الإيجابي، وقبول المخاطرة وتعميق مفهوم المشاركة (حسن، 2005: 4).
وبما أن التعليم التقليدي موجود منذ القدم ولا يمكن الاستغناء عنه تماماً، إلا انه يواجه في هذا العصر العديد من المشاكل نظراً للزيادة الهائلة في أعداد الطلاب، والانفجار المعرفي الهائل، عدم القدرة علي مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد (الفنتوخ والسلطان، 1999: 79).
فالمعلم في التعليم التقليدي هو محور العلمية التعليمية، أما النظام التعليمي الجديد يجب أن يكون محوره المتعلم، هذا النظام التعليمي الجديد من أهم ملامحه هي:
1- تفاعل تعليمي من الجانبين:
يحاول النظام التعليمي الحالي إيجاد بعض صيغ التفاعل بين المتعلم من ناحية ومصادر تعلمه، والمتمثلة في المعلم والكتاب من ناحية أخرى، أما في النظام التعليمي الجديد فتتيح الحاسبات عن طريق برمجيات الوسائط المتعددة ودوائر المعارف التفاعلية، والاتصال بشبكات المعلومات المحلية والعالمية، فرصاً غنية للتفاعل عن طريق مشاركة المتعلمين في كافة الأنشطة، حيث أصبحت شبكات المعلومات ثنائية الاتجاه معرفية وتعاونية وذاتية الانضباط.
2- التعلم الذاتي:
ويعتبر أهم ما يميز النظام التعليمي الجديد، حيث يتيح الفرصة للطلاب أن يتعلموا تعلماً ذاتياً، تعلماً بدافع منهم وبرغبة أكيدة من داخلهم في تعلم ما يختارونه من موضوعات، في الوقت الذي يتناسب مع ظروفهم واحتياجاتهم وميولهم، بصرف النظر عن كون هذا التعلم يتم في المدرسة أو المنزل، وهو ما يقابله في النظام التقليدي تعلم إجباري ليس له علاقة بذات التلميذ أو ميوله واحتياجاته.
3- التعلم التعاوني:
ويعتبر من الاتجاهات الحديثة الآن على الساحة التربوية ، وهو المناظر للتعلم الفردي في النظام التقليدي من خلال التليفزيون التعليمي أو المعلم أو الكتاب المدرسي.
أما في النظام الجديد، فينكب الطلاب على أجهزة الحاسبات في مجموعات التعلم من خلال الأقراص المدمجة متعددة الوسائط، أو من خلال التواصل والتلاحم فيما بينهم عن طريق أجهزة الحاسب الشخصية بهم، إضافة إلى إمكانية إشراك أي عدد من الأصدقاء أو المعلمين للمناقشة والحوار.
4-التمهن:
اعتمد النظام التعليمي التقليدي على الاستيعاب غير الفعال والتحصيل المؤقت، الذي سرعان ما يزول بعد فترة قصيرة من عقد الاختبارات، أما في النظام التعليمي الجديد فيعتمد على الإتقان الذاتي للمعلومة مع ضمان بقائها مدة أطول، والاستفادة منها في مواقف أخرى، حيث أن الطالب قد أتقنها بمجهوده الشخصي وبدافع من داخله بالعمل والممارسة.
5- القدرة على البحث:
حيث يتيح النظام التعليمي الجديد للطلاب فرصاً غنية للبحث والتحري عن المعلومات المستهدفة عن طريق التواصل مع الشبكات المحلية والعالمية، حيث يقوم الطلاب بجمع المعلومات ونقدها.
6- تنوع الطلاب والأدوات:
يفترض النظام التعليمي الجديد اختلاف المتعلمين في الميول والاتجاهات والاستعدادات، وبالتالي فهو يوفر طرقاً مختلفة وأدوات عديدة يتيح للكل على درجة اختلافهم تعلماً جيداُ متميزاً لدرجة تكاد تكون لكل واحد طريقة تناسبه، على عكس ما هو كائن بالنظام التعليمي التقليدي.
7- المحتوى شديد التغير:
لمسايرة الانفجار المعرفي السائد في هذا العصر، كان لابد من تغيير محتويات المقررات الدراسية على فترات قصيرة، كانت تلك صعوبة يواجهها القائمون على النظام التعليمي القديم، أما في حالة النظام التعليمي الجديد فهذه مسألة لا تمثل مشكلة تماماً حيث يحصل الطلاب على معلومات من شبكات المعلومات.
8- اقتصادي:
بمعنى أنه يمكن تبادله بين الدول المختلفة فهناك كثير من الموضوعات الدراسية لا يختلف كثيراً في تدريسها أو محتواها سواء في الشرق أو الغرب.
9- يفيد المجتمع والأفراد:
بمعنى أنه تعليم فعال ووظيفي يستفيد منه كل من المعلم والمتعلم والمجتمع، لأنه يسعى إلى تحقيق مهارات التفكير العليا باستخدام أساليب التعلم الفردي، والوسائط المتعددة، وأساليب التقويم الذاتي.
10- أنه تعليم ديمقراطي:
بمعنى أن كل متعلم يتعلم طبقاً لاستعداداته وقدراته وميوله ويتعلم بحرية، والمعلم يستخدم أسلوب الاتصال المتعدد الاتجاهات والذي يسمح بالمناقشة مع المتعلمين.
11- أنه يعرف المتعلم بالثقافة العالمية لكثير من بلدان العالم الأخرى مع عدم إهمال ثقافته المحلية.
12- أنه تعليم فعال وتعاوني، لأن الاتجاهات المستخدمة داخل الصف تشتمل على العمل في مجموعات صغيرة متعاونة وأيضاً التعلم عن طريق التجربة والتعلم عن طريق المحاكاة واستخدام تكنولوجيا التعليم (الفار،1998: 181) (صالح، 2000: 54).
 
دور المعلم بين الواقع والمأمول
إن المعلم من خلال أدواره ومسؤولياته وإعداده من أجل تحمل المسؤولية لابد وأن يكون ذلك وفق التغيرات التي يشهدها المجتمع، فلم يعد المعلم ناقل للمعرفة والمصدر الوحيد لها بل الموجه المشارك لطلبته في رحلة تعلمهم واكتشافهم المستمر، لقد أصبحت مهنة التعليم مزيجاً من مهام القائد، المرشد، الناقد، والموجه.
كما أن المعلم له دوره البارز في المحافظة علي تقاليد المجتمع ووسيط في نقل التراث الثقافي من جيل إلي جيل، وأداة الوصل بين عصر الأمس ومعرفته وعصر اليوم بما يحمله من تدفق معرفي (حسن، 2005: 10).
هذا بالإضافة إلي أن المعلم رائد اجتماعي يساهم في تطور المجتمع وتقدمه من خلال تربية الأبناء تربية صحيحة تتسم بحب الوطن والانتماء إليه والمحافظة عليه، غير أن الصيغة الغالبة في أنظمة التعليم العربية هو المعلم التقليدي، فهو غير مشارك في تخطيط المناهج الدراسية، غير مدرب على ممارسة النشاط المدرسي، ليست لديه أدوات حديثة للتقويم الشامل
لقدرات ومهارات التعلم، هذا المعلم تحكمه أفكار ومعتقدات تحتاج إلى تطوير، فهو محشور بين مثلث له ثلاثة أضلاع ، أحدها كثافة عالية داخل حجرات الدراسة، وثانيها كم هائل من المواد التعليمية، وثالثها وقت قصير وهو زمن الحصة الدراسية، وكذلك أصبح هذا المعلم الذي يقف على خط الإنتاج غير قادر على اتخاذ القرار التربوي السليم، فهو ملقن معنى بإيصال المعلومات إلى المتعلمين من الكتب المدرسية إلى عقل المتعلم بتبسيطها أو شرحها وتكرارها لتأكيدها واستظهارها (شتا،99: 32).
ولكي يواجه المعلم التحديات والمسؤوليات الجديدة عليه أن يقوم بتدريب نفسه بنفسه فالمعلم يجب عليه أن يتعلم طوال حياته، وأن يدرب نفسه باستمرار (حسن، 2005: 10).
لذلك تبنت بعض دول العالم مفهوم ( التعلم مدي الحياة للمعلم ) مما يجعل المعلم مهنياً منتجاً للمعرفة ومطوراً باستمرار لممارساته المهنية (عمر، 2002: 99).
هذا المفهوم يؤدي إلي تغيير جذري في الرؤية التقليدية للتعلم والنظام المدرسي ويقدم عملية الوعي بأن التعليم والتدريب هي عملية مستمرة (الخبتي، 2003: 2).
كما أن تطبيق مفهوم (التعلم مدي الحياة للمعلم) يشكل التحدي المطلوب للمعلمين للارتقاء بأنفسهم وتمنحهم دوراً مهماً في المجتمع مما يؤدي إلي إعادة هندسة مهنة التدريس برمتها ليفتح بذلك مجالات مهنية جديدة تدعم جهد المعلمين ليكونوا هم أنفسهم متعلمين مدي الحياة، ومما يدفع المعلم نحو هذا المفهوم هو حقيقة أن المعلمين داخل فصولهم يواجهون ضغوطاً كثيرة ومطالب متعددة نتيجة هذا التغير والتقدم في المجتمع مما يدفع المعلمون إلي التعامل مع هذه المطالب بنجاح.
فمن غير المعقول إلا نعيش عصر المعلومات في عصر المعلومات (Naisbitt، 1984: 4).
إذا يجب أن نرتقي إلي مستوي العصر الذي نعيشه، فإن المعلم اليوم لا يمكن أن يكون كمعلم الأمس يقف ليلقن التلاميذ المقررات منعزلاً عن زملائه المعلمين أو عن التيارات الفكرية والتكنولوجية التي تحيطه خارج المجتمع ، وإنما يصبح المنظم والمنسق لبيئة التعلم بما فيها من موارد وتوزيع العمل التعليمي ، وكسر عادة التبعية عند التلاميذ وتشجيعهم على الاستقلال الفكري لمزيد من الخيال والإبداع (حسن،2005: 11).
 
وتتمثل أدوار المعلم في مدرسة المستقبل:
- القدرة علي اتخاذ القرار فيما يتعلق بعملهم التدريسي داخل الفصل وفيما يتعلق بأنشطة نموهم المهني، وذلك جزءاً من عملية تمهين التعليم (Teaching professionalization) التي تحتم أن يتمتع المعلم بقدر كبير من الحرية في اتخاذ القرارات التي تتعلق بممارساته المهنية ونموه المهني.
-كما أنه لن يكون المعلم هو مصدر المعلومات الوحيد، بل سيكون الاعتماد على مصادر أخرى في مقدمتها المصادر الإلكترونية.
- ولن تكون المعلومة غاية في ذاتها، ولن يكون الهدف فقط هو الوصول إليها، بل سيركز التعليم على نقد المعلومة وتقويمها.
-و في مدرسة المستقبل لن يكون المعلمون عبارة عن أفراد يؤدون عملا محددا، ولا علاقة لبعضهم ببعض فالتحول الذي ننشده في مدرسة المستقبل يأخذ بعدين: بعد التقارب، وبعد التكامل، فبدلا من عمل المعلم لوحده منعزلا عن بقية زملائه، يجب أن تأخذ المدرسة الحديثة منحى يسعى لتقريب المعلمين وربطهم ببعض بعلائق أخوية تعاونية تساعد على الاستثمار الأمثل لجهودهم داخل المدرسة، فالأخوية والعمل التشاركي بين المعلمين يجب أن يكون سمة للعمل المدرسي المستقبلي (. Joyce، 1993).
- خبيراً في طرق البحث عن المعلومة ، وليس الخبير في المعلومة نفسها ، فقد تحول المعلم من خبير يعلم كل شيئ إلى ما يشبه المرشد السياحي في عالم يعج بالمعلومات ، ويحتاج الطلاب إلى من يرشدهم.
- معلماً يتفهم بعمق مهامه تجاه مجتمعه وأمته عن طريق المواقف التعليمية وما ينشأ عن علاقات متبادلة بين المعلم والمتعلم وهى علاقات يجب أن تتميز بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرة بحيث تتعدى نقل المعرفة من طرف إلى آخر لتؤدى إلى تنمية القدرات وممارسة قوى التعبير والتفكير وإطلاق قوى الإبداع، وتهذيب الأخلاق وتطوير الشخصية بجملتها (حسن، 2005: 13).
-معلماً يملك روح المبادرة والنزعة إلى التجريب والتجديد ، يثق بنفسه في تنظيم النشاط التربوي بحرية واختيار ، ويمتلك من المهارات والقدرات والمعلومات ما يجعل منه باحثاً تربوياً يسهم في حل المشكلات التربوية عن دراية ووعى .
-معلماً ممارساً مفكراً متأملاً يقوم على نحو مستمر تأثير اختياراته وأفعاله على الآخرين والتلاميذ، ويعمل على نحو نشط ويبحث عن الفرص لنموه مهنياً .
-معلماً لديه مهارات اتصال وتواصل عالية، ومهارات قادرة على حل المشكلات المختلفة، ووعي علمي وتقني يساعد في النجاح في الحياة، كما يساعد في الارتقاء بمستوى الأمة كي تتقدم على الأمم الأخرى، وتحتل موقعاً مرموقاً في عصر السباق المعرفي والتقني، ووسائل الاتصال الحديثة (النصار، 1423: 11).
- امتلاك القدرة على التفكير الناقد، والتمكن من فهم علوم العصر وتقنياته المتطورة، والقدرة على عرض المادة العلمية بشكل مميز، والإدارة الصفية الفاعلة وتهيئة بيئة صفية جيدة، والقدرة على استخدام التقويم المستمر والتغذية الراجعة أثناء التدريس، وهذه القائمة من الأدوار تمثل الحد الأدنى لمعلم مدرسة المستقبل حتى نضمن بنسبة عالية تحسين نوعية المخرجات (الحر، 2001: 110).
-كما يجب علي المعلمين تطوير أدائهم التدريسي، ومعرفة الاحتياجات الإنسانية المتجددة للتلاميذ، وسبل إشباع تلك الاحتياجات بما يمنحهم الاستقرار العاطفي والنمو العقلي والقوة البدنية، وهذا ما تقصر عن تحقيقه الأجهزة التقنية المتطورة وحدها (النصار، 1423: 10).
 
إستراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل
1- تحديد معايير علمية وتربوية وثقافية ملائمة لانتقاء المعلمين تمكن من ترغيبهم بعلمهم وتحفيزهم لتطوير ذاتهم وخبراتهم .
2- الاهتمام بالإعداد المسبق للمعلم في جميع مراحل التعليم وبخاصة في كليات التربية، بحيث تكون السنة الأخيرة للتدريب وبعدها يحدد قبول المعلم من عدمه في مهنة التعليم.
3- التدريب الميداني خلال سنوات الدراسة لفترة كافية داخل المدارس ، وكذلك علي شكل فصول مصغرة داخل مؤسسات الإعداد مع الملاحظة المستمرة من قبل أساتذة المناهج وطرق التدريس وعلم النفس التربوي .
4- أن يتوافر في مؤسسات إعداد المعلم برامج تربوية محكمة البناء أكاديمياً وتطبيقياً, ولا يتحقق ذلك إلا من خلال تحسن مستوي البحث والتجريب والتطبيق التربوي.
5- إدخال مقررات جديدة في المعلوماتية وطرائق استخدام التقنيات الحديثة في التعلم ضمن مناهج إعداد المعلمين.
6- وضع خطة زمنية لإعادة تأهيل المعلمين القدامى في كليات التربية، وفي مراكز التدريب، وذلك في إطار خطة متكاملة للتجديد التربوي.
7- وضع آلية ثابتة لتقويم أداء المعلم من قبل المتخصصين في القياس والتقويم التربوي.
 
المراجع
1-أيوب، السيد عيسي(1997). الاستراتيجيات الحديثة ودور المعلم في العملية التربوية. الكويت، مجلة مركز البحوث التربوية والمناهج، العدد(21).
2- الحر، عبد العزيز(2001). مدرسة المستقبل. مكتب التربية العربية لدول الخليج.
3- الخبتي، علي (2003). التعلم مدي الحياة للمعلمين. مجلة المعرفة، ع (141).
4- الفار، إبراهيم (1998). تربويات الحاسوب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين. القاهرة: دار الفكر العربي.
5- النصار، صالح بن عبد العزيز (1423). مدرسة المستقبل- رؤية من نافذة أخري. كلية التربية-جامعة الملك سعود.
6-حسن، السيد محمد (2005). مدرسة المستقبل-رؤية تربوية. كتاب الكتروني.
7- شتا، السيد علي (1999). المدرس في مجتمع المستقبل. القاهرة.
8- صالح، ماجدة (2000). الحاسب الآلي التعليمي وتربية الطفل. الإسكندرية: المكتب العلمي للنشر والتوزيع .

9-عمر، الشيخ. (2002). المعلم الذي نريد للقرن الحادي والعشرين. مؤسسة عبدا لحميد شومان.
10- Naisbitt, Joh. “ The Mega Trend”.New York(1984).

11- Joyce, B., Wolf, J. & Calhoun, E. (1993). The Self-renewing school. (p. 27) ASCD. Glickman, C. (1993). Renewing America's Schools: A guide for school-based action. Jossey- Bass: San Francisco.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق