2010/07/27

كيف نكافئ من أحسن إلينا


كتب. عبدالله القرزعي –

الخير بين الناس والتواصل في طرق الحق هو ما يجعل الإنسان يشعر بأن هذه الحياة تشع نوراً وضياء ؛ أمل وتفاؤل ...

تبقى العلاقات الإنسانية بروابط الصدق والصداقة هي أسمى وأجل اتصال وتواصل إنساني ؛ ويخرج منها التواصل "البرجماتي" الذي يجتهد فيه البعض بغية الحصول على منفعة مادية أو معنوية ...
والمتأمل في حال كثير من الناس يجد لدى بعضاً منهم ذبول صورة العلاقة الإنسانية المبنية على الإخاء والتعاون في مقابل كثرة العلاقات المبنية على الحصول على المنافع والمصالح ...
ومع كون "الصداقة الصادقة المحتسبة لوجه الله عز وجل" هي الأقل والأندر ...
إلا أن حلاوتها تبقى في ندرتها ؛ وهذا سر مقولة "تعرف على ألف شخص ؛ واتخذ منهم صديق واحد" ؛ فليست كل معرفة تعبر عن حقيقة الصداقة ...
المهم في الأمر ...
هو تقديم الجانب المشرق والنوايا الحسنة وعلى الله قصد السبيل ؛ كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات) ....
فمن صدقت نيته ..
ومن تربى على قضاء حوائجة التي يستطيع أن يقوم بها ...
وبات قلبه لا يعرف غير لغة الخير والحب والصفاء ... بات مطمئناً ؛ تلقائياً في علاقاته ... وقد حاز خيراً كثيرا .
ومع ذلك نجد أننا أحياناً بحاجة إلى من يقدم لنا العون من ... استشارة ؛ أو إنصات واستماع لهمومنا ؛ أو تقديم خدمة ما ...
وقد يكون ذلك معياراً ومحكاً حقيقياً للكشف عن "صدق العلاقة ومتانتها واحتسابها لوجه الله عز وجل" ...
بالرغم أنني لست مؤيداً لوضع الأخرين تحت اختبارات كهذه ؛ فكثير من حقائق الأمور تزيدنا تعاسة إن رأيناها على حقيقتها ...
وكما أنه معيار واختبار حقيقي للأخرين فهو كذلك لنا نحن في :
هل كنا نتواصل ونعطي لوجه الله أم بهدف العلاقة النفعية ؟؟!!
وهو ما نجده من "حيرة وألم" حينما لا يتسنى لمن سبق وقدمنا له خدمات من تقديم خدمة لنا بالمثل !! أياً كانت ظروفه ؟؟

خلاصة القول :

ماذا لو أننا في هذه الحياة تعاهدنا أنفسنا على :
• التركيز على العلاقات الإنسانية المحتسبة لوجه الله عز وجل .
• العطاء لأجل العطاء وتقديم الخير ؛ وعدم انتظار العطاء بالمثل.
• الاعتياد على خدمة أنفسنا بأنفسنا ؛ فسمو الإنسان يكمن في احتياجه لله عز وجل والتوكل عليه .... قبل عرض حاجاته على خلقه أو الركون لنفسه .
• ثم ماذا لو احتجنا خدمة ما من الأخرين وأسديت لنا ... ألا يجب أن نكافئ من أحسن إلينا بالحسنى ومنه الدعاء والشكر وكف الأذى عنه ؛ قال تعالى : (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) [الرحمن : 60]
يعمد بعض الناس عندما تقضي له حاجات في مرات كثيرة ؛ وتعجز عن تقديمها لمرة واحدة ؟؟ إلى معاداتك وكرهك واتهامك بما ليس فيك !!!
وهذا والله من دواعي فقد الأمن لمن لديه نزعة تقديم الخير والمضي فيه ....
وهو من أشد الأمور ابتلاءً للمؤمن ؛ وهو ما جعل بعض الأخيار يكفون عن المضي في الخير واعتزال الأخرين وشؤونهم ...
ومن تجارب شخصية عدة اعتاد بعض الناس هداهم الله على الأخذ فقط دون العطاء !!!
وما أن تنشغل مرغماً عن تقديم خدمات لهم اعتادوها -محتسباً- إلا وينقلب حالهم من الرضا والمدح إلى السخط والذم ....

ومع ذلك تعجب وتقف احتراماً لأخيار وهبوا أوقاتهم وجهدهم وأموالهم في سبيل خدمة المحتاجين مع ما قد يعتري ذلك من مفارقات غريبة !!؟؟

اللهم أدم الخير بين المسلمين ...
وأعن من تولوا السعي فيه وله وصبروا وصابروا واجتهدوا في ذلك ....
إنهم والله نماذج من أمة أبية اتخذوا من محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته قدوة حسنة.
والله الموفق ؛؛؛

هناك تعليق واحد:

  1. كيف نكافئ من أحسن إلينا ؟

    تساؤل ؟؟ .. افرغت دلوك الثمين فيه من صميم تجاربك وتعايشك .

    برؤية شخصية لا يحسن الإجابة على هذا التساؤل إلا من اتقن مهارة ( هندسة التعامل الإنساني )؛
    واصنفها من مهارات الحد الأدنى !!

    شكرا لك و لعطاءك الجم ..؛

    ردحذف