2010/08/15

رمضان وعادات المسلمين فيه



عدة مقالات أعجبتني فأضفت عليها ... تكشف بعض عادات المسلمين في رمضان تقبل الله منا ومنهم الصيام والقيام وقراءة القرآن ...

يتفاوت المسلمون في عاداتهم في هذا الموسم الكريم من بلد لآخر، وإن كانوا يتحدون في عبادتهم ، التي تُظهر وحدتهم في أبهى حللها، وأسمى معانيها.

وتلك العادات الرمضانية منها الصحيح المقبول، ومنها المبتدع، والمقياس ما جاء في كتاب ربنا عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ونحن من خلال هذا المقال نحاول تسليط الضوء على بعض تلك العادات، يتخللها شيء من الوقفات، راجين من الله عز وجل لنا ولجميع المسلمين القبول ...

فمن العادات الحسنة المرتبطة بشهر رمضان، والتي قد تكون عبادة يؤجر عليها المسلم إذا صحبتها النية الصحيحة:

• الفرح باستقبال الشهر
• ترقب هلاله
• وتهيئة المساجد والمصليات
• والتهنئة بحلوله ووصوله
• وصلة الأرحام وتبادل الزيارات
• وكثرة المصلين والعابدين من جميع الطبقات صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً ، أغنياء وفقراء
• إضافة إلى علو الهمة في العبادة من صلاة وتلاوة واعتكاف ودعوة وإنفاق....
• تسابق المحسنين في إيجاد الخيام والصالات وتهيئتها بالفراش والأنوار من أجل تفطير الصائمين، وخاصة للمغتربين والبعيدين عن أهليهم وبلادهم فيشعرون بالأخوة، ويحسون بالفرحة والسرور، وترتفع معنوياتهم، ويستشعرون نعمة الإسلام والإيمان والصيام التي جمعت بينهم، وألفت بين قلوب الجميع.

وغير ذلك مما اعتاده المسلمين في رمضان.

والمؤمل ...
الاستمرار على هذا الخير، وعدم التخلي عن تلك الواجبات بعد رمضان...
وهنا نذكر بأن رب رمضان هو رب سائر الشهور.

أما الحديث عن العادات المضيعة لاستثمار أوقات رمضان ، فمنها :

• النوم نهاراً والسهر ليلاً وتضييع الأوقات
• ومتابعة الأفلام والمسلسلات
• وكثرة ارتياد الأسواق ...
• والمبالغة والتباهي في كثرة المأكولات والأطعمة ...
• الاحتفال بمنتصف رمضان ...
خيم السهرات والأغاني والتي لاتخلو من المحرمات ...

ومن العادات المرتبطة برمضان :

• رمضان في تونس :

يحظى شهر رمضان المبارك بمكانة خاصة عند التونسيين
إذ تستعد له مختلف الأسر التونسية الفقيرة والغنية على حد السواء قبل أيام من حلوله فى أجواء احتفالية..
حيث تتزين واجهات المنازل، وتتلألأ صوامع الجوامع فى كل المدن بالمصابيح، وتدب حركة غير عادية فى الشوارع...

وتستعيد العلاقات العائلية التونسية فى شهر رمضان المبارك، الدفء الذى سرقته منها حياة المدن الصاخبة، ونسق الحياة العصرية الذي بات يميز سير الشأن اليومي للمواطن التونسي..

ويعتبر التونسيون، إن شهر رمضان هو شهر "اللمة" مع العائلة بدرجة أولى
إذ يمثل فرصة نادرة للم شمل أفراد الأسرة التونسية حول مائدة إفطار واحدة، بعد أن شتـتـتها ظروف الحياة الجديدة طوال أيام السنة..
ويتبادل الأقارب والجيران الزيارات والمأكولات، ويستضيف كل منهم الآخر لتناول الإفطار على مائدته كما يغتنم العديدون هذا الشهر للتصالح وتسوية الخلافات القديمة الموجودة مع الأهل والأصدقاء...

على أن شهر رمضان فى تونس، يعدّ شهر الاحتفالات الأسرية الخاصة بامتياز..

على صعيد آخر ، تشهد المساجد التونسية بداية من اليوم الأول من رمضان، نشاطا دينيا حثيثا، يتمثل في صلاة التراويح وبعض الدروس الوعظية والمحاضرات والمسامرات في كامل تراب البلاد، إلى جانب عدد ضخم من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوي الشريف، بالإضافة إلى ما يزيد على 400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم..

ويجري خلال هذا الشهر، تنظيم مسابقة دولية لحفظ القرآن الكريم، تشهد مشاركة أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية، وتسلم في أعقابها جوائز مالية هامة تبلغ قيمتها نحو 27 ألفا و500 دولار..

فيما يتولى الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، تسليم جوائز المسابقة إلى الفائزين ليلة السابع والعشرين من رمضان بالقصر الرئاسي بقرطاج (ضواحي العاصمة التونسية)، خلال حفل رمضاني تحضره الشخصيات المحلية والأجنبية، ويتم خلاله تسليم "جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية"، وتبلغ قيمتها 25 ألف دولار.

ويفطر الصائمون في تونس على صوت المؤذن، وهو يرفع آذان صلاة المغرب معلنا موعد الإفطار، إلى جانب وقع دوي المدافع، فيما يمثل التمر واللبن، عنوان إفطار الصائمين وذلك قبل أداء صلاة المغرب في المساجد أو البيوت، حيث تقام الصلاة في جماعة أسرية، ليلتقي الجميع بعد ذلك على مائدة الإفطار، التي تعدّ أحد خصوصيات التونسي خلال هذا الشهر الفضيل..

• رمضان في المغرب :

يمكن لأي مسلم يعيش في المغرب أن يلحظ مدى احتفاء الشعب المغربي بقدوم شهر رمضان المبارك ...
ويظهر هذا جليّا في الأيّام الأخيرة من شهر شعبان ، حين يبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ومن تلك المظاهر تحضير المساجد وتنظيفها.

وبمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين : ( عواشر مبروكة ) والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني ( أيام مباركة ) مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

ثم إنك ترى الناس يتبادلون الأدعية والمباركات والتهاني فيما بينهم سرورًا بحلول الضيف الكريم الذي يغير حياة كثير من الناس تغييرًا كليًا .
وكما هو المعهود فإن رمضان يعدّ فرصة عظيمة للتقارب والصلة بين الأرحام بعد الفراق والانقطاع ، فلا عجب أن ترى المحبة ومباهج الفرح والسرور تعلو وجوه الناس ، وتغير من تقاسيمها وتعابيرها بعد أن أثقلتها هموم الحياة .

ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين ، مما يشعرك بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه .

وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك على ما يسمى ب* ( الدروس الحسنية الرمضانية ) وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور كوكبة من العلماء والدعاة ، وتلقى هذه الدروس اهتماما من الأفراد ، لما يلمسونه من أهمية هذه الدروس ومدى ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم ، وتقوم وزارة الأوقاف بطباعة هذه الدروس وتوزيعها إتماما للفائدة .

ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار؛ فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح ، يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث . وهنا يبرز " الشاي المغربي " كأهم عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة ، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها في هذا الشعب الكريم ، وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال .

وهنا نقول : إن شخصية ( المسحراتي ) - كما يسميه أهل المشرق - لا تزال ذات حضور وقبول ، فعلى الرغم من وسائل الإيقاظ التي جاد بها العصر فإن ذلك لم ينل من مكانة تلك الشخصية ، ولم يستطيع أن يبعدها عن بؤرة الحدث الرمضاني ؛ حيث لا زالت حاضرة في كل حيّ وكل زقاق ، يطوف بين البيوت وقت السحر ، مما يضفي على هذا الوقت طعماً مميّزا ومحبّبا لدى النفوس هناك .

وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد بقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية...

الفترة ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر تشهد فتورًا ملحوظًا وملموسًا ، حيث تخلو الشوارع من المارة والباعة على السواء ؛ لكن سرعان ما تدب الحياة في تلك الشوارع، وينشط الناس بعد دخول وقت العصر – خصوصا في الأسواق – لشراء المستلزمات الخاصة بالإفطار من الحلويات والفواكه وغيرها من المواد التموينية المهمة ، مما يسبب زحاما شديدا في المحلات التجارية وعند الباعة المتجولين .

يفضّل أكثر الناس الإفطار في البيوت ، إلا أن هذا لا يمنع من إقامة موائد الإفطار الجماعية في المساجد من قبل الأفراد والمؤسسات الخيرية لاسيما في المناطق النائية والقرى والبوادي .

وبالرغم مما يتمتع به هذا الشهر الكريم من مكانة رفيعة، ومنزلة عظيمة في نفوس المغاربة عمومًا، إلا أن البعض منهم يرى أن مظاهر الحياة الجديدة ومباهجها ومفاتنها، كالتلفاز والفضائيات وغير ذلك من الوسائل المستجدة، قد أخذت تلقي بظلالها على بركات هذا الشهر الكريم، وتفقده الكثير من روحانيته وتجلياته. ويعبر البعض - وخاصة الكبار منهم - عن هذا التحول بالقول: إن رمضان لم يعد يشكل بالنسبة لي ما كان يشكله من قبل !!

ومع قرب انقضاء أيام هذا الشهر تختلط مشاعر الحزن بالفرح ، الحزن بفراق هذه الأيام المباركة بما فيها من البركات ودلائل الخيرات ، والفرح بقدوم أيام العيد السعيد ، وبين هذه المشاعر المختلطة يظل لهذا الشهر أثره في النفوس والقلوب وقتاً طويلا .


• رمضان في مصر :

مصر من قديم الأزل لها طقوس في رمضان تشتهر بها دون عن أي بلد في العالم.
ففي اليوم الأول لشهر رمضان الكريم يحرص الناس عن الإلتزام والصلاة في أوقاتها...
ويبدأ المصريون في رفع الفوانيس على البيوت إيذاناً بقدوم شهر الصوم وتبدأ الشوارع في تزيينها بكافة أشكال الزينة البيضاء والملونة.

إستخدم الفانوس فى صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال .

أما وضع الفانوس المصري في الشوارع والأزقة فيمكن رصده عقب الإفطار وعند قدوم المسحراتي حيث اعتاد الأطفال بعد ذلك على حمل فوانيسهم ومصاحبة المسحراتي ليلاً لإيقاظ الناس من النوم لتناول وجبة السحور، مرددين نشيد (إصحى يا نايم وحد الدايم) وعلى مر السنوات المتوالية أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان.


• في الأردن :

تتزين البيوت والمساجد في المدن والأرياف لاستقبال الشهر الكريم حيث يقتني الناس الفوانيس الرمضانية والقناديل المختلفة الألوان والأشكال والأحجام
وكذلك هلال رمضان وهو عبارة عن شريط كهربائي على شكل هلال تتوسطه نجمة تتزين به البيوت والمساجد والمحلات والشوارع والطرقات.
وكما في غيرها من البلاد العربية تعمر بيوت الله بالصلوات والتلاوة والذكر والدعاء ويحتفي الأردنيون بليالي القدر فيخصونها بمزيد من الاجتهاد في العبادة وترعى وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأنشطة الدينية في مثل هذه الليلة المباركة.


• في سوريا

السوريين يتلهفون لقدوم شهر رمضان حيث يستيقظ السوريون صباح كل يوم على مدفع السحور ونغمات المسحراتي حيث يتجول في الاحياء الشعبية داعيا الصائمين لعبادة الله وقيام الليل واعداد وجبة السحور.

بعد اداء فرائض الصلاة يغادر المصلون لاخذ قسط من النوم ثم يذهبون لاداء اعمالهم المعتادة وتعمر المساجد بالمصلين حين اوقات الصلاة والذين يقرأون القرآن ويدعون الله عز وجل لهم بالقول بالقبول والطاعة.

من اهم ملامح العادات الرمضانية تقاليد إثبات مولد هلال الشهر الكريم، وتلتزم هذه المسألة أسسا علمية، ففي ليلة الثلاثين من شهر شعبان يجلس القضاة والوجهاء في المسجد الأموي في دمشق خلال الساعات التي يتوقعون فيها ظهور هلال الشهر الكريم لإعلان بدء صيام رمضان الفضيل.

وعقب تناول الفطور في رمضان، يتجمع أطفال الحي، وبيد كل واحد منهم صحن فارغ، ويدورون على بيوت الأغنياء منهم ليأخذوا السحور.

ان اواصر المحبة والالفة بين افراد المجتمع السوري في شهر رمضان المبارك تشتد حيث يتبادل المصلون تحيات الود والمحبة وتقوى هذه الاواصر من خلال تبرع الموسرين على المحتاجين بالهبات والزكاة والصدقات والكفارات التي يقوم بها افراد مختصون يجمعون المال والسلع الاخرى لتوزع على الفقراء ولايمنع الموسرين او متوسطي الحال من دعوة اقاربهم واصدقائهم الى موائد الافطار.


• لبنان وشهر رمضان

كلما أطل شهر رمضان الكريم أطل معه وجه محبب هو وجه المسحراتي يوقظ النيام ويدعو عباد الله الصائمين إلى التسحر والصلاة بصوته الرنان الذي يرجع صداه في الحواري والأزقة والساحات العامة. وهذه الشخصية الشعبية المحببة باتت جزءا لا يتجزأ من رمضان الكريم ولكن سكان القرى لا يزالون أكثر تعلقا بها من سكان المدن.

ويقول المسحراتي "لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. واصح يا نايم وحد ربك الدايم وهللت مكة ونادت مرحبا بالزائرين مرحبا بك يا محمد والصحابة أجمعين، والحمد لله يا كريم الشكر لله يا رحيم.. العبد إن طاع ربه يفوز فوز أعظم".

ويبدأ اليوم الرمضاني في لبنان بتوجه المواطنين إلى أعمالهم متأخرين ساعة عن دوامهم العادي تمشيا مع وقت الصيام.
ويتزاور اللبنانيون خلال السهرة وصلا للأرحام وعملا بالشريعة الإسلامية ويتبادلون التهاني بهذا الشهر الفضيل.


• رمضان في العراق

وفي العراق يستعد العراقيون لاستقبال الشهر الكريم بتنظيف المساجد التي تغص بالمصلين خلال الشهر الكريم..
كما اعتاد العراقيون على جلسات الافطار الجماعية التي تضم الاهل والاقارب والجيران.. وفي بعض المناطق يتبادل الجيران الاطباق الرمضانية كنوع من التعاون والتعبير عن المودة التي تربط كل اهل العراق.

ويحرص اهل العراق على تأدية الصلاة في الجوامع التي تتلألأ بالاضواء وخصوصا صلاة العشاء والتراويح وتشارك كذلك النساء في تأدية هذه الصلوات..

ومن العادات التي يمارسها اهل العراق خلال جلساتهم الرمضانية لعبة (المحيبس) التي تضم فريقين يقوم احد افراد الفريق الاول باخفاء خاتم باحدى كفيه ويمد كل اعضاء الفريق كفوفهم مقبوضة وعلى الفريق الاخر ان يخمن في اي كف يقع الخاتم وترصد للفائز جوائز قيمة.


• رمضان في دول الخليج

في دول الخليج العربية الاجواء الرمضانية واحدة ولايزال لاهل الخليج عامة رغم المدنية والتحضر عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية التي توارثوها جيلا بعد جيل وهي تعكس روح التراث والاصالة وتجسد قيم المحبة والتواصل الديني والاجتماعي وتنم عن التجانس بين المجتمعات الخليجية عامة.


• الصلاة في الحرمين

وتنفرد السعودية، بتوجه قلوب المسلمين لها كل يوم لأداء فروض الصلاة وأداء فريضة الحج المباركة والعمرة في الديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومع أذان المغرب تفرش موائد الإفطار في الحرمين المكي والمدني، ويتسابق القائمون عليها لجذب المسلمين ليجلسوا في موائدهم، وكلما زاد عدد الجالسين ازداد فرح القائمين على هذه الموائد.

ويمتلئ الحرم المكي الشريف مع دخول ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان بملايين المصلين الذين يأتون من كل فج عميق، ويقطعون المسافات الطويلة وينفقون الأموال الطائلة، لكي يفوزوا بقضاء الليالي العشر الأواخر من شهر الصيام، التماساً لليلة القدر المباركة مقبولة الدعاء، والتي هي خير من ألف شهر.

ولايوجد فرق في العادات والتقاليد الرمضانية في دول الخليج فالاجواء الرمضانية متشابهة والانشطة متماثلة إلى حد كبير كما انك تجد المائدة الخليجية في رمضان واحدة في مكوناتها سواء في السعودية أو قطر أو الكويت أو الامارات أو عمان أو البحرين.


• شهر رمضان في اليمن

الاجواء الرمضانية في اليمن المترامي الاطراف ولاهل اليمن عاداتهم وتقاليدهم التي قد تشترك في بعضها مع الدول المجاورة.
الاسواق والمحال التجارية تشهد ازدحاما شديدا قبيل رمضان حيث يتجه الناس لشراء حاجياتهم الرمضانية.. مشيرا إلى ان هذا الازدحام يظل طوال الشهر الكريم وخاصة في الفترة الواقعة بين صلاة العصر وموعد الافطار وكذلك بعد صلاة التراويح اما فترة الصباح فتكاد تخلو الشوارع من المارة خاصة وان الدوام الرسمي يبدأ عند الحادية عشرة ظهرا.

الافطارفي معظم المدن الرئيسية طقوسا خاصة حيث يحمل الصائمون قبيل اذان المغرب وجبة افطارهم ويتوجهون بها نحو المسجد ويتجمعون على هيئة حلقات في اماكن مخصصة ومعدة سلفا حول وجبات الافطار السريعة التي تجمعت ويدعون اليها غيرهم من الزائرين والغرباء عن الحي.

وجرت العادة في بعض الارياف على فرش سفرة كبيرة في فناء المسجد يلتقي عليها الصائمون حيث ترسل وجبات الافطار من بيوت القرية المجاورة للمسجد.. وقد تحمل كل اسرة وجبة افطارها إلى المسجد وتدعو اليها من تشاء من الحاضرين.

وهناك عادة ينفرد بها أهل اليمن خلال الشهر وهي الاحتفال بالراغبين في الزواج ليلة العشرين من رمضان، ويعد هذا إعلاناً بأنهم سيدخلون عش الزوجية بعد انتهاء الشهر المبارك ويتبارى العرسان بإظهار قوتهم من خلال (المدارة) وهي لعبة شعبية، حيث يربط حبلان غليظان بجذع شجرة ضخمة تعرف ب(النالوق) ، ويثبت بها كرسي والقوي من الشباب من يحقق أعلى ارتفاع في الهواء أثناء القفز، وهناك لجنة تحكيمية من كبار السن، أما الفائز من الشباب فيفرح بتقدير أقرانه واللجنة المحكمة، مع إعجاب عروسه التي ترقب اللعبة مع زميلاتها عن بُعد.


• وفي فلسطين

رغم الظروف الصعبة التي فرضها واقع وجود الاحتلال، فإن أهل القدس حريصون على العادات الرمضانية المحببة ومنها إعمار المسجد الأقصى، والحرص على أداء جميع الصلوات فيه وخصوصا صلاة التراويح والجمعة وليلة القدر، وتتعاون فرق الكشافة الفلسطينية مع حراس دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تنظيم حركة السير عبر أبواب الحرم وخاصة لدى خروج المصلين واكتظاظهم بأعداد كبيرة، كما تقوم هذه الفرق بتقديم الخدمات للمصلين والسهر على راحتهم والمحافظة على النظام ومنع الاختلاط، وحفظ الأغراض التي يفقدها المصلون لتسليمها لأصحابها لاحقا

ويشهد سوق القطانين المجاور للمسجد الأقصى أمسيات رمضانية يومية بعد انتهاء صلاة التراويح تتألق فيها فرق الإنشاء الديني في إمتاع الحاضرين بالأناشيد الدينية والمدائح النبوية، إضافة إلى الخطب والحلقات الدراسية والدينية والفقهية لعلماء المسلمين.


• وفي السودان

يتم تدريب النساء في الصباح على تعلم تجويد القرآن الكريم، وأكثر ما يميز السودانيين، الإفطار الجماعي، وهو من عادات السودانيين الأصيلة؛ حيث تقوم كل أسرة مع من بجوارها بالتجمع في إفطار جماعي في الشارع، ويقطعون الطريق على المارة بالإصرار على مشاركتهم في هذا الإفطار.

• رمضان في تركيا :

يظل لشهر رمضان مكانته الخاصة لدى الأتراك، فقد توارثوا الاستعداد له والاحتفال بحلوله وخاصة ليلة الرؤية وأول سحور وأول يوم حينما تجتمع الأسرة على مائدة إفطار واحدة في جو أسري جميل يضم كل أفرادها خاصة الجدات والأجداد الذين يمثلون النفحة الجميلة الباقية للحفاظ على تقاليد وعادات رمضان التي تميزه عن باقي شهور السنة.

ويتميز هذا الشهر الكريم في هذا البلد بعادات خاصة سواء في تخصيص وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور، أو في الأكلات التي يشتهر بها مثل كفتة داود باشا التي نقلوها لباقي الدول العربية التي دخلوها أيام السلطنة العثمانية أو خطاب الولاء من الزوج لزوجته أو حتى زغاريد رؤية الهلال.

وتشارك تركيا الدول العربية والإسلامية الأخرى في معظم مظاهر الاحتفال برمضان سواء بهجة وفرحة الأسرة وخاصة الأطفال أو في الأكلات أو في الذهاب للمساجد وحبس المفطرين في نهار هذا الشهر أو الزيارات العائلية ودعوات الإفطار المتبادلة التي تزيد روابط المودة والحب بين العائلات والأسر التركية التي يبدأ استعدادها الخاص لاستقباله منذ النصف الثاني من شهر شعبان حينما تبدأ وسائل الإعلام والجمعيات والمراكز الإسلامية في إذاعة آيات القرآن الكريم سواء قبل أو خلال شهر الصوم وبحضور الآلاف من المسلمين الصائمين.

زغاريد الرؤية
ويمثل الاحتفال باستطلاع رؤية هلال رمضان فرحة خاصة فبعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت خاصة العريقة منها أو التي مازالت تضم الأجيال الكبيرة كالجد والجدة ليعبروا عن هذه الفرحة التي زف بشائرها إليهم إعلان المفتي بميلاد الهلال وبدء الصوم في اليوم التالي كما يدعو المسلمين لاغتنام هذه الفرصة في العبادة والتضرع والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ثم تعم الفرحة كل تركيا بعد إذاعة هذا النبأ في كل وسائل الإعلام التركية لأنهم ينتظرونه من العام إلى العام في لهفة وحب وحتى البيوت تجدها سعيدة بقدومه فتفوح منهاروائح المسك والعنبر وماء الورد فقد جرت العادة على نثر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل.

مظاهر تركية خاصة

وعقب الاحتفال برؤية الهلال تبدأ الجدات في تجهيز أول سحور رمضاني ويتكون غالبا من الفواكه الطازجة والملبن التركي الشهير المحشو بالمكسرات والقشدة، واللحم المقدد الذي يتم تجهيزه سابقا استعدادا لهذه المناسبة الكريمة، ثم يدعو الجد «أكبر أفراد الأسرة» أولاده وأحفاده لتناول السحور ويتفق معهم خلاله على حضورهم في اليوم التالي أو أول أيام رمضان للإفطار معه فتجمعهم المائدة الرمضانية التركية العامرة بأشهى المأكولات سواء التقليدية الشعبية أو الحديثة خاصة كفتة داود باشا أشهر طبق تركي قديم أدخله العثمانيون للدول التي حكموها سواء عربية أو إسلامية أيام الإمبراطورية العثمانية، وتحمل هذه المائدة العديد من المفاجآت والطرائف وأهمها أن إحدى كرات هذه الكفته تخبأ بها خاتم فضي يصبح من نصيب من يأكلها ويكتشفه تحت أسنانه.

ومن أهم مظاهر الاحتفالات التركية الخاصة بحلول هذا الشهر أيضا الحرص على تناول وجبة ثالثة بين طعامي الإفطار والسحور وموعدها ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساء وتتكون من الأطعمة نفسها التي تفضلها الأسرة التركية على طعام الإفطار كالخضراوات الطازجة واللحوم وبعض الحلوى المشهورة في تركيا، ومن تقاليد الأزواج والزوجات خلال رمضان أن يقوم الزوج بإهداء زوجته خطابا يجدد لها فيه ولاءه وحبه الشديد وتأكيده على أنه سيظل طوال عمره أمينا عليها وعلى بيته وأولاده، ويقدم لها اعتذاره عن أية مبادرات سيئة صدرت منه تجاهها ثم تقوم الزوجة بإهدائه سوارا فضيا تعبيرا منها عن محبتها له وتجديدا للعهد بينهما، أما الأطفال فيقضون الأمسيات الرمضانية حول الجدات اللاتي يحكين لهم القصص والحكايات الشعبية الطريفة المليئة بالعديد من النوادر سواء الشخصية أو العامة التي يشتهر بها الأتراك وتراثهم القديم وتصبح طلبات الصغار أوامر ويكونون على موعد مع المكافآت.

ومن المظاهر المحببة والمفضلة لدى الأتراك الزيارات المتكررة والمتبادلة التي تقوم بها العائلات لزيارة بعضها البعض خاصة على موائد الإفطار، وفي المساء أيضا يخصص التليفزيون حوالي ثلاث ساعات يوميا لإذاعة البرامج الإسلامية كالأفلام التسجيلية والمحاضرات الدينية والمناقشات للقضايا الإسلامية المعاصرة...

كما يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة ومواتية للاتفاق على إتمام الزواج بين العائلات المختلفة التي يصبح عيد الفطر المبارك مناسبة بهيجة لإتمام هذه الفرحة فبعد أن تقوم والدة الخاطب بتقديم شال حريري مطعم بالخيوط الذهبية والفضية للعروس كعربون محبة دائم لعروس ابنها يقدم الخاطب الذي يصحب أسرته سوارا ذهبيا ثمينا لخطيبته تعبيرا عن حبه وإخلاصه لها.

مسجد السلطان أحمد
وتمتلئ المساجد عن آخرها منذ الأيام الأولي لحلول هذا الشهر بالمصلين والصائمين ويعتبر مسجد السلطان أحمد أبرز وأكبر مساجد تركيا فمساحته شاسعة لذلك يطلق عليه «المسجد الكبير» لأن المصلين يدخلونه من خمسة أبواب فهو يشغل أربعة شوارع رئيسة بمدينة أسطنبول ويتميز بالتحف المعمارية والفنية وبالزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه بالإضافة إلى حوالي 150 نجفة معلقة بجميع جنباته وسقفه.
وتقوم الكثير من المساجد الكبرى بمدينتي أنقرة العاصمة واسطنبول العاصمة القديمة للعثمانيين باستقبال الصائمين على طعام الإفطار تماما كما يحدث بالكثير من الدول الإسلامية والعربية.


• في اليونان

استعداد المسلمين ذوي الأصول العربية لاستقبال شهر رمضان بإقامة "المصليات" التي تستخدم في الإفطار الجماعي، وصلاة التراويح، وكذلك إقامة المسابقات والأنشطة الرمضانية، كما يتميز هذا الشهر بانتعاش حركة التجارة؛ فيقبل المسلمون على شراء المستلزمات والحلويات الرمضانية.


• في الإمارات

تعد الخيام المقامة أمام بيوت الإماراتيين - من ميسوري الحال - مظهراً من المظاهر الرئيسية لاستقبال الشهر الكريم، ويعتبرها الجميع تراثاً للأجداد يستعيده الأبناء متخلين عن حياة المدنية بتعقيداتها، حيث يتم استقبال الأقارب والأصدقاء، كما أنه يتم فيها إعداد إفطار للفقراء والمحتاجين.

• في الكاميرون

عادة جميلة يحرص عليها المسلمون هناك؛ وهي عدم غلق أبواب البيوت والشقق طوال شهر رمضان المبارك.. استعدادًا لاستقبال أي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته؛ فيدخل للإفطار والتعارف مع إخوانه من المسلمين الذين يمثلون نصف المجتمع على الأقل، ويزداد عدد المقبلين على الإسلام والدخول فيه تأثراً بسلوكيات المسلمين.

• في اندونيسيا:

تمنح أجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان للتعود على الصيام.

• في باكستان :
يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة كأنه عريس.

• في ماليزيا:
تطوف السيدات بالمنازل لقراءة القرآن الكريم ما بين الإفطار والسحور .

• في نيجيريا:
تستضيف كل أسرة فقيراً يوميا ًللإفطار.

• في موريتانيا:
يتسابق أهلها على قراءة القرآن الكريم كله في ليلة واحدة .

• في أوغندا:
يصومون 12 ساعة يومياً منذ دخول الإسلام إليها لتَسَاوي الليل بالنهار هناك لوقوعها على خط الاستواء.

تلك هي بعض عادات الناس في هذا الشهر الكريم، وعموماً ما حظي رمضان بهذا الاهتمام لدى الكثيرين إلا لمكانته في النفوس، وعظيم قدره لديهم، سائلين الله التوفيق والسعادة في الدنيا ويوم المعاد، والحمد لله رب العالمين.
ونسأل الله ان يعينكم على صيامه وقيامه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق