2010/09/05

ما أكرمك وما أرحمك بنا يارب ... آية تحتاج للتأمل


كتب .عبدالله القرزعي      


قال تعالى :
 "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" [غافر : 7]

من التفسير الميسر :
الذين يحملون عرش الرحمن من الملائكة ومَن حول العرش ممن يحف به منهم, ينزِّهون الله عن كل نقص, ويحمَدونه بما هو أهل له, ويؤمنون به حق الإيمان, ويطلبون منه أن يعفو عن المؤمنين.
 قائلين: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا, فاغفر للذين تابوا من الشرك والمعاصي, وسلكوا الطريق الذي أمرتهم أن يسلكوه وهو الإسلام, وجَنِّبْهم عذاب النار وأهوالها.

ومن تفسير الجلالين :
 (الذين يحملون العرش) مبتدأ (ومن حوله) عطف عليه (يسبحون) خبره (بحمد ربهم) ملابسين للحمد أي يقولون سبحان الله وبحمده (ويؤمنون به) تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته (ويستغفرون للذين آمنوا) يقولون (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما) أي وسعت رحمتك كل شيء ووسع علمك كل شيء (فاغفر للذين تابوا) من الشرك (واتبعوا سبيلك) دين الإسلام (وقهم عذاب الجحيم) النار.

إذا تأملنا وتدبرنا هذه الآية العظيمة يتضح لنا كم أن خالقنا جل جلاله رؤوف بعبادة ؛ حتى أنه سخر ملائكته يستغفرون للذين أمنوا بل ويدعونه عز وجل أن يقيهم عذاب النار .
يا الله ...
ما أكرمك ...
وما أحلمك ...
وما أجودك ...
وما أرحمك ...
خلقتنا ؛ ورزقتنا ؛ وكفيتنا ؛ وأويتنا ؛ وأعنتنا ؛ وأعذتنا ...
ونتعبد لك بعبادات لا تزيد في ملكك شيء ...
وما عبدناك حق عبادتك ؛ وما قدرناك حق قدرك ...
ومع كل ذلك :
تطاع ... فتشكر
وتعصى ... فتغفر
وتجيب المضطر ..
وتكشف الضر ..
ولا يبلغ مدحتك قول قائل .
ألا يكفي أنه عز وجل :
يفرح بتوبة عبده ... ورجوعه إليه ..
ووعده بالحسنى ... والمغفرة ..
وعنده مغانم كثيرة وجوائز لمن يتقيه حق تقاته ولا يشرك به شيئا ...
بل وسخر أجل خلقه وأطهرهم ليستغفروا لمن تاب وآمن ...
بقي ألا نركن لأنفسنا ؛ ولا نزكيها ؛ ولا نعتقد أننا بتعبدنا له قد نلنا رضاه ...
فنعمه الظاهرة والباطنة ... أجل وأعظم ...
ورحمته ... أوسع وأشمل من أعمالنا ...
ومن المهم ألا تخدر عزومنا لمن ينادون بأن " تصلي وتصوم فأنت مسلم ؛ ولا مانع من إعمال عقلك وترك النقل "
 وهم بذلك يقصدون نسف ثوابتنا وزعزعة عقيدتنا ...
ويرومون لبث سمومهم فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم والتابعين وسلف هذه الأمة ... ليشرعوا بعقولهم الجوفاء أحكام ما أنزل بها من سلطان ؛ محفوفة بالبدع والضلال تحت مسميات ابتدعوها ...

فا للهم ارحمنا برحمتك ؛ واشملنا بعفوك ؛ وارزقنا الهدى لصراطك المستقيم ....
واكفنا وأعذنا من شر خلقك "من الجنة والناس "   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق