2010/08/17

هذه لك .. يا أبي


وصلتني عبر رسالة ايميل من أخي المحب د. علي الشائع الذي عهد على نفسه أن يرسل كل القيم الرائعة لأصحابه ومن يحب فله ولكم مني الشكر .... على تأملها.


عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها اتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية.
فقد كان المال شحيحاً واستشاط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين إحدى العلب بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية، على الرغم من ذلك أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح ...
وقالت له: "هذه لك .. يا أبى".

أصابه الخجل من ردة فعله السابقة, ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة واكتشف أن العلبة فارغة. ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً:
"ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية, يفترض أن يكون بداخلها شئ ما .."
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات ودفن وجهه بيديه في حزن. عندها ..

نظرت البنت الصغيرة إليه وعيناها تدمعان وقالت:
"يا أبي .. إنها ليست فارغة .. لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة. وكانت كل القبل .. لك يا أبي".
تحطم قلب الأب عند سماع ذلك. وراح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة, وتوسل لها أن تسامحه. فضمته إليها وغطت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات .. وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب .. وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة .. وكانت ابنته تضحك وتصفق وهي في قمة الفرح.
استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم.

أخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته ..
وقد فعل .. وازداد الأب وابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام.
ثم خطف حادثٌ مأساوي حياة الطفلة بعد مرور عشر سنوات.
وقد قيل أن ذلك الأب, وقد حفظ تلك العلبة الذهبية كل تلك السنوات, قد أخرج العلبة ووضعها على طاولة قرب سريره ..
وكان كلما شعر بالإحباط, كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية .. ويتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته.

تأمل :
" كل واحد منا كبشر, قد أعطي وعاءاً ذهبياً قد مُلأ بحبٍ غير مشروط من أبناءنا وأصدقائنا وأهلنا " .
وما من شيء أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق